أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - بلاد ما بين نارين ...؟















المزيد.....

بلاد ما بين نارين ...؟


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5257 - 2016 / 8 / 17 - 00:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بلاد ما بين نارين .....؟

اس الشر وكل ما يمر به العراق الان هو الدستور .... والذي كتبه كان يعرف انه لا وجود للعراق مستقبلا كنتيجة لتبنيه .... ذلك انه احيا الثعبان القاتل والنائم منذ الاف السنين ... ليعيده الى الحياة وليفتك بالعراقيين الا وهو الحديث عن المكونات .....؟
لقد شكلت هذه المكونات التحدي الاكبر للملك فيصل الاول منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في العام 1921 واسس مدرسته الوطنية السياسية التي تقوم على زرع روح المواطنة وخلق طبقة وسطى مجتمعية واعية ومشاركة في الحفاظ على النظام الديمقراطي ...لانه كان يدرك اهمية التعليم ومشاركة جميع مكونات الشعب العراقي في بناء التجربة الوطنية ....وقد استمرت هذه الروح بعد قتل الملك فيصل الاول من خلال تبني مشروعه من قبل عدد من رجالات العراق على راسهم الباشا نوري سعيد .... وقد استمر هذا المشروع لغاية 1958....؟
وحاول من بعده الزعيم عبد الكريم قاسم الذي حكم بروح الوطنية العسكرية التي تميزت بها المؤسسة العسكرية العراقية التي اسست على يد جعفر العسكري ونوري السعيد وهما كانوا من رجالات الثورة العربية الكبرى التي اندلعت بقيادة الشريف حسين ....الا انه جابه تحديات سياسية صعبة جدا ...وقد بدأت مع شريكه في الثورة وصديقه عبد السلام عارف الذي كانت له توجهات مختلفة عن توجهات الزعيم ....رغم ان الاثنان من مذهب واحد الا انهم اختلفوا في التوجهات السياسية ....ومن هنا فالخلاف سياسي ولكن السياسيين يلبسوه ثوبا طائفيا وعرقيا ...الخ .
فاعتقد عبد الكريم قاسم ان الحل هو بوجود نظام حكم يكون فوق الميول والاتجاهات وهذا ما كان يؤكده في كل خطاباته .... لكنه فشل ....لانه هناك من عمل على أيقاظ افعى المكونات .... فالتظاهرات التي ترفع الشعارات القومية كانت تنطلق من الكرخ والمحلات السنية .... مثل الجعيفر والشيخ معروف والدوريين والرحمانية والاعظمية ...الخ . في حين المظاهرات المؤيدة للزعيم تنطلق من مدينة الثورة والكاظمية والحرية ...وهذه مدن محسوبة على المدن الشيعية المؤيدة للشيوعية ...ولا زال العراقيين يتذكرون المعارك التي كانت تدور على جسر الأئمة الذي يربط مدينة الاعظمية بالكاظمية ....؟ كان الصراع شيوعي ...بعثي .... واحيان كان يصور على انه صراع طائفي شيعي –سني ..... ولم يتخلص الشيعة من هذه التهمة حتى بعد فتوى السيد محسن الحكيم بتحريم الانتماء للشيوعية
.... لكنه في الحقيقة كان صراعا مكونات اجتماعية بلافتات سياسية .... ليتم التصريح به بعد الاحتلال .... لان الامريكان تحدثوا عن مكونات واسسوا لبلد المكونات منذ الاحتلال عام 2003 وتشكيلهم لمجلس الحكم على اسس طائفية.... وبعد اقرار دستور المكونات الذي اقر عام 2005 تم ترسيخ ثقافة المكونات بشكل جذري .
اكيد ان قوى كبرى هي من كانت وراء هذا المشروع .... والصهيونية هي المخطط والمستفيد من هذه النزاعات ...اما المنفذين فهم صغار السياسيين الباحثين عن السلطة والكثير من الجهلة الذين انخدعوا بهذه القلة من السياسيين الذين يرفعون شعارات الوحدة والقومية العربية ....؟ والغريب هو مساهمة دولا عربية كانت ترفع شعارات الوحدة العربية والقومية العربية وقد جندت كل امكانياتها للتآمر على مشروع بناء الدولة العراقية الحديثة ...عندما كان العراق ملكيا وعندما اصبحت جمهوريا فيما بعد ...وهذا ابلغ دليل على وحدة الهدف لدى اعداء العراق على الرغم من اختلاف هوياتهم ....؟
والنتيجة كانت فشل مشروع الزعيم عبد الكريم قاسم فشلا مدويا ....في عام 1963 . ... واستمر العمل والتحضير لمشروع احياء المكونات وتمزيق العراق وتوجت مساعيهم بمجيء حزب البعث العربي الاشتراكي في 8 شباط 1963 ثم في 17 تموز 1968 .... ومجرد وجود حزب البعث العربي ...وهنا نضع تحت كلمة عربي عدة خطوط ...لان هذا الشعار فيه استفزاز صارخ لغير العرب الموجودين في العراق قبل العرب بألاف السنين ...العرب لم يمضي على احتلالهم للعراق واسلمته تقريبا اكثر من 1330 سنة ..... في حين عمر العراق الحضاري اكثر من سبعة الاف سنة حيث كان مهدا لاعظم الحضارات البشرية الاولى في العالم ....الامر الذي دفع الاخرين للبحث عن مصالح مكوناتهم كأقليات ومناطق ومذاهب واعراق وديانات ....؟
وقد كان كان مشروع ميشيل عفلق هو هذا ... تفتيت الدول واضعافها وتجزئتها الى مكونات ودفعها دفعا الى طلب الحماية من اسرائيل او امريكا ....؟ عن طريق استفزاز اصحاب الارض الاصليين ودفعهم للبحث عن مصالحهم بوجه من يسعى لمحو هويتهم ...؟
وهذا هو الذي حدا بدويلات الخليج الى الارتماء باحضان الامريكان منذ خمسينيات القرن الماضي ومن ثم اسرائيل بعد سعي امريكا بالانتقال الى جنوب شرق اسيا كما تقتضي مصالحها الاستراتيجية في الوقت الحالي ....ولا غرابة في تلويح المرشح للرئاسة ترامب من ان دول الخليج يجب ان تدفع اجور حمايتها الى امريكا من الاعداء المتربصين بهم....؟
بعد الاحتلال 2003 من هنا كانت البداية ...... فكانت بداية الحديث عن المكونات وحقوق كل مكون .... وكان واضحا جدا ان من يتبنى هذا الموقف يراهن على ان المكونات لن ترضى بغير تقاسم الارض والثروات .... على المكونات وهذا ما سيجعله ممزقا ومتصارعا ومتشظيا ، يقوم على المحاصصة . ..لانه سيفجر التناقضات الاجتماعية التي لا يمكن تهدئتها ......؟ واغربها هو ما ما نسمعه وما نشهده من رفض من قادة سنة في مشاركة الحشد الشعبي في تحرير نينوى وهذا مؤشر خطير على مدى الشرخ الحاصل بين المكونات وتعمق الكراهية وعدم الثقة ....؟
ولو استعرضنا ما تعرض له العراقي من تهميش واقصاء واضطهاد .... لانتهينا الى ان العملية مخطط لها من زمن بعيد ...اذ تم الاعتداء الصارخ على الجنسية العراقية وتمت اهانتها من خلال تهجير العراقيين وتهجير الكرد الفليين ومن ثم ممارسة اسقاط الجنسية عنهم وعن المعارضين للنظام ....وما زلنا نتذكر كيف تجرأ النظام على اسقاط الجنسية عن عملاق الشعر العربي الجواهري الذي رد بقصيدة عن هذا الاجراء البليد .....؟؟؟؟
كما اضيفت الى هوية الاحوال المدنية شهادة الجنسية العراقية وبطاقة السكن والبطاقة التموينية ....لاثبات انك عراقي اذ لم تعد هوية الاحوال المدنية كافية لاثبات انتمائك لوطن اسمه العراق ....فهذا التمادي من قبل الدولة على عدم احترام الهوية العراقية كانت له انعكاسات على مستوى الولاء للعراق ....في حين منح صدام حسين لغير العراقيين مثلا المصريين والسودانيين حقوقا لا يحلم بها المواطن العراقي الذي اصبح يخشى الوافد الى بلاده بغير فيزا ...اذا كان الوافد بنظام التحويل يستفيد اكثر مما لو عمل ...في حين ابن البلد يقاتل ويستشهد دفاعا عن دولة لم توفر له ابسط مستلزمات العيش الكريم له ولعائلته ويعامل معاملة مهينة عندما يراجع اي دائرة حكومية ويسحق ويذل امام السلطة الحاكمة اومن يمثلها من صغار الرفاق ....؟
ومن ثم اضطهاده الغير مبرر للكرد ...فمرة يمنحهم الحكم الذاتي وبادعاء خيانتهم فيما بعد يضربهم بالكيمياوي وهو الذي اصدر قرارا بعدم مشاركتهم في الحرب العراقية الايرانية من خلال خدمتهم في افواج الدفاع الوطني ... المعروفة بالفساد فالفوج الذي تعداده 3000 مقاتل ...لا تجد في الربايا ضمن قاطع هذا الفوج اكثر من مائة مقاتل وهكذا كان هناك منهج لتكوين مرتزقة مرتبطين بالبعث من ذوي الملايين واغلبهم الان من اثرياء كردستان العراق ....وتم عزلهم نهائيا عن معركة العراق الوطنية ليشعرهم بعدم انتمائهم للعراق ....؟وبالتالي فليس مسؤوليتهم الدفاع عن العراق ....؟هذه السياسات والتغيرات التي احدثها على الخارطة الادارية ...كلها كان لها اهداف ...الان بانبعاث حمى المكونات ...نشهد ان العراق كان ضحية مؤامرة منذ القضاء على الحكم الملكي في العراق عام 1958 ....ونحن نشهد اخر صفحاتها الان ؟
فاستحالة التغير(استحالة تغيير الدستور واستحالة اجراء اي تعديلات ادارية واستحالة موافقة الطبقة السياسية الممثلة للمكونات ) هي الاسس التي ستؤدي حتما الى تقسيم العراق سواء الى فدراليات او كونفدراليات ...... ......النتيجة هي ان يكون القرار ليس عراقيا .
من هذا الاستعراض السريع ... الخيارات صعبة خصوصا وان اعداء العراق كانوا يخططون منذ زمن .... فهل يدرك العراقيون ....ان لا حل الا برحيل المحتل .... وعليهم خوض حربا ضروس لاخراج المحتل وافشال مخططاته ...وايجاد انجح الحلول لبقاء العراق موحدا ....؟
الاعلامي
حامد الزبيدي
16/8/2016



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبشكلات منوعة ....؟
- من الخاسر .... من هذه الفوضى المفتعلة في تركيا ....؟
- هل وصل ال سعود الى الطريق المسدود مع ايران ...؟
- ان فكرة وجود جنة في السماء صنعت جحيماً لنا في الأرض.
- ايها العرب ....الى اليمين در ....؟
- حبشكلات من نتائج ما يتعرض له العراق والمنطقة ......؟
- الأم العراقية ....عنوانا للصبر والحزن الأبدي ....؟
- حبشكلات عراقية .......؟
- الى دعاة الانفصال .....؟
- الى البطل الفائز بالكأس
- جامعة الدول العربية وخطرها على مستقبل شعوب المنطقة ......؟
- الفرهود
- الطبل باليمن والعرس في بغداد .
- انهم يصنعون تاريخهم على اشلائنا ....!
- ما اخشاه ...من التغيير ...؟
- امي .....!
- العرب ومشاركة الفرس .
- الهزة السعرية للبترول ومسؤولية السعودية ....!
- انت عمري او بكري.....!
- مملكة الدماء ...!


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - بلاد ما بين نارين ...؟