أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تناقضات قرآنية بالجملة -جزء أول .















المزيد.....



تناقضات قرآنية بالجملة -جزء أول .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5273 - 2016 / 9 / 2 - 21:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- تناقضات قرآنية بالجملة -جزء أول .
- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (89) .

هذا البحث يعتنى بالتناقضات فى القرآن من تجميعات لستة عشر مقال سابق لى بعنوان " زهايمر - تناقضات فى الكتابات المقدسة" ليقتصر هذا البحث على التناقضات فى القرآن فقط .
أمهد بهذا التجميع فى جزئيه لإصداره فى كتاب , وكدلائل قوية على بشرية الأديان ولكنى لا أقصره على هذه الرؤية هنا فقط , فهو مقدم للاخ عبد الحكيم عثمان الذى يتوهم أنه يرد على كتاباتى فلم يعد يجد ما يستحق الرد والتعقيب لأقول له ها أنت أمام حفلة وزخم من التناقضات فهل تملك القدرة على الرد أم يكفيك تهافت قولك بأن كتاباتى لا تؤثر فى القارئ وكأنك قمت بإحصاء رأى .
كذلك أقدم هذا البحث للمدعو بشاراة أحمد ذاك السلفى الذى يتوهم أنه يرد على كتاباتى فلا تكون ردوده سوى محاولات مستمرة من الإساءة والإزدراء مصحوباَ بتلفيقات ومرواغات , لذا أقدم له ما يلجمه ويحرجه ولنرى كيف يرد هذا الجهبذ بدون إساءة وسب .

* هل يبدل الله كلامه أم لا يبدل ؟.
يُفترض أن كلام الله لا يتغير ولا يتبدل بحكم أن الإله كلى القداسة والحكمة والمعرفة المنزهة عن الخطأ , وهذا ما أقر به القرآن فى عدة مواضع بقوله فى الأنعام6: 34( لا مبدل لكلمات الله) وفى يونس 10( لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ) وفى الكهف18: 27 (لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا ) وفى ق50: 29 ( ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد ) . ولكنه فى النحل16: 101 يقول أنه يُمكن أن يبدل ( إذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر) كما يذكر فى البقرة2: 106 ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) والنسخ هو الإلغاء والتغيير والتبديل
يمكن تفسير هذا التناقض أن آية لا تبديل لكلمات الله جاءت فى سياق فهم متماسك للاهوت الإله , فهكذا يجب أن تكون الآلهة لا تتبدل كلماتهم لتتكلل الذات الإلهية بالعظمة والجلال والحكمة والكياسة , بينما جاءت آية النسخ للخروج من أزمة تناقض الآيات مع بعضها مع بعض وهو ما أثاره جدالات الكفار واليهود فجاءت آية النسخ لتقول أن هذا التناقض هو رغبة الله أو كما نقول باللهجة العامية " هوا كده " بالرغم أن " هوا كده " تنال من عظمة وحكمة ومعرفة الله المطلقة .!

* هل الله يضره شئ أم يضره .؟!
الله لا يضره شئ فيُفترض أنه إله عظيم لن يناله الضرر من عبيده لذا جاءت سورة التوبة فى هذا السياق " إِلا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )التوبة -ولكن نفس الإله يتعرض للضرر والأذى من عبيده ليغضب من هذا الأذى ويلعنهم فى الدنيا والآخرة ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا) الأحزاب 57 . فهل الله يضار فى شئ أم يضار ويتأذى لدرجة أنه يفقد أعصابه ويلعن .؟!

* هل الله يعلم كل شئ أم لا يعلم .؟!
من المُفترض أن الله يعلم فهذه من صفاته التى يتغنون بها دوما كعالم الغيب وكلى المعرفة (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) الحشر . وهناك العديد من الآيات التى تؤكد علم الله للغيب ولكن توجد آيات لا يعلم فيها كما فى المائدة 94( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) . وفى العنكبوت 11 (وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ )- وفى العنكبوت 3(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) وفى آلعمران 140 (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) .
فلنتأمل " لِيَعْلَمَ اللَّهُ " ولتؤكد سورة الحجر هذا فى أن الله لا يعلم الغيب ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) فالله فى هذه الآية غير متأكد والأمور لديه فى موضع الإحتمالية بالقول " ربـــــما "فلو كان الله متأكد لحذفها .. فهل الله يعلم أم لا يعلم .؟!

* هل نتقى الله حق تقاته أو ما إستطعنا .؟!
يطل علينا التناقض والتردد بشكل فج فى آيتين أحدهما يأمر فيها الله المؤمنين أن يتقوه حق تقاته ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِوَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون) 3/102ال عمران . وآية أخرى يأمر بتقوته بقدر ما نستطيع ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفْلمُِحُونَ) التغابن 16. فهل يتقى المؤمنون الله حق تقاته أم بقدر إستطاعتهم !
شئ غريب بالفعل , فالله له رؤية ونهج ومنهج وحكم يريده وهذا محدد منذ الأزل فرضاً , ويعلم جيداً ما يريده كما يعلم بإمكانيات البشر كونه عالم الغيب وحده , فإما يريد من المؤمنين أن يتقوه حق تقاته أو ما إستطاعوا فإذا كان يُريد حق تقاته فلا داعى لما إستطعتم ,وكذلك لو يرضى بما إستطاعوا تقواه فلا معنى أن يأمر بحق تقاته , وهذا يعطينا معنى واضح لبشرية النص لن يسعفها فكرة النسخ لأنه ستصيب الله بالتردد والغفلة والعجز والجهل عن معرفة الغيب وتحديد مشيئته وإرادته ولكن الحدث الذى صاحب الآية سيمنحنا رؤية واضحة بأننا أمام نصوص بشرية لحماً ودماً وإنفعالاًً يتم صياغتها وفقا لإرادة ومزاج الجمهور وبشكل ساذج فيذكر لنا الطبرى: حدثني يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته " آل عمران : 102 قال : جاء أمر شديد , قالوا : ومن يعرف قدر هذا أو يبلغه ؟ فلما عرف الله أنه قد اشتد ذلك عليهم نسخها عنهم وجاء بالآية الأخرى : " اتقوا الله ما استطعتم" .!
وفى أسباب التنزيل للسيوطى : روى أحمد ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال: لما أورد محمد قوله وإنْ تُبْدوا ما في أنفسِكم أو تُخْفوه يحاسِبْكم بهِ اللهُ اشتدّ ذلك على أصحابه، فأتوا محمداً ثم جثوا على الرُّكب فقالوا: قد أنزل عليك هذه الآية ولا نطيقها. فقال: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا، بل قولوا سمعنا وأطعنا. غفرانك ربنا وإليك المصير . فلما فعلوا ذلك نسخها الله بقوله: لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها , فمن هنا ترى أن محمد كان يتقلّب مع قومه ويدور معهم حسب ميولهم وأهوائهم ليرضيهم وهذا من السياسة . !!.. أية تنزل فلا تجد قبول من الجمهور فيتم حذفها وإستبدالها بآية أخرى فألسنا أمام كتابات بشرية لم تعتنى بأى درجة من الكياسة .

* هل الله يقسم أم لا يقسم .!
من المُفترض أن الإله لا يُقسم فهذا إمتهان لألوهيته , كون القسم يعنى أن هناك شئ أعظم منه أو يماثله ليتخذه وسيلة لإثبات مدى مصداقيته أمام سامعيه كما يعنى أنه يتوسم من سامعيه الثقة فى كلامه بقسمه ,علاوة أن قسم الله بمخلوقاته لا يجوز له كإله هو خالقها لتأتى آية ( لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ ) سورة البلد 90: 1- محققة لهذا الإدراك بالذات الإلهية , ولكن سرعان ما نجد الله يُقسم لتتبدد ألوهيته والغريب أنه يقسم بذات البلد "مكه " الذى تعهد بعدم القسم بها (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ . وَطُورِ سِينِينَ . وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ . لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ . ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ . فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) التين:1-8 . فالله فى الآية السابقة يقسم بأربعة التين , والزيتون ,وطور سنين ,وهذا البلد الأمين فماذا نقول عن الذى نفى عن نفسه القسم ثم نجده يُقسم فهل نقول غفوة إله أم غفوة إنسان أم فكر عفوى طلب القسم بدون أن يدرك مغزاه . الغريب والطريف فى الإيمان الإسلامى أنالعلماؤ يقرون بأن الله يقسم بالرغم من "لا أقسم بهذا البلد " .!

* الله والنسيان .
بحكم أن الله كلى المعرفة وعالم الغيب وما تخفيه الأنفس فيكون منطقياً ألا ينسى , فالنسيان حالة إنسانية تعنى الضعف والوهن لذا يقول فى مريم 64 ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً) وفى طه: 52 ( فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى) ولكن نفس القرآن يجعل الله ينسى كما فى التوبة: 67 ( نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ ) و فى البقرة2: 106 (وما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها )
فهل ينسى أم لا ينسى ؟!.. يمكن تفسير الآية الأخيرة أنها جاءت كإنفعال بشرى يشوبه العصبية تجاه المخالفين فكما جعل صاحب النص الإله يضل ولا هاد له ولا سبيل نجاة من ضلاله ليختم البشر بختم الضلال كرد فعل ضد الناقدين والمعارضين الذى عجز عن مواجهتهم ليسوق أن نقدهم لم يأتى لقوة حجتهم بل جاء كنتيجة قدرية لتضليل الله لهم رغماً عنهم لتقترب آية " نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ" من هذا النهج الفكرى كنهج عناد , ولتبقى فى النهاية تناقض أمام من يرفضون بشرية النص عليهم ان يتوقفوا عنده .

* هل الله ينهى عن الفتنه أم يصنع الفتنه .!
الله ينهى عن الفتنة فى مواضع عدة بالقرآن (يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْـزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ )الأعراف 27- (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ)البقرة 193 - (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ)البقرة 191
ولكن نفس الإله الذى يُحذر من الفتنه وينهى عنها يعمل الفتنه ففى الأعراف 155 (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ "هِيَ إِلا فِتْنَتُكَ " تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ) – وفى العنكبوت 3(وَلَقَد " فَتَنَّا" الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) – وفى الأنعام 53( وَكَذَلِك "فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ " لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) – وفى الفرقان 20( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا)
هنا الله يقول " فتنا "وجعلنا بعضهم لبعض فتنة الآخر ولاحظ أنه لم يقل أن الناس هم الفتنة بل هو من يُفتن , بينما قال سابقا "الفتنة أشد من القتل" و"قاتلوهم حتى لا تكون فتنة "كما حذر من فتنة الشيطان .!

* الله لا يأمر بالفحشاء أم يأمر بالفسق .!
الله لا يأمر بالفحشاء ولا يهلك القرى بظلم وأهلها غافلون كما جاء فى الأعراف 7: 28 ( إنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ) وفي سورة الأنعام6 ( ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ ) ولكنه يهلك القرى ويأمر بالفسق فيقول في سورة الإسراء17 ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ) . فالأمر بالفسق هو أمر بالفحشاء، وإهلاك أهل القرية من أجل مُترَفيها ..لنسأل أليس الله آمر بالفسق , وهل القرية فاسدة لتنال عقابه , وما معنى قوله لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ . وإذا كانت فاسدة فهل الله يحتاج مبرر وذريعة وحجة لهذا السيناريو .!!

* شئ غريب ..تناقض فى آيتين متتاليتين .!
فى سورة النساء لدينا آيتان متتاليتين متناقضتين والغريب أنهما متجاورتين هذه المرة ففى النساء 78:4 (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِب ْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ). وفى النساء 79:4 ( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا) .
ففى الآية الأولى تقر بشكل واضح أن الحسنه والسيئة من عند الله أما الآية الثانية تجعل الحسنه فقط من الله أما السيئة فمن البشر لتشكل هاتان الآيتان إشكالية كبيرة أدت لظهور مذهب القدرية كفصيل فكرى إسلامى , فهل السيئة من الله أم من أنفسنا .
فى الحقيقة ان كثير من الآيات القرآنية تجعل السيئة من الله كأنه يفتن ويضل مثل القول ( قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ ) طه 20: 85 .و العنكبوت 3:29 ( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) .

* هل الله ليس كمثله شئ أم مثله .
يُعتبر القرآن اكثر الكتب الدينية تعظيماً وتبجيلاً للإله بآية (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ونجد هذا فى مواضع عدة ( سبحان الله عما يصفون ) المؤمنون 91 - (سبحان الله رب العرش عما يصفون ) الانبياء 2- وفى الشورى 11 ( فاطر السموات والارض.. ليس كمثلة شى وهو السميع البصير) . وهذا يعنى ان الله لا مثيل له , لأراه شئ ينزه الإله ويبعده عن أى تشبيه أو تمثيل فمهما حاولنا أن نجد له شبه أو مثيل فسيكون الله مخالفاً لذلك ولكن القرآن يعج بعشرات الآيات التى تغرق الله فى المثيل والشبه وذلك بالأفراط فى تناول الصفات البشرية كالغضب والإنتقام .. الخ كما تغرقه فى التشبيه الإنسانى كون له وجه ويد وساق وقد تناولنا تلك الآيات سابقا ولنضيف هنا مشهد جديد عن الإله الذى يشارك الملائكة الصلاة على النبى ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) فإذا كان لنا أن نندهش من إله يصلى على عبده ومدى تهافت هذا المشهد الذى ينال من الألوهية فلنا أن نتوقف أيضا عن فعل مشاركته للملائكة ومدى انسجامها مع ليس كمثله شئ .

* هل الله لا يغفر لمن قتل مؤمنا متعمداً أم يغفر له ؟
فى النساء 4: 92 أيه حادة قاطعة عن حكم الله فيمن يقتل مؤمنا متعمدا ( وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن يقتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) ولكن فى سورة الفرقان25 فتح المجال للتوبة بدلاً من العذاب الأليم لقاتل مؤمن فإن الله سيبدل سيئاته حسنات ( الذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة .. إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) . ففى الأولى لن يرحم الله قاتل المؤمن ومصيره جهنم خالداً فيها , وفى الثانية نجد كلمة إلا من تاب ليبدل الله سيئاتهم حسنات وبذلك يمكن لمن قتل النفس التي حرم الله قتلها أن يتوب ويبدل الله سيئاته حسنات .
كذلك فى الحجرات49: سمح بقتل المؤمن عمداً ( إن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا ولكنه ناقض بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله) .
واضح ان التناقض بَيْن فهو ينهى عن القتل العمد ولكن يأمر ويحلل القتل العمد من خلال " فقاتلوا التي تبغي" , أما الحديث فجاب ضلفها كما يقولون فقد جعل القاتل والمقتول فى النار وضاعت قصة من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم فجاء قول محمد ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه) .
إذا كان لنا ألا نكتفى بإبراز التناقض فقط لنطرح تفسيرا وتحليلا فنقول أن النص الإسلامى نص إنفعالى يتعامل مع الأحداث بإنفعالية وعصبية وليس بمبدأ وفكر ونهج ثابت .
هناك خربشة اخرى فى هذه الرؤية الإلهية تبدد أمل المظلومين والمقهورين فى أن يقتص الإله من ظالميهم , فأتصور أن من الأسباب الرئيسية للإيمان بوجود إله هو أن يقتص وينتقم من الظالم ولكن سيخيب ظنهم عندما يجدوا ظالميهم فى الجنه , فقد بدل الإله سيئاتهم حسنات ولا عزاء للمظلومين . !

* هل شركهم بإرادتهم أم بإرادة الله .
يخبرنا القرآن عن سؤال الله للمشركين يوم القيامة عن سبب إشراكهم به فيقولون ان الله هو السبب في ذلك إذ لو شاء لهم عدم الإشراك لما أشركوا. وهذا منطق متسق مع المنطق القرآنى القائل بأن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ، ولكن الله يعيب عليهم هذا القول ويتهمهم بالكذب ففى الانعام 148(سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آَبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) . ولكن يبدو أنه نسي ما قاله في نفس هذه السورة فنراه يقرر بكل ثقة في آية أخرى ماعابه عليهم فيقول ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ) الانعام107 . فهو يقر هنا صراحة بأنه السبب في إشراكهم!! ، نحن هنا أمام أحد أمرين: إما أن تكون مشيئة الله سبباً في إشراكهم كما قالوا ويكونون بهذا صادقين في كلامهم , أو أن يكونوا كاذبين بهذا الزعم ويكون القرآن مخطأ بتكذيبهم أو أننا أمام حالة شيزوفرانيا وزهايمر إلهى .!

* هل الصفح والغفران أم الجهاد وإغلظ عليهم .
فى سورة الحِجر 15: 85 آية جميلة ( إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الجَمِيلَ ) فهى دعوة طيبة للصفح والتسامح ولكن ما تلبث أن تبددها وتناقضها آية سورة التوبة 9: 73 ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ) ..فهل التعاطى مع الكفار والمشركين يكون بالصفح أم بالجهاد والإغلاظ عليهم .!
أتصور سبب التناقض أن الآية الأولى جاءت فى مرحلة تكوين الإسلام الذى لم يطلب التصادم أما الآية الثانية فجاءت فى مرحلة التمكين والقوة والسيادة للحضور المحمدي , ولكن وفقا للمنطق الإلهى فمن المفترض إن الله يرسل رسالة محددة غير ملتبسة للعالم أجمع فى كل زمان ومكان , فهل يريد الصفح الجميل أم الجهاد والإغلاظ عليهم .

* هل يريد الله أمة واحدة أم لا .
فى سورة المؤمنون 51-52( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون ) ويؤكد أن البشر أمة واحدة فى موضع آخر بالأنبياء 92-93 ( إنّ هذه أمتكم أمةٌ واحدة وأنا ربكم فاعبدون فتقطعوا أمرهم بينهم كلٌ إلينا راجعون ) ثم يفاجئنا القرآن بقوله ( ولو شاء الله لجعلكم أمةً واحدةً ولكن يُضل من يشاء ويهدي من يشاء ) النحل 93.

* هل يحاسب الله على ما فى أنفسنا أم لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ؟.
فى سورة البقرة آية 284 ( لِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ) تعنى ان الله سيحاسب البشر بما يخفون في صدورهم وما لا يعلنون عنه أى على نواياهم حتى ولو لم يفعلوا فهكذا حكم وسيستم إلهى فى الحساب , ولكن هناك آية أخرى مخالفة تماما لهذا التوجه فى نفس سورة البقرة:286 والتالية للإية السابقة ! . ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) فكل نفس بوسعها وما اقترفت وليس بما يدور فى ضميرها ونواياها . فما هو الحكم الإلهى هل يحاسب على النوايا وما يخفيه الإنسان فى صدره وضميره أم التكليف وفق السعة والمقدرة والإقتراف ؟
من هنا يحق لنا السؤال : بما أن الله عالم الغيب فألم يكن يعلم بصعوبة ذلك الطلب مسبقا؟ وهل حديث يبطل اية قرانية ولماذا تتنزل آية قرانية ليبطلها حديث ثم يليها آية أخرى بعد عدة ساعات تؤكد الحديث , ولتلاحظ أن الآية الأولى 284 من سورة البقرة والآية الثانية 286 من نفس السورة أى مدادها لم يجف بعد .!!
سنحاول إيجاد تفسير لهذا التناقض حتى لا يقال أننا نتصيد الأخطاء فقط ولكن هذا التفسير سيكون مؤلماً لأنه سيثبت بشرية النص ومزاجيته .. فعندما تلى محمد آية " وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخفوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله وجد الصحابة هذه الآية مرهقة صعبة التنفيذ لتشكل مشقة فى الإمتثال لها فإحتجوا للرسول بعد سماعهم تلك الآية , فجثوا على ركبهم وبكا منهم البعض وأقروا بعدم مقدرتهم على ذلك المطلب أن يوقفوا حديث النفس , فقال لهم الرسول بعد أن طلب منهم ان يقولوا سمعنا واطعنا قال : ( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) ثم نزلت آية اخرى لاحقا تبطل سابقتها ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا ).
أراه تفسير منطقى وفقا لسرد أسباب التنزيل والسيناريو الذى تم , ولكن هذا يعنى أن محمد يؤلف الآيات , فالآية التى لاتجد صدى لدى الجمهور يتم نسخها وإستبدالها بآية أخرى لينة ترضى مزاج الصحابة , ولتلاحظ أن الحديث جاء سريعاً ناسخاً لآية البقرة 284 ليعقبها آية . !

* هل يحرض المؤمنين على قتال الكقار أم يدعهم لشأنهم .
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مَائَتَيْن ) سورة الأنفال 8: 65- ليناقضها ( وَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَ وَالمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَّكَلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً ) سورة الأحزاب 33: 48
فى الآية الأولى دعوة صريحة للنبى على تحريض المؤمنين على القتال , وفى الآية الثانية دعوة إلى عدم طاعة الكافرين و الإنصراف عن أذاهم بسلام وليتوكل المؤمنين على الله ويكفيهم هذا فالله الوكيل .! أفسر هذا التناقض بأنه يعتمد على حال الإسلام والكفار فإذا كان حال المسلمين قويا فليحرض على قتال الكفار وإذا كان ضعيفا فدع أذاهم .!

* هل الإيمان والضلال قدر مكتوب أم خيار إنسانى .
تناولت فى مقالات عديدة آيات وأحاديث تؤكد أن إيمان الإنسان وكفره وهدايته وضلاله هى أمور بيد الله بتفرد , فمن يريد الله غوايته وتضليله وإفتانه ليكون مصيره النار وليملأ به الجحيم فسيتم هذا رغماً عن أنف الإنسان ولأقدم هنا بعض الآيات التى لم أعرضها فى مقالاتى السابقة ففى التغابن64: 2 (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير) . وفى المائدة5: 41 ( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ) . وفى الأنعام6: 107(لو شاء الله ماأشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا ) . وفى هود11: 34 ( لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون) . وفى البقرة 284 (فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاء ).
لأمانة البحث علينا أن نذكر بعض الآيات التى صدرت مفهوم أن الهداية والإيمان والضلال خيار إنسانى ففى الكهف18: 29 ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وفى يونس10: 108 ( قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ) . ولكن النصوص هكذا تقع فى التناقض والتخبط بين إرادة الله فى التضليل والإغواء وإرادة الإنسان , فما الحل أمام تلك المعضلة .

* هل يشارك الشيطان فى سرد الآيات أم لا .
يقول القرآن فى البقرة 2: 106 ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) وهذا يعنى أن الله ينزل آيات من القران ثم ينسخها ويلغيها ويأتي بأحسن منها أو مثلها وبالرغم من تحفظنا على فكرة النسخ التى تعنى أن الله متردد لا يعلم الغيب فيغير من آياته حسب الظروف , وبالرغم من تحفظنا أيضا على " ننسها" وعلى " نأتى بمثلها" , لكن سنعتنى بفكرة أن الآيات سواء ناسخة أو منسوخة هي من فعل الله لا يشاركه احد , ولكن فى سورة الحج 22: 52 نجد قوله ( فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض ) وهذا يعنى أن الشيطان يلقي على محمد آيات ثم يلغي الله وينسخ تلك الآيات الشيطانية التي ألقاها الشيطان وهذا يعنى أن الشيطان يتلو أيضاً آيات كقصة الغرانيق العلى , فهل يشارك الشيطان فى سرد الآيات أم لا.

* هل الإيمان إطمئنان أم وجل .؟!
يقول القرآن في وصف المؤمنين (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الرعد . وهذا وصف جميل يجد صداه لدى أهل الإيمان وكثيراً ما يتم ترديده بأن القرآن وذكر الله يمنح الطمأنينة والأمان ونرى هذه الدعاية والتوصيف تجد سبيلها أيضا عند كل أصحاب الإيمان , فالمسيحى واليهودى يجد طمأنينة وسلام عند تعاطيه مع الكتاب المقدس , فالانسان رهين أوهامه ليطوع عقله وعواطفه لتقبل ما يريد تقبله , ولكن القرآن لا يحافظ على هذه البشارة التى قدمها بأن القرآن وذكر الله يجلب الطمأنينة لنجده فى آية أخرى في سورة الأنفال تقول ( انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وَجلت قلوبهم ) ، ثم يقول فى الزمر 23 ( الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ). فالمؤمن تنتابه عدة حالات عندما يّذكر الله : يخاف قلبه ويصيبه الوجل وفى موضع آخر يقشعر جلده , فلا نعرف هل المؤمن هو من يطمئن قلبه بذكر الله أم من يصيبه الخوف والوجل ويقشعر جلده .. نحن هنا أمام معضلة فالفعل هو ذات الفعل وهو ذكر الله , والفاعل هو نفس الفاعل وهو المؤمن , ولكن الله يقرر في الآية الأولى أن ذكر الله تطمئن القلوب ثم يذكر في الثانية أنه يصيب القلوب بالوجل وهو الخوف والاضطراب .

* هل لا نزِر وَازِرة وِزر أُخرى , قائمة أم تم إبطال مفعولها .
يذكر القرآن فى آيات عديدة أن كل إنسان معلق بذنوبه , وأتصور هذه الرؤية جيدة تخالف الإيمان المسيحى الذى يتبنى وراثة الخطية لنجد هذا فى مواضع عدة ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ) – (وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) فاطر:18 – (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) الاسراء15 . ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) الأنعام164 . ولكننا نرى فى الصافات 22 قوله للملائكة الذين يحرسون جهنم ( أحشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم ) ليتنافى ويتناقض مع قوله ولا تزر وازرة وزر أخرى , فما هو ذنب أزواج الذين ظلموا ؟ فربما كانت الزوجات مؤمنات ، وقد جاءت نسوة كثيرة من مكة إلى محمد بالمدينة ليبايعن محمد وتركن أزواجهن المشركين بمكة , وأنزل فيهن قرآنا ( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن ) الممتحنة 10 , وحتى امرأة فرعون الذي يقول عنه القرآن إنه كان طاغية وقال أنا ربكم الأعلى , كانت زوجته مؤمنة كما يقول القرآن فقد طلبت من الله أن يبني لها بيتاً في الجنة ( وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت ربِ ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين) التحريم 11 . كما تتنافى لا تزر وازرة وزر أخرى مع مذبحة بنى قريظة .

* هل شفاء الصدور من كلام الله أم من القتل .
كلام ومواعظ الله تشفى الصدور ففى يونس10: 57 ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة ) فإذا كان مقبولاً أن يكون كلام الله لشفاء الصدور , فمن الغريب أن قتال الكفار والمشركين وتعذيبهم شفاء لصدورالمؤمين وصرف غيظهم ففى التوبة9: 14 ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم...) فكيف يتم الجمع بين النقيضين فهل كلام الله لإشفاء الصدور أم من قتل الكفار وكيف تستقيم المقارنة إذا إعتبرنا أن الإثنين هما السبيل لشفاء صدور المؤمنين , فهل كلام الله فى نفس الكفة مع القتل والتعذيب !.. يمكن القول أن آية سورة يونس تميل للمثالية فى تعظيم الإله , وأن آية التوبة أطلقها محمد ليمنح مقاتليه لذة الإنتقام والقسوة وتنفيس رغباتهم الوحشية .

* هل آيات القرآن مُحكمات أم متشابهات ؟.
يفتخر المسلم أن آيات القرآن محكمات وفق هود11: 1 ( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) بالرغم أن المسلم يعجز هو وعلماءه وفقهاءه عن تفسير آياته لتجد التخبط والتناقض فى التفسير والتأويل وحتى لا يكون قولنا هذا مجرد إدعاء , فالقرآن نفسه يعلن عن ذلك فى سورة آل عمران 7:3 ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ) فالبعض متشابه غير محكم .

* هل القرآن بَيّن أم عسير الفهم ؟.
يردد المسلم ان القرآن بلسان عربى مبين وذو معنى واضح ومفهوم لا غموض فيه ولا إلتباس ليتكأ على آيات من القرآن تؤكد ذلك ففى يوسف12: 1 ( الر تلك آيات الكتاب المبين ) وفى الحجر15: 1 (الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين) فهذا إقرار بأن القرآن مُبين بالرغم أنك لن تجد أحد يستطيع تفسير "ألر" التى تبدأ بها الآيتان .!!
هل لنا أن نقول أن تبيان القرآن مخالف للحقيقة , فمعظم المسلمون لا يفهمونه وفقاءهم وعلمائهم يختلفون فى تفسيره وهذا يفسر حيرة المسلمين بين فتاوى العلماء والشيوخ المختلفة والمتناقضة , بين من يحلل , ومن يحرم , ومن يفتى , وكل يستند إلى آيات القرآن علاوة على الحروف المبهمة في فاتحة كثير من السور والتى لا تجد تفسيرا حتى الآن . وحتى لا يكون كلامنا إدعاء سندع النص القرآنى ذاته يُفصح عن غموضه وعدم وضوحه وبيانه ففى آل عمران 3: 7 ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) وفى الأعراف7: 53 ( يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل ) .

* هل الله ينصر رسله والمؤمنين أم يتقاعس .؟!
فى آية سورة غافر 51 ( إِنَّا لَنَنصُر رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ) فهذا تعهد إلهى أن ينصر رسله والمؤمنين فى الحياة الدنيا ويوم القيامة , ولكن واقع الحال لا يقول هذا فالمؤمنين يعانون الإضطهاد بالأراضى المحتلة وعلى يد الإستعمار الامريكى والغربى فلا نصر ولا يحزنون بل مهانة وإذلال .!
إذا كان الله يهمل المؤمنين كحال حكامنا الذين لا يعتنون بدماء أبناء الشعب ليخصوا عنايتهم بالنخب والشخصيات المميزة , فالله الذى يعد بنصرة للرسل بنص الآية السابقة " إِنَّا لَنَنصُر رُسُلَنَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ " تقاعس وأهمل وعده للرسل بإعتراف القرآن ذاته فى آيات صريحة بعدة مواضع مختلفة , فاليهود قتلة الأنبياء , لذا قال فى البقرة: 61 ( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) . وقال فى آل عمران: 21( إن الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقتُلُونَ النبِيِّينَ بِغَيْرِ حَق وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) . وقال فى آل عمران: 112( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا ) - وقال فى النساء: 155 ( فبِمَا نَقضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ) .. ولنتوقف فى الطريق أمام القول "وَيَقتلُونَ النبِيينَ بِغيرِ حق" , فأين نصر الله لرسله فى الدنيا , فهل هو زهايمر وتناقض أم فنجرة بق .!

* هل الأنبياء سواسية أم منهم مفضلون وأصحاب مقامات .
فى سورة البقرة نجد الانبياء ذات درجات فى الأفضلية والتمايز( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ) البقرة:253. وهنا نرى أن هناك رسل مُفضلة عند الله وبعضهم رفع درجات عن الآخرين ( فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ) ولكن فى سورة البقرة تقول لا فرق بين الأنبياء أى لاتوجد هذه الدرجات ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة:136. لنلاحظ قوله "لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ" وكذلك فى نفس سورة البقرة يضع الرسل جميعا فى مقام واحد مع محمد ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) البقرة:285 لتتكرر مقولة " لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ" .. كذلك فى آل عمران يؤكد عدم التفريق بين الرسل والأنبياء ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) آل عمران:84 - فهل هناك تفرقة ودرجات بين الانبياء أم لا ؟!

* هل عرب الجزيرة آتاهم نذير أم لا . ؟!
يقول القرآن فى سورة فاطر آية 24 ( إنا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ ) . وفى الأسراء 15( مَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُول ) وهذا يعنى أن أى أمة من الأمم السابقة قبل محمد آتاها نذير لتقوم الحجة عليهم ولكن القرآن يناقض هذه الفكرة فى سبأ 44( وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ ) . وفى القصص 46 ( لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) وفى السجدة 3 ( بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ) .. وهذا يعنى ان العرب لم يأتهم نذير قبل محمد لذلك فلا حجة عليهم طوال السنين التي سبقت بعثته وعليه ليس له أن يعذب الأقوام السابقة , كذلك يظهر التناقض والتخبط مع ما ذكره سابقاً وَإِنْ مِنْ أُمة إِلا خَلا فِيهَا نَذِير وما كُنَّا مُعَذبِينَ حَتى نَبْعَثَ رَسُول , فأليس هذا زهايمر وتناقض .

* هل الفتنة من الله أم من الشيطان ؟ .
فى القرآن الفتنة من الشيطان اللعين ويُفترض أن تكون الأمور هكذا , كون الشيطان كائن حاقد شرير ففى الاعراف7 ( يا بني أدم لا يفتنكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة ) وفى الحج 22 ( ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ) فمن الآيتين السابقتين نجد أن الشيطان يفتن الناس ومن هنا يحذر الله بني آدم من فتنته كذلك يتوعد من يفتن المؤمنين كما فى البروج 10( إن الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنم وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ) .. ولكن نجد التناقض والتضارب يحل عندما يتم نسب فعل الفتنة للإله وليس الشيطان , ففى الانبياء21 ( كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ) . وفى الاعراف7 ( قال "موسى" رب لو شئت أهلكتهم أن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي بها من تشاء أنت ولينا ) وفى طه40 ( وقتلت "موسى" نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا) وفى طه 85 ( قال "الله" فإنا قد فتنا قومك قومك من بعدك ) وفى الاسراء17 (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة ) وفى الفرقان25 ( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ) فهو يجعل مرسليه فتنة ويبلو الناس فيما أتاهم كما فى المائدة 5 (لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما أتاكم فاستبقوا) .
فهل الفتنة كشئ قبيح وعمل مُدبر يخدع وينال من الإنسان هو عمل الشيطان أم عمل الله فإذا تعاملنا مع أغلبية الآيات فسنجدها عمل الله وفتنته وليبقى التناقض والزهايمر قائماً .

* هل الغواية من الله أم من الشيطان ؟!.
فى الحقيقة هذه النقطة لا تحتوى على تناقض فج , فالغواية تصب فى النهاية فى يد الله فهو يحيلها للشيطان ولكن بتوجيهات وتوصيات وتنسيق مع الله ففى الحجر15 ( قال الشيطان " رب بما أغويتني" لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين ) وفى الاعراف7 ( قال الشيطان " فبما أغويتني" لأقعدن لهم صراطك المستقيم ) كذلك فى سورة ص :82 (قال الشيطان فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك المخلصين ) فهنا الشيطان يريد النيل من البشر بالغواية ويفضح الله المتواطئ بقوله بما أغويتني .. ولكن الله يكشف عن مخططاته وغوايته بشكل فج فى هود11 (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن انصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم واليه ترجعون ) ! وفى الصف61 ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ) .

* هل الرجس من الله أم من الشيطان .؟!
فى القرآن الرجس من عمل الشيطان تارة و ليناقضه تارة اخرى كونه عمل الله , ففى المائدة 5 ( إنما الخمر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ) - وفى الأنفال8 ( وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشياطين ) . وهذا يعنى ان الرجس من عمل الشيطان , ولكن فى آيات عديدة من عمل الله فهو الوكيل الحصرى له ففى الانعام6 (كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ) . وفى يونس10 (ما كان لنفس أن تؤمن إلا بأذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) . وفى البقرة2: 59 ( فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء ) وفى الاعراف7 (فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون ) .!

* من يمتلك الوحى الله أم الشيطان أم كلاهما .
يُفترض أن الوحى حكراً على الله وهذا مايؤكده فى الانبياء21: 7 ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسألوا أهل الذكر ) ولكننا نجد أن الشيطان يشارك الله فى الوحى بل يطال الأنبياء ففى الحج 22: 52 ( وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيتة ) كذلك فى الانعام6: 112(وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفعلون ) . وفى الانعام6: 121 (إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وان أطعتموهم إنكم لمشركون ) .!

* من يُضل ؟ هل الله أم الشيطان .؟!
يُفترض أن الشيطان يضل البشر فهذه هى مهمته ولكننا لن نثير هنا أن تضليل الشيطان يتم بعلم وإرادة الله أم لا .. لنعتنى أن الشيطان يضل ففى النساء4: 60 ( يريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ) وفى القصص 28 (قال هذا عمل الشيطان انه عدو مضل مبين ) ولكن التناقض يحل ليصبح الضلال من الله وحكراً عليه ففى النساء4: 88 ( أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ) وفى الجاثية45: 23 (أفرأيتم من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه ) . وفى المدثر 31 ( يُضِلّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) . وفى الانسان31 ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما ) . ثم نجد الآية الأغرب فى سبأ34 التى جاءت توصيف لحال محمد ( أنا أو إيكم لعلى هدي أو في ضلال مبين) فمحمد لا يدري إن كان في الضلال أم في الهدى !
هنااك المزيد من التضليل بفعل الله ففى الكهف 57 ( إنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبهِمْ أَكِنةً أَنْ يَفقهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ) فالله جعل على قلوبهم أكنه وفى آذانهم وقراً .. وفى التوبة 87 ( وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِم فَهُم لا يَفْقَهون ).. ويؤكد الله ثانية أنه يطبع على قلوبهم فكيف يفقهون ( ولو أننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون ) ( وماكانوا ليأمنوا الا أن يشاء الله ) . إذن لا تظن انك تؤمن بقناعات وقبول نفسى وروحى إختيارى فهى مشيئة الإله ( يدخل من يشاء في رحمته) . فالمشيئة الإلهية هى التى تختار من يدخلها فى رحمته .. وتأتى الآية العجيبة فى السجدة 13 ( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) فالله لن يأتى كل نفس هداها فقد تعهد وألزم نفسه بمزيد من الزبائن يملأ بهم جهنم !..( وماتشاؤون الا أن يشاء الله رب العالمين ) .!

* من الذى يتآمر على الإنسان ويزين له عمل السوء ؟ الله أم الشيطان .!
فى القرآن آيات تعلن أن الشيطان يتآمر على الإنسان ويزين له عمل السوء وهذه الرؤية منطقية إذا إعتبرنا هذا الكائن الشيطانى موجود ففى الانعام6: 43 ( ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ) وفى النحل16: 63 (لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم) وفى الانفال8: 48 ( وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم ) وفى الإسراء 63 (قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا ) فهنا نرى أعمال السوء كانت بسبب تزيين الشيطان للناس أعمالهم , ولكن يطل التناقض والزهايمر واللامعقولية عندما نجد ان الله هو من يزين اعمالهم ففى النمل27: 4 ( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم ) وفى الانعام6: 108 ( كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم ) . وفى فاطر35: 8 ( أفمن زين له لسوء عمله فرآه حسنا فان الله يضل من يشاء ) . فهنا الله كما الشيطان يُزين للذين لا يؤمنون بالآخرة أعمالهم ثم جاءت تلك الآية الفجة فى الانعام6: 137 ( كذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون) . ثم نرى التحالف بين الله والشيطان فى مريم 19( الم تر إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ) - تؤزهم أزا تعنى تغريهم .!

* من الذى يكيد ؟ الله أم الشيطان .
يُفترض أن الكيد من الشيطان بإعتباره خبيث وحاقد على الإنسان وهذا ما تؤكده النساء4 ( الذين أمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) .. ولكن الله لا يترك الشيطان متفرد بالكيد ليصير كيده عظيماً ففى الطلاق86 (انه لقول فصل وما هو بالهزل انهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ) وفى القلم68 ( أملي لهم أن كيدي متين) .!

* من الذى يأمر بالفسق والفحشاء ؟ الله أم الشيطان .
عندما نسأل من الذى يأمر بالفسق والفحشاء فمن المؤكد أن الإجابة ستكون الشيطان ذلك الكائن الشرير وهذا ما ذكره القرآن وحذر منه فى النور24: 21 ( ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يأمر بالفحشاء والمنكر) . وفى البقرة 26 (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ) ولكن كالعادة يحل الزهايمر والتناقض فلا يترك الله الشيطان متفرداً بإثارة الفسق والفحشاء ففى الاسراء17: 4 ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ) وفى الاسراء17: 16 ( إذا أردنا إن نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) . فهنا قضاء الله أن يهلك قرية ليأمر مترفيها بالفسق فحقت على القرية إرادة الله بتدميرها وإهلاكها.

* الشيطان المتكبر والله أيضا .
التكبر صفة ذميمة قبحها الله ولعن المتكبرين وأولهم الشيطان ونجد هذا فى مواضع عديدة ففى الاعراف7 قال الله للشيطان ( فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج فأنك من الصاغرين ) وفى البقرة2: 34 ( إذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر) . كذلك الزمر 60 فجهنم مثواهم ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ) وفى النحل 29 فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ( فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) . وفى النحل: 23 (إن الله لا يحب المتكبرين ) . وفى لقمان:18 (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) . ورغم هذا التقبيح للمتكبرين والوعد بأن يكون مثواهم جهنم نجد أن من أسماء الله الحسنى المتكبر كما فى الحشر 23 (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ليشارك الله الشيطان فى صفة ذمها ووعد المتكبرين بالعذاب فى جهنم .!
دار فى ذهنى فكرة أبرر هذا التناقض فقلت أن الله لا يريد أن يشاركه أحد فى التكبر لتنطلق أسئلة عديدة تواجه هذا التبرير أولها ما معنى التكبر بالنسبة للإله , فعَلى من يتكبر , وعلى من يُفعلها , وهل توجد معنى لصفة قبل الخلق فعلى من يُفعلها , وما وجه المقارنه بين الخالق والمخلوق ليمارس هذه الصفة فى ظل الفارق والنسبه , وإذا كان الله محتكر لصفة التكبر فلماذا يشاركه الإنسان فى صفة العدل والرحمة والكرم ألخ , وهل من المنطقى أن تكون هذه الصفة متواجدة ولائقة بعد أن ذمها وقبحها كثيرا فى الشيطان وكل المتكبرين .

* هل أشهدهم على خلق أنفسهم أم لا .؟
بعد الخلق أعلن الله أنه أشهد بنى آدم على أنفسهم ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين. أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون ) . ليلح سؤال من هذه الأسطورة فلكى يكون كلام الله حجة على البشر فلابد أن يتذكر كل إنسان هذه الشهادة والإقرار ولكن هكذا الأساطير , لننصرف عن هذه النقطة , ونتناول التناقض الذى ينفى الآية السابقة , فالله فى سورة الكهف 51 ينفى انه أشهدهم على خلق أنفسهم ( مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السمَاوَاتِ وَالأرضِ ولا خَلقَ أَنفسِهِم وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُد ) – فهل أشهدنا على أنفسنا أم لا.؟!

* هل الملائكة معصومون من الخطيئة أم لا .؟
الملائكة معصومون من الخطيئة كونهم خدم الله القائمون بطاعته وتنفيذ كلامه وأوامره والقرآن يؤكد هذا فورد في سورة التحريم 6( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكم نَاراً وَقودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَاد لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهم وَيَفْعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ ) . وفي سورة الأنبياء 20 ( يُسَبحُونَ اللَيلَ وَالنَهَارَ لا يَفْترُونَ ) . وورد في سورة النحل 49 ( وللهِ يَسْجُدُ ما فِي السَمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرضِ مِن دَآبَةٍ وَالْمَلآئِكَة وَهُمْ لاَ يَسْتكْبِرُونَ يَخَافُونَ رَبَهُم من فَوْقِهِمْ وَيَفعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ) . ولكن في سورة البقرة 102: ( وَاتَّبَعُواْ ما تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سلَيمَانُ وَلَكِن الشَياطِينَ كَفرُوا يُعلِّمونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتى يقولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفرْ فَيَتعَلَمُونَ مِنْهُمَا ما يُفَرِقونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَتعَلَمُونَ ما يَضُرهُمْ وَلاَ يَنفَعُهم وَلَقد عَلِمُواْ لَمَنِ اشترَاهُ ما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئسَ ما شَرَوا بِهِ أَنفسَهُمْ لَو كَانُوا يَعْلَمُونَ) .!

* هل الأمثال لكل الناس أم للعالمين فقط .؟
يقول القرآن فى الحشر59 :21 ( تلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) أى أن الله يلقى بالأمثال للناس حتى يتفكرون فيها ولكنه فى العنكبوت29: 43 جعل إدراك الأمثال خاصة بالعلماء فقط ( تلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) لتلاحظ إلا كحرف حصر وإستثناء , ولكن قد يقول قائل إنها للناس كافة ولا يعقلها إلا العلماء وهذا تحايل غريب , فبداية هو طلب أن يفكر فيها الناس فما معنى التفكير سوى التعقل فيها .. ثانيا هذا ينال من قول قرآن عربى مبين لكل البشر بإطفاء الغموض عليه ,فالعلماء الوحيدون الذين يعقلون فقط وفق آية العنكبوت .

* هل نزل القرآن متفرقاً أم دفعة واحدة أم حسب المناسبات .؟
وفق القرآن فنزوله جاء فى شهر رمضان وتحديدا فى ليلة القدر وفق البقرة 2: 185 (شهر رمضان أنزل فيه القرآن هدى للناس) وآية القدر97: 1 ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ) ولكن هذا يخالف كل الآيات التى فى القرآن التى تعاملت مع الحدث ولنرجع إلى أسباب التنزيل لنجد أن آيات القرآن جاءت متواكبة مع الأحداث لتعطى الحكم والنهج فكيف يقال أنه نزل دفعة واحدة فى ليلة القدر .
دعونا نمر على بعض الأيات كأمثلة ففى المجادلة58: 1( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ) فلتتأمل أن الله متجاوب مع مايحدث فى اللحظة , كذلك فى الانفال8: 66 ( يأيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبون ألفا من الذين كفروا الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبون مائتين) ولتتوقف أمام قوله : " الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا " فالمعرفة تمت حينها وليست فى ليلة القدر وعلى أثرها جاءت الآية .
كذلك فى آل عمران3: 181( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ) فالله سمع وتجاوب مع قولهم بالإستنكار ولتتوقف أيضا أمام كلمة "سنكتب " التى تعنى أنه سيدون لاحقا , وفى البقرة2: 187 ( حل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم .. علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم ) فالله أحل الرفث إلى النساء بناء على علمه بحالهم فالآية جاءت تحلل بناء على مشهد فكيف يقال أنه نزل دفعة واحدة فى ليلة القدر من رمضان ولك أن تقرأ فى أسباب التنزيل للواحدى لتجد أن الآيات جاءت مواكبة لحدث ومعالجة لها وهذا يعنى أنها جاءت وفق مناسبة وليست فى كتاب مسطور منذ الأزل .

دمتم بخير وإلى لقاء مع الجزء الثانى .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مائة حجة تُفند وجود إله-حجة ستة وخمسون
- وهم المصمم العاقل..كون بلا عقل
- وهم المصمم العاقل..التصميم فاعل طبيعى
- لغز داعش ؟ ابحث عن المستفيد .
- تأملات شيوعية .
- تحريف القرآن من المنطق ومن شهادة الصحابة
- التحريف فى الكتب المقدسة-تحريف الكتاب المقدس
- آيات ونصوص يجب مصادرتها وحظرها
- قضية للنقاش : هل هو إرهابى أم إستشهادى ؟
- تأملات لادينية فى الإيمان والأديان السبب والأثر
- خربشات ومشاغبات ومشاكسات-الأديان بشرية
- إنهم متبجحون-مائة خرافة مقدسة(من70إل85)
- أقوى تأمل وفكرة راودتنى
- السببية تنفى وجود وفعل الإله !-تأملات إلحادية(9)
- مغالطات بالجملة فى مفهوم السببية-خواطر إلحادية(8)
- تنبيط (4)-سخرية عقل على جدران الخرافة والوهم
- أيهما منطقى - تأملات إلحادية (7)
- منطق إله أم فكر بشرى عدائى إقصائى
- تأملات لادينية-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- إنها فكرة ومنظومة ضارة-تأملات إلحادية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تناقضات قرآنية بالجملة -جزء أول .