مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 1401 - 2005 / 12 / 16 - 04:29
المحور:
المجتمع المدني
دولة متبعة وليست مبتدعة
اعتذر في البداية للدكتور عمرو عبد السميع على استعارتي اسم برنامجه الناجح عنوان لهذه المقالة,ولكن ما يجرى الآن في بلدنا مصر يدعوني للدهشة والاستغراب حول حالة الحوار والتفاهم التي يريد الجميع إجرائها مع الأقباط فقد تناقلت الإنباء خبر فتح الإخوان المسلمون لقنوات حوار مع الأقباط في الداخل سواء على مستوى بعض الشخصيات أو المفكرين المتواجدين بالقاهرة أو من خلال فتح مثل هذه القنوات عن طريق بعض كوادر جماعة الإخوان المسلمون مع بعض الأقباط في بعض المحافظات المصرية المختلفة .
ولان دولتنا وحكومتنا متبعة وليست مبتدعة والعياذ بالله ربما لأنها تظن إن الحوار مع الأقباط بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ولكن عندما وصل إلى إسماعها حالة الحوار المزمعة بين الأقباط والإخوان المسلمون فما كان منها إلا إن تحاول إن تسبق الإخوان في هذا المضمار كما حاولت في السابق سبقهم ومجاراتهم في استخدام الدين وقامت الدولة الآن ردا على خطوة الإخوان بفتح خطوط حوار ليس مع أقباط الداخل فقط كما فعل الإخوان بل أكثر من ذلك فتحت خطوط حوار مع أقباط المهجر التي كانت تدعى أنهم أعداء الوطن الذين يستقوون بالخارج على مصر بل وفتحت لأحدهم صفحات جرائدها القومية التي كانت لا تخلو من مقالات الهجاء والذم والتخوين لهؤلاء .
وإذا نظرنا إلى حالة الحوار التي جرت أو تجرى بين الإخوان والأقباط من جهة أو بين الدولة والأقباط من جهة أخرى نلاحظ عليها الاتى :
1 إن الإخوان هم من بدأ هذا الحوار في محاولة منهم لإزالة المخاوف القبطية التي تصاعدت بعد نتائجهم في انتخابات مجلس الشعب وبعد التصريحات التي أدلى بها د.ميلاد حنا والتي خافوا من تأثيرها على صورتهم في الداخل والخارج .
2 إن الدولة أو بعض الأجهزة فيها فعلت نفس الشئ حتى لا تسحب جماعة الإخوان البساط من تحت إقدام دولتنا خصوصا بعد إن ترددت إنباء إن هناك بعض الأقباط في بعض المناطق انتخبوا مرشح الإخوان ولم ينتخبوا مرشح الحزب الوطني .
3 إن الإخوان المسلمون هم من اختاروا المجموعة التي يتحاورا معها وعلى رأسهم د.رفيق حبيب الذي يحضر معظم مؤتمراتهم وأخرها المؤتمر الذي عقدوه لأعضائهم الثمانية والثمانون الذين نجحوا في الوصول إلى مجلس الشعب اى أنهم اختاروا رجلهم الذي يقبل بمعظم توجهاتهم ومعظم أفكارهم فهو ليس حوار ولا يحزنون بل محاولة للإيحاء بذلك ليس أكثر .
4 الدولة فعلت نفس الشئ فقد اختارت احد أقباط المهجر واستدعته وأمنت له السلامة واستقبلته أجهزة مخابراتها فلم تكن هناك حالة حوار فالحوار لا يتم أبدا في مقار المخابرات .
في النهاية اعتقد إن حالة الحوار حول وضع الأقباط التي يريدها البعض خلف الأبواب المغلقة لابد إن تنتقل إلى العلن ولابد إن يتم السماح للأقباط إن يختاروا من يمثلهم في هذه الحوارات ام إن قدر الأقباط دائما إن يختار الآخرين لهم من يمثلهم ومن يتحدث باسمهم؟
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟