أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (B):















المزيد.....



قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (B):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 19:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الآن لا بد من أن القاريء الكريم قد أدرك السبب الذي جعلنا – في موضوعنا السابق - نتدبر تفصيل إحكام الآية الكريمة (الم 1) فاتحة سورة البقرة, وبلا شك في أنه قد تعرَّف على هذه الشخصية المتهافتة المريضة التي تتسم بجهل لم يبلغه أحد من قبل,, شخصية لا تفقه شيئاً البتة ومع ذلك تقف أمام المعتدلين والصفوة وأهل العلم والذكر – دون أدنى حياء أو بقية من ماء في وجوههم – ليضلوهم عن سبيل الله ويبثون أو ينفثون فيهم شرهم وجهلهم وخيبتهم ظناً منهم انهم يحسنون صنعاً.

إذ أن كل مفاهيمه سطحية ساذجة لا تليق بفهم بيان القرآن الكريم وإعجازه, حيث يستطيع المستمع إليه العارف - "بسهولة ووضوح" - تلمُّس ذلك الجهل والسطحية والسذاجة التي فاق فيها أقرانه ورهطه, ومع ذلك يدعي المعرفة وقد بلغ به السفه أن تطاول على الإعجاز البياني القرآني الذي شهد له وبه الأعداء قبل الأتباع والأحباب.

ومن ثم,, فإننا سنرى - في تعقبنا لمخازي هذه الشخصية, وسقطاتها القبيحة, وجهالتها المنكرة – الكثير من العجائب والغرائب وسنقف معاً على نوعية فريدة من الضلالة وسوء الظن بالله تعالى وبالنبي الكريم, والإصرار "بعناد" على التطاول عليه, ومحاربته وتكذيبه والخوض في آيات الله البينات بدم بارد لم نعرف له مثيل من قبل.
إنها الضلال المبين إن لم تكن الزندقة الفجة بلا شك في أحلك صورها وأقبع عورها وخورها, والسعي بشراسة وإصرار لإضلال الناس والإستهانة بمقدساتهم, وتشكيكهم فيها, بكل ما تحمل هذه الكلمات من سواد وإنحطاط.

فأنَّى لمثل هذا المظلم القاتم الحالك الوجدان والفكر من إستيعاب وفهم معنى ومغزى أحد اسماء الجلالة "الصَّبور", وكيف يتجلى الله سبحانه وتعالى بهذه الصفة وهو القادر على إهلاك أعدائه في الحياة الدنيا قبل الآخرة, ولكنه يملي لهم ويصبر عليهم ليزدادوا إثماً وإهلاكاً لأنفسهم الخبيثة الشريرة, - جزاءاً وفاقاً - وهو يعلم ان عبده العاصي حتماً سيأتي كادحاً إليه كدحاً فملاقيه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.

فالصبور سبحانه, يتجلى بالصبر على السفهاء المسرفين على أنفسهم حتى يجعلهم يظنون أن مكر الله تعالى وإملائه لهم غفلة منه وعجز ونسيان (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً),, ولكنه هو القائل, في سورة القلم: (فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ 44), (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ 45) فلو بلغ هذا الزنديق من الإدراك فهماً لهذه الآية وحدها لخر على وجهه صعقاً, ولكنه الطمس على المدارك الذي لا يميت الأبدان ولكن يطمس القلوب التي في الصدور.

الآن نواصل تَعَقُّبنَا على إفتراءات ذلك ألمتهافت وتَعْقِيْبَنَا على تخرصاته بعد أن وقفنا على غبائه الغريب في حديثه الفج البغيض عن سورة "قريش", - في موضوعنا السابق - وكيف أنه, مع بساطتها ووضوحها – قال فيها بهبله وعبله فأبكانا من شدة الضحك والأسى.

هذا المعمم الخائض في كتاب الله الكريم والمستهتر والمكذب لرسوله الكريم بقدر من عمه وسفه وسَمَهُ الله به وجبله عليه,,, لم يبلغ - الوليد بن المغيرة, ولا أبو لهب, أو مسيلمة الكذاب - مبلغه,, إنه بلا شك أحد الهالكين المعجزين في آيات الله الذين توعدهم الله بما يستحقونه, فلعله قد تملكه إبليس وإتخذ قلبه معطناً ووكراً قاتله الله وكفانا شره.

فها هو ذا الآن, بلغ به السفه والتطاول والغباء أن تجرأ على سورة "الرحمان", تلك السورة التي يقف عندها أعلم العلماء وأفطن الفطناء وأحكم المحللين والباحثين والدارسين مشدوهين مبهورين وهم يرون عظمة البيان الرباني المعجز, فشطح ذلك المتهافت الدَّعي, حتى نطح فترنح وانبطح. ولتعاسة حظه النكد, قد مكر به ربه وإستدرجه من حيث لا يعلم, إستدراجاً, ليفضحه فضيحة السامري والنمروز.

هذه السورة "بالذات", من السور التي تقطع حجة من إدعى بأن هذا القرآن ليس من عند الله وإن الرسول الكريم إفتراه على الله, إذ تكفي الآية الكريمة الأولى منها التأكيد القطعي على أن هذا القول يستحيل أن يأتي به إلَّا الخلاق العليم, ويستحيل أن يقول به مخلوق أياً كان ذلك المخلوق.

لذا فقد وقف حمار الشيخ هذا في العقبة,, فلم يفهم ويستوعب هذا الإعجاز "بكل المقاييس" ذلك الإعجاز الذي فرضته هذه الآية "بصفة خاصة" والسورة بكاملها "بصفة عامة" لذا ظن الجاهل الغبي أنَّ الآية الكريمة فيها تهافت بلاغي, فعكس التهافت الذي في وجدانه وكيانه ولسانه وإيمانه على هذه السورة الرائعة المعجزة, فلعل الله قد صرفه عن تدبرها وحجب بيانها عنه كما سنرى معاً من تدبرها,, وكيف تؤكد أنها من الخلاق العليم الذي أعطى كل شيء خلقه « ثم هدى ».

وسنثبت – من خلال بحثنا وتحليلنا لهذه السورة أنها جديرة بأن يسميها الله تعالى بإسمه الكريم "الرحمان", وهي السورة التي تشهد – بكل حرف فيها - أنَّ موحيها وقائلها هو الله تعالى خالق كل شيء وقد حوت وتضمنت قمة الإعجاز القرآني البياني والعلمي, حيث خصها الله بخصائص تجعلها عروس القرآن الكريم كله, لأنها تشهد بأنها كلام الله تعالى لا مجال للشك أو التشكك في ذلك حتى لو حاول المتشككون أمثال هذا المتهافت الضحل المتخلف حقيقةً,, فسينتهي – رغماً عن أنفه - إلى تأكيد صدق الوحي بها ضمنياً وإقراراً لأنه لن يقوى على الإتيان ببرهان ضدها.

فماذا قال المتهافت الغبي في هذه السورة الكريمة؟؟؟
أولاً: قال إن: (... سورة الرحمن تحتوي على « تهافت بلاغي »، وعلينا تنزيه الله عن قول مثل هذا الكلام، فهذا من كلام البشر عبر ما يسمى بالوحي الوجودي، أي أن الله أوحى لرسوله محمد (صلى الله عليه وآله)، فجاء إلينا هذا الكلام بعد أن استوعبه النبي بهذه الطريقة فأوصله إلينا بهذه الألفاظ! ...).

إذاً معنى هذا القول أنَّ هذا الشخص المريض يقرر علناً بأن النبي "كاذب" وقد إفترى القرآن على الله تعالى بل هو يريد أن ينزه الله عن (قوله), والذي إدعى بأنه ليس كذلك, بل هو قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم, وإدعى بأن القرآن كلام بشر, وأنكر نزول الملك جبريل جملة وتفصيلاً, وهذا بمعطيات سورة الفاتحة وتفصيل صورة البقرة هو كفر صريح بواح, وزندقة لا يختلف عليها إثنان,, هذا ليس كلامي ولا هو حُكْمِيْ, وإنما هو حكم القرآن الكريم.

فالذي قاله هذا المتهافت الضال المضل قولاً - لم يسبقه إليه أحد من العالمين - لعله لم يبلغ مبلغه حتى إبليس نفسه. وحتى إن إدعى بأنه يُصَدِّقُ بأن الله أوحى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأنزله على قلبه بغير واسطة أو ملك,, فإن ذلك لن يشفع له ولن يخرجه من الوهدة التي أدخله فيها وليه إبليس, لأنه سيكون قد أتى بأبشع من المعنى الآول. فلننظر كيف أهلك نفسه بنفسه فيما يلي من إفك مبين.

فقوله: (... إن الله أوحى لرسوله محمد (صلى الله عليه وآله)، فجاء إلينا هذا الكلام بعد أن استوعبه النبي بهذه الطريقة فأوصله إلينا بهذه الألفاظ ...), وهو يقصد بذلك أن جبريل عليه السلام لم ينزل إلى الأرض, ولم يشاهده النبي أو يكلمه, وإنما هذا القرآن وصل إلى النبي عن طريق الإيحاء فقط في نوم أم يقظة "كفكرة" أو "رؤية" ثم بعد أن إستوعبها النبي صاغ ما إستوعبه باللغة العربية التي جاء بها القرآن في سورته الحالية, وأكد نفي نزول جبريل للنبي بقوله: (... فهذا من كلام البشر عبر ما يسمى بالوحي الوجودي ...).

فهو بهذا البهتان قد زاد الطين بلة في مسيرة ضلاله وإضلاله,, للآتي:
1. نفيه لنزول جبريل عليه السلام أكثر من مرة وشاهده النبي وتحدث معه,,, فالنفي بلا شك هو تكذيب مباشر للقرآن حتى في إطار إدعائه بأنه وحي للنبي بدون وجود لجبريل عليه السلام, بالنظر إلى آيات عديدة ومنها سورة النجم,

2. تكذيب صريح لقول الله تعالى عن رسوله الكريم: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلَّا وحي يوحى), فإتهم الرسول بأنه جاء بكلام ينبغي أن ينزه عنه الله لأنه لا يليق به,

3. إتهام النبي الكريم بالكذب على الله والإدعاء بأن الملك جبريل نزل عليه وهو يدعي بأن ذلك لم يحدث وأن النبي قاله من عنده, وفي هذا إتهام صريح للنبي بعدم الأمانة والصدق وتبليغ الوحي كما أوحي إليه,

4. إتهم النبي الكريم بأنه غيَّر وبدل وشوه ما أوحاه الله له فلم يستوعبه جيداً لذا جاء بكلام ينبغي أن ينزه الله عنه, وقد صرح بهذه الفكرة الغبية الضالة المضلة بقوله عن النبي في ذلك: (... فجاء إلينا هذا الكلام بعد أن استوعبه النبي بهذه الطريقة فأوصله إلينا بهذه الألفاظ ...). وهذا بلا شك يقدح صراحةً في عدم قدرة وأهلية النبي الكريم في إستيعاب الوحي ثم تبليغه كما أوحي له فجاء بكلام فيه "تهافت بلاغي" وإدعى انه منزل من عند الله, وهو – حسب رأي المتهافت الضحل – ليس كذلك.

كل هذه الإفتراءات والتخرصات وغيرها دارت في مخيلته الضعيفة فقط لأنه لا يعرف لغة الضاد ولا ملكة التفكر والتدبر الذين من أهم مقتصياتهما الإيمان الصادق واليقين الموثق وفطنة المؤمن وإستعداده لتلقي نور الله المبين, وفي نفس الوقت لعل الله تعالى قد علم ما يضيق به صدره من الشر والشقاء والشك المبين فأجراه على لسانه ليفضح ستره وخبايا نفسه المريضة حتى يأمن الناس شره وإضلاله, أو لعله قد حرمه نعمة البصيرة فمده ومن معه في طغياتهم يعمهون. إن هذا لهو الفسوق من أوسع أبوابه.

كل ذلك لأنه لم يستطع فهم السورة لجهله باللغة وعدم قدرته على التدبر, وتشككه في القرآن وصدق النبي. فالسؤال هو: من أين جاء بهذا الإفك المبين؟ ..... وما هو دليله ومرجعه؟؟ وكيف إستطاع تجاوز قول الله تعالى الذي يتعارض مع هذا الإدعاء الذي فاق فيه إفك اليهود والنصارى والفجار؟؟؟ ..... هل غلبت عليه شقوته, أم طغى عليه ظلام جهله وجهالته .... أم هو وحي من وليه إبليس أجراه على لسانه وقهره عليه؟؟؟

والشيء الغريب في الأمر هو ذلك التناقض المريع الذي عليه هذا الرجل الذي لن يبرره الجهل الفطري الذي هو عليه, ولا حتى الغباء المؤصل الذي يميزه, وإنما لعله الختم الذي لا رجعة بعده (إلَّا أن يشاء الله رب العالمين), وذلك للآتي:
1. لقد طعن في سورة الرحمان, وقال بأنها تحتوي على «« تهافت بلاغي »», ولم يقل ماذا يقصد بعبارة "تهافت بلاغي هذه" وما هو ذلك التهافت الذي يدعيه؟؟؟

2. وقد نفى أن تكون السورة موحاة من عند الله على رسوله الكريم, وهذا يعني تكذيب النبي صراحة بل وقال بالحرف الواحد (... علينا تنزيه الله عن مثل هذا الكلام ...)... فنقول له: « من هو الله الذي تتحدث عنه, وتريد أن تنزهه عن كلامه سواءاً أكان محصوراً في سورة الرحمان أو القرآن كله », « وكيف تعرَّفت عليه ؟» وأنت تنكر الوحي؟ « ومن ذلك الذي أخبرك بأن هناك إله يجب عليك أن تنزهه عن هذا وتنسب إليه ذاك؟؟ », « وما هي الوسيلة التي أراكها و (إختصك بها) الله لتنزهه بها, وكيف أراكها, هل غيباً أو مشاهدة, ومتى كان ذلك »؟؟؟

3. نفى نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم, وقال: (... فهذا من كلام البشر عبر ما يسمى بالوحي الوجودي ...). هذه تعتبر خطرفة وزندقة مفضوحة,,, وإلَّا فما هي القرائن والآلية التي إستطعت بها التوثق من إدعائك الكاذب بأنه لا وجود للوحي (جبريل) وأن القرآن كلام بشر,,, أتظن أنك تستطيع أن تقول ما شئت ولا تحاسب على ما تقول؟؟؟ ..... ها أنا ذا أقول لك – بإسم كل عاقل لا يريد أن يخدعه ويبتزه الجهلاء المغفلون المغيبون - إنك عتل زنيم وكذاب أشر إن لم تستطع أن تبرر وتبرهن ما إدعيته, ومعلوم أن الكذب يسقط هيبة الرجال ويحط من كرامتهم,, هذا عرف إنساني معروف فهلا أثبت أنك جدير بالإحترام بأن تؤكد ما تدعيه بالأدلة والبراهين؟؟؟ ..... فإن لم تفعل فسأتولى ذلك عنك بآيات الله البينات.

4. يصف – هذا الأفاك - النبي بأنه كَذَبَ على الناس وإدعى بأنه نبي ورسول من عند الله وقد إختلق هذا القرآن ونسبه إلى الله, ويرى أن القرآن كلام بشر ويجب تنزيه الله عنه, فأنظر إلى قوله عن النبي: (... فجاء إلينا هذا الكلام بعد أن استوعبه النبي بهذه الطريقة فأوصله إلينا بهذه الألفاظ! ...)... ألَآْ خسئت, وفض فوك, أنت تجهل وتنكر ما لن يستطيع أحد غيرك إنكاره.

هذا بلا شك كفر صريح من الدرجة الأولى, لأنه تكذيب وكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله. وسنثبت هذه الحالة من كتاب الله تعالى مباشرة.

الآن فلنناقش مسألة الوحي والغيب ليس من منطلقات إيمانية ولا عقدية وإنما من منطلقات ومعطيات ومفاهيم منطقية وموضوعية وعلمية, لنبكت هذا المتهافت وأمثاله - الذين لا يؤمنون بالله ولا بالغيب - إلى الأبد ونقول له وبالله التوفيق.
1. أنظر إلى هذه الموضوع الذي بين يديك الآن وأنت تقرأ فيه فيؤثر فيك سلباً وإيجاباً,,, هل تشك في أن هناك شخص ما إسمه بشاراه أحمد قد أعده وصاغه لغاية أساسية وهي نشره على القراء الكرام, أو لأغراض أخرى قد يفصح عنها أو يكني أويسكت ؟؟؟

2. هل رأيت الكاتب قط؟ أو تعرف عنه شيئاً أكثر من المعلن ومصرح به عنه, مثلاً من أي منطقة أو ملة أو جهة بالكرة الأرضية, وما خلفيته الدينية أو السياسية أو الفكرية؟؟؟

3. فلو صرح لك بأنه ليس من البشر ولكنه من الجن المؤمن,, هل لديك آلية لتنفي بها أو تثبت تصريحه "سوى الظن" ؟؟؟ ..... وهل الظن يغني من الحق شيئاً؟؟؟ ..... وهل الحق يمكن أن تصل إليه فضلا عن أن تقنع به غيرك بدون برهان؟؟؟

4. هل فكرت في كنه الوسيط الذي ربط فكر هذا الكاتب بفكرك, علماً بأنه لم يتم بينكما أي لقاء أو تعامل "حقيقي" مادي مباشر بالحديث أو بالإشارة أو بالترميز؟؟؟

5. هل فكرت في الأجهزة الكثيرة والمعقدة والبرمجيات العديدة وأوساط التخزين والعرض والإرسال والتحويل,,, في بقاع ومناطق عديد من الأرض بجانب الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية والراوترات ,,, والتي من ضمنها مؤسسة الحوار المتمدن وغيرها التي شاركت في ربط فكر شخص ما في مكان ما في وقت ما في ظروف ما... بأفكار آخرين لا يعرف عددهم ولا هوية أي منهم شيئاً ومع ذلك كله قد وصلت فكرته إليكم وإلى آخرين غيركم من الذين بدورهم تفاعلوا معها ومعه؟؟؟

6. هل في رأيك أن كل ما حدث لتوصيل الفكرة يعتبر تواصل مادي مباشر أو هو إيحاء "غيبي إفتراضي" من طرف ما لأطراف أخرى, وقد أدى نفس الغرض الذي يؤديه الإتصال المادي المباشر, وهو توصيل مفهوم ما من البعض إلى الآخرين؟؟؟

7. إذاً,,, الوحي حقيقة وواقع ومتعامل به في حياة الناس العادية بخلاف تواصل المشاعر, والتواصل الإجتماعي والتأسي, والتقليد, وذلك عبر وسائل الإتصالات العديدة كالرسائل الإلكترونية وعبر الهاتف الخلوي والتويتر والفيس بوك و ال WiFi وغيره....

8. فإذا كان الإنسان أمكنه الإيحاء لغيره بما يريد وبمنتهى السهولة, بينما الوسيلة الموصلة لهذا الوحي يصعب تصورها وحجمها من أجهزة وحواسيب وبلدان وأقمار صناعية, وهي بالطبع ليست إنسان ... أيصعب على الخلاق العليم أن يرسل مخلوقاً – على الأقل – لديه قدرة قمر صناعي واحد ليوصل "وحياً" مراد هذا الخلاق العليم لعبيده الذين إبتلاهم بأن سوَّى أنفسهم, فألهمها فجورها وتقواها, ثم أعطاهم الحرية كاملة للتفاعل بين الفجور والتقوى وبيَّن لهم غايته من ذلك الإبتلاء, وأن هناك إمتحان نهائي مصيري في آخر المطاف سيخضع له الجميع للتخرج إلى دار الخلد. أيصعب هذا على من خلق السماوات والأرض ويسهل على من أخرجهم من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئاً؟؟؟

على أية حال أنا أقول في من ينكر الوحي بأنه ظلوم جهول, فإن إتضح بأنه أول المظلومين منه إنما هي نفسه التي بين جنبيه والتي جهل عليها, فهل تتفق معي على أن هذا الظالم لنفسه مبين يعتبر آية في الغباء والجهل؟؟؟

ثم,,, ما هي مشكلة هذا المتهافت في عدم تصديق نزول الوحي الذي سماه (بالوحي الوجودي) ؟؟؟ ما الذي يمنع – في نظره ومعتقده - أن يرسل الله تعالى مخلوقاً من لدنه بأي مواصفات إلى مخلوق آخر آدمي ليبلغه مراد ربه؟؟ ..... هل لأن عقله لم يتحمل إستيعاب وتصور الواقعة أم لعدم فهمه لنص السورة أو الآية, ومرادها فأراد أن تؤولها على هواه ولتتناسب مع قدراته الضئيلة المحدودة؟؟؟

كيف يدعي بأنه عاقل سَوِيْ,, فيقول بما لم يقل به أحد من قبل؟؟؟ ..... أهي غلبة شِقْوَةٍ طغت, أم سَبْقُ كِتَابٍ غلب, أم هو هوس نشب؟؟؟

وقولك: (... وعلينا تنزيه الله عن قول مثل هذا الكلام ...)، لدينا فيه عدة أسئلة, ينبغي عليك الإجابة عليها, منها:
1. من هو "الله" في عقيدتك, الذي تريد أن تنزهه من القرآن الكريم؟؟؟ ..... أهو "الله" الذي ورد ذكره في القرآن الكريم الذي جاء به نبي الله ورسوله محمد أم لديك في معتقدك وتصورك إله آخر غيره تقصده؟؟؟

2. فإن كان "الله" الذي جاء ذكره في القرآن الكريم الذي نزل على محمد,,, كيف ستنزهه عن قوله ووحيه وقرآنه أيها الدعي ؟؟؟

3. أما إن كنت تقصد به "إله" لك آخر غيره ,,,, فمن يكون ذلك الإله الإفك؟؟؟ ... وكيف تعرَّفت عليه "غيباً" أم "شهادة",, وهل هو الذي أخبرك أم عرفته بذاتك؟؟؟

4. فإن كان غيباً,, فكيف إستطعت إثبات أن ذلك هو "الله" الذي تريد أن تنزهه؟؟؟ ..... علماً بأنك نفيت إمكانية ظهور ملك مرسل من عنده ليبلغ عن نفسه ونفيت أن يكون قد جاء وحي وجودي إلى النبي محمد, وأن القرآن من تأليفه وألفاظه هو؟؟؟

قال تعالى في سورة النجم عن الخاتم الأمين: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى 3), (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى 4), (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى 5), (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى 6), (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى 7), (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى 8), (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى 9), (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى 10), (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى 11), (أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى 12), (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى 13). فكيف تنفي ما أكده الله تعالى أيها المتهافت الدعي الضال؟؟؟

ثم,,, ماذا تقول في هذا الحديث, وكيف تبرر نفيك لمجيء الوحي إلى رسول الله حقيقةً بينما الرسول الكريم يؤكده جازماً؟؟؟:
عَنْ ‏‏عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ ‏‏الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏‏سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((‏‏أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ ‏ ‏صَلْصَلَةِ ‏الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ ‏‏فَيُفْصَمُ ‏‏عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي ‏الْمَلَكُ ‏‏رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ)). قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ‏‏وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ ‏فَيَفْصِمُ ‏‏عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ ‏لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا. ‏
إذاً,, فأنت تكذب الله ورسوله بكل صراحة ووضوح وبدم بارد.

الآن فلنستمع إلى ما يقوله الكاتب الإنجليزي توماس كارلايلThomas Carlyle مما يبطل دعوى القائلين إن محمداً لم يكن صادقاً في رسالته.. قال عنه: (... أنه قضى عنفوان شبابه وحرارة صباه في تلك العيشة الهادئة المطمئنة مع خديجة لم يحاول أثناءها إحداث ضجة ولا دويّ، مما يكون وراءه ذكر وشهرة وجاه وسلطة ...).

ويقول أيضاً: “ (... هل رأيتم رجلاً كاذباً يستطيع أن يبني بيتاً من الطوب، لجهله بخصائص مواد البناء، وإذا بناه فما ذاك الذي يبنيه إلا كومة من أخلاط هذه المواد، فما بالك بالذي يبني بيتاً دعائمه هذه القرون العديدة، وتسنُّه هذه الملايين الكثيرة من الناس؟ وعلى ذلك فمن الخطأ أن نعد محمداً رجلاً كاذباً متصنعاً، متذرعاً بالحيل والوسائل لغاية أو مطمع، وما الرسالة التي أداها إلا الصدق والحق، وما كلمته إلا صوت حق صادر من العالم المجهول ... وما هو إلا شهاب أضاء العالم أجمع، ذلك أمر الله ...). وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

ثانياً: واضح أن هذا الرجل المتهافت الضحل يعاني من لوثة إسمها "تهافت بلاغي", هو لا يعرف كنهه فيجتره بلا معنى ولا فهم. فلننظر إلى أول سقطة وغباء وجهل يعاني منه هذا المتهافت في قوله ما يلي:
(... القرآن يقول: « الرَّحْمَنُ • عَلَّمَ الْقُرْآنَ • خَلَقَ الإِنسَانَ »، وهذا تهافت بلاغي في الترتيب إذ كان ينبغي أن يقول أولا: «الرَّحْمَنُ • خَلَقَ الإِنسَانَ» ثم يقول «عَلَّمَ الْقُرْآنَ» وليس العكس، إذ الإشكال هنا «عَلَّمَ الْقُرْآنَ» لِمن، وهو بعد لم يخلق الإنسان؟! ...).

نقول له في ذلك ما يلي وبالله التوفيق:
ألم يقل الله تعالى عنك وعن أمثالك في سورة المنافقون: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ 4)؟؟؟. والله العظيم إني لأعتذر من الخشب وأستسمحها لأنها لم تبلغ هذا الحد من السفه والجهل مبلغك!!!. ما هذا يا هذا؟؟؟ ..... أيعقل أن يوجد شخص بهذه السطحية والغباء المركب؟؟؟

يقول المتهافت الضحل: (... ينبغي أن يقول أولا: («الرَّحْمَنُ • خَلَقَ الإِنسَانَ «عَلَّمَ الْقُرْآنَ»), وبهذا المسخ – في رأيه الممسوخ – يكون الكلام بليغاً خالياً من (التهافت البلاغي المزعوم). والأدهى من ذلك وأمرَّ هو تبريره لهذا التشويه بقوله: (إذ الإشكال هنا «عَلَّمَ الْقُرْآنَ» لِمن، وهو بعد لم يخلق الإنسان؟!).

إذاً, فعقله المغلق قال له إن قول الله تعالى: (الرَّحْمَنُ • عَلَّمَ الْقُرْآنَ • خَلَقَ الإِنسَانَ)، وهذا تهافت بلاغي في الترتيب, ويرى أن الصحيح البليغ الذي ينبغي أن يكون هكذا: (... الرَّحْمَنُ • خَلَقَ الإِنسَانَ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ...). هكذا دائماً كل الذين يخوضون في آيات الله,,, لن تجد لنوع ودرجة غبائهم ولا ضحالة فكرهم مثيل قط.

فإن لم تفهم هذه الآية الرائعة البديعة المحكمة – أيها المتهافت الضحل - فما الذي يمكنك أن تفهمه بعدها ؟؟؟ ورب السماوات العلا لم أفهم معنى الختم على القلوب والمدارك رغم أنني قد تدبرتها كثيرا, من قبل كما فهمتها الآن في حالتك المتأخرة, وقد فهمت قوله عن المختومين "لا يفقهون" و "لا يعلمون" و "لا يرجعون".

الآية الكريمة تقول: إن القرآن أيها - الجاهل الضحل الجاحد - لم يرد الله أن يعلمه للإنسان مباشرةً, وإنما علمه لكل مخلوقاته سلفاً وفطرها عليه فطرة, من حيوانات وطيور وحيتان وأسماك وأفلاك وهوام ونبات ومياه ورياح وأجرام سماوية وأرضية ... الخ, كان ذلك كله قبل خلق الإنسان الذي طرأ على كون قرآني موحد.

فالقرآن الكريم - في الواقع والحقيقة - هو روح الوجود كله, وبدونه يظل كل شيء جامداً ساكناً ميتاً. فالقرآن الكريم هو كالتيار الكهربائي الذي يسري في الأجهزة والآليات الساكنة – رغم كمالها وتمام تراكيب أجزائها الداخلية والخارجية وإستعدادها للتفاعل مع غيرها ومع الييئة المحيطة بها, - فما أن يسري بها التيار يبدأ كل جزء وخلية فيها تؤدي دورها في نفسها ومع غيرها. أو كنظام التشغيل, تظل الحواسيب جامدة ميتة فما أن يُنَصَّب بها ذلك النظام تبدأ في إستقبال البرمجيات المختلفة الأخرى.

فها هو ذا الله قد قالها صراحة في سورة طه: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى), ولكن أكثر الناس لا يعلمون. ولنقرب الفكرة بخلق آدم عليه السلام, حيث خلقه من صلصال كالفخار, فكان خلقاً كاملاً مكتملاً, ولكن ليتحرك ويتفاعل ويؤدي دوره الذي خلق من أجله إقتضى ذلك نفخ الروح فيه (ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين).

فالله تعالى خلق الخلق بكل تنوعانه المعجزة, كما قال في سورة طه على لسان موسى رداً على سؤال فرعون: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ...), ولم يبق سوى أن يعلمه القرآن ليبدأ في العطاء والتفاعل,, لذا قال: (... ثُمَّ هَدَى ...), فالأرض إهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج, والمياه جرت أنهاراً وبحاراً تسبح فيها الأسماك والحيتان والمخلوقات وبالقرآن جرت الفلك على سطحه, وبالقرآن تحركت الشمس في فلكها تسبح وتنشر الدفء وترسم الزمن والتاريخ والقمر منازل ليرسم الشهور والسنين والحساب,, الخ.

إذاّ,, الرحمان - بعد أن خلق الخلق "كل الخلق" بكماله وجماله وبديع صنعه - قد علَّم ذلك الخلق القرآن ليؤدي كل مخلوق فيه دوره الذي رسمه الله له بالتمام والكمال دون تدخل منه أو إجتهاد. كل ذلك كان مجهزاً ومنضبطاً ومداراً بهذا القرآن الذي كلف الله نبيه الخاتم بأن يذكر الناس به ويشير إلى آياته الكونية التي كانت معروفة لكل المخلوقات, دون البشر. علماً بأن الله تعالى لم يخلق الإنسان بعد.

لذا قال سبحانه وتعالى (الرحمن 1), أول شيء فعله بعد خلق الخلق وإبداعه: (علم القرآن 2). وهذا يعني أن الإنسان قد طرأ على هذا الكون بقرآنه ونظامه كاملاً مكتملاً, ولكنه قد طرأ في حالة جهل تام, لا يعلم شيئاً لا عن الوجود ولا عن القرآن ولا عن ربه وخالقه.

والدليل على ذلك أن الله تعالى لم يرسل إلى المخلوقات كلها أنبياء ولا مرسلين ولم ينزل لهم كتباً لتعرفه وتعبده وتسبحه, لأنه فطرها عليه, فكانت منضبطة ملتزمة بالقرآن, والوحيد الذي لم يكن منضبطاً هو الجن ثم الإنس لغرض الإبتلاء, لذا خلقه جاهلاً لا يعلم شيئاً, وألهم الله كل نفس منهم فجورها وتقواها, ثم علمه البيان حتى يعرف القرآن كسباً وإكتساباً في مسار تفعيله للفجور والتقوى الملهمين. فمثال ذلك:
1. قال تعالى في سورة فصلت: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ «« وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا »» وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 12), وهذا يعني انه "علما القرآن".

2. لم يوح الله إلى الجبل عندما تجلى له "برهاناً لموسى" على إستحالة رؤيته لربه, فما لبث الجبل أن إندكَّ في الحين والتو, لأنه يعرف قدر ربه من القرآن الذي علمه له قبل خلق الإنسان,

3. لم تزلزل الأرض من تلقاء نفسها, ولكن الله تعالى قد أوحى لها فإستجابت على الفور, قال تعالى (يومئذ تحدث أخبارها,, بأن ربك أوحى لها), لأن الله قد علمها القرآن.

4. وكيف إستجاب الحوت إلى ربه في قوله عن يونس في سورة الصافات: (فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ 145), فإستجاب الحوت لأمر ربه وأخرج يونس من جوفه؟؟؟

5. كيف عرف الغراب مراد الله منه, في قوله في سورة المائدة: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ 31)؟؟؟ ..... طبعاً لأنه لا يعرف أن هذا الغراب أعلم منه بالقرآن وبمراد الله لأن علمه فطري, أما هو فعلمه متوقف على التجربة والتعلم والسابقة التي لم يسبقه إليها شقي غيره.

6. قال تعالى في سورة الشعراء: (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ),, فالإيحاء كان من الله تعالى إلى موسى عليه السلام, ولم يكن للعصا ولا للبحر, فكيف إستجاب البحر للعصا وكيف علما مراد الله تعالى منهما على الرغم من أنهما لم يكونا مشمولاين بالإيحاء؟؟؟ ..... ألا يعني ذلك أن البحر قد تفاعل بالقرآن وبعلم الله السابق له أما موسى فعلمه مرهون بالتعلم أو الإيحاء بالمراد؟؟؟ فإن كان الإيحاء متضمناً العصا والبحر,,, أليس الله بقادر على أن يحرك البحر دون الحاجة إلى العصا وإلى ضرب موسى عليه السلام بها؟؟؟

7. الطيور المهاجرة,,, كيف تسافر آلاف الأميال "ليلاً" مهتدية بالنجوم إن لم يكن علمها سابق بالقرآن الكريم الذي علمها أياه (الرحمان), ثم وجه الإنسان بتفعيل البيان الذي علمه إياه ليهتدي بالنجم مثل تلك الطيور التي سبقته في قوله: (وبالنجم هم يهتدون)؟؟؟

فأنظر إلى بيان الله تعالى لهذه الحقيقة في سورة النحل, قال: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ «« لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا »» وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 78), (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ «« مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ »» مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ 79), فالطير قد سبق خلق الإنسان, وهو كذلك منذ أن خلق ولم يعلمه أياه أحد غير الله تعالى, وقد أكد الله بأنها آيات لقوم يؤمنون, وهذا يعني أن الطير علم آيات الله أولاً قبل خلق الإنسان (الرحمان علم القرآن). فأراد الله من هذا الإنسان أن يتحرى القرآن في الوجود ويتعلمه من غيره لأنه مبتلى هو والجن, فأنظر إلى قوله تعالى لهما معاً سنفرغ لكما أيها الثقلان (خلق الإنسان علمه البيان).

الآن يمكن لأي شخص أن يفهم لماذا قال الله تعالى عن النحل: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ 68), (ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 69).

لذا قال الله تعالى: (الرَّحْمَنُ 1), أول شيء فعله, بعد خلق الكون بسماواته وأراضيه وجباله وبحاره ومخلوقاته ودوابه وهوامه,,,: (عَلَّمَ الْقُرْآنَ 2), لكل هذه المخلوقات, لذا نرى كل شيء منضبط تماماً ومنسجم مع البيئة ومع باقي المخلوقات الأخرى,, ويؤدي دوره الذي رسمه له الله تعالى وعلمه إياه دون خلل أو معصة أو خروج عنه بأي حال من الأحوال. ما عدا الإنسان وقبله الجن, لأنه لم يعلمه الله القرآن معها, وبدلاً عن ذلك قال فيه: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا 7), (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا 8), (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا 9), (وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا 10).

ثم بعد ذلك, خلق الإنسان جاهلاً لا يعلم أي شيء ولا حتى نفسه وما حوله ومن تحمله, وذلك بعد أن أخرجهم من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئاً, قال: (خَلَقَ الإِنسَانَ 3), طارئاً على هذا الكون القرآني المنضبط, ومطلوب منه أن يتعلم منه شيئاً من هذا القرآن لذا: (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ 4), وهو كل ما يلزمه لتعلم القرآن "عملياً تطبيقياً" وليس "تعلماً" بالفطرة كباقي المخلوقات الأخى غير المكلفة وغير المبتلاة.

وهذه حكمة الله في أنه يتعلم البشر بالدراسة والتحليل والتجارب والخطأ والصواب والإفتراضات والتخمين والإكتشافات والأبحاث والدراسات,,, وكل هذه تلزمها ملكة "البيان" التي علمها الله لهذا الإنسان وأقام الحجة بها عليه. وقد ألهم نفسه هذه ("فجورها" و "تقواها") كما قلنا من قبل,, ثم أعطاه الإختيار الحر وضَمِنَهُ له وجَرَّم من يغمط حقه فيه حتى لو إختار لنفسه الفجور والكفر فله ذلك ولكن عليه تبعته يوم الحساب والميزان.

فتعلم الطيرن من الصقور والنسور, وتعلم الغوص والعوم من الدلافين والحيتان والأسماك, وتعلم الصيد من الضواري, وتعلم تسلق الأشجار والجبال من القرود, تعلم الحساب بالحجارة والأشياء,, والتاريخ من تقلب الليل والنهار, والشهور والسنين من حركة القمر ومنازله, وتعلم الإتجاهات والطرق من الإهتداء بالنجوم, وتعلم رسم الخرط من المسارات التي وضعها له الله بين الجبال والتلال,,, الخ. كما جرب الأطعمة والاشربة وعرف الحلو والمر والأثل والنافع والضار والأعشاب الطبية والسامة,,, الخ, ثم تعلم الزراعة والحرث... لأنه مبتلى, فلا بد من أن يكون كل عمله كسب وقد يكون إكتساب فله الأول وعليه الثاني.

ولكن,,, ماذا يفعل بهذا البيان الذي علمه له الرحمن بعد أن خلقه مباشرة؟ ...... ومن أين يبدأ التعلم والدراسة والأبحاث،، في هذا الكون الواسع الشاسع المتنوع المعقد بسمائه وأرضه وجباله وبحاره ووحشه وطيره وأسماكه....؟؟؟

لم يتركه الله محتاراً ليتخبط هنا وهناك دون مؤشرات هداية ليبدأ تفعيل البيان الذي هداه الله له, ولكن أعطاه بدايات, كأنما قال له في هذه السورة العظيمة, عليك أولاً أن تبدأ بآيتين كبيرتين ظاهرتين, تراهما وتراقبهما ليل نهار وتعاملت معهما كثيراً وإرتبطت مقومات حياتك الأساسية بهما,,, ولا شك أن لديك تساؤلات كثيرة حولها وعن كنهها,,, ولكنك لا تعرف الكثير عن سرهما,,, سأعطيك طرف الخيط وعليك أن تكتشف الأسرار بنفسك لتعرف عظمة خالقها, فهي لديها القرآن قبلك لذا فهي منضبطة به وملتزمة بفلكها,,, وستعلمك إذا فعَّلْتَ مَلَكَة البيان بعقلانية وتفكر وتدبر.

كأنما قال له إبدأ بالشمس والقمر ففيهما علم كثير وغزير تتبَّعهما جيداً وفَعِّل ملكة البيان التي علمتك إياها, فاعلم أنَّ: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ 5), فأدرسهما جيداً لتعرف عدد السنين والحساب, فالشمس تعرف منها الليل والنهار, وأيام الأسبوع,, والفصول,, والقمر تعرف منه الشهور والسنة, وهناك علوم كثير ستكتشفها كلما أمعنت في علم البيان والتجربة والبحث والدراسة في هذا الكون المتنوع الآيات المعجزات.

ثانياً يقول المتهافت الضحل: (... يقول القرآن: «وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ»، هذا من الضعف البلاغي فلماذا هذا التخصيص والحال أن كل الكون يسجد لله تعالى؟ ...).

هؤلاء هم المختومون كما وصفهم الله تعالى (... وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ...). من هنا سوف نواصل في موضوعنا القادم المكمل لهذه الدراسة بإذن الله تعالى.

ما يزال للموضوع بقية

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاهر الطواغيت وماحق البدع:
- مختوم من البقرة مزنوم 1:
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... تصحيح مفاهيم (أ):
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (A):
- ... أَفِي اللَّهِ شَكٌّ!!! ...؟؟؟ (تصحيح مفاهيم B):
- ... أَفِي اللَّهِ شَكٌّ!!! ...؟؟؟ (تصحيح مفاهيم A):
- ... أَفِي اللَّهِ شَكٌّ!!! فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...
- ... أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ!!! السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...
- قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (ج):
- قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (ب):
- قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (أ):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « ه »):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « ج »):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « ب »):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « أ »):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (C):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (B):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (A):
- ميتافيزيقا بيداويدية:
- تعليقات: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ..... نتيجة غير منظورة:


المزيد.....




- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (B):