سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 5293 - 2016 / 9 / 23 - 19:36
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (56) .
- نحو فهم الوجود والحياة والإنسان (54) .
- حجة من 57 إلى 61 .
" نحو فهم الوجود والحياة والإنسان بعيداً عن الخرافة " سلسلة من المقالات والأبحاث تعتنى بفهم الوجود فهماً صحيحاً موضوعياً لتزيح وتبدد كل الأفكار والمفاهيم المغلوطة من طريقها بغية الوصول لأعتاب فهم عقلانى وموضوعى
لوجودنا وحياتنا التى إستهلكناها وبددناها فى الأوهام والخرافة لنبنى أفكار ومفاهيم خاطئة تجتر من موروثات فكرية قديمة أسسنا عليها بنياتنا الفكرية الثقافية لننظر فى النهاية للوجود مقلوباً .
تعتنى هذه السلسلة بتفنيد فكرة وجود إله كقضية محورية ذات إعتناء , فهى القضية الأم التى شغلت الإنسان منذ القدم وحتى الآن مبدداً حياته فى هذا الوهم ليستنزف عمره وأيامه فى قضية ليست ذات حقيقة , ولو كان معنى لها فلن يخرج عن كونه مخدر يتعاطاه الإنسان ليبدد قلقه وحيرته من الحياة والوجود , ليحمل فى بعض الأحيان تناحر إنسانى يتلحف بالإيمان ويصعده ويستثمره .
هذا المقال يضاف أيضا لسلسلة "مائة حجة تفند وجود إله " ولا يكون سبيلنا تناقض الفكرة الإلهية ذاتها وإستحالة الجمع بين مفرداتها بل سبيلنا هو المنطق والواقع الموضوعى والعقل والعلم .. لذا سأعرض بعض الأفكار وأصيغها بإيجاز على غير عادتى كأداء جديد فى الكتابة أتصور أنه سيقنع الكثيرين .
*حجة 57- لا يوجد شئ إسمه صفر وجودي .
الرياضيات تقدم مفاهيم مثالية تقريبية تصطدم فى بعض الأحيان بماهية الوجود فنحن نقول رياضياً الصفر والقيمة التى تؤول للصفر لكن لا يوجد فى الوجود شئ اسمه صفر مادة وقيمة تؤول للصفر .!
الصفر يعنى إنعدام تام للمادة أى العدم , بينما الحقيقة الوجودية تقول أن الصفر إنعدام حالة وليس إنعدام وجود لتكمن مشكلة وعينا المغلوط بالوجود أننا نعمم إنعدام الحالة ليشمل إنعدام الوجود .
لو بدأنا منطقياً سنقول لا يوجد منطق يقول أن الشئ هو لاشئ , وإذا تعاملنا معه علمياً , فلا يوجد شئ اسمه صفر مادة فمهما تضاءلت المادة فيستحيل أن تصل إلى اللاشئ , ويؤكد هذا قانون حفظ المادة والطاقة , فالمادة لا تُخلق من العدم ولا تُفنى إلى العدم فستبقى مادة فى النهاية فى صورة ضئيلة أو متحولة .
معنى عدم وجود صفر يعنى سخافة وهزلية القول بالعدم والإيجاد من العدم وإنهاء قصة الخلق الخرافية .
* حجة 58- الأزلية .
هناك أزلية ما , ففكرة البداية تجعلنا نسأل ما الوجود قبل البداية , فليس من المعقول وجود حادث بلا إيجاد وبلا سابقه , ومن هنا سنسأل أيهما الأزلى الإله أم المادة ؟.
فرضية الإله الأزلى لا يوجد مايدعمها , فحرى بنا أن نثبت وجود إله أولا ثم نبحث فى منطقية أزليته أو غير أزليته , فالإله فكرة غير مثبتة الوجود بل فكرة ظنية إستنتاجية .
الإله الأزلى يعنى أن له علاقة وثيقة مع المادة أو أنه المادة ذاتها , فالزمن سواء مُحدد أو لانهائى لا يتواجد إلا فى وجود مادى , فالزمن بغض النظر عن محدوديته أو لامحدوديته بعد من أبعاد المادة .
أزلية المادة يمكن قبولها من قانون حفظ المادة والطاقة , فالمادة لا تُخلق ولا تُستحدث من عدم كذا لا تُفنى إلى العدم وهذا قانون علمى يمكن إثباته فى ملايين المشاهد , فلا يمكن إستحداث وجود مادى , كما يستحيل فناء مادة إلى العدم أى الصفر أى اللاشئ , وعليه تكون المادة أزلية .
* حجة 59 - اللامحدودية .
عندما نقول أن شئ محدود فهذا يعنى أن هناك الضد المتمثل فى اللامحدود , فهذا المنطق لأننا لن ندرك ماهية وتعريف المحدود إلا بنقيضه , كذا المحدود يعنى انه مفردة وجودية ضمن الوجود وليس كلياً ليكون سؤالنا الطبيعى ماذا بعد المحدود , ومن هنا سنسأل ماهى ماهية اللامحدود هل فى الإله أم فى المادة .؟
لن يكون الإله لا محدوداً لأنه سينفى بذلك ماهية وجود أى شئ , فعندما نقول الإله لا محدود فهذا يعنى أن لا يوجد حد يحد وجوده وهذا يعنى ببساطة أنه كل الوجود ولا وجود لنا أو لأى شئ فنحن جزيئات ضمن وجوده .!
عندما يكون الإله المُفترض لامحدوداً فهذا يعنى أن الموجودات ليست مستقلة عنه فهو ليس خارج الكون ليراقبه بل فى كل ثنايا الكون , فى داخل أعماق الأرض والجبال والبحار وأجساد الحيوانات والبشر والنباتات الحية والميتة ,فمعنى اللامحدود عدم وجود حد يَحد وجوده ليبدأ منه وجوده , لذا فهو فى داخل الخلية والجزئ والذرة لأنك لو قلت أن حدوده تبدأ خارج جزئ الذرة والجزئ والإنسان والكون فأنت بذلك جعلته محدوداً , وهذا يعنى أننا أجزاء من الإله فلا يوجد لنا كيانات مستقلة أى إنتفاء ماهية أى شئ , ولكننا موجودن .!
لو تعاملنا مع اللامحدودية فى المادة فيمكن إستيعاب وجودها بحكم أننا جزيئات مادية سواء الكون أو الأرض أو الجبل أو النهر أو الإنسان أو الحيوان أو النبات , فهنا نحن جزء من كُل مادى أى وحدة الوجود يمكن ان يستوعبه اللا محدود .
فكرة اللاصفر مادة وأزلية المادة تصب وتخدم فكرة لامحدودية المادة .
* حجة 60 - اللانهائية .
تخبرنا الرياضيات بوجود اللانهائية متمثلا فى الأعداد اللانهائية أو مستقيم لانهائى مثلا لذا علينا قبول فكرة اللانهائية , فيستحيل أن نصل إلى عدد لانهائى .
يقولون عن الإله أنه لانهائى بالرغم أنهم لا يملكون حجة إثبات لانهائيته ناهيك عن إثبات وجوده , وهذا يعنى أن الإله يشترك مع الأعداد اللانهائية فى صفة الإطلاق أو يكون هو الأعداد اللانهائية نفسها , فالفرضية الأولى غير جائزة فلا يوجد منطقياً وعقلياً مطلقان الإله والأعداد فوجود أحدهما المطلق ينفى وجود الآخر , أما الفرضية الثانية فتجعله مادياً أى المادة ذاتها , لنسأل لما كل هذه الجلبة ولما تتعبد للأعداد اللانهائية أى للمادة .
* حجة 61- التفاحة والوعى والإله .
هل يمكن أن تُكوْن وعى عن التفاحة بدون أن ترى التفاحة , فسيقول البعض لا يمكن طبعا , ولكن يُمكن لو تم وصف التفاحة لنا سنكون فكرة عنها بدون أن نراها .. حسنا إذا الوعى بالتفاحة يلزم رؤيتها أو وصفها بتوصيفات مادية كأبعاد وحجم ولون , فيستحيل الوعى بالتفاحة بدون ذلك ومن هنا يستحيل وجود فكرة بدون ملامح ومفردات مادية وهذا يعنى أن بدايات فكرة الآلهة كانت تتمثل فى موجودات مادية أو تركيبات لصور مادية وهذا كان حادث بالفعل كإله الشمس والقمر ألخ , أما قصة الإله الغير مادى فهى الهراء والزيف بعينه فيستحيل أن تتكون فكرة ووعى بالإله كون مفرداته غير مادية .
لا توجد فكرة بدون وجود مادى يسبقها ويشكلها ويحدد ملامحها وعليه فكرة الإله لا تتحقق إلا من خلال وثن وصنم أما قصة الإله الغير مادى فهى الإستحالة والهلوسة بعينها .
=======
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء أول 5 من 50 .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=446913
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثان 6 إلى 20 من50 .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=447489
-خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثالث 21 إلى 26 من 50.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=448534
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء رابع 27 إلى 34 من 50
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=451943
- خمسون حجة تفند وجود الإله – جزء خامس 35 إلى 40من 50
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=454325
- خمسون حجة تُفند وجود الإله–جزء سادس41إلى47
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=466347
-خمسة وخمسون حجة تُفند وجود إله –جزء سابع
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=487841
- مائة حجة تُفند وجود إله-حجة ستة وخمسون
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=529303
دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " - أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟