أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ C:















المزيد.....



الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ C:


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5243 - 2016 / 8 / 3 - 19:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال الكاتب سامي لبيب: (... سأعتبر أى إسلامى يمر على بحثى هذا ولا يدلو بدلوه أنه متهرب من تحريف القرآن. أأمل ان يتم تناول كل جزئية من مقالى بلا قفز أو إهمال فسأعتبر الإسلامى الذى لا يتناولها أنه يقر بصحتها...), وقد قبلنا ذلك, وسندلوا بدلونا, ولن نقبل تعليقاً بدون تفصيل ولا إدعاء بدون برهان.

الجزء الثالث:
سنقوم هنا بتفنيد إدعاءين صوبتا نحو آيتين كريمتين هما:
(c): آية من سورة غافر: قوله تعالى: ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ 77),
(d): وآية من سورة النساء, قوله تعالى: ( «« وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى »» فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ « فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ » ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا 3).

مدخل:
لقد جاءنا رد الكاتب لبيب الذي نقوم بتفنيد مواضيعه المتعلقة بالقرآن الكريم, إثر قراءته لموضوعنا الأول أو أعلمه به أحدهم – كما قال – ولكن للأسف كان منفعلاً وغاضباً بشراسة furiously angry ولأقصى درجة وقد قال أشياء وخاض في أمور لا شأن لنا بها ولا علاقة لها بالموضوع ذو الطابع التحليلي بحثاً عن الحقيقة لتأخذ مكانها الطبيعي المحتل بغياً وعدواناً من الباطل الزهوق.

لن ننشغل هنا بالتجاوزات والألقاب والشخصنة التي إتسمت بها تعليقاته التي لم تخل من إستعراض للقوى والتعالي و "التحدي الشخصي" والتهديدات التي لن تغنِ من الحق شيئاً ولا تسمن من جوع. ولكننا سنركز على النقاط التي تهم الموضوع وهي شحيحة للغاية ومشوهة. فمن رغب في تفصيلها وبكامل محتوياتها فهي تقبع هناك حيث وضعها صاحبها من بين التعليقات.

وجدناه – من خلال طرحه في تعليقه – أنه يسعى إلى التعامل بعنصرية ظاهرة, عندما تحدث عن السلفية والإسلام مقابل إلحاده, محاولا أو بالأحرى "سعيه" لتحزيب موقع الحوار المتمدن ومن ثم, فهذا تكريث للنزعة العنصرية التي يدعي بأنه ضدها ومحارباً لها, ويظهر أن هذا مفهومه الراسخ عن معنى ألحوار بكل أبعاده ومستوياته وثقافته. أما من جانبنا نحن فإننا نحاور في كل مكان تحت قبة السماء وهذه هي الحرية التي يدعيها من لا يملكها ولعله مغبون فيها بل ويحاربها لأنها تحتاج إلى ثقة بالنفس ولا يكون ذلك بلا ملكات كافية.

فإذا كان مقتنعاً حقيقة بأن حرية التعبير لها ضريبة باهظة وقد تحملها موقع الحوار المتمدن وتبناها وعمل بها,,, فلماذا يريد هو بهواه ومفهومه مصادرتها منه ومعارضة سياسته وتوجهه؟؟؟

يقول إن الثقافة الإسلامية مفلسة,, إذاً عليه أن يبرر للقراء ويحلل ويشرح لهم ألكيفية التي جعلتنا نقف بمفردنا في وجه هذا التيار المشحون المعادي المعتدي وصد ضرباتهم المتلاحقة, بل وتجفيف منابعها ونثبت "تأكداً للمبادي" كل ما هو حق وصدق بالأدلة والبراهين. هل يعتقد أن هذه قدرات ذاتية أم هي ثقافة وعلم ومرجعية موثوقة ومتينة؟ ..... ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

نراه هنا قد خلط الأوراق خلطاً مخلاً,, فنحن نتحدث عن قول من طرف, والرد عليه من طرف آخر, فإن كان في القولين بغي أو تجاوز للخط الأحمر فالبادي هو الأظلم, ولا يلام المدافع عن نفسه والمبريء لنفسه. غير أن الأخ قد إنحرف عن المسار الصحيح وعمد إلى أدخال مسارات جانبية على القضية المحدودة فحورها عنصرياً عقدياً حتى باتت نزاعاً وملاسنة بين عنصريها, وإلَّا فما شأننا نحن هنا بكتاباته التي تتناول عقيدته ونفيه وجود إله, وما علاقة مقالاته الكثيرة بموضوعنا,, وما شأننا بسلسلة حجتها التي تفند فكرة هو متبنيها أو حاضنها.

الموضوع بإختصار شديد نحن قمنا بتفنيد كل حرف من مواضيعه التي كتبها وهي ماثلة أمامه والقراء, فإما أن يكون له تعليق عليها أو يقبل بالنتيجة "حكماً", ولينكرها عقدياً بينه وبين نفسه وبطانته ورهطه كما أنكر وجود الله بذاته الذي ناصيته بيده, وماض فيه حكمه شاء أم أبى.

ثم نراه يقول,, هناك مقالات عن بشرية الأديان وإن لديه سلسلة تناقضات في الكتابات المقدسة – تفيد الإعجاز البلاغي .... الخ,,, هذا كلام مرسل يفتقر إلى الموضوعية وسلاسة العرض ووضوح الفكرة, وبيان المقاصد. فنحن ليس لدينا في الإسلام كتابات مقدسة إطلاقاً,, فالمقدس لدينا هو وحي الله تعالى وقول نبيه الكريم الذي قال ربه فيه (وما ينطق عن الهوى إن هو إلَّا وحياً يوحى) فما لديك هاته الآن وسنسلمك له مفنداً ومفضوحاً.

أما الكتابات الأخرى كلها – التي إتخذتها مرجعاً وحكماً تحاكم به القرآن وتستشهد بها عليه – فأنت والذين سلكوا مسلكك تضيعون وقتكم سداً, لأنها عبارة عن خواطر بشر كرام,, إجتهدوا قدر طاقاتهم وقدراتهم في تدبر كتاب الله, وتقفي أثر أسوتهم رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين وسيد ولد آدم "مطلقاً", فخطُّوا لنا تلك الخواطر التي خرجوا بها من هذه الكنوز والدرر, فكان لهم الفضل في ربط الماضي بالحاضر وجمع الأثر وأدلوا بدلوهم ودونوا مشاعرهم ورؤاهم, وهذا شأن كل مسلم وجد في خواطره ما يمكن أن يستفيد منه الآخرين غيره دون أن يفرض ذلك عليهم. لذا فهي قابلة للأخذ والرد دون حرج, فليس هناك عصمة لغير كتاب الله وسنة رسوله الكريم.

فما دام أن لديه مقالات تثبت بشرية وتهافت وبشاعة الأديان, نحن أيضاً لدينا – ليس فقط مجرد نظريات بشرية ضد نظريات بشرية أخرى تستوي معها في المقام والمستوى,, - وإنما لدينا أدلة و "براهين عملية" تثبت بشرية وتهافت الأديان المفتراة والمشوهة المحرفة. ولكن القرآن هو الحاكم الذي سيثبت هذا, ثم سيتحدى من يستطيع أن يثبت عليه سوى الحق المطلق, أنا لا أقول له سوى أنه قرأ عن أديان مفتراة فخلط الأوراق وعمم الأدواء دون دراية أو "برهان" وأنا أعذره في ذلك لأنه يجهل حقيقة الإسلام وإعجاز القرآن الكريم. فهذه هي الإشكالية التي ورط نفسه فيها.

ونقول له أنت الذي ذهبت للمصحف "غازياً معتدياً" لتخوض فيه وتقول عنه ما ليس ولا ينبغي أن يكون فيه ولم تجعل مسخك له لنفسك ودعم لقناعاتك بمعتقدك,, وانما قمت بعرضه مشوها بقصد معلن أنك تريد هدمه وتدميره وإزالته من قلوب وفكر الناس... ماذا تسمي هذا العمل البشع أيها الأكاديمي المتحضر الذي يعمل من أجل سعادة البشرية, وهو يطعن في وجدان ثلث سكان المعمورة في كل جيل من الأجيال, دون وجه حق سوى إرضاء نفسه والظهور على أشلاء الغير؟

ثم بعد ذلك تتحدى أي إسلامي يقرأ هذا المسخ الذي إجترحته يداك أن يرد عليك أو تعتبره موافقاً ومؤيداً لما قلته,,, وعندما يظهر من يقف في وجهك ويرد عليك تعتبر هذا العمل منه مناكفة وتهدده بسلسلة مقالاتك التي تخوض فيها وتحقر وتذم مقدساته مزيداً من التشفي والقتل المعنوي تمهيداً للقتل المادي له ولمن يشاركه في المعتقد,,,

أليست هذه – يا سامي لبيب - حرب إبادة شاملة مفتوحة أعلنتها بدم بارد على إخوانك البشر بل وإثارة صريحة ومقننة للفتن بي الناس ورفع درجة الإحتقان والتوجد والأحقاد إلى أعلى مدرجها ,, كل ذلك لمجرد أنها دارت برأسك فكرة – نحن نعرف مصدرها ومنبعها - تحرضك على عدم وجود الله الذي تعرفه الدواب والحشرات وتمجده وتسبع بحمده؟؟؟ ..... أنا أمقت المناكفة ولكنني لن أنحني أمام الباطل وسأقاومه (بالعلم والفكر والمنطق والموضوعية), ولن أتقدم برأي خاص بي وأن أكتفي بما له مرجعية موثقة وأدلة كافية وبراهين مشهودة. شاء من شاء وأبى من أبى. على فرض أنك لا تؤمن بوجود إله, فما شأنك أنت بالذين يؤمنون بوجوده ويقدسونه ويعبدونه؟؟؟

فلنقف هنا عند قوله لنا:
(... عندما تنهج هذا النهج فسيتم فضج تهافتك ومراوغتك وتدليسك أمام القراء كحال لفك ودورانك حول (ما أعبد), (ربما يود) فلا تقدم شئ سوى تأكيد وإثبات التهافت البلاغى ...). إن كانت معاييرك فقه اللغة وعلم البيان, فلن تستطيع أن تصل إلى شيء حقيقي ما لم يكن هناك إصدار جديد new version لم يبلغ علمنا بعد في إطار ثقافة (التهافت البلاغي) المتبدع... أعده بأنني سأرد على هذا الإدعاء عملياً بمواضيع متسلسلة متقاربة سريعة تضع النقاط على الحروف دون إنكسار ولا خوف, وليته يلتزم آداب المناظرة العلمية بكل معاييرها, وأن يعطينا تعليقاته وردوده مفصلة ومبرهنة حتى لا نخرج من إطار الموضوع الذي وضع مساره بيده وإلتزمناه كما هو.

سأكتفي بهذا القدر, فالباقي تجاوزات مشخصنة واضح أن القصد منها الإستهلاك المحلي والتعويم لتخفيف الحرج – ونحن نتفهم ذلك حالياً ولكنه عرفياً غير مقبول التمادي فيه, وقد رددنا عليه بتعليق مستوفٍ, أرجوا لمن اراد التفصيل الذهاب إلى هناك تفادياً للتطويل بالتكرار.

المهم أخيراً أننا قلنا له: حسناً,,, هي لك, والكرة في ملعبك الآن, (أرجوك, أرجوك, أرجوك, أن تؤكد للقراء الكرام إثبات تهافتي البلاغي كما تقول, وبالمرة مراوغتي وتدليسي, فما المانع ما دام أنك تملك الدليل والبرهان على ذلك؟ وهناك حقيقة يجب أن نتذكرها دائماً وهي أن القرآن الكريم موجود ومتاح للجميع, وهو مرجعي الأول والأخير, وكتاباتك ومواضيعك موجودة أمام القراء موثقة لا رجعة فيها,, ولحسن الحظ أن مرجعك هو نفس مرجعي وهو القرآن الكريم, وفقه اللغة العربية لا يختلف حوله اثنان ملمان بهذا الفقه وهو معيار قياس البيان القرآني المبين, فلا مجال للمراوغة واللف والدوران لأي طرف من الأطراف ..... فقط كن جاداً وأثبت ما وعدت وتوعدت به لأن ذلك من حق القراء عليك, ولا مجال للإنفعال والتململ.

ثم أكدنا له, ونؤكد الآن مرة أخرى ومرات اننا (لن نرد على ما يقوله ويكتبه بذاتنا أو ندخل فيه رأينا, لأن الرد سيكون من القرآن الكريم مباشرة (فهو صاحب الشأن), والذي له رب يرد عنه, وسيكون دوري فقط - التدبر- وتفعيل "البرهان" الذي علمني إياه ربي,, وأدواتي اللغة العربية لغة البيان والإبيان. هذا كل شيء. فذا فلنواصل تحليلنا بإذن الله وتوفيقه وفضله فيما يلي:

ثم ماذا بعد أيها الكاتب؟؟؟
(C): نراه قد وقفت هذه المرة عند سورة غافر عند قوله تعالى: ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ 77), فلم يعجبه البيان فبحث ما بين الكلمات المترابطة المحكمة فلم يجد شيئاً سوى حرفين ظنَّهما مأخذين على إحكام وتفرد القرآن الكريم في البيان والإبيان,, فقال ما يلي:
(... لنتوقف أمام كلمة "فإما" و " أو" فهذا يعنى أن الله لا يعلم وفى حيرة من أمره أو يبدو أنه لم يحسم إختياره ...!). هكذا إذا بلغ هذا الإعجاز فكره وتقديره!!! ... فهل هو على حق أم لا؟ هذا ما ستكشفه الدراسة ويجليه التحليل الذي سنجريه.

إنني والله لفي حيرة من أمري!!! أهانت الأمور إلى هذه ألدرجة؟؟؟
يا عزيزي!!!! أي "لا علم" تقول عنه, وأي "حيرة" تلك التي تدعيها وأنت في الأساس لا تعرف – على ما يبدوا - معنى "إما" و "أو"؟ ولا تعرف تتبع تسلسل وتتابع النصوص التي تقرأها, كما سيتضح ذلك لاحقا:

على أية حال: لن أقف طويلاً هنا,, فقط سأعرض الآيات أمام القراء مع تعليقات خفيفة هنا وهناك, فيما يلي:
قال تعالى في سورة غافر لنبيه الكريم, يُعْلِمُهُ بحال ومآل الكفار (يوم القيامة) صاغها بيانياً فيما يلي من آيات قليلات محكمات:

فبدأ سبحانه حديثه أولاً عن ذاته العلا, قال: (هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ 68), ثم قال لنبيه الكريم الخاتم:
1. يا رسول الله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ 69)؟, كلهم من لدن آدم وإلى أن تقوم الساعة؟؟؟ ... أوَتدري من هم هؤلاء المجادلين التعساء الأشقياء؟

2. أولئك هم: (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ 70). هكذا توعدهم ربهم وخالقهم ومالك ناصيتهم, وبيَّن لنبيه الخاتم أنه لن يتركهم بلا حساب,,, فما هو ذلك الحساب وكيف سيكون؟؟؟

3. قال له: (إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ 71), إذاً هم مربوطون بالسلاسل في أعناقهم ويُجَرُّون سحباً كجيفة الكلب الأجرب,, ولكن كيف سيكون سحبهم, أهو على أرض جرداء أم حصباء أم على بساط وثير من عهن أحمر ؟؟؟

4. قال: بالطبع لا, بل سيسحبون: (فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ 72), ولكن,, أهذا هو كل شيء أم هو بداية لها ما بعدها من تداعيات ومفاجآت؟؟؟

5. قال: بالطبع لا, لأنه في إنتظارهم إستجوابات مرة, مخزية: (ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ 73), من آلهة إفك ظننتم أنهم سينفعونكم,,, أين هم الآن؟ ولماذا لم يأتوا لإنقاذكم أو يشفعون لكم؟؟؟ الم تتخذوهم شركاء (مِن دُونِ اللَّهِ؟ - قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَل لَّمْ نَكُن نَّدْعُو مِن قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ 74), فهل سينفعهم الإنكار والتبرؤ؟.

6. بالطبع لا, ولكن سيُخبَرون بسبب هذا العذاب المهين الذي هم فيه بأنه جاءهم جزاءاً وفاقاً, فيقال لهم: (ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ 75), وقد إستمتعتم بخلاقكم في الحياة الدنيا بغير حق ولا ورع, فالآن جاءكم يوم الحساب الذي – كما ترون – لا تملكون فيه فدية ولا شفيع يطاع, وحتى آلهتكم قد ضللتم عنها وضلت عنكم فسبقتكم إلى النار وهي في إنتظار تخاصمكم معها هناك,,,, تفعيلاً وتسعيراً للحسرة.

7. وقيل لهم – الآن!!!: (ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ 76).

هذا هو السيناريو الذي أعده الله للذين يجادلون في آياته, وهو في إنتظارهم يوم القيامة فقال لنبيه في بداية السيناريو, يا رسول الله!!!: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ 69)؟؟؟
إننا بالطبع لن نهملهم أو سيغيبون عنا, بل سنفعل بهم ما قلناه لك بالتمام والكمال, لذا لا داعي لأن تستعجله فهو آتيهم قريباً لا محالة ولا مهرب, ولأن الله وعدهم,, ووعده الحق لا تبديل له ومن ثم (سيكون الأمر عليهم سيان إن كنا قد كشفنا لك بعضاً من ألوان وأصناف عذابهم الآن في حياتك "في الدنيا", أو أجلناه إلى ما بعد وفاتك "في الآخرة" فهم في كلتا الحالتين سيرجعون إلينا ولا فكاك لهم من قبضتنا. لذا: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ - « فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ » « أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ » - فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ 77) فالنتيجة بالنسبة لهم واحدة, في الحالتين لن تتغير.

إذاً,, فتوقفك أمام كلمتي ("فإما" و " أو"), كان نتاجاً طبيعياً إما لجهل أوتحيز, فكان التغريد خارج السرب وضرب اخماس في أسداس, وتخبط وحيرة. فالله تعالى لا يقال عنه (...لا يعلم ...), فهو العليم الحكيم, وهو علام الغيوب. ولا يقال عنه إنه (... فى حيرة من أمره ...), فهو الذي أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون. ولا يقال قي حقه: (... يبدو أنه لم يحسم إختياره ...!), فهو يفعل ما يشاء ويختار.

أما مسألة "آيات العذاب" في الدنيا, ليست الغاية منها إستئصال البشر وإبادتهم,, وانما هي تخويف لهم وزجرهم عن الشر الذي يلحقونه بغيرهم من الضعفاء والمساكين والمغلوبين على أمرهم,, حتى يفكروا في عاقبتهم ولا يصرون على إهلاكها,,, ولكن كل آيات العذاب التي أرسلت للأمم الهالكة لم تفِد هؤلاء الأشرار وتردعهم,, إذاً ما الداعي لأن نرسل إلى قومك مزيد من مثل هذه الآيات التي إن جاءت فإنهم لن يكونوا هناك موجودين بعدها ليتعظوا بها لأنها ستقضي عليهم, فما دام هذا الدين الذي أوحاه الله إليك هو الخاتم, ولن ينزل الله من السماء للبشر والجن غيره, وما دام أن النهاية أوشكت وإقتربت الساعة وإنشق القمر, فموعدهم الساعة, والساعة أدهى وأمرَّ.

ثم ان الآيات لا يأتي بها الرسول من تلقاء نفسه بل يؤتى بها إليه بإذن الله, واعلم يا رسول الله أن هناك رسل كثيرون قبلك بعضهم قصصناه عليك وآخرين غيرهم لم نقصصهم عليك. قال تعالى في ذلك: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ 78), ففقدوا الدنيا وما فيها بحسم أمرهم, وكذلك خسروا الآخرة بسعيهم وظلمهم لأنفسهم.

كما ترى يا لبيب عبارتك هذه التي قلت فيها: (... لنتوقف أمام كلمة "فإما" و " أو" ...!).. ليست صحيحة, وبالتالي كل ما بنيته عليها بالضرورة ردٌّ ..... فلا حجة بيننا وبينكم.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

(D): الآن فلنتابع سقطة أخرى للكاتب وقد إنتقل إلى آية كريمة معجزة من آيات سورة النساء الرائعة بكل المقاييس, والتي تجسد القسط في أسمى معانيه فيما يلي:

إدعى الكاتب ان لديه مآخذ على الآية رقم 3 من سورة النساء ولكنه جاء بالآية مشوهة تماماً كعادته, ثم تساءل عن علاقة القسط بالتعدد, وقال ما فائدة الرخصة إذا كانوا لن يعدلوا وذلك كما يلي:

1. قال: (... فى سورة النساء3 قوله (وان خفتم الا تقسطوا في اليتامي فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثني و ثلاث ورباع فأن خفتم اللا تعدلوا فواحده ولن تعدلوا ...). ولكن هذه العبارة للأسف مفبركة, وهي ليست آية في سورة السناء لأنها محرفة ومشوهة وبالتالي يستحيل أن تنسب إلى كتاب الله ما لم توضع بصياغتها الصحيحة, هكذا:
( «« وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى »» فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ « فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ » ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا 3)

2. ثم قال مستائلاً: (... ما علاقة عدم الإقساط فى اليتامى برخصة الزواج مثنى وثلاث ورباع ...)؟؟؟

3. و أخيراً قال متسائلاً: (... وما فائدة الرخصة إذا كانوا لن يعدلوا...)؟؟؟

نقول في ذلك وبالله التوفيق:
أولاً: واضح هنا عدم االإلمام الكامل بأصول وقواعد ومعايير البحوث العلمية, ومعرفة كافية بالتحليل والإستنباط والتقييم. وقد لاحظنا الإعتماد على الظن والشك والأحكام المسبقة والأجندة الخاصة وقبل هذا وذاك التحيز والشنآن, وهذا يؤدي إلى تحويل الحقائق إلى ضدها, وتشويه المفاهيم.

ثانياً: أخطأ مرتين في عرض الآيات المعنية بأسئلته التي تقدم بها مستفسراً أو مستهجناً في الغالب كما يلي:
1. فالنص الصحيح للآية التي شوهها يقول: ( «« وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى »» فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ « فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ » ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا 3).

ويلاحظ أنه وقد أدخل آيتين معاً وذلك: ببتر جزء من هذه الآية وهو قوله تعالى (... أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) وأضاف إليها عبارة (... ولن تعدلوا ...) وهو يقصد عبارة (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ ...) من الآية الكريمة, قوله: (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا 129).

2. ثم, إنَّ أي عاقل إن قرأ هذه الآية للوهلة الأولى ووجدها تبدأ بواو العطف الواردة في عبارة (وَإِنْ خِفْتُمْ ...), فلا بد له – لكي يفهم الغاية منها فهماً صحيحاً – أن يذهب تلقائياً إلى الآية التي قبلها (المعطوفة عليها) وهي وقوله تعالى: (وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا 2),

وبنفس المفهوم, ولنفس السبب,, ما دام أن هذه الآية أيضاً تبدأ بواو العطف التي بالعبارة (وَآتُوا الْيَتَامَى ...), فعليه تلقائياً الإنتقال إلى الآية التي قبلها, وهي قوله تعالى في أول السورة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا 1),,, هذا هو التصرف الصحيح, إلَّا إذا كان ذلك جهلاً أو قصداً يراد به البعد عن الحقيقة بقدر المستطاع.

ثالثاً: هذه السورة بصفة عامة والآيات التي ذكرناها بصفة خاصة,, لو أدركت النساء ما أعد الله تعالى لهن فيها من حقوق– لن يجدن مثله في الفكر البشري وتاريخه كله أو حتى شطره – لكتبنها بأحرف من ماس على لوحة من بلاتين أو إبريز ولعلَّقنها في مداخل ومخارج دورهن. وسنرى معاً لماذا قلنا هذا حتى لا يعتقد أحد أننا نبالغ في الوصف.

والآن: دعونا أولا نتدبر الآيات لنستوعب معانيها وقيمها قبل أن نعالج إستفسارات الأخ سامي لبيب التي إعتبرها مآخذ على هذه السورة الكريمة على العكس منها تماماً, كما يلي:
الله تعالى مخاطباً كل الناس – بصفة عامة دون تمييز لجنس أو لون أو عقيدة - قال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ...) كل من تجوز كلمة ناس في حقه,

1. (... اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم « مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ » « وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا » « وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً » ...) ..... ولكن!!! لماذا كل هذه التقوى المفصلة تفصيلا؟؟؟

2. ثم حذرهم من العنصرية والكبر والتميز لبعضهم عن بعض "إلَّا بالتقوى", فقال لهم: (... وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ...)...
حسناً,, ولكن لِمَ كل هذا التحذير,, وما عاقبة عدم الإلتزام به ومن الذي سيتابع ويرصد مخالفات الإلتزام بالمساواة والقسط بينهم,, ويرصد العنصرية والبغي والتطفيف والإخسار؟؟؟
قال تعالى في بيان ذلك: (... إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا 1).

يلاحظ هنا ما يأتي:
1. جاء الخطاب – في هذه الآية الكريمة – للناس كافة, ذكوراً وإناثاً دون أي تمييز من أي نوع, وهذا ما يعطيها توجهاً عالمياً واضحاً لا يشوبه أي شك لدقة التفصيل, وهذا رد عملي لكل من يدعي بأن القرآن يفرق ما بين الذكر والأنثى أو حر وعبد "حكمياً", وما بين غني وفقير, وأبيض واسود, وجميل ودميم,,, الخ.

2. الضامن لهذه المساواة هي تقوى الله تعالى الذي خلقهم جميعاً من نفس واحدة والتي يستوي عندها الكل, ولن يسمح لأحد أن يتعالى على الآخر أو يستضعفه أو يحقره.

3. حذر الكل – بلا إستثناء – من مغبة إنتهاك حرمات الآخرين بإعتبارها حرمات الله وحدوده فذكَّرهم بأنه عليهم رقيباً, وسيحاسب المعتدي إن لم يرجع عن غيه وكبره.

وهذه الآية ضرورية تمهيداً للأحكام الدقيقة التي ستأتي بعدها, والتي تخص يتامى النساء بصفة خاصة, واللآتي إشترط في معاملتهن "القسط" تحديداً, وهو العدل المؤكد الموثق, وإشترط "العدل" في الزوجات الأخريات. وهذا ما يميز الشريعة الإسلامية التي وضعت معايير للعدل منها (القسط, والعدل, والإنصاف, والإحسان, والفضل).

خامساً: ثم قال تعالى في يتامى النساء:
1. (وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ ...),
2. (... وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ...),
3. (... وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا 2),

فاليتيمة هي الصغيرة التي مات أبويها, وعُيِّن وصَيٌّ عليها لرعايتها وإدارة أموالها وشئونها نيابة عن والديها – تحت ضوابط مقيدة ومراقبة من اُلِيْ الأمر والمجتمع, حيث تستمر هذه الوصاية عليها حتى البلوع, ولم يُترك أمرُها للإجتهادات البشرية بل تولى الله ذلك بذاته في تشريع دقيق للغاية ومشروط. صاغه في هذه الآية الكريمة الجامعة.
فقال للأوصياء أن يعطوا الموصى عليهم أموالهم كاملة متى ما بلغوا الحلم, وتأكد لهم (بالإبتلاء) أهليتهم لإدارة شئونهم بأنفسهم, قال تعالى في ذلك:

1. (وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ ...), متى ما إنتهت الوصاية (بالأهلية) شرعاً,

2. وأن لا يبدل الوصي أمواله الخبيثة بالأموال الطيبية للموصى عليه, قال: (... وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ...), بل يعطيه أمواله ذاتها ولا يطمع في شيء منها,

3. وأن لا يخلط أمواله بأموال الموصى عليه بل يجب أن يجعلها منفصلة ومميزة بالكامل عن أمواله فإن فعل ذلك يكون قد إرتكب إثماً وذنباً كبيرين (... حُوبًا كَبِيرًا ...).

سادساً: معروف انَّ الشرع يلزم الزوج بالعدل بين الزوجات إن كانت له أكثر من زوجة واحدة, والعدل بينهن له شروط, - فيما عدا زواج الوصي من اليتيمة - فالشرط فيها "القسط", وهو (العدل +), وحتى هذا القسط له قيود وضوابط دقيقة للغاية.

فالوصي على اليتيمة قد يرغب أو يطمع أو يطمح في الزواج من الموصى عليها أن وجد فيها مغريات,,, فمن حيث الحَلِّ لا بأس في وزاجه منها, ولكن هناك شبهة الطمع فيها وفي مالها.

فقد يرى ذلك الوصي انه هو الأولى بها من غيره دون أن يراعي مصلحتها هي في المقام الأول, فإشترط الله عليه إختبار نفسه جيداً من حيث "القسط" تحديداً في معاملة لتلك اليتيمة الزوجة, فإنَّه بمجرد خوفه من أنه قد لا يوفي حق القسط معها كاملاً فليتركها ولينصرف عنها لغيرها من النساء حتى إن كان البديل التعدد إلى أقصى مدى الحل (مثنى, و ثلاث, ورباع).

كل ذلك حماية لليتيمة وصيانة لكل حقوقها المادية والمعنوية وحمايتها من الطمع فيها وفي أموالها التي ورثتها. قال تعالى مفصلا ذلك:
(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى ...): مجرد خوف فقط,
1. (... فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ ...), غيرها ممن يعدلنها مالاً وجمالاً ونسباً يفي بتطلعاتكم ومطامعكم ...,
2. حتى لو كان البديل بغيرها أكثر من واحدة: (... مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ...), ولكن بشرط بالمقابل,, توثقكم الكامل من العدل بينهن, كشرط أساسي لتعدد الزوجات,

3. أما إن خفتم – مجرد خوف – من عدم القدرة على العدل بين الزوجات, عندها لا يحق لكم التعدد, بل عليكم الإكتفاء بزوجة واحدة فقط, قال: (... فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ...), أَوْ (... مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ...), لأن ملك اليمين (حكماً), "كأنثى" إنما لها حقوق خاصة طبيعية يجب أن يوفرها لها مالك أمرها إما بنفسه "خالصةً" أو يترك المسئولية لغيره بعد تحويل ملكيتها له - بتحويلها إليه بالكامل "شرعاً" ومن ثم, فلا يجوز له بعد ذلك قربها - وذلك في إطار العفاف والشرع.
قال تعالى: (... ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا 3), فيستعصى عليكم رعاية الأبناء وتربيتهم وتعليمهم كما ينبغي.

لا بد من أن الأمور قد وضحت للأخ لبيب, ويمكنه أن يرد على أسئلته وإستفساراته بنفسه إن شاء, ولكننا سنرد عليه مختصراً فنقول له:
(أ): علاقة القسط - (وليس الإقساط) كما قال – في اليتامى برخصة الزواج هو صرف الطامع في اليتيمة والذي ليس أهلاً للقسط لعدم قدرته الإلتزام به, إلى بديل آخر غيرها من النساء حتى إن أدى ذلك إلى دخوله في التعدد المشروط بالعدل بين النساء. وحتى إن خاف أن يخلَّ بشرط العدل بينهن, أصبح لا يجوز له "شرعاً" الزواج بأكثر من زوجة واحدة فقط.

(ب): أما فائدة الرخصة في تعدد الزوجات فلها فوائد عديدة خاصة وعامة:
أولاً: لإستقرار ألنساء بصفة خاصة, فالزوج في الإسلام مسئول مسئولية كاملة عن زوجته التي – ما دامت في عصمته – فهي غير مسئولة عن أي إلتزامات مالية وإنفاق على الأسرة حتى لو كانت غنية ولديها الملايين, إلَّا تفضلاً منها وتطوعاً عن طيب نفس. لذا, فالمرأة المتزوجة تكون أكثر إستقراراً من غير المتزوجة حتى إن كانت ضمن تعدد لا يتعدى ثلاثة أخريات معها, وقد ضمن الشرع لها "العدل" بصفة عامة وألزم الرجل به وحذره من التهاون فيه أو غمطه.

ولعفة وإستقرار ألمجتمع بصفة عامة, - لأن تيسير الزواج يضمن للمرأة إحتياجاتها الطبيعية العفيفة في علاقة شرعية صحيَّة سليمة كريمة, وحيث أن وفيات الرجال أكثر وزيادة عدد الإناث في المجتمع عموماً فإن عدم تسهيل الزواج للثيبات والأرامل والعوانس,,, يفتح باب السفاح والعلاقات غير المشروعة ويكثر أبناء الزنا كما هو حادث في الغرب وأوروبا ومجتمعات الإباحية اليوم.

(ج): أما القول عن (عدم العدل), يقصد به أن "العدل الكامل" لا بد من أن يكون مادياً ومعنوياً, حتى في المشاعر الوجدانية,, وحيث أن القول بالعدل معنوياً وفي المشاعر يكون "نفاقاً" لأن المشاعر ليست طوع البنان ولا يستطيع الشخص أن يلزم نفسه به, وليس لديه آلية يحقق بها ذلك. لذا قال الله تعالى إن هذا النوع من العدل لن تستطيعوا توفيره بين النساء "وإن حرصتم عليه" لذا إشترط الحد الأدنى منه وقد صاغه في ثلاثة بنود تضمنت الإعتراف بالحقيقة الطبيعية وحرية المشاعر للإنسان, ثم تحذير من إلحاق الضرر بالزوجة بسبب هذه الخصوصية في المشاعر لا مادياً ولا معنوياً,, ثم تحفيذ الله للزوج بأن يحاول التوفيق بين مشاعره ومشاعر الزوجة بأن يحاول الإصلاح بشيء من الكرم والتضحية التي سيعوضه الله عنها خيراً,, كأنما قال في تفصيل ذلك:

1. أنا أعلم ان المشاعر ليس لأحد سلطان عليها, فهي ليست كالتعامل المادي عليه قدرة للتحكم, فالعدل بين النساء بمفهوم العدل المطلق مادياً ومعنوياً مستحيل, لذا قال للرجال: (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ...), ولكن هل هذه الإستحالة تعتبر مبرر كاف لإلحاق الضرر بالزوجة مادياً كان أو معنوياً, بما يضيع لها حقوقها ويأذي مشاعرها؟؟؟

2. بالطبع هذا ليس مبرراً, لذا يجب عليكم مراعاة عواقب مشاعركم على غيركم قال: (... فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ...), بأن توفروا طاقتكم في يومها لتحابوا به من تحبون منهن, فتظل هذه المسكينة زوجة مع إيقاف التنفيذ, يضن عليها بحقوقها عليه, إعتماداً على المشاعر من جانبه فقط.

3. إذاً التوفيق ما بين الحدين هو الحل المقبول, وهذا يقود إلى تحري طريق الإصلاح والتوفيق ما بين المشاعر والمسئولية والإنسانية إتقاءاً لله تعالى الذي يجزي المحسنين أجراً حسناً, قال تعالى: (... وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا 129).


ما يزال للموضوع بقية باقية

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ B:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ A:
- الإعجاز العلمي القرآني1 (تصحيح مفاهيم ج ):
- الإعجاز العلمي القرآني1 (تصحيح مفاهيم ب):
- الإعجاز العلمي القرآني1 (تصحيح مفاهيم أ ):
- لمحة من الإعجاز العلمي القرآني الخالد 1:
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (F):
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (E):
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (D):
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة (تصحيح مفاهيم C1):
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (C):
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (B):
- قاهر الطواغيت وماحق البدع:
- مختوم من البقرة مزنوم 1:
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... تصحيح مفاهيم (أ):
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (A):
- ... أَفِي اللَّهِ شَكٌّ!!! ...؟؟؟ (تصحيح مفاهيم B):
- ... أَفِي اللَّهِ شَكٌّ!!! ...؟؟؟ (تصحيح مفاهيم A):
- ... أَفِي اللَّهِ شَكٌّ!!! فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...
- ... أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ!!! السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ C: