صفية النجار
الحوار المتمدن-العدد: 5275 - 2016 / 9 / 4 - 05:12
المحور:
الادب والفن
أصلح الأوتارْ,واجمع السُّمارْ
يا رفيقَ الدار ليلُنا أسرار
أصلح الأوتارَ قلبي ,عاد يهفو للغناءْ
جاءت الأشواقُ حُلماً زائراً هذا المساءْ
بالمُني ألقي حبيباً ضنَّ عني باللقاءْ
كُلّما آنستُ صوتاً أوخيالاً قلتُ جاءْ
ثم لايأتي فيضنيني حنيني بالبكاء
ياحبيباً صارت الذكري بديلاً عن روءاهْ
كيف يحيا لايراني, كيف أحيا لاأراهْ
حَوليَا العشاقُ لكن ,ليس في قلبي سواهْ
كمْ دعاهُ القلبُ عندي, في خيالي كمْ حواهْ
فاستطابَ الصمتَ رداً, ثم يمضي في خطاهْ
لا تَسلْني كيف يوماً ,ضاعَ ما قد ضاعَ منّا
لو عرفنا كيف ضيّعناهُ ماضاعَ وضِعنا
حسبُنا ما راحَ وهماً أو سراباً من يَدَينا
فاطرح النسيان واكتُبْ ,أو تَرنّمْ او تغنّي
ربما ذُبنا مزيجاً من غناءٍ فالتقينا
طالَ ليلي في التمنّي,هل إذاً يأتي النهارْ
لن يضيعَ العمرُ مني,في المُنى والإنتظارْ
إنّ بعضَ الحبّ نورْ, وكثيرَ الحب نارْ
لاأريدُ الموتَ عشقاً ,لحبيبٍ لايغارْ
ليتَ أنّ العشقَ يوماً , كان لي فيهِ اختيارْ
الشاعر "عمر بطيشة " كان له نصيب الأسد من الأغنيات التي شدت بها الكروان في السنوات العشر الأخيرة من الرحلة,,وكانت "أصلح الأوتار" هي الأغنية الوحيدة بالفصحى من بين أكثر من عشرين عمل تعاونا فيه جميعها من ألحان "محمد سلطان" باستثناء أغنية واحدة من ألحان "سيد مكاوي"هي أغنية "مش كتير على قلبي",,,
وكان اللقاء الأول بين الكروان وكلمات الشاعر "عمر بطيشة" في أغنية "غريب يازمان,,,والتي هي في نفس الوقت أول نص له بالعامية وأول نص يغنى من كلماته,,وأن يبدأ شاعر رحلته في عالم الكلمة المغناة مع الكروان وهي في أوج شهرتها وعطاءها لم يكن أمراً هيّناً,,
ولتلك البداية قصة يرويها الشاعر, إذ حدث وأن كان هناك نصاً مختلفاً تماماً ولشاعر مختلف في إطار التحضيرات لحفل شم النسيم ,وحدث أن استعان الموسيقار "محمد سلطان "بالشاعر لتعديل بعض الكلمات في النص الأصلي,وأصبحت التعديلات تتزايد وتتسع حتى صارت نصاً آخر,وهنا رفضت "كما يروي الشاعر" الكروان أن يتم وضع اسم غير اسم عمر بطيشة على النص,قائلة أنه صار نصه ,ولكن رئيس الإذاعة في ذلك الوقت "محمد محمود شعبان"بابا شارو" رفض أن يتحول مذيع بالإذاعة إلى شاعر غنائي,,وأسقط في يد الكروان وسلطان ,ولم يتبقً على موعد الحفل سوى يومان ,وذهبت "فايزة" للقاء وزير الثقافة في ذلك الوقت"مراد غالب" بلا موعد واعترضت سيارته كما يقول "عمر بطيشة" ودهش الرجل ودعاها لفنجان قهوة في مكتبه وسألها "إيه الحكاية ياست فايزة" فروت له قصة رفض "بابا شارو" لنص "عمر بطيشة" فطلب الاطلاع على ال"الغنوة" وقال "دي جميلة مالها؟" طب ايه المطلوب مني,,قالت له "تكتب عليها لبابا شارو,,فكتب الوزير مع الموافقة ,وذهبت الكروان لبابا شارو بتوقيع الوزير ,,لتجاز الأغنية .ولتصبح الأغنية الأولى والأخيرة التي تحمل توقيعاً من وزير لإجازتها,,
غريب يا زمان ,مالكش أمان
تفرق ليه قلوب مشيت ,سوا مشوارها وتعاهدت
و فرحت قد ما فرحت , ويوم ما قّربت بعدت
و كنا زمان أعز اصحاب ,وعشنا عمرنا أحباب
و آه لو بإيدنا ,ما كناش بعدنا,و لا ليلة واحدة
و كنا فضلنا سوا للنهارده, و بعد النهارده
حبايب ما يقدر علينا الزمان
يا ما فرّحنا الليالي و كل ليلة عيد
ياما سهّرنا النجوم بالحب والمواعيد
كنا دايماً كل أيامنا سوا,كنا حتى كل ما نبعد سوا
فاكر وإيديك حاضنة إيديّا, تحلفلي ح تفضل هنا على طول
ليه كده يا حبيبي,تروح وانا وحدي وخايفة ليالي البعد تطول
إحنا افترقنا ليه ,إحنا جرالنا ايه
ازاي في ليلة , في ليلة واحدة
نرضى بفراقنا والدتيا شاهدة
هو الزمان ,أيوه الزمان
ما اقدرش اقول غير الزمان
ياما الزمان فرّق و جمّع قبلنا كتير من زمان
عشت بعدك حاضنة عهدك ,والليالي تفوت سنين
عشت بعدك .بس بعدك ,تضحك الأيام لمين
ياللي واخداك الليالي بعيد,وغايب عن حبايبك
ياللي واحشاني عينيك ,ويا ريتني طول العمر جنبك
ياما استنيتك ,و معايا طيفك ليل نهار
ياما اتمنيتك تيجي ما لاقيتك, و فايتني في نار
و ازاي أعيش هنا ,و ما تكونشي هنا
و الله حرام فراقنا ده عن بعضنا
انا ح اجيلك انا,والله ح اجيلك انا
و لما اجيلك راح نقول ,
احنا كنا لبعض ,و ح نفضل سوا
و الزمن للعاشقين أحسن دوا
و ادي احنا بإيدنا,و ادي احنا رجعنا
حبايب ما يقدر علينا الزمان ...
الكروان ,وبعد مرحلة مااصطلح على تسميته "موجة الأغنيات الشعبية"في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات, والتي اتجه لها مطربون عاطفيون كثر منهم إضافة لفايزة أحمد "عبد الحليم حافظ وشادية ومحرم فؤاد,," عادوا أدراجهم لحظيرة الأغنيات العاطفية ولكن بدات الأغنية تطول وبدأت المقدمات الموسيقية في التميز إن جاز التعبير,فما أن تستمع للمقدمة حتى تقول هذه"حاول تفتكرني,أو زي الهوى وتلك غريب يازمان,",,,
وتوالت لقاءات "الكروان/ سلطان /بطيشة" في مجموعة الأغنيات الطويلة ,لقيتك فين,ياما انت واحشني,خلينا ننسى,أيوه تعبني هواك,
أيوه تعبني هواك وياك,يللي ظلمت الحب معاك
أيوه تعبت تعبت تعبت,زي مابتقول وتغيرت
إتغيرت من الحرمان,مش باتحمل زي زمان
وراح اتغير ,إلا ف حبك,طمن قلبك,لسه بحبك
زي زمان ,واكتر بزمان
وحدث في نهاية السبعينيات أن تعاون الثلاثي ,في مجموعة أغنيات قصيرة "ثلاث عشرة أغنية" في ثلاث "ألبومات" والجدير بالذكر أن أحد تلك الألبومات شارك فيها الشاعر "محمد حمزة"بأربع أغنيات ليصبح عددها سبع عشرة أغنية,,في مرحلة حاول فيها كبار المطربين أداء الأغنية القصيرة تماشياً مع مااصطلح على تسميته في حينه "الأغنية الشبايبة",,وأعاد عبد الحليم حافظ وشادية وغيرهم أداء أغنياتهم القصيرة الأكثر شهرة,,
وكذلك فعلت الكروان فأعادت غناء أكثر أغنياتها شهرة"يما القمر ع الباب,/أنا قلبي إليك ميال/ ماتحبنيش بالشكل ده...
وأما الأغنيات القصيرة التي وضع كلماتها الشاعر "عمر بطيشة فكانت ..ودار علينا ظلم السنين,/لحظة ندم,/ على فين طريقنا/ إنساني ياحبيبي/ جاي القمر/شارع الهوى/آدي الحياة/ إحنا اصحابإضافة لخمس أغنيات تم تصويرها للتلفزيون هي ,,
حبيتك وبداري عليك/بكره تعرف/على وش القمر/دنيا جديدة / و..هدي الليل وهي التي شارك معها فيها "محمد سلطان" بالعزف على البيانو..
الكروان /سلطان كانت تربطهما علاقات صداقة بالشاعر"عمر بطيشة " قبل أن يتعاونا معه فنياً إضافة لكونه إذاعياً وتربطه علاقات بكثير من أهل الفن بحكم عمله,,ولسنا في معرض ذكر السلبيات التي تنجم بالضرورة عن اقتصار صوت ما على ملحن واحد أو شاعر واحد في كل أو معظم أعماله..إلا أن المستمع المتذوق تحديداً يستطيع أن يلمس التحول والاختلاف في الإبداع بين شاعر وآخر أو بين ملحن وسواه,
الشاعر"عمر بطيشة"من مواليد محافظة البحيرة /دمنهور 19 مارس 1943,,تخرج من كلية الإعلام بجاكعة القاهرةوقام بتدريس مادة الإذاعة فيها,والتحق بالإذاعة المصرية أثناء الدراسات العلياوتدرج في عكله بالإذاعة إلى أن صار رئيساً لها في العام 2001
انتخب أكثر من مرة رئيساً لجمعية المؤلفين والملحنين,ومن أشهر البرامج الإذاعية التي كان وراء ظهورها, برنامح "غواص في بحر النغم" والذي كان يقدمه" عمار الشريعي" وبرنامج "عصر من الغناء" من تقديم الإذاعي الأشهر"جلال معوض" في إذاعة البرنامج العام,
للشاعر ثلاث دواوين /
-الهجرة من الجهات الأربع عام 1970
-أغنية إليها عام 1984
قصائد حب 2001
حصل بطيشة على الكثير من الجوائز التقديرية كإذاعي,,إلا أنه وكما يقول يعتز بتكريمه كشاعر والذي حصل عليه في فعاليات "مهرحان الموسيقى العربية" في دورته الثالثة والعشرون في دار الأوبرا المصرية,
كون الشاعر بالتعاون مع الشاعر "صلاح جاهين " والملحن "هاني شنودة" فرقة المصريين,,ثم مع عمار الشريعي فرقة "الأصدقاء"والتي كان من أشهر ماكتبه لها أغنية " الحدود" التي حققت انتشاراً واسعاً
كتب بطيشة للعديد من المطربين ومنهم صباح/الدنيا احلوت من ألحان محمد سلطان,,سميلرة سعيد/ مش حاتنازل عنك من ألحان جمال سلامة,,وردة /باتونس بيك،,حرمت احبك ,,جرب نار الغيرة وثلاثتها من الحان صلاح الشرنوبي ,,
الكروان ولأول وأخر مرة مع بطيشة بدون سلطان ,غنت من كلماته وألحان" سيد مكاوي " مش كتير على قلبي"
مش كتير على قلبي يفرح,بعد مااتحير كتير
مرة تجرح,مرة تبعد, مرة تعند او تغير
والنهاردة جاي تقوللي,كلمة ياريتها تدوم لي
كلمة تحييني تمللي,فرحت قلبي وعقلي
ياقلبي صدّق فرحتك,وعيش حلاوة دنيتك
بعد اللي كان,جالك زمان تفرح بقى
وتعيش معاه ,رحلة حياه متزوقة
وده مش كتير,,كش كتير على قلبي
و..الكروان إضافة لهذا اللقاء مع الشيخ"سيد مكاوي" كانت قد غنت من ألحانه وكلمات الشاعر "علي سليمان" أغنية دينية "الشهر الكريم" وأخرى من كلمات الشاعر "فؤاد الأبيض" بعنوان"يانسيم الفجر صبّح" وهي أغنية وفق التعبير البسيط الدارج"مالهاش حل"خفيفة كالنسمة بالفعل,وكما هو اسمها,,
يانسيم الفجر صبّح ع الجمال
روح وقول له, ده اللي حبّك قلبُه مال
روح وقول له, قلبي حيرني ف هواه
بين خيالي وبين أمالي وليلي طال
يانسيم الفجر صبّح
ناجي قلبُه يانسيم واسعد صباحُه
قول له قلبي بات عليل من طول نواحه
والقمر سهران معايَا بيواسيني
والنجوم بتصبّر القلب في جراحه
روح وقل له قلبي حيرني ف هواه
بين خيالي وبين امالي ليلي طال
يانسيم الفجر صبّح
يانسيم الصبح قل له طال حنيني
امتى قلبي يسمعُه ,وتشوفُه عيني
امتى يعطف يانسيم ع القلب تاني
قل له مستني ياروح الروح تَيجيني
روح وقل له قلبي حيرني ف هواه
بين خيالي وبين امالي ليلي طال
وكانت تلك الغنية "يانسيم الفجر" من أوائل الألحان التي سجلتها الكروان للإذاعة المصرية,,ولايمكن ذكر الشيخ "سيد مكاوي,دون ان نتذكر ماأثرى به المكتبة الموسيقية العربية من روائع وبدائع كان سبّاقاً للإتيان بها ,,
الشيخ "سيد مكاوي" كما كان يحلو له أن يناديه المحبون والمريدون ابن حي السيدة زينب 8 مايو 1927 – 21أبريل 1997
كان لميلاده "كفيفاً" تأثيره في توجه الأسرة لتحفيظه القرآن ,ومن ثم بات الصبي عاشقاً لفنون الإنشاد الذي تطور لاهتمام بالتراث الموسيقي الشرقي,,كما كان لتعرفه إلى الشقيقين "اسماعيل ومحمود رأفت" العاشقين للموسيقى واللذان يكان يمتلكان مكتبة موسيقية ثرية ,كان لارتباطه بهما تأثيراً إيجابياً في حياته ,,وكوّن الثلاثي مايشبه التخت الموسيقي وصاروا يشاركون في الحفلات والمناسبات ,,ثم التحق الشيخ سيد بالاذاعة المصرية وكان يقدم فقرة شهرية ثابتة تتضمن اغنيات من التراث,,إلى أن طلب منه أن يقدم إنتاجاً حاصاً به فقدم لحنين لكل من صديقه الملحن الناشيء إذّاك "عبد العظيم عبد الحق" والملحن "احمد صدقي,,وهما الأغنيتان الوحيدتان اللتان أداهما "سيد مكاوي" من ألحان غيره,,,
"سيد مكاوي" يعني المسحراتي,التي قدمها للإذاعة مع صديقه الشاعر"فؤاد حداد",,وصارت ملمحاً موسيقياً متفرداً
تفاعل سيد مكاوي مع قضايا وطنه وأمته,,فغنى من كلمات فؤاد حداد كذلك "مصر دايماً مصر" و"ولا ف قلبي ولا عنيا"كما غنى من كلمات صلاح جاهين "الدرس انتهى لموا الكراريس" إثر القصف الصهيوني لمدرسة بحر البقر والتي غتها "شادية" ثم "إحنا العمال اللي اتقتلوا" إثر قصف مصتع أبو زعبل,,
ومع صلاح جاهين أيضا, قدم لإذاعة صوت العرب"رباعيات صلاح جاهين",,
من أشهر ألحانه كذلك "يامسهرني " لأم كلثوم/"إسأل مرة عليا" لمحمد عبد المطلب/ مبروك عليك يامعجباني " لشريفة فاضل/وعشرات بل مئات الأعمال التي لازالت الأجيال المتعاقبة تتغى بها,,
الكروان, وبعد غياب عشرين عاماً تقريباً من لقاءها الأول بالشيخ سيد مكاوي,عادت والتقته,,ولكن هناك رائعون كثر التقتهم في بداية الرحلة ,,وقدمت معهم أعمالاً لن ينساها عشاق صوتها لأجيال كثيرة ,,
و ,,,تخاصمني وترجع تصالحني
وتقوللي دا كان غصبن عنك
آه ياخويا منك,,
غداً ,,ربما نلتقي الكروان .بصحبة الملحن ,الموسيقي"عبد المنعم الحريري"والموهوب "منير مراد",,لنسنرجع سوياً
أحلى الذكريات,,,
#صفية_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
