أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح2














المزيد.....

ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5262 - 2016 / 8 / 22 - 22:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من هنا نستنتج أن فكرة البعث الماضوي وإعادة أستنساخ تجربة خارج حدودها وظروفها بأمل أن تنتج نفس الفكرة التاريخية التي يؤمن البعض بأنها كنت ناجحة، هذا الأمل ليس إلا محاولة من جانب التيار السياديني الهروب للأمام من مواجهة الأستحقاق التاريخي لقضية لا بد من أن تبسط واقعا أخر مختلف ومناقض وفقا لشروط الجدلية الوجودية المنطقية، إنها محاولة عقيمة لا تنتج إلا الوهم مقابل واقع فعلي يسحق بوجوده كل الرؤى والأفكار التي لا تستجيب للزمن ولا تستجيب لحركة العلم الذي يسبق أحيانا حتى الضرورات اليومية، ليقدم حلول مستقبلية تبشر بعالم أكثر حركة وأشد قوة وأربط في مساراته من كل التجربة الماضوية بما فيها القريبة، حتى صرنا نشهد مفاهيم فكرية وفلسفية متوالية في النسق ومتباعدة في خطواتها نحو الغد، من قبيل الحداثة وما بعد الحداثة التي تعتبر في فكر ما بعد بعد الحداثة مجرد ماض وأنتهى.
فهل هنا الدين هو المسئول عن الأزمة البنيوية في الفكر السياسي بأعتباره معطى غير قابل للهضم خارج حدود تجربة الخاصة، أم أن السياسة التي تستند للفكر الديني غير قابلة أن تتحرك خارج ما هو مرسوم نصا وفكرا في قضية الدين والمجتمع، قد يرى البعض أن الفرضين يمكن لهما أن يكونا سببا حقيقيا في الإشكالية التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية اليوم على كل الصعد ولا سيما حين تم ربط الدين بالسياسة في محاولة لإيجاد سياسة راشدة منضبطة تحافظ على المجتمع من جهة وتؤمن من جانب أخر رضا الله وفكرة الفوز الأخروي الذي تعتبر العامل المشترك بين كل الأديان.
الحقيقة المرة التي لا بد أن نظهرها بوجه كل محاولة توفيقية تعتمد المشاعر وتستند إلى فرضيات عاطفية، هي أن الدين برئ تماما من كل ما يثار بالضد أو مع دور الدين في حياة الشعوب، وأن العلة لا تكمن به وبنصوصه وأحكامه بل بالعقلية التي تريد أن تجعل من الدين محور الحياة، وأن تزج به في كل الزواريب والدقائق التفصيلية رغما عن كونه مجرد رؤية فكرية للعقل الفردي، هدفها تهيئة هذا العقل ليقود العالم من خلال تجربة ذاتية تتلمس هدفية الدين وخياراته لإسعاد الناس دون أن يفرض شروط خاصة أو رؤية كونية ملزمة، الدين يؤمن بخيار الحرية الفردية والأجتماعية للإنسان بأعتبار أنه هو المسئول عن تجربة في خيار من خيارين أما الفوز وأما الخسارة، العقل الديني التاريخي الروائي يعمل على سد النوافذ العقلية ويمنع على الإنسان خوض تجربته لأنه لا يؤمن به أي بالإنسان الحر كما هو في الفكرة الدينية المجردة، في محاولة منه لغلق كل الأحتمالات أمام التجديد وأمام التجريب لأنه محاط بفكرة مهووسة هي فكرة الأنا الأفضل الأنا الأجدر لأني مؤمن فقط بدين ينسب لله لا أكثر.
الفكر الذي يعتمد على بديهيات عنده غير متحققة على أرض الواقع ولا ممتحنة تجريبيا وغير منطقية في خطوطها ومنهجها التطبيقي، ويعتبرها قاعدة لرؤية يراد لها أن تحل إشكالية مزمنة هي بذاتها جزء من هذه الإشكالية، لا نتوقع له أي الفكر هذا أن يتجاوز واقعه وغير قادر أصلا أن يغير الوجود ويتغير تبعا لكل معطى ونتيجة جديدة، مثلا قاعدة (كنتم خير أمة) وعقيدة الفرقة الناجية وحصر مفهوم الحياة بالنظر الكلي لها من زاوية الدين فقط، يجرد هذا الفكر من قدرته على المناورة والتأقلم والإنخراط في عالم يتسم بالتنوع والتعدد وأحترام خيارات الأخر، ويرفض مسألة الفرض والإقصاء ويحارب نظرة العنصرية الفردية التي لا تؤمن بحق الإنسان أن يختار وأن يجرب وأن ينتج وفقا لما في الواقع ولأجل الضرورات، وأحينا حتى خارج دائرة الممكن والمنطقي حين يكون العقل حرا ويعمل لتحقيق حرية الأفتراض العملي.
الإشكالية التي ندينها ويجب العمل على معالجة جذروها البعيدة والعميقة ليست في الدين كما قلنا، ولا في السياسة التي هي في أبسط معانيها تدخل الإنسان بأفضل السبل لحل وسطي بين المأزوم والنتيجة الأقل خسارة والأكثر جدية في معالجة واقع الإنسان ككائن موجود، في وجوده عوارض تنتج طبيعيا من حركته داخل هذا الوجود، الإشكالية إذا في الإنسان حينما يتبرع بعقله ووعيه ويمنحها المكان الغير مناسب ظانا أنه سينجح في كل مرة وفقا لتجربة قديمة، نسيان العقل البشري حقيقة أن الأمس هو غير اليوم بكل التفاصيل وإن تشابه بكونه يوم متكون من أربع وعشرين ساعة هي العلة الأساسية التي تجره دوما للماضي، حين لا يفرق بين يوم مضى نعرفه ويوم معاش نتوقع بعض تفاصيله ويوم قادم لا نعرف أهو مثل اليوم الذي نحن فيه أم أنه قد يكون غير.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح1
- مدخل نظري لمفهوم إعادة تدعيم المجتمع
- نظرية الدولة الدينية بين حكم النص وبين دور الوعي الديني
- من قضايا التنوير الفكري وأصول العمل فيها
- الخوف والقسوة والإرهاب الفكري والسياسي ودوره في بسط ثقافة ال ...
- مقهى عبد ننه ... قراءة في تأريخ مدينة يسكنها وهج السياسة ويت ...
- الحاكمية السياسية في الإسلام ... وهم القراءة وتخريج بلا مخرج ...
- الحاكمية السياسية في الإسلام ... وهم القراءة وتخريج بلا مخرج ...
- الحاكمية السياسية في الإسلام ... وهم القراءة وتخريج بلا مخرج ...
- قالها ومضى
- الحق بين الله ورجل الدين
- المعرفة الدينية وإشكالياتها التأريخية وأثرها في فشل الإنسان ...
- العرب والأعراب وتاريخهم المتناقض
- أنا ورائحة البحر
- رجالٌ هُويتُهم وَطَن ... قراءة نقدية في قصيدة الشاعر عبد الج ...
- الدين الإنساني وتحولات الوعي المتجدد
- العراق وخيارات المرحلة ح2
- العراق وخيارات المرحلة.ح1
- مقهى عبد ننه ... قراءة في تأريخ مدينة يسكنها وهج السياسة ويت ...
- من أفسد نواب الشعب


المزيد.....




- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- لولو صارت شرطيه ياولاد .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ع ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا ميناء عسقلان النفطي ...
- بن غفير يعلن تأسيس أول سرية من اليهود الحريديم في شرطة حرس ا ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...
- سوناك يدعو لحماية الطلاب اليهود بالجامعات ووقف معاداة السامي ...
- هل يتسبّب -الإسلاميون- الأتراك في إنهاء حقبة أردوغان؟!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ظهور الإسلام السياسي هو أزمة دين أم أزمة سياسة؟.ح2