أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - رجل الدين تفضل خارجا فقد حان وقت الأعتزال














المزيد.....

رجل الدين تفضل خارجا فقد حان وقت الأعتزال


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5219 - 2016 / 7 / 10 - 16:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رجل الدين تفضل خارجا فقد حان وقت الأعتزال

هل ما زال العقل الإنساني قاصرا عن إدراك حقائق الوجود وقوانين سيرورة الكون بالرغم من أنه قد خرق الكثير من الأسرار التي كانت فيما مضى تشبه الخيال، وأنه ومع كل هذا لم يبلغ بعد الرشد والتطور اللازم ليكون إنسانا قادرا على فهم كل شيء يدور حوله ومنها القيم والعلاقات المثالية وبحاجة لرجل دين متمرس يرشده للتي هي أحسن؟، والسؤال الأخر هل فعلا لا يحتاج رجل الدين إلى عالم وطبيب ومهندس ومحام وعامل بسيط ليفهم الدين على حقيقته وعلى تدبير أموره لأنه عالم بمجال معرفي يحتوي كل القوانين والمعارف والعلوم لذا سمى نفسه عالما؟، ما سر هذا الهوس الإنساني الذي تحول إلى متلازمة مرضية برجال الدين والأنحياز الأعمى لطرائق تفكيرهم مع أن الحياة لا يمكن أن تسير بمنهج واحد ؟، وهل حقا أن للدين سطوة قهرية على العقل لا يمكن الخلاص منها أو على الأقل إمكانية تخصيص جانب من تفكيرنا له وترك الباقي ليكون مرشدنا لحياة أفضل؟ اسألوا أهل العلم والمعرفة إن كنتم لا تعلمون.
أشك تماما وبكل ما أرى أن العقل بعد هذه الرحلة الطويلة مع العلم والمعرفة ما زال قاصرا عن إدراك ما يدور حوله، طبعا أنا أتكلم عن العقل كقيمة وكفكرة مجرد ولا أقصد به معطل التفكير أو المتكاسل عن أداء الوظيفة الطبيعية التكوينية له، في زمن نزول الأديان وما بعدها كان الإنسان بحاجة لمن يعرفه بالمعرفة والفكر الذي نزل كدين للناس وخاصة أنه جاء لينقض المعرفة والفكر السائد، إذن كانت الضرورة العقلية هي التي توجب وجود طبقة من المعلمين وأصحاب المعرفة بالدين ليكونوا في المقدمة للشرح والتفسير والتوصيل، خاصة وأن أخر دين نزل كان قبل ألف وأربعمائة سنه وبضع سنين، في هذا الوضع وإن لم يكن بالضرورة العقل قاصرا ولكنه بحاجة لمن يفتح له الأبواب ويوصله بأقصر الطرق إلى مسالك الدين الجديد.
تغير المعطيات الزمنية وأنفتاح المجتمعات على المعرفة والعلم وانخراط العقل في الكثير من التفصيليات والفروع المعرفية كونت للعقل وحتى البسيط منه قاعدة وبيئة قادرة بالقوة أن تتعامل مع الوجود بطريقة مباشرة وتواصلية، خاصة وأن الدين أصلا هو خطاب عام للعقل الإنساني بدون واسطة ولا بحاجة لأن يمر عبر عقل أخر يهضم وينتج، الدين عندما نقول خطاب عقلي نعني به قابلية فطرية لأن يصل بتلقائية على الأقل في أهدافه ومراداته العامة لكل إنسان، التفريع وتفريع التفريع والوصول للنهايات الدقيقة أو ما يسمى بالفقه والأجتهاد ليس هو الدين ولا يمثل إلا طريقا خاصا لمهمة خاصة تتعلق في جانب عملي تنظيمي لحياة الناس من خلال توظيف الفهم البشري للحقيقة الدينية ومن ثم إسقاطها في الواقع العملي، تماما مثل ما يعمل التقني من توظيف القوانين الميكانيكية مثلا ليخترع أو ينشئ فكرة تحول القانون الميكانيكي إلى ألة أو جهاز، فهو لا ينتمي للميكانيكا وظيفيا وغير مسئول عن مناقشة القانون فيه.
في هذا العالم الحر الذي أصبحت فيه المعلومة والمعرفة والمفردة العلمية متاحة بكل يسر وسهولة وأصبح كل تراث الإنسان الكتابي والمعرفي والعلمي والتجارب والخبرات وخلاصة ما وصل إليه العقل البشري وما يمكن أن يؤسس أو ينتج المزيد من كل ذلك سهلا وملكا للجميع، وكله معروضا على الهواء الطلق ولا يحتاج إلا لذاكرة صغيرة لا تشغل مساحة ملفتة يمكن حملها ونقلها وتداولها كما يتم تداول العملة أو الهدايا بين الناس، بفضل أجهزة الترميز والخزن فائقة القدرة وهي في تنافس حام جدا من أجل الوصول للنانوية المبالغ فيها، وما زال البعض من رجال الدين يصر على أنه عالم وعنده أسرار الكون وهو لا يعرف مثلا كيف يستعمل جهاز إليكتروني تم تصنيعه على يد رجل قد لا يعرف من الدين إلا الاسم، هل هذا هو قصور في العقل اللا ديني والديني خارج فهم الكهنوت ورجال الدين مثلا.
أظن أن وظيفة الرجل الدين اليوم هي التخلي عن فكرة التعقل والتفكر بدل المجتمع، وعليه أن يلتفت للحقائق الميدانية التي أفرزها عصر الحداثة والعولمة، وأن يترك أعتقاده بأنه الوصي على الناس والمنصب إلهيا لأنها كذبة حقيقية أدركها الناس وأكتشفوا مقدار الأستغفال الذي مورس بحقهم تحت عنوان القداسة والعلم، لقد بلغت العقول الإنسانية اليوم من النضوج والتطور والتحديث في نظم التفكر ما جعلها تتخطى الحدود التي رسمها العقل الكهنوتي لنفسه، وعليه أن يدرك أن الهوس الديني المحيط فيه وفي أفكاره ليست علامة صحة ولا علامة على نضج وعبرية العقلية التي يحملها، بل هي بالعكس تشير إلى ظاهرة الجهل المركب متعدد الجوانب، وإن كان محقا في دعواه الدينية وناطقا باسم الدين أن يشرح للناس لماذا أراد الله منهم أن يتفكرا ويتدبروا ويتعقلوا، كي يكون هنا صادقا مع نفسه ومخلصا لدينه وبعكس ذلك لا بد أنه يجد نفسه خارج الواقع متروكا كأثر من الماضي مكانه المناسب متحف التاريخ الطبيعي مع بقية المخلوقات المندثرة أو المنقرضة.
لقد أستغل رجل الدين ومنذ عصور قديمة سماحة الدين وعلاقته بالناس والرغبة المتنامية للمعرفة عند البشر لينصب نفسه وكيلا عن الله في غيابه, مستخدما الكثير من الأوهام والشبهات التي كانت في حينها ألغاز وأحاجي لا يفقهها الكثيرون ليستدر عطفهم أولا وطاعتهم للدين ليزيح الدين من مكان الطاعة ويجلس متوجا به، أكثر رجال الدين اليوم يمثلون عبئا أقتصاديا على المجتمع كما يمثلون ظاهرة بطالة وتكاسل وهدر للثروة البشرية التي يحتاجها المجتمع لتدوير قدراته وتنمية طاقاته وتوجيهها الوجه الأصح، مستغلا حالة ردود الأفعال عن قضايا غير واقعية يثيروها في وجه الناس من باب الإثارة فقط كحماية الدين والدفاع عن الله، والدين والله كما نعرف وكما هو وارد في النصوص الدينية الأصلية محميان بالقوة والقدرة التي تنبع من خصيصة الله وخصائص الدين، أكثر رجال الدين اليوم يكذبون والكثير منهم يمارون ويتجنبون الحقيقية ويتجنبون الواقعية في التعامل مع الوجود ومع كل التغيرات والتحولات الكونية خوقا على مصالح ضيقة وأهداف ذاتية نفعية خاصة بهم ليس لها مع الدين أتصال أو تواصل.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو الله؟.2
- من هو الله؟.
- وما زال في جيبه رصاصة
- مفهوم الملك والملكية دستوريا ومفهومها في الإسلام
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح4
- زعلت الوردة الجميلة .... فأضربت الفراشات عن العمل
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح3
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح2
- صوت الله أكبر في فجر الكرادة
- الأحد الدامي والإجرام العابر بلا حدود
- نداء...نداء ... كيف تسمعني .... أجب
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت
- الطفولة ومسئولية المجتمع في تنمية الثروة البشرية
- نحن والقانون
- القدس وإشكالية الهوية
- محاربة الفساد السياسي يبدأ من تصحيح العلاقات الأجتماعية
- وهم المشروع الإسلامي بين مطرقة فشل التجربة وسندان العجز عن ا ...
- وهم المشروع الإسلامي بين مطرقة فشل التجربة وسندان العجز عن ا ...
- المتدين وفلسفة الأخلاق والتفاضل
- خالتي العجوز ونبوءة المطر


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - رجل الدين تفضل خارجا فقد حان وقت الأعتزال