أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - حاتم بشر - محاضرات في الإقتصاد السياسي للرأسمالية-المحاضرة الثانية: السلعة. ج3














المزيد.....

محاضرات في الإقتصاد السياسي للرأسمالية-المحاضرة الثانية: السلعة. ج3


حاتم بشر

الحوار المتمدن-العدد: 5294 - 2016 / 9 / 24 - 15:05
المحور: الارشيف الماركسي
    


((إني أتوجه بالطبع إلى قراء يريدون أن يتعلموا شيئا جديدا، ويريدون، بالتالي، أن يفكروا بأنفسهم))-ماركس-

ثانيا: القيمة التبادلية وقيمة السلعة.

انتهينا في الجزء الخاص بالقيمة الإستهلاكية للسلعة إلى أن القيمة الإستهلاكية لا يُنظر إليها كسلعة إلا عندما يجري تبادلها عن طريق عملية البيع والشراء.
لنتفحص، إذن، عملية البيع والشراء .
في أثناء هذه العملية، تظهر، في السوق، قدرة السلعة على (التبادل) بسلع أخرى، بتناسب معين. وذلك ما يمثل قيمتها التبادلية.
و"أبسط" مظهر أو صورة للقيمة التبادلية للسلع هو، بداهة، مبادلة كمية معينة من قيمة استهلاكية من نوع ماA، بكمية متناسبة من قيمة استهلاكية من نوع آخرB. وبتعبير ماركس((تظهر القيمة التبادلية، ابتداء، بوصفها العلاقة الكمية أو النسبة التي تجري طبقا لها مبادلة قيم استهلاكية مختلفة النوع، إحداها لقاء الأخرى)).
مثال توضيحي:
إذا بادلنا كيلوجراما من الشاي بخمسة كيلوجرامات من السكر، فإن القيمة التبادلية لكيلوجرام من الشاي تساوي خمسة كج من السكر.
ولا يصح فصل القيمة التبادلية عن الشيء ذاته، عن قيمته الإستهلاكية. فإن القيمتان الإستهلاكية والتبادلية هما وجهان للسلعة: الأولى تعبر عن الجانب المادي للسلعة، والثانية تعبر عن الجانب الإجتماعي لها. وسيتضح هذا الآن..
إذا كانت السلع قابلة للتبادل والمساواة فيما بينها، فلا بد أن هناك-كما يشير ماركس- خواصا عامة مشتركة بين كل السلع المختلفة. ولنشرح هذه النقطة بشيء من التفصيل:
إن ماركس يعني أنه عندما نبادل سلعة(أ) بسلعة(ب)، فإن هذه المبادلة تعني المساواة بين سلعتين مختلفتين، تعني أن أ=ب. يعني أنه بين(أ) و(ب) السلعتين المختلفتين شيء ما مشترك، هو أساس عملية التبادل.
فإذا كان أ=ج
وإذا كان ب=ج
فإن أ=ب
والآن ما هو هذا الأساس المشترك بين كل السلع المشتركة؟ ما هو هذا العنصر(ج) الذي تُردّ إليه كل السلع ويسمح بإتخاذ مقاييس موحدة بالنسبة لهذه السلع المختلفة؟

هل هو الخواص الفيزيائية او الكيميائية او غيرها من الخواص الطبيعية التي تحدد المنفعة أو القيمة الاستهلاكية للسلع؟
كلا، لا يمكن ان تكون هذه الخواص اساسا للمقارنة والمبادلة بين السلع. فالسلع تختلف نوعيا في قيمتها الإستهلاكية(في خواصها النافعة) وتستعصي على المقارنة كميا.
الآن يجيء دور التجريد الذي أشرنا إليه آنفا..
الآن، احذف، في ذهنك، القيمة الإستهلاكية للسلعة، أي سلعة، احذف مختلف خواصها الملموسة النافعة، ستجد أنه لن يتبقى منها إلا خاصية واحدة وحيدة تشترك وتنتشر في جميع السلع. ستجد أن جميع السلع هي: نتاج للــعــمــل.
أي عمل؟! فالأعمال كثيرة ومتباينة!! عمل الحائك؟! عمل النجار؟! عمل الصائغ؟! أي عمل؟!

لا، لا هذا العمل ولا ذاك!
فعندما حذفنا من السلعة قيمتها الإستهلاكية، عندما حذفنا منها خواصها المعينة الملموسة النافعة، فإننا حذفنا أيضا الأنواع المختلفة للعمل الحسي الذي خلق هذه الخواص. إذن فالمقصود بالعمل ليس هذا النوع أو ذاك من العمل، بل العمل بصورة عامة، العمل بوصفه الجهد الذي تبذله قوة العمل على وجه العموم.
لقد سألنا اعلاه عن (ج)، عن ذلك العنصر الذي ترد إليه كل السلع، والذي يجعل من عملية تبادل السلع الإستهلاكية المختلفة ممكنة، ورأينا أن السلع ..((قد ردت جميعها إلى العمل البشري نفسه، إلى انفاق قوة عمل بشرية، بصرف النظر عن الشكل الخاص الذي أنفقت فيه هذه القوة-ماركس)). وكنتاج لهذا العمل العام البسيط، فالسلع هي قيم. والقيمة التبادلية ليست أكثر من "شكل" تتجسد فيه قيمة السلعة.

هكذا نجد أن للسلعة خصيصتين:
1-القيمة الإستهلاكية التي تشبع الإحتياجات الإنسانية.
2-والقيمة أي العمل المجرد المتبلور في السلعة.
والآن، بينما تعبر القيمة الإستهلاكية عن (الإختلاف) بين السلع، تعبر القيمة عن (وحدتها). وبينما تعبر القيمة الإستهلاكية عن علاقة الإنسان-بالشيء(التي تظهر في أثناء استهلاك الإنسان للشيء النافع). تعبر القيمة عن العلاقات المتبادلة بين منتجي السلع(التي تظهر أثناء التبادل).
إن القيمة الإستهلاكية، والقيمة تشكلان معا وحدة السلعة: فالسلعة المعينة يمكن مبادلتها بسلع أخرى في عملية الشراء والبيع(اي انها تعتبر قيمة تبادلية) وذلك بفضل القيمة الإستهلاكية المعينة التي تتمتع بها هذه السلعة. وفي الوقت نفسه يمكن للسلعة المنتجة ان تصبح قيمة استهلاكية(يستهلكها الآخرون فعلا) فقط حين تمر بمرحلة التبادل حيث تكشف السلعة عن قيمتها.



#حاتم_بشر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف دحض الدكتور إمام عبد الفتاح المادية؟!
- محاضرات في الإقتصاد السياسي للرأسمالية - المحاضرة الثانية: ا ...
- محاضرات في الإقتصاد السياسي للرأسمالية - المحاضرة الثانية: ا ...
- محاضرات في الإقتصاد السياسي للرأسمالية المحاضرة الأولى: الإن ...
- 2- محاضرات في الإقتصاد السياسي للرأسمالية- المحاضرة التمهيدي ...
- محاضرات في الإقتصاد السياسي للرأسمالية
- نقد المفهوم الميتافيزيقي للأزمة الرأسمالية
- كارل ماركس: دياليكتيك الهجرة إلى أميركا
- المادية الميتافيزيقية واللعب بالوقائع
- -الإنتهازية- بوصفها ركيزة للإمبريالية
- الدياليكتيك والإنتقائية (2)
- لينين: الدياليكتيك والإنتقائية(1)
- بأي معنى يمكن الحديث عن احتضار الرأسمالية؟
- هجوم جديد، بأسلحة عتيقة! (دفاعا عن الماركسية)
- نقد أغلوطة:”المجتمع ما بعد الصناعي”
- لماذا يتعين على الشيوعيين تأييد كل حركة ثورية؟
- رسائل انغلس: 2- إلى ”أرنولد روغ“.15 يونيو1842- ‹‹..لَستُ دُك ...
- كلمة لينين خلال الوقفة الإحتجاجية فيما تلا مقتل كارل ليبكنخت ...
- رسائل انغلس: (1) إلى جدّي.


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - حاتم بشر - محاضرات في الإقتصاد السياسي للرأسمالية-المحاضرة الثانية: السلعة. ج3