أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - قصائد إلى نادية















المزيد.....

قصائد إلى نادية


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 5267 - 2016 / 8 / 27 - 17:06
المحور: الادب والفن
    


(قصائد إلى نادية)
إلى ابنتي الروحية نادية:
إلى ابنتي مايا:
(1)
(الليل يا نادية)

أغنية حزينة هو الليل يا نادية
يحملها سيزيف فوق صخرته فجرا
كلماتها تحيل قلبي جمرا
واحرق بها بابل من جديد
قولي لي من أين يأتي
هذا الحزن البعيد
هل هو أنين ناي من عيون سوداء
أم هدية من السماء
لعلّه صدى من عويل (شنكال) المنسيّة
أين عطرها وأيامها
وأين وجعنا من لهو تلك الأمسية
وفيها ضحكتك يا نادية
بين يديّ ورقة بيضاء
تتحول إلى ليل
والصهيل فيها يتبرأ من الخيل
وكل الكلمات هباء
لو لا ضوء عينيك التعبى يا نادية
عيناك إناءان فيهما خمر بابلي أسود
يشرب منه الخارجين من أفواه الجحيم
الافواه الأربعة والسبعين
نادية يا نادية
يا صديقة ليلي الحزين
وليلي لو تدرين
السين فيه ينقلب صادا
وهي لي قطف السنين
والراء حشر نفسه في الحبّ
فازداد بللا هذا الطين
وانزلق في الصعود إلى الهاوية
قلائد من تين
وبالحرف الثالث انادي
يا أهل الجبل
السبايا. السبايا
هل من خبر
آه من ترنح النظرات
كلّ ماء السكينية
لا يروي هذا الجفاء
سيدتي اولدي من رماد قصائدي
فكوني انت الأمر
وكوني لكل هزائمنا نصر
لوّني من جديد هذا المساء
ولا تهتمي باجتثاث ظفر
وبقايا طلاء
النهار العطشان راحل
والمساء للفجر هو اللقاء
يا حلم القرى يا توبة الخطايا
دروبنا تكسّرت على حجارتها
يا نادية كلّ المرايا
والذرى قاب نظراتك أو أدنى
والأحلام وسنى
عيني يا عيني حيران
تقول صديقتي
يا شاعري تقاد إليك
كلّ الألوان
وأقول لها إلا أسودك
الذي يليق بك
هاتي أنفاسك لننفخ في الرماد
ليولد ألف مراد
أنت القويّة فأخرجيني من عطشي
فما أنا إلا حبّة رمل من سيباى
يبحث عن محارة سبية
وأتألم كما القصيدة
وتولد من جديد اللؤلؤة
لا تلومي الكلمات إن بكت دون دموع
فقد أبحرت سفننا
يمينا وشمالا دون قلوع
توّجتك آلهة
بأمر قبائل سومر وبابل
ولترعى في أعشاب كفيّك كل الأيائل
فمثلك تلّم البروق
ومثلك لليلي شروق
اطعمي الجائعين
اسقهم من خمر قصائدي
فانت لها القافية والوزن
تتناثر الكلمات وتضيع المعاني
اقترب الحوت باحثا عن ماء
ومن شدة العطش
ثقبت كل الأواني
نادية، نادية يا نادية
يا شمسي والزاد
هؤلاء اللصوص هم هم
من عهد عاد
ينبشون القبور
غربان، يسرقون البذور
ويح وطني العراق
صاحب الماء الغزير
ونطلب من غريب السقي
والشرف المراق
ويمنح العراق
من فتاته بعض الضمير
نادية سيري معي فإنا نسير.
***

(قصائد إلى نادية)
(2)
(نادية وأخواتها)
(1)
تحيّة عسكرية
نعم، سيدي
لا تزال السبية
كما هي
والقضية
تتشظى كل يوم
إلى ألف شظية
*
(2)
تسبق الشمس في شروقها
ابنتي نادية
فالجروح لا تعدّ وغائرة
أسرع من دقات قلب عصفور
دقات قلبها
وأحّن من مطر نيسان
لمسة يدها
وأغزر من كحل أجنحة فراشات باب شلو
تتساقط دموعها
*
(3)
نعم، يا نادية النغم
الكلام من فمك سهم
ترقصين على الجرح
وفي كلّ نادٍ أنت شادية
*
أنت شمس لهذا الورم
قولي
قولي اكثر
فالحبّ سيدتي يخرج من العدم
وحبك الكبير ضربتنا القاضية
*
(4)
يا نادية..
متعبا رجعت من الصيد
مثلك..
وسمعت الآهات
لا وفقت في صيدي
ولا أتيت باكرا
لأرقّع ما فات
يكفيني إنك تسيرين في أرض
أعيش فيها راغما
والأرض تحت قدميك جنّات
أحبابك هم أحبابي
سنراهم إن ليس غدا هنا
فبعد غد هناك
ومهما ابتعد دجلة
فهو لا محاله سيلاقي الفرات
*
(5)
لعطش آب فينا
كوني مطرا وماء
لظلام ليلنا
ضياء أنتِ وسناء
نادية، يا ابنتي
يا أم كل الضعفاء
يا كلّ النساء
كوني شمسا لنرى بأعيننا
قوافل الدود في قبورنا
*
(6)
نادية يا صديقة الزوايا
عدّي الأحرف من جديد
سترينها قد نقصت أربعا
اسألي عنها الأميرة مايا
فهي الشاهدة الوحيدة
على كل جرائم المرايا
*
(7)
نادية ومايا ستراقصانني هذا المساء
سندوس معا
على جروح كلّ الأعداء.
***

(قصائد إلى نادية)
(3)
(نشيد كوجو)
في الثالث من آب
قبل أن ينتهي العجوز من تدخين لفّافته
وقبل أن تبدأ أمي بإشعال تنورها السومري
ودون أن تغلق (نادية) الأبواب
ذهبت كوجو
مع السندباد في رحلته الأخيرة
وفي لجّة بحر إيجة
خطف بوسيدون أجمل الحوريات
ورويدا رويدا غرقت
جميع سفن الأمنيات
هنا مقبرة وهناك ألف مقبرة
و الأحياء منّا
أبناء سيباى وأخواتها
ذهبنا جميعا في سبات
القصائد في القرى مبعثرة
وكوجو التي هي أم القرى
طعنت أربع وسبعون مرّة في الخاصرة
والنزيف شلّال لا قطرات
وكلما حاولت وقف النزيف
يقولون لم الجمهرة
فكل القرى تحت السيطرة
عجيب هذه السيطرة
لم أذن أبنتي مايا هاجرت
والسماء ممطرة
أليس لأنها في مدرستها
لم تكن تمتلك قلما أو مسطرة
وتتوالى الآهات
والألم صار غولا ذو أنياب
ولكن الحلم جيش يغزو بثبات
دون ميمنة أو ميسرة
ونادية التي فتحت لجيرانها الأبواب
تدعوكم اليوم للاستيقاظ من السبات.
***

(قصائد إلى نادية)
(4)
(عيد الماء)
نصّصي متاعك على ظهر الصبر
حتى قدوم آب التالي
سنحتفل معا بعيد الماء
في الثالث منه
يا نادية يا صديقة القصيدة
هل أتاكِ خبر الرضّع!
الذين أطعمناهم شوقا
في رحلتنا الأخيرة
لم نرتو من البحر يوما
أنتِ والجبل وأنا
نشرب منه حدّ الغرق
ونعود إليه كلّ مرّة
وكأننا قرابين لبوسيديون
تخطفنا حورياته في ايجة
أطلّي للمرة الأخيرة يا صديقتي
على ظلّ (سنّ الكلوب) الباكي
وطرفه الحالم بطوفان جديد
ليأمر سفينتا بالتوقف في اللجّة
ويختنق الوليد من عطش الانتظار
أيه يا نادية، يا ابنة الشاعر
لماذا كلمّا حلّق الخيال
تبللين قصائدي بالدموع
لماذا كلمّا ترجّل عن حصانه السؤال
اقرأ في عينيك السوداوين
كنهار مخيماتنا
أمل الرجوع
ما سقينا أنت وأنا
ولا الجبل الذي كان هنا
طفلا من أطفالنا
طفلا مات عطشا وهو يترقب الأنباء
أنباء قدومك
وقرار خروجي
من ثقب الباب
متى ما عاد آب
سوانا يسقي النازحين عطشا
ومن فرط عطشه يذوب النداء
ماء
ماء
ماء
ألا تحمل آب غيوما غير أكبادنا
لينزل منها المطر
وتتبلل الشفاه
ونشكر على هديتها السماء
ماء
ماء
ماء
وآهات الرضيع تخترق صدر الأم
والأمل يحتضر
وأنت يا عيناي
زفّي البشرى بين البشر
لن يُقبْل شرفدين من الغرب
ولن يزورنا الخضر
فقد قصّت جدائلها شنكال
وبح من الصراخ صوت الأطفال
وما نزل القطر
وما بكت السماء
ماء
ماء
ماء
دعينا نعبد الماء
حتى تغرق آب
وتنجرف من التقويم البابلي
ويبعث من جديد
إله نقيّ الدماء
يضع تحت المطر السلال
وتمتلئ بالحياة ويختفى السؤال.
**
(قصائد إلى نادية)
(5)
(السفيرة)
تعرفوها تلك الحمامة من كوجو
توّجوها للسلام سفيرة
مرحى يا ابنتي
اليوم تغار الألقاب
من صفة الأسيرة
منذ قرون وقرون
وأمتي المنسية
لم تغمض لها جفون
إبادة تلو الأخرى
يقودها كلّ مرة مجنون
وها نحن ننهض من جديد
ونادية الأميرة
في يدها غصن زيتون
ونادية للسلام سفيرة
وللإنسانية عيون.
***



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدن وقرى وحبّ
- بتلات الورد/الجزء الثالث (71)
- حبّ شمس وقمر
- شعراء للبيع
- أنت التي
- هذا أنا ثانية
- بتلات الورد/الجزء الثالث (5)
- دفتر يوميات مهمل
- ليتني قصيدتي
- يوميات سبية
- سمر عشاق
- بتلات الورد/الجزء الثالث (4)
- مكالمة قيد الإنتظار
- الرحلة الأخيرة
- ليلة اخرى
- الحلم السابع
- بتلات الورد/الجزء الثالث (3)
- الليل يانادية
- غيرة
- الفرمان الأول


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - قصائد إلى نادية