أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد المنعم عرفة - الأمة الإسلامية.. عوامل الضعف وأسباب النهوض [2] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم













المزيد.....

الأمة الإسلامية.. عوامل الضعف وأسباب النهوض [2] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم


محمد عبد المنعم عرفة

الحوار المتمدن-العدد: 5206 - 2016 / 6 / 27 - 04:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول السيد علاء أبو العزائم:


ثانيا: الأسباب الخارجية
تحدث القرآن الكريم فى الكثير من آياته عن الحقد والبغضاء والحسد الذى تمتلئ به صدور أعداء هذا الدين، مما يدفعهم إلى مواصلة الليل بالنهار فى الكيد له، ومحاولة القضاء عليه، يقول تعالى: ﴿ ودكثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق﴾ (البقرة: 109). وفى بيان سبب هذا الحسد المتمكن فى قلوبهم يقول تعالى: ﴿ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم﴾ (البقرة:120) فهذه هى العقدة، وبسببها يدبرون المؤامرة تلو الأخرى، بغية الوصول إلى الهدف الذى تحدثت عنه الآية الأخرى فى قوله تعالى:﴿ ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء﴾ (النساء: 89).
والكفر ملة واحدة، وأعداء الإسلام- رغم الاختلاف السطحى بينهم- يعملون كجبهة واحدة ضد هذا الدين العظيم، يستوى فى ذلك: اليهود والنصارى والشيوعيون والوثنيون…وغيرهم.

وقد سلك هؤلاء فى عداوتهم للإسلام خطين متوازيين: يتمثل الأول فى المؤامرات الفكرية، ويتمثل الثانى فى المؤامرات السياسية والعسكرية. والتلازم بين الجانبين (الفكرى والعسكرى) متحقق منذ ظهور الإسلام ومستمر إلى يومنا هذا.

أ – المؤامرات الفكرية:

1 – الطعن فى الإسلام والتشكيك فيه:
فلقد حاول أعداء الإسلام التشكيك فيه منذ اللحظات الأولى لبزوغ فجره وانبثاق نوره، وليس ببعيد عن الأذهان ما فعله مشركو قريش مع المصطفى﴿ص وآله﴾ ومع المسلمين.
أما اليهود فقد كانوا لهم الدور الأكبر فى هذا المجال، وليس من قبيل المبالغة أن نؤكد أن اليهود لم يتركوا وسيلة من شأنها تعطيل سير الدعوة الإسلامية إلا ولجوها، ولم تلح لهم بادرة يستطيعون معها الطعن فى الإسلام ونبيه ﴿ص وآله﴾ إلا واستغلوها لصالحهم.
وهذه بعض مسالكهم لكيد الإسلام والمسلمين:
- مسلك المجادلات الدينية والمخاصمات الكلامية.
- تعنتهم فى الأسئلة لإحراج النبى﴿ص وآله﴾.
- محاولاتهم الدس والوقيعة بين المسلمين.
- محاولاتهم رد المسلمين عن دينهم.
- تلاعبهم بأحكام الله تعالى ومحاولاتهم فتنة الرسول ﴿ص وآله﴾.
- تحالفهم مع المنافقين ضد الإسلام.
- تحالفهم مع المشركين ضد الإسلام.
- إيذاؤهم للرسول ﴿ص وآله﴾ بالقول القبيح.
- استهزاؤهم بالدين وشعائره.
- محاولتهم قتل الرسول ﴿ص وآله﴾ (1).
والمواقف فى هذا المضمار كثيرة، ولكنها لم تفت فى عضد المجتمع المسلم، ولم تفلح فى تحقيق أهدافها الخبيثة، لأن المجتمع وقتها كان قوى الإيمان، ثابت البنيان.

ثم توالت الأيام والسنون، إلى أن ظهرت الدراسات الاستشراقية، كأسلوب جديد ومنظم للحملة القديمة الهادفة إلى الطعن فى الإسلام والتشكيك فى مبادئه، مستترة هذه المرة خلف شعارات البحث العلمى، المجرد والدراسات الأكاديمية الهادفة، وأصبح اليهود عنصراً أسآسيا فى إطار الحركة الاستشراقية الأوربية النصرانية، ودخلوا الميدان بوصفهم الأوربى لا بوصفهم اليهودى، وقد استطاع (جولد تسهير) وهو يهودى مجرى أن يصبح زعيم علماء الإسلاميات فى أوروبا بلا منازع، ومن آرائه: (إن محمداً نفسه لم يأت بهذا الدين، لا من عند الله ولا من عند نفسه. لقد نقل أغلب أصوله وفروعه من الرومان والفرس واليهود، واستطاع أن يمزج هذه النقول المجلوبة بنفسه ومشاعره، وأن يقتنع بأنه صاحب رسالة لإصلاح العرب الوثنيين، ثم مضى فى طريقه حتى بلغ ما بلغ).
ويفصح (جون تاكلى) عن أسلوب المستشرقين وأهدافهم، حيث يقول: (يجب أن نستخدم كتابهم (أى القرآن)- وهو أمضى سلاح فى الإسلام- ضد الإسلام نفسه، لنقضى عليه تماماً. يجب أن نرى هؤلاء الناس أن الصحيح فى القرآن ليس جديداً، وأن الجديد فيه ليس صحيحاً).
وفى الإطار ذاته تسير الحركة التنصيرية(التبشيرية) إذا يقول(صموئيل زويمر) رئيس جمعيات التبشير، فى مؤتمر القدس للمبشرين سنة 1935م: (إن مهمة التبشير التى ندبتكم دول المسيحية للقيام بها فى البلاد المحمدية (يقصد الإسلامية) ليست هى إدخال المسلمين فى المسيحية، فإن فى هذا هداية لهم وتكريماً، وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله، وبالتالى لاصلة تربطه بالأخلاق التى تعتمد عليها الأمم فى حياتها، وبذلك تكونوا أنتم طليعة الفتح الاستعمارى فى الممالك الإسلامية، وهذا ما قمتم به خلال الأعوام المائة السالفة خير قيام، وهذا ما أهنئكم عليه، وتهنئكم دول المسيحية والمسيحيون جميعا من أجلـه كل التهنئة) [جذور البلاء، عبد الله التل،ص 276،275 ].

وجاء أخطر مؤتمرات التنصير بمدينة (كلن إير) فى ولاية(كولورادو) بأمريكا الشمالية- الولايات المتحدة الأمريكية- فى15 من مايو سنة 1978م.. حيث خطط وقرر المنصرون فيه شن حرب تنصيرية، لتنصير كل المسلمين، فى أرجاء الدنيا، واقتلاع الإسلام من جذوره، وطى صفحته من هذا الوجود!!
- واتخذوا لذلك خطوات وخطط وبرامج منها:
* تنصير المسلمين من خلال الثقافة الإسلامية :وذلك عن طريق غرس روح المسيح وتعاليمه فى الفكر الإسلامى والحياة الإسلامية، حيث يمكن وجود المسلم النصرانى، واللاهوتى الإسلامى، والمسجد العيسوى.
* تنصير المسلمين بالاعتماد المتبادل مع الكنائس المحلية.
* تنصير المسلمين بواسطة العمالة المدنية الأجنبية فى بلاد الإسلام.
* تنصير المسلمين عن طريق استغلال كوارثهم المادية: كالفقر والمرض والحروب، وقد تكون معنوية كالتفرقة العنصرية، أو الوضع الاجتماعى المتدنى.. وليس بخاف ما يقوم به الصليب الأحمر عند أى كارثة إسلامية.
* التنصير من خلال المرأة والأسرة: حيث يقولون دعونا نعلم المرأة المسلمة كيف تعيش فى سلام من ضغوط السحر، ونقدم المسيح بديلاً نصرانياً للتأثير الشيطانى الذى يهاجم النساء، وخاصة فى المجتمعات الإسلامية، دعونا نقدم لهم إسلام السحر والشعوذة بدلاً من إسلام القرآن والسنة، إن النساء هى المفتاح لزرع الكتاب المقدس فى المجتمعات الإسلامية، وهذا ما يفسر لنا انتشار ظاهرة الجن والشعوذة فى المجتمع المسلم وخصوصاً عند النساء، وكذلك عقد مؤتمرات عديدة للأسرة والسكان والمرأة على وجه الخصوص.
تعليق: لقد ساعدت الوهابية على انتشار إسلام الدجل والشعوذة كما يريد المنصرون، وذلك بفتحها باب العلاج بالقرآن، وهو من أخطر ما ابتليت به الأمة الإسلامية فى السنوات الأخيرة، لأن القرآن إن عالج فهو حق، وإن لم يعالج فهو باطل، والله سبحانه وتعالى أنزل القـرآن ليس للامتحان والاختبار والتجربة، وإنما أنزله لنعمل به فنحل حلاله، ونحرم حرامه، ولا نتعدى حدوده.

* اختراق الشرق الإسلامى من الغرب النصرانى: عن طريق تجنيد منصرين من المسلمين الذين يعملون بالغرب.
أما عن أساليب التنفيذ ومؤسساته فهى كما يلى:
الأسلوب المباشر: عن طريق المنصرين والدراسات الإنجيلية، وهذا الأسلوب لم يجتذب سوى عدد قليل جداً من المسلمين.
الأسلوب الشامل: مثل المدارس والكليات والجامعات الأمريكية- فى القاهرة وبيروت واستانبول- التى فتحت باباً عظيماً للتنصير.. لكنه فقد تأثيره الإيجابى الذى خطط له مؤسسوه، لعيوب فى الإدارة والتوجيه.
الأسلوب غير المباشر أو أسلوب التسلل: عن طريق الكلمة المذاعة، والصورة المرئية، والصفحة المكتوبة، والرسوم المتحركة.. إلخ. وهذا هو المنصر الحاضر دائماً، والقوة الصامتة، وغير المرئية، التى لا تدخل فى أى جدال، ولا تقبل أى اعتذار.. وعلى الرغم من ذلك تنتقل من خلال العقل إلى القلب والضمير لتحدث معجزة التنصير.

وقد قام الشيوعيون أيضاً بدورهم فى هذا المضمار خير قيام، حينما شنوا حرباً فكرية شعواء ضد الدين والمتدينين، على الرغـم من أن مؤسس الشيوعية يهودى الديانة، وزعموا أن الدين مخدر للشعوب، وبذلوا جهوداً جبارة لنشر الإلحاد.

أما عن آثار هذه الحملات فى المجتمعات الإسلامية، فإنها قد أحدثت زلزالاً هائلاً، تمثل فى تغير نظرة الكثيرين من المسلمين للإسلام، وحصرهم له فى أضيق نطاق ممكن، وقطع أى صلة بالحياة وشئونها وقضاياها.

2 - بث الفرقة والشحناء وإثارة النعرات القومية والعنصرية:
هذه أيضاً من المؤامرات القديمة التى اتخذت فيما بعد شكلاً جديداً..

فقد فعلها اليهود، حينما مر أحد أحبارهم وهو شاس بن قيس على نفر من أصحاب النبى ﴿ص وآله﴾، من الأوس والخزرج، فغاظه ما رأى من المودة والألفة والمحبة بينهم فى ظل الإسلام، فأمر فتى شاباً من اليهود وقال له: اعمد إليهم واجلس معهم، ثم اذكر يوم بعاث وما كان قبله (وهو يوم حدثت فيه معركة كبرى بين الأوس والخزرج)، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار.. ونجح اليهودى اللعين فى إيغار صدور القوم، وإيقاد نيران الفتنة فى صفوفهم، حتى كادت الحرب تشتعل بينهم من جديد، لولا تدخل النبى ﴿ص وآله﴾ فى اللحظة المناسبة.

وفعلها النصارى أيضاً، ففى قصة كعب بن مالك رضي الله عنه، وتخلفه عن غزوة تبوك، والمحنة الشديدة التى مر بها بعد أن أمر النبى الكريم ﴿ص وآله﴾ جميع أصحابه بمقاطعة كعب ومن معه من المتخلفين عن الغزوة مقاطعة تامة، حتى لقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وضاقت عليهم أنفسهم.. فى هذه المحنة القاسية يلعب الكيد الصليبى دوره بمهارة فائقة، فقد بادر ملك غسان النصرانى بإرسال رسول خاص، حمّله رسالة إلى كعب يقول فيها: أما بعد، فإنه قد بلغنى أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك.

وقد واصل اليهود والصليبيون مسيرتهم فى هذا الميدان، وانضم الشيوعيون فيما بعد إلى ركابهم، فنشروا أسباب الفرقة والشحناء داخل المجتمعات المسلمة:
* فكانت البداية متمثلة فى ترويج الإشاعات والأخبار الكاذبة عن تعرض الأقليات غير المسلمة للاضطهاد والتعذيب، ودفع هذه الطوائف إلى الثورة وإثارة الفتن والاضطرابات، بغية إتاحة الفرصة للدول الصليبية، للتدخل المباشر، بحجة حماية الطوائف المضطهدة، وهذا هو الدور الذى ورثته أمريكا فى أيامنا هذه.
* ثم كانت الخطوة الثانية فى تقديم القومية العربية كبديل للوحدة الإسلامية، بزعم أن الدين لا يصلح كأساس لوحدة العرب، لوجود أقليات غير مسلمة داخل كثير من الدول العربية، بخلاف العروبة التى هى الراية التى ينضوى الجميع تحت لوائها.
وقد استجاب نفر من المسلمين لهذه الفكرة القومية العربية كبديل للوحدة الإسلامية، إلى الحد الذى يجعل أحد رواد القومية العربية ويدعى (على ناصر الدين) يقول: (القومية بالنسبة لنا- نحن القوميين العرب- دين له جنته وناره، ولكن فى الدنيا).
ويجعل (عمر فاخورى) نهضة العرب متوقفة على الإيمان العميق بالقومية العربية، فيقول: (لاينهض العرب حتى تصبح القومية أو المبدأ العربى ديناً يغارون عليه، كما يغار المسلمون على القرآن الكريم، والمسيحيون على الإنجيل الرحيم).
أما (عبد الحميد الزهراوى) فتبلغ به الجرأة والوقاحة حداً يجعله يعتبر الرابطة الإيمانية لا تصلح أساساً للوحدة السياسية فيقول فيما سمى (المؤتمر العربى الأول) الذى عقد فى باريمن عام 1913م: (إن الرابطة الدينية قد عجزت تماماً عن إيجاد الوحدة السياسية).. والمقصود من فكرة القومية العربية هو إحداث شرخ فى جدار الوحدة الإسلامية.
* وكانت الخطوة الثالثة فى إحياء العنصرية والشعوبية القديمة، كبعث الفرعونية فى مصر، والفينيقية فى بلاد الشام، والآشورية فى العراق، والفارسية فى إيران، والطورانية فى تركيا، والبربرية فى بلاد المغرب العربى...إلخ.
كل هذا بهدف المزيد من التفتت والتجزئة للعالم الإسلامى، وتغليب النزعة الإقليمية المحلية، على نزعة الجامعة أو الرابطة الإسلامية الواحدة.
* وبعد نجاحهم فى تثبيت مبدأ الإقليمية، كانت الخطوة الأخيرة- وليست الآخرة- بإثارة الفتن والقلاقل الطائفية والعنصرية داخل الوطن أو الإقليم الواحد، مثلما حدث ويحدث فى لبنان، وجنوب السودان، والجزائر، والصومال، والعراق، وأفغانستان... إلخ.

3- إسقاط الخلافة الإسلامية:
كان أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والشيوعيين، ينظرون إلى الخلافة الإسلامية باعتبارها رمزاً لوحدة الأمة الإسلامية، وراية يمكن الالتفاف حولها فى أى وقت، رغم أنها لم تكن سوى خلافه اسمية، بعد الضربات المتلاحقة والموجعة عن جانب هؤلاء الأعداء، والتى أدت إلى تفتيت أراضى الخلافة العثمانية، ووقع أغلبها فى براثن الاحتلال الصليبى اليهودى من جهة، والاحتلال الشيوعى من جهة أخرى. ومع هذا، واصل الأعداء جهودهم الحثيثة، وجهزوا خططهم الخبيثة، للقضاء على الرمق الأخير فى حياة الخلافة الإسلامية.. وعن طريق المحافل الماسونية والجمعيات السرية استطاعوا الوصول إلى المراكز الكبرى والمناصب العليا فى دولة الخلافة، ومن هناك تمكنوا من إدارة دفة الأمور بما يتواءم ومطامعهم ومؤامراتهم..

يقول السلطان عبد الحميد آحد الخلفاء العثمانيين فى مذكراته: (كان جدى السلطان سليم خان يصيح قائلاً: "إن أيدى الأجانب تسير متنزهة فوق كبدى". وكنت أحس أنا أيضاً بأيدى هؤلاء الأجانب، ليست فوق كبدى وإنما فى داخله. إنهم يشترون صدورى العظام (أى رؤساء الحكومات) ووزرائى ويستخدمونهم ضد بلادى) (3).
وقد كان السلطان عبد الحميد محقاً فى ذلك تماماً، فلقد كان مدحت باشا من هؤلاء الذين استطاعت الماسونية تجنيدهم لحسابها، فمن خلال منصبه كصدر أعظم (أى رئيس للوزراء) كان يثير الفتن والقلاقل، ويعمل على إحياء القومية التركية القديمة (الطورانية)، وإثارة الأحقاد بين الأتراك وسائر الشعوب الأخرى المنضوية تحت لواء الخلافة، وخاصة العرب..

كما سار على دربه "مصطفى كمال أتاتورك" أحد يهود الدونمة، الذين أظهروا الإسلام خداعاً ونفاقاً، لتسهيل مهمتهم فى الإجهاز على دولة الخلافة الإسلامية.
وبالفعل، قام أتاتورك بمهمته خير قيام حين أصدر القوانين المرقمة ب429، 430، 431 وهى تقضى بإلغاء الخلافة، وطرد الخليفة وأسرته خارج البلاد، وإلغاء وزارة الأوقاف، وإلغاء جميع المدارس الدينية، وإعلان علمانية الدولة التركية.

يقول السلطان عبد الحميد: (لا بد للتاريخ يوماً أن يفصح عن ماهية الذين سموا أنفسهم (الأتراك الشبان) أو (تركيا الفتاة) وعن ماسونيتهم.. استطعت أن أعرف من تحقيقاتى أن كلهم تقريباً من الماسـون، وأنهم منتسبون إلى المحفل الماسونى الإنجليزى، وكانوا يتلقون معونة مادية من هذا المحفل.. ولا بد للتاريخ أن يفصح عن هذه المعونات، وهل كانت معونات إنسانية أم سياسية؟!) (4).

وهكذا تكاتفت قوى الشر الثلاثة فى العصر الحديث (اليهودية- الصليبية- الشيوعية) وأفلحت فى إسقاط دولة الخلافة.. هذا السقوط الذى كان أسوأ الآثار، وأوخم العواقب على أمة الإسلام، حيث أصبحت دولاً كثيرة متشعبة، بعد أن كانت دولة واحدة، تحت قيادة خليفة واحد، وأصبح المسلمون فى أنحاء العالم كالأيتام على موائد اللئام، لا وزن لهم ولا تأثير، ويراق الدم المسلم جهاراً نهاراً دون حسيب أو رقيب.

يكشف الإمام المجدد (السيد محمد ماضى أبو العزائم) رضى الله عنه فى كتابه (وسائل نيل المجد الإسلامى) ص112 عن خطر إلغاء الخلافة فيقول: (إن ما أصاب المجتمع الإنسانى إنما هو من الإهمال فى القيام بواجب الخلافة العظمى، لأن الخليفة يمثل مقام النبوة، وهو قلب الجسد الإسلامى الذى يدير الجسم والجوارح، وبفقده يختل نظام الجسد. والخليفة فى الحقيقة هو المسيطر على الروح والجسم بتنفيذ أحكام القرآن والسنة، وهو الإمام العدل، وما تمكن الأعداء من المسلمين إلا بفقد هذا الركن المهم، أو بعدم قيامه بما يجب عليه للمسلمين، وإهمالهم فيما يجب عليهم له.. وجسم يفقد قلبه كيف تصح له الحياة؟
وإليك تحقيق هذا الموضوع: كان المسلمون أصحاب الطَوْل والحَوْل والقوة والمنَعة، وكان العالم بأجمعه أتباعاً لهم، وكان هذا القلب قائماً بما يجب عليه، حتى ضعف الخليفة بخروجه عن حدود الشريعة، واتخاذه أهل الغواية والطمع أعواناً، فمرض المجتمع الإسلامى بالتفرقة والاختلاف، مرضاً مكن منه العدو الضعيف، إلى أن صارت الحال كما ترى من احتلال الأعداء، أو استعبادهم أكثر الأمم الإسلامية، أو استبدال المسلمين بغيرهم، كما حصل فى الأندلس وغيرها، أو بخروج بعض الأمم الإسلامية على بعض كما حصل بين الحجاز وسوريا وفلسطين والعراق بخروج حسين بن على وأولاده على دولة الخلافة، وما اعتور المجتمع الإسلامى من خروج بعض من ولدوا فى زمان انتشار العهارة، فإنهم نشروا الجحود، ومنهم من تنصر ودعا للنصرانية، ومنهم من مرق من الدين كما يمرق السهم من الرمية، نجد سبب ذلك كله فقد الإمام القائم لإعلاء كلمة الله، وإن المسلمين يجب عليهم أن يتداركوا الأمر بالعمل لعودة الخلافة ليعود لنا مجد سلفنا) أ.هـ (5)

ب- المؤامرات السياسية والعسكرية:
اتخذ هذا الجانب صوراً متعددة، منذ ظهور الإسلام وحتى وقتنا هذا، فلقد كانت محاولات مشركى العرب البداية الأولى والصورة البدائية لهذه المؤامرات، مع محاولتهم قتل النبى ﴿ص وآله﴾ ليلة الهجرة المباركة، إلى حروبهم الكثيرة مع الفئة المسلمة الصابرة فى بدر وأحد والأحزاب... وغيرها.

أما اليهود والنصارى فلهم فى هذا المضمار باع طويل وقدم راسخة..
فاليهود حاولوا مراراً وتكراراً اغتيال النبى﴿ص وآله﴾، ولكن الله تعالى عصم نبيه ﴿ص وآله﴾ منهم. بالإضافة إلى نقضهم العهد فى أحلك الظروف وأقصى الأزمات أثناء غزوة الخندق.
أما النصارى فقد تمثلت بداية مؤامراتهم العسكرية فى جريمة الحارث بن أبى شمر الغسانى حينما قتل الحارث بن عمير الأزدى رسولَ رسولِ الله ﴿ص وآله﴾، مما كان سبباً فى غزوة مؤتة..
ثم استمرت المؤامرات فى عهد النبى ﴿ص وآله﴾، إلى أن كانت الفتوحات الإسلامية العظيمة فى عهد الخلفاء الراشدين، وفى العهدين الأموى والعباسى، فانتشر نور الإسلام فى أغلب بقاع الأرض، وتقهقرت النصرانية، وفقدت الكثير من أراضيها.
وظل الصليبيون يتحينون الفرصة للانقضاض على المسلمين، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك طوال فترة قوة الدولة الإسلامية ووحدتها، إلى أن بدأ الضعف والتفكك يعملان عملهما فى الدولة الإسلامية، فانتهز الصليبيون الفرصة، وتوجهوا بكل قواهم ناحية الشرق الإسلامى فى محاولة لاستعادة ما فقدوه إبان المد الإسلامى.

(1)- الحملات الصليبية القديمة:
استمرت هذه الحملات قرابة قرنين من الزمان (490: 669هـ- 1096: 1270م) ونجح الصليبيون فى البداية فى احتلال بعض بلاد الشام وتكوين إمارات صليبية بها، إلى أن تمكن القائد المسلم الكردى العظيم الناصر صلاح الدين من القضاء عليها وطردهم منها.. وتابع خلفاؤه المسيرة من بعده، فأنزلوا بالصليبيين هزائم ساحقة، كان لها الأثر الأكبر فى انحسار هذه الموجة الأولى من الحملات الصليبية.
ولكن هذه الحملات- رغم فشلها- فقد تسببت فى استنزاف خيرات الأمة الإسلامية ومواردها خلال هذه الملحمة الطويلة من الكفاح والجهاد المتواصل.

(2)- الاجتياح التترى للعالم الإسلامى:
لم يكد المسلمون يفيقون من هول الحملات الصليبية حتى نكبوا بالاجتياح التترى الهائل، الذى كان كارثة مروعة، لم يواجه المسلمون فى تاريخهم مثلها على الإطلاق، ففى سنة واحدة هى سنة 616ه- 1219م سقطت معظم بلاد الإسلام بأيديهم، فقتلوا من المسلمين خلقاً كثيراً، لا يحصى عددهم إلا خالقهم، كما نهب التتار كل ما وقع تحت أيديهم من ثروات، وخربوا البلاد وأحرقوها، ودمروا الكثير منها تدميراً.
ومن الأمور المبهمة هنا أنه فى الوقت الذى بدأ فيه التتار حملتهم على المسلمين، عاود الصليبيون- الذين تحركهم الأصابع اليهودية فى أوربا- هجومهم على الإسلام، حيث قاموا بحملة على مصر، ونجحوا فى احتلال دمياط، مما يؤكد تعاون الفريقين الكافرين فى مؤامراتهما الدينية ضد الإسلام والمسلمين.
فهذا دليل على أن الصليبيين لم يقوموا بحملتهم فى هذا التوقيت اعتباطاً أو مجرد مصادفة، بل كان الفريقان متعاونين، بهدف منع سلطان مصر من تقديم المعونة للخليفة فى بغداد، لمواجهة الزحف المغولى الكاسح.
ومن أدلة التواطؤ بين الفريقين أيضاً، أن حاكم دمشق التترى (إبل سيان) اجتمع بالقساوسة والأساقفة، وزار الكنائس، وأعطى للنصارى الفرصة أن تكون لهم دولة وصولة، فعاثوا فى الأرض فساداً، وأخذوا يطوفون فى الشوارع وهم يسبون الإسلام والمسلمين، ويقولون: ظهر الدين الصحيح دين المسيح.
ويضاف إلى ذلك أيضاً أن الجيش الذى أرسله ملك التتار بعد هولاكو (ابنه أبغا) إلى مدينة البيرة (إحدى مدن الشام) كان يضم بين صفوفه خمسة عشر ألفاً من الروم الصليبيين. (6)
ومن هنا يتبين بوضوح مدى تكاتف أعداء الإسلام، وتآزرهم ضد هذا الدين العظيم.. ولكن الله من ورائهم محيط، فلقد اقتضت حكمته تبارك وتعالى أن تحدث المعجزة الكبرى باعتناق التتار للإسلام، وأصبحوا منذ ذلك الحين من جنوده المخلصين.

(3)- الحملات الصليبية الجديدة (الغزو الاستعمارى):
واصل الصليبيون حملاتهم على الشرق الإسلامى على يد أسبانيا والبرتغال، ولكن هذه الحملات اتخذت شكلاً جديداً وأسلوباً مستحدثاً على يد فرنسا وإنجلترا منذ نهايات القرن الثامن عشر الميلادى، حيث إنهم قد استفادوا من دروس الحملات الصليبية القديمة، وعلموا أنها قد منيت بالفشل الذريع بسبب روح الإيمان والجهاد والوحدة التى كانت تدب فى أوصال البدن الإسلامى بمجرد استشعار الخطر الصليبى المحدق، فعمل هؤلاء على إخماد جذوة الإيمان والجهاد المتقدة فى قلوب المسلمين.
وكانت وسيلتهم الأولى لتحقيق هذا الغرض متمثلة فى إخفاء الدافع الصليبى وراء هذه الحملات، بل ولجأوا إلى الخداع والتضليل، كما فعل (نابليون بونابرت) الذى قاد الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م، حينما أصدر بياناً وجهه إلى المصريين فى أعقاب احتلاله للإسكندرية قال فيه: (أيها المصريون.. قد قيل لكم: إننى ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم، فذلك كذب صريح فلا تصدقوه، وقولوا للمفترين: إننى ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين، وإننى أكثر من المماليك، أعبد الله تعالى، وأحترم نبيه والقرآن العظيم. وقولوا لهم أيضاً، إن الجميع متساوون عند الله، وإن الذى يفرقهم عن بعضهم هو العقل والفضائل والعلوم) (7).

ولكن المقاومة العنيفة والثورات المتواصلة أنهكت قوى المستعمر الفرنسى، فقام بزرع أعوان له فى بلاد الإسلام لتنفيذ مخططاته الرامية إلى هدم الإسلام والقضاء على المسلمين، وليس أدل على هذا المعنى من تلك الفقرة التى أوردها الأستاذ محمـود محمد شاكر فى كتابه (من خطاب نابليون بعد رحيله عن مصر إلى خليفته كليبر: (اجتهد فى جمع 500 أو 600 شخص من المماليك، حتى متى لاحت السفن الفرنسية تقبض عليهم فى القاهرة أو الأرياف وتسفرهم إلى فرنسا، وإذا لم تجد عدداً كافياً من المماليك، فاستعض عنهم برهائن من العرب ومشايخ البلدان، فإذا ما وصل هؤلاء إلى فرنسا يحجزون مدة سنة أو سنتين، يشاهدون فى أثنائها عظمة الأمة الفرنسية، ويعتادون تقاليدنا ولغتنا، وعندما يعودون إلى مصر يكون لنا منهم حزب يضم إليه غيرهم). ومضمون الرسالة غنى عن الشرح والتعليق، فالمطلوب هو الإفساد، والابتعاد عن الهوية، وتكوين حزب من الأتباع والخونة لدينهم ووطنهم، يعاونه علىتغيير عادات وتقاليد البلاد.. حتى رأينا من يطالب بالاحتفال بالاستعمار الفرنسى لمصر. وعاد المستعمرون مرة أخرى وأخرى، وكان الفارق الكبير فى القوة العسكرية لصالحهم، الأمر الذى أدى إلى وقوع معظم البلدان الإسلامية فى براثن الاستعمار الصليبى: البريطانى، والفرنسى، والهولندى، والأسبانى، والبرتغالى، والروسى الصليبى ثم الشيوعى.

ومن خلال سيطرتهم على مقاليد الأمور فى البلدان الإسلامية، أخذ الصليبيون يعملون جاهدين على محو الهوية الحضارية الإسلامية فى نفوس المسلمين، عن طريق فرض القيم والممارسات الغربية العلمانية فى مختلف جوانب الحياة الإسلامية : فى السياسة ونظام الحكم، وفى التعليم، والاقتصاد، والقوانين المدنية والجنائية، والأعراف الاجتماعية.. إلخ.. مما أدى إلى أسوأ الآثار على المجتمعات الإسلامية..

وترتب عليه كثير من النتائج الأليمة، من أهمها:
أ - تقسيم الأمة الإسلامية إلى دويلات متناحرة:
اجتمع الأعداء عام 1917م وعقدوا اتفاقية (سايكس بيكو) والتى تقضى بتقسيم الأمة الإسلامية إلى دويلات صغيرة، ثم فى عام 1924 نجحوا فى القضاء على الرمز الذى يجمع المسلمين تحت راية واحدة، ألا وهو الخلافة الإسلامية، وترتب على ذلك تقسيم الأمة الإسلامية إلى كيانات صغيرة، ليس ذلك وفقط، بل تعمد الاستعمار إبقاء فتيل النزاع بين هذه الدويلات قابلاً للاشتعال فى أية لحظة، من خلال الصراعات الحدودية بين معظم الأقطار الإسلامية.

ب - زرع الكيان الصهيونى فى قلب الأمة الإسلامية:
تكاتف الصليبيون والشيوعيون لتحقيق الحلم الصهيونى القديم بتكوين دولة لهم فى فلسطين:
* ففى الجانب الصليبـى كانت إنجلترا هى الدولة العظمى التى احتضنت المشروع الصهيونى وتبنته رسمياً، وأصدر أرثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا فى 2/11/1917 م وعده بإقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين.
وفى زيارة قام بها (ونستون تشرشل) إلى فلسطين عام 1921م- وكان يشغل منصب وزير الحرب والطيران- قابله فيها (برنارد باروخ) إذ قال: (أنا صهيونى، وقد عملت من أجل تقدم الصهيونية).
وفى لقائه مع وفد من المسلمين فى فلسطين قال: (نحن نعتقد أنه (أى وعد بلفور) لخـير العالم واليهود والإمبراطورية البريطانية والعرب أنفسهم أيضاً.. نحن ننوى أن نحقق هذا الوعد).
أما على الجانب الشيوعى، فلقد كان الاتحاد السوفيتى (سابقاً) أول دولة فى العالم تعترف بالكيان اليهودى الغاصب، بعد إعلان قيام دولته على أرض فلسطين فى 15/5/1948م، وقد ألقى المندوب السوفيتى فى مجلس الأمن (أندريه جروميكو) الذى أصبح فيما بعد وزيراً للخارجية خطاباً فى 29/5/1948م قال فيه: (من حق الدولة اليهودية الجديدة أن تفعل ما تشاء فى مسألة الهجرة إليها.. إن الدولة اليهودية حقيقة قانونية نعترف بها، وليس لمجلس الأمن أن يفرض عليها أموراً ليست من اختصاص الأمم المتحدة أصلاً، بل هى من صميم الحق الداخلى للدولة المستقلة، وحتى لو اتخذ مجلس الأمن هذا القرار (بمنع الهجرة إلى فلسطين) فسيظل حبراً على ورق وكلاماً أجوفاً) (8)
يضاف إلى ذلك الدعم المعنوى: هو ما قامت به الكتلة الشيوعية من دعم معنوى هائل، تمثل فى تدريب الآلاف من الشبان اليهود عسكرياً، وإرسالهم إلى فلسطين لمساعدة إخوانهم الصهاينة فى قتل وتشريد الشعب الفلسطينى المسلم- وقد بلغ عدد هؤلاء- طبقاً للمصادر الصهيونية ذاتها-20 ألف شخص، قدموا من تشيكوسلوفاكيا، وبولندا، ورومانيا، وبلغاريا.. بالإضافة إلى كميات هائلة من الأسلحة المتقدمة) (9)

* أما فى الوقت الحاضر فتولت أمريكا حضانة هذه الدولة الصهيونية اللقيطة، واحتضنتها سيآسيا وعسكرياً ومادياً ومعنوياً، حيث استخدمت أمريكا حق الفيتو 21 مرة فى مجلس الأمن من تاريخ 10/9/1972م حتى نهاية مارس 1998م لمصلحة الدولة الصهيونية، وفتحت ترسانة الأسلحـة العسكرية وخزائن الأموال على مصراعيها لإسرائيل، وأمدتها بالأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية فى حين أنها تحظر على أية دولة إسلامية امتلاك مثل هذه الأسلحة، اللهم إلا باكستان وإيران، والأولى سياستها موالية لأمريكا، والثانية هى أمل الأمة الإسلامية.

* والشىء العجيب والمحير والمخجل أن الوجود الصهيونى لم يعد يحظى بتأييد ومباركـة الدول الصليبية والمنظمات الدولية فحسب، بل إن كثيراً من الدول الإسلامية باتت تعترف بهذا الوجود المتمثل فى كيان غاصب يسمى إسرائيل.
وليت الأمر اقتصر على مجرد الاعتراف، فالمصيبة العظمى والداهية الكبرى أن تيمم هذا الدول الإسلامية وجهها شطر الدولة الصهيونية تخطب ودها، وتنشد رضاها.. وتتهم من يطالب بتحرير الأرض بأنه متخلف ورجعى، وتائه فى غيبوبة كاملة، ويبنى قلاعاً من الرمال.
ومما سبق يتبين مدى تواطؤ أجنحة المكر الأربعة فى القرن العشرين (اليهود- الصليبيون- الشيوعيون- خونة الإسـلام) لاقتطاع فلسطين من جسد الأمة الإسلامية، وزرع الكيان اليهودى فى قلب العالم الإسلامى، والفصل بين أرضه فى أفريقيا وآسيا.

ح- فرض العلمانية والمادية فى الدول الإسلامية:
بذل الاستعمار جهوداً مضنية لفرض توجهاته المادية، وأفكاره العلمانية الإلحادية على المجتمعات الإسلامية:
ففى الناحية السياسية: نجح العلمانيون فى تمكين الفكرة القائمة على فصل الدين عن الدولة، وإبعاد الدين عن السياسة.
وفى الناحية الاقتصادية: أصبح التعامل الربوى هو الأساس، بحجة أن الأمة الإسلامية جزء من الاقتصاد العالمى، تتأثر به ولا تؤثر فيه، وبزعم أن الإسلام مجرد مجموعة من المبادىء المثالية الروحانية، ولا علاقة له بالحياة وشئونها.
وفى الناحية الاجتماعية: أفلح العلمانيون فى نشر السفور والاختلاط دون حدود أو قيود، وتحت ستار زائف من شعارات الحرية والمساواة نجحوا فى السيطرة على المرأة المسلمة سيطرة شبه تامة، لتحقيق هدفهم النهائى بتقويض أركان الأسرة المسلمة.
وفى المجال التعليمى: تمكن العلمانيون من السيطرة على المناهج التعليمية، فجعلوها تتوافق مع التوجه الإلحادى، لتنقطع الصلة تماماً بين الجيل المسلم الجديد، وتراث أمته الإسلامية الزاخر، وتاريخها المجيد.
وفى المجال الإعلامى: تمكن العلمانى الخبيث من امتلاك ناصية وسائل الإعلام المختلفة، وتسخيرها لخدمة أهدافه، من خلال التركيز على النعرة القومية، والتفنن فى إثارة الغرائز، وإشاعة الانحـلال الخلقى فى المجتمعات المسلمة.

د- إبادة الأقليات المسلمة:
هذه الأقليات موجودة فى جميع أنحاء العالم، وإن اختلفت من ناحية العدد من قارة إلى قارة:
* ففى آسيا يوجد 260 مليون مسلم [ أغلبها فى الصين والهند حوالى230 مليون ].
* وفى أفريقيا يوجد أقليات غير محددة العـدد فى زائير، وزمبابوى، ومالاوى، وبورندى، وزامبيا، وأنجولا، وناميبيا، وجنوب أفريقيا، وغانا، وليبريا، وكينيا، وأوغندا.
* وفى أوربا يوجد حوالى 25 مليون مسلم.
* وفى الأمريكتين يوجد حولى 8 ملايين مسلم.
* وفى جزر المحيط الهندى والهادى واستراليا وفيجـى توجد أقليات تقدر ب255 ألف مسلم.
والسؤال الآن كيف تعامل هذه الأقليات ؟
* فى أفريقيا مثال من الحبشة: يوجد فى الحبشة أو ما يعرف باسم أثيوبيا الآن 75% من السكان من المسلمين، ولم تخل مرحلة من مراحل التاريخ الحديث من عمليات الإبادة والتصفية، وقد بلغت ذروتها فى عهد هيلاسلاسى.
وفى زنجبار: تمت تصفية المسلمين العرب تصفية شبه كاملة، وقتل فى ثلاثة أيام حولى 35 ألف مسلم ما بين رجل وطفل وامرأة على أيدى لص دجاج هارب من حكم بالسجن عليه فى أوغندا اسمه (جون أوكيلو).

* فى آسيا مثال فى الهند: عند تأسيس دولة باكستان خرج ثمانية ملايين مسلم من دلهى وبعض أقسام البنجاب لباكستان لم يصل منهم إلا ثلاثة ملايين، ولم يعرف مصير الخمسة الأخرى حتى الآن.
- وقامت جمعية (راشتر ياسويك سنغ) الهندوسية بإبادة المسلمين إبادة تامة فى ولايات بهرات بور، والوار، وكابو رتالا، وكان عددهم فى هذه الولايات على التوالى هو: 110 ألف، 250 ألف، 213704 فلم يعد أحد منهم يرى النور.
- وبلغ عدد قتلى المسلمين خلال المذابح التى جرت فى شرقى البنجاب فى أغسطس 1947م وفقاً لتعداد رسمى، 472 ألف مسلم.
- وعندما اجتاحت القوات الهندية باكستان الشرقية (بنجلاديش الآن) فى عام 1971م قامت بما يأتى:
* قتل وسجن آلاف العلماء وأساتذة الجامعات والطلاب.
* قتل ¼ مليون مسلم هندى كانوا قد هاجروا من الهند إلى باكستان الشرقية قبل بدء الحرب.
* سرقة 30 مليون روبية من أموال الناس والبنوك.
- ومن أعجب الأشياء أن معظم قواد الجيش الهندى الذين قاموا بهذا العمل الإجرامى كانوا من اليهود.
- منذ يناير 1991/ وحتى يناير 1992 قتل من المسلمين فى الهند أكثر من 20 ألف بين رجل وامرأة وطفل.
* قبض على 70 ألف من الرجال والنساء.
* قبض على ابن الشاعر الكشميرى مشتاق ثم ألقى به فى زيت مغلى وهو حى.
* حرقوا 418 مسلماً بالنار، وحرق الجيش الهندى مدرسة ابتدائية بمن فيها من التلاميذ، استشهد منهم 200 تلميذ.
* حرقوا 20 ألف منزل.

* فى قرية (دوكنن باسيواه) ثم هتك عرض 100 امرأة مسلمة، من بينهن طفلة عمرها 7 سنوات، وعجوز 85 سنة.
وفى كمبوديا: قتلت عصابات الخمير الحمر الشيوعية نصف مليون مسلم، دون أن يتحرك تجاه هذه المذبحة صوت يعترض أو قلب ينبض.
وفى الفليبين: هناك عصابة اسمها (عصابة الفيران المتوحشة) تديرها الكنيسة، وقد حددت تسعيرة خاصة لأعضاء جسم أى مسلم:
- 100دولار لفقء عين أى مسلم.
- 50 دولاراً لجدع أنفه.
- 50 دولاراً لقطع أذنه.
وفى تايلاند: يعيش عشرة ملايين، تمارس الحكومة ضدهم أبشع عمليات القهر والتعسف.
وفى بورما: تم طرد حوالى أربعة ملايين مسلم من أرضهم فى إقليم أراكان إلى دولة بنجلاديش، مع تعرض الكثير منهم للذبح والاغتصاب، وذلك فى 7 رمضان 1412هـ الموافق 11 مارس 1992م.. بينما العالم الإسلامى يتفرج.
وفى الصين: تم القضاء على 26 مليوناً من المسلمين فى 25 سنة بدولة تركستان الشرقية الإسلامية، أى: بمعدل مليون مسلم سنوياً.

* وفى أوربا نموذج من اليونان:
- لا يسمح لأى مسلم بالعمل فى الحكومة مهما كانت مؤهلاته.
- مصادرة أملاك المسلمين وأوقافهم.
- منع بناء المساجد، وتحويل المساجد القديمة إلى كاباريهات وملاهى، مثل مسجد (البالاكا) فى أثينا، أو إلى كنائس كما حدث فى سالانيك.
- إذا طلب مسلم يونانى تأشيرة خروج للسفر، فإنه لا يسمح له بالعودة إلى اليونان مرة أخرى
- صرح الجنرال اليونانى (زوخوس الفتيريوس) بأنه لا بقاء فوق أرض اليونان إلا لمن يعلق الصليب فى عنقه فقط.
فى فرنسا: يوجد 4 ملايين مسلم يتعرضون لخطر طردهم، بعد عقد تحالف بين الكنيسة وحزب الجبهة الوطنية، وغاية هذا الحلف هو طرد كل مسلم أو عربى من فرنسا.
وفى بريطانيا: يوجد حوالى 2 مليون مسلم، يعملون بهمة ونشاط فى بناء المساجد، وقد فزعت بعض الدوائر من كثرة بناء المساجد، فلما قيل لهم: إن أولادهم يتعلمون فى المدارس الحكومية، قالوا: إن الآباء يبنون المساجد، وسيقوم الأبناء بهدم هذه المساجد فى مرحلة قادمة.
* وهذه الحقيقة البشعة هى التى تخطط لها الدوائر التنصيرية لاقتلاع الإسلام من قلوب الأجيال التالية.. فى بلاد الحضارة الغربية.

وتبقى المشكلة الكبرى للأقليات المسلمة وهى:
مشكلة التعليم والتربية والحفاظ على العقيدة والهوية.. إن هذه المشكلة لم تجد لها علاجاً حتى هذا اليوم.
وفى ألمانيا: يوجد حوالى 3 ملايين مسلم، وقد شهد عام 1992م وحده أكثر من 1900 اعتداء على مسلمين وخصوصاً الأتراك. وعندما زار البابا ألمانيا فزع من الإحصائيات الخاصة بأعداد المسلمين، فلما قيل له: إنهم يعلمون أولادهم فى مدارسنا.. قال: إذن أطمئن..! (10)

هـ- أمريكا تقود الصليبية والصهيونية والوثنية ضد المسلمين:
فى أقل من عشر سنوات فى نهاية القرن العشرين فعل الصليبيون والصهاينة والوثنيون بالأمة الإسلامية ما لم يستطيعوا فعله من قبل.. ففى عام 1991 قاموا بحرب إبادة لشعب البوسـنة والهرسك الأعزل، فقتلوا 700 ألف مسلم، وشردوا 3.5 مليون، وهتكوا عرض 60 ألف امرأة مسلمة.
وضربوا العراق بكل ما آتاهم الله من قوة للقضاء عليه وتجزئته وتقطيع أوصاله، فقتلوا مئات الألوف من المسلمين، واحتلوا آبار البترول فى الخليج.
وفى عام 1992م حاصروا الشعب الليبى بتهمة باطلة لمدة سبع سنوات. وفى أكتوبر من العام نفسه قتلوا 13 ألف صومالى تحت اسم إعادة الأمل، مع دفن النفايات السامة والنووية فى أرضه.
وفى عام 1994م بدأت حرب إبادة ضد شعب الشيشان المسلم، فقتلوا 120 ألف شخص من إجمالى عدد السكان البالغ مليون مسلم.
وفى عام 1998م زادت جرأتهم على العالم الإسلامى- الذى ما كانوا يحلمون فى عهد سلفنا الصالح أن ينظروا إلى مسلم نظرة تؤذيه فضلاً عن أن يقتلوه- فقاموا بحرب إبادة لشعب كوسوفا المسلم، فقتلوا آلاف المسلمين، وشردوا ما يزيد عن مليون مسلم.
وقامت أمريكا فى عام 1998 أيضاً بضرب السودان وأفغانستان فى 19/8/1998م فقتلوا 381 مسلماً، وفى نهاية العام نفسه ضربوا العراق فى 16/12/1998م فقتلوا ما يزيد عن عشرة آلاف مسلم.
وخلال السنوات الخمسة عشرة بين 1980 - 1995م، وطبقاً لبيانات وزارة الدفاع الأمريكية، شاركت الولايات المتحدة فى 17 عملية فى الشرق الأوسط كانت كلها موجهة ضد المسلمين. وأخيراً فى نهاية مارس 1999م اتفق حلف الناتو بقيادة أمريكا مع جزار الصرب ميلوسوفيتش على تمثيلية، يقوم الناتو بضرب بعض الأهداف الصربية كدعاية إعلامية فقط، على أن يتولى الصرب قتل وطرد سكان كوسوفا من الإقليم، وقد قام الجميع بدوره خير قيام، ثم تتولى دول حلف الناتو توزيع ما يستطيعون توزيعه من سكان كوسوفا الهاربين عليها، حتى لا يعودوا مطلقاً إلى ديارهم.. وقد أظهرت أمريكا رحمتها بالمسلمين حين أعلنت وزيرة خارجيتها اليهودية مادلين أولبرايت أن أمريكا على استعداد لاستقبال 30 ألف طفل مسلم من كوسوفا، والظاهر هو الرحمة أما الباطن فهو التنصير.
فهل هى مجرد مصادفة أن تكون أمريكا هى الطرف الأصلى، والعدو الأول لهذه الدول المسلمة، أم أنها حملة دولية مدبرة وغير مبررة ضد الإسلام والمسلمين بعد تصفية الشيوعية فى العالم ؟!!.

كل هذه الأحداث بخلاف ما يحدث فى لبنان وفلسطين كل يوم على أيدى الصهاينة.
وما يحدث فى كشمير على أيدى الوثنيين الهندوس، وما حدث للدول الإسلامية فى جنوب شرق آسيا ومنطقة الخليج من تدمير لاقتصادها، وضياع لثرواتها.
كل هذا يدل على أننا فى حالة حرب صليبية صهيونية وثنية بقيادة أمريكا ضد الإسلام والمسلمين.
هذه هى أهم آثار الحملات الاستعمارية الجديدة، على المجتمعات الإسلامية.. والحق أن الحملات الاستعمارية لم ولن تنتهى، ولكنها فى النصف الثانى من القرن العشرين لم تأخذ شكل الحملات الجماعية أو المتوالية، وإنما كانت على شكل فردى مباشر من جانب إحدى القوى الكبرى الاستعمارية حيناً- كما حدث فى الحملة السوفيتية على أفغانستان- أو على شكل غير مباشر من خلال إحداث الفتن والقلاقل، وتأجيج نيران النزاعات بين الدول الإسلامية، كما حدث بين العراق وإيران، وبين العراق والكويت، وبين ليبيا وتشاد، وبين السنغال وموريتانيا، وبين إرتريا واليمن، وبين إرتريا وأثيوبيا... إلخ.
وزيادة معدل الهجمة الاستعمارية الشرسة على المسلمين فى نهاية القرن العشرين، يؤكد أنهم فى بداية القرن الجديد يفكرون فى أساليب أكثر عنفاً وحقداً على هذا الدين العظيم وأهله، فما هو المتوقع والمنتظر أن يفعلوه فى القرن القادم ؟!!.

المسلمون فى ظل النظام العالمى الجديد
فى بداية القرن القادم نلاحظ أن معالم النظام العالمى الجديد الذى تريد أمريكا فرضه على العالم، تنحصر فى ثلاثة أهداف هى:
1- تدمير وإنكار الرؤية الإلهية.
2- تأليه الذات.
3- حجب الشخصية الفردية داخل كل وحدة كاملة.

وعلى هذا فإن برنامج أصحاب هذا النظام ينحصر فيما يلى:
أولاً: إلقاء الشك على سلطان الله وعلى صلاحه، وتقويض القواعد التى وضعها الله للإرشاد كلما كان ذلك مستطاعاً.

ثانياً: جذب الأتباع عن طريق منحهم الوعود بأن يشاركوا فى الحكم العالمى، وأنهم سيكون لديهم السلطان على أن يتسلطوا على البر والبحر والجو.
وهم يبنون هذا النظام على نصوص خرافية فى سفر الرؤيا، ويعتبرونها هى الروح الملهمة لهم فى تكوين هذا النظام العالمى، حيث جاء فى الإنجيل ما يلى: [ ثم بوق الملاك السادس، فسمعت صوتاً واحداً من أربعة قرون مذبح الذهب الذى أمام الله، قائلاً للملاك السادس الذى معه البوق: فك الأربعة الملائكة المقيدين عند النهر العظيم الفرات. فانفك الأربعة ملائكة المعدون للساعة واليوم والشهر والسنة لكى يقتلوا ثلث الناس ] (رؤيا 9: 13-15).
هذا الرعب الذى سيأتى على العالم سوف تحركه أرواح شيطانية سوف تقتل ثلث سكان الأرض، إن نتيجة فك الملائكة أو الشياطين الذين كانوا مقيدين بأمر إلهى سوف تقضى على حياة حوالى 2 مليار شخص، كى يطهروا العالم تمهيداً لظهور الملك- المسيخ الدجال- الذى سيحكم العالم.. وبالتالى فالمستهدف بالقتل هم أهل الإيمان الذين لا يؤمنون بهذه الأساطير والخرافات.. ومنهم المسلمون.

وقد بدأوا يمهدون لذلك بتدمير الاقتصاديات وهدم الثقافات الإسلامية، لضمان تبعية شعوبنا لهم، وتركها لدينها، كما يلى:
1 - تدمير الاقتصاد فى النظام العالمى الجديد:
إن جذور أو بذور الروشتة الاقتصادية المعاصرة التى تقدمها الهيئات الدولية لدول العالم الثالث دوماً فى طرح
رأسمالى هى:
1- الخصخصة: وذلك بالإحلال التدريجى للصناعة متعددة الجنسيات بدلاً من الصناعة الوطنية.
2- إطلاق حرية الأسواق.
3- إلغاء الإجراءات الحمائية الجمركية (الجات).
وهى إجراءات فى نظر الكثيرين ستفضى إلى أزمة اقتصادية، وبالتالى اجتماعية عميقة الأثر.[ حيث سيتم القضاء على الصناعات الوطنية لعجزها عن المنافسة مع المستورد وبالتالى يتشرد عمال هذه الصناعات ].

ولتوضيح ذلك نقول:
إن من حيثيات العولمة السعى إلى توحيد السوق العالمية، بإلغاء الحواجز الجمركية بين البلدان، لذلك فإن (قانون السوق) حرية العرض والطلب، هو الذى سيحدد لكل طرف مكانته الحقيقية داخل السوق.. هذا القانون يقوم على دعامتين أساسيتين هما: (الجودة والثمن). والدول الغربية- نتيجة التكنولوجيا المتقدمة- ستكون فى موقع القوة بالنسبة لبلدان الجنوب- وأغلبها إسلامية- مما سيشكل الضربة القاضية لما تنتجه بلداننا من سلع وخدمات، كان معظمها إلى وقت قريب- ومنها ما لا يزال- يتمتع بالحماية الجمركية، وبالدعم المادى من طرف الدولة.. وبالتالى سوف تغلق مصانعنا، ويتشرد عمالها بين مجرم ومتطرف، والنتيجة هى عواقب اجتماعية وخيمة حيث يقوم الجائع المتشرد بقتل الغنى صاحب الثروة وسرقته، كى يأكل هو وأسرته.. والمصيبة الأكبر أن الدول الغربية بعد غلق مصانعنا سوف تتحكم فى أسعار السلع كما تشاء.وواجب الوقت يحتم علينا جميعاً كمسلمين أن نجاهد الجهاد الكبير وذلك بتشجيع الصناعات الوطنية والإسلامية، والامتناع عن شراء المنتجات الغربية، لأن العالم الغربى يستخدم ظاهرة التدويل- للإنتاج ورأس المال- فى سياق التنفيس عن الاقتصاديات الرأسمالية التى تمر بفترة أزمة حرجة يترجمها الركود الاقتصادى، وتفاقم البطالة، وغياب الأمن الاجتماعى.. فإذا وقفنا وقفة رجال ضد منتجاتهم انقلبت المشكلة داخل مجتمعاتهم، وكفانا الله القتال.
ولا شك أن مجتمعات العالم النامى تدفع ثمناً غالياً لغزو اقتصاد السوق، فالسنوات التى شهدت محاولات دمج الاقتصاد العالمى عن طريق حرية التجارة، وحرية حركة رأس المال، والنمو المتوجه نحو الصادرات، ومن خلال البنك الدولى، وصندوق النقد الدولى، أدت بكثير من دول العالم النامى إلى الإفلاس، ودفعت شعوبها إلى مجاعات وحروب أهلية طاحنة، ووصلت ببعض هذه المجتمعات إلى حد التآكل الداخلى، والوقوف على حافة الانهيار الشامل.

2 - هدم الثقافات فى النظام العالمى الجديد:
بعد أن تحول العالم إلى قرية صغيرة شديدة الارتباط عن طريق ثورة الاتصالات، بدأ النظام العالمى الجديد تعميم المنظومة القيمية الغربية على دول العالم ومجتمعاته بأسرها، فيما يسمونه بالعولمة.

الأمر الذى يتجاوز اليوم ما عرف فى الماضى باسم الغزو الثقافى لحضارات العالم المختلفة من قبل حضارة متفوقة وقوية، إلى سعى حثيث توافرت له مختلف الإمكانات الدعاوية والإعلامية والفكرية اللازمة، من أجل إلغاء ثقافات وقيم وخصوصيات وهويات شعوب وقوميات العالم المختلفة، وصولاً إلى إلغاء ذاكرة هذه الشعوب، وتاريخها، وطبيعة رؤيتها لذاتها الخاصة، واختراق وجودها الاجتماعى بالكامل لإعادة صياغته كواقع وأحلام فى الآن ذاته، بما ينسجم مع عصر الاستهلاك والانفتاح والكوكله (من كوكاكولا).

إن هدف هذه العولمة هو تحويل الإنسان إلى مادة استعمالية توظف وتستعمل من أجل زيادة الإنتاج وزيادة الاستهلاك، وبالتالى زيادة أرباح الشركات الرأسمالية الكبرى متعددة الجنسيات، عابرة القارات والهويات والقوميات التى فرضت على الدول النامية عن طريق الخصخصة.
إن دلالات فرض ثقافة السوق وقيمه الاجتماعية والتربوية تظهر فى غزو اللغة الأجنبية- خصوصاً الإنجليزية وبعدها الفرنسية- بدلاً من اللغة الأصلية فى البلاد النامية عامة، وخاصة فى بلاد الإسلام، وذلك فى الأنظمة التعليمية، ووسائل الإعلام.
ثم جعل الكثير مما هو شخصى وخاص يدخل فى بند العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية والشئون الفردية شئوناً قابلة للتدخل فيها دولياً.. من خلال محاولة صوغ منظومات قيم دولية عامة حول السكان، والمرأة، والطفل.. إلخ. وعقد مؤتمرات دولية لهذا الغرض، وتشكيل جمعيات دولية من أجل ذلك.
إن الغرب يسخر كل إنجازاته العلمية، وقدراته الاقتصادية، وإمكاناته الإعلامية، بل وقوته العسكرية- إذا اقتضى الأمر- ليفرض تصوراته الخاصة عن السلام، والأمن، والحرية، والسيادة، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، ونحوها من المفاهيم التى لها عند كل أمة، بل عند كل توجه فكرى وسياسى تصور خاص.

وباختصار شديد: إنهم يريدون أن يلبس العالم الجينز، ويأكل الهامبورجر، ويشرب الكوكاكولا، ويرقص الماكارينا واللمبادا، ويغنى مع مايكل جاكسون ومادونا.. وتتحول دول الجنوب إلى خدم وأتباع ومرمطون لدول الشمال، ويتحول العالم إلى أبعادية أمريكية.
وقد باتت ملحوظة بوضوح ظاهرة تقلص ساحة الثقافات الوطنية والقومية لحساب ثقافة واحدة بقوة واكتساح هائلين، الأمر الذى تثبته أيضاً ردود الأفعال الثقافية المحلية فى دول العالم أجمع، والتى تأخذ أشكال تمردات ورفض يصل إلى حد العنف فى أحيان كثيرة..

وهذا هو التصور العام للعولمة.

أما التصور الخاص للعولمة: فينصرف إلى الجانب الروحى أو المعنوى، ويتأسس على تهميش العقائد الدينية، وربطها كلية بظواهر التخلف والإرهاب، فالإيمان بالغيب خرافة، والتمسك بالدين رجعية، وأداء الشعائر غباء وشكلية وعدم فهم.. وهكذا تنتهى العولمة إلى الفوضى، فلا ضابط للمجتمع مع نص ضميرى ملزم، والضابط الوحيد هو وجوب قتل عقائد الآخرين.
فالعولمة إذا لم تستطع نفى الدين، فلا أقل من أن تقوم بتهميشه، حتى لا يتذرع به أحد فى إثبات ذاته، وتفرده عن غيره من الناس، وقد جندوا لذلك أعواناً لهم فى بلاد الإسلام بأسماء إسلامية تحت دعاوى العلمانية.

وإذا أردنا الوصول إلى أسس العولمة المتعلقة بالدين على ما تقدم بيانه، فيجب أن نلاحظ أن الدين الإسلامى سيصطدم بهذه العولمة لا محالة بما يلى:
أولاً: إن الدين يقف حجر عثرة أمام الماديين الراغبين فى تحقيق الهيمنة الاقتصادية العالمية، فالماديون لا يتنعمون إلا بالماديات من حب الشهوات إلى حب المال، إلى غير ذلك من أمور.. والدين الإسلامى يفضح هذه الحقيقة فى قوله تعالى: زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوَّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب (آل عمران: 14). لذلك فالحل الوحيد أمامهم يكمن فى نفى الدين، أو على الأقل تهميشه، وحبذا لو تم إظهار عجز الدين عن استيعاب حقائق العصر فى تصورهم، وهو ما تحاول العلمانية القيام به.
ثانياً: إن الإسلام يحول دون ما تقتضيه العولمة من موالاة الكافرين بدليل قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً (النساء: 144). ولما كان كثير من دعاة العولمة الغربية من الكفار الذين يبتغون الهيمنة على العالم، والمسلمون بمقتضى القرآن الكريم لن يوالوهم، لذا فإنه يجب القضاء على الدين الإسلامى، أو تهميشه، وتسخير أعوانهم من العلمانيين، لإثارة قضايا الخلاف بين المسلمين فى الصحف والمجلات المقروءة لصرف الناس عن حقيقة ما يدبرون ويكيدون.
ثالثاً: إن الإسلام يحرم الإتجار فى أكثر الأمور إدراراً للربح الحرام، مثل الإتجار فى الجنس، والرقيق الأبيض، والمسكرات، والمفترات، ويحرم التعامل بالربا، والقمار، والإتجار فى شحوم ولحوم الخنازير، والأغذية الفاسدة، والأسلحة التى تمنح للمتمردين على أنظمة الحكم فى البلاد الإسلامية، والقنابل التى تطلق على الأبرياء وتعرض المجتمع كله للدمار.
والقائمون على العولمة تجاراتهم الرابحة هى كل هذه الأشياء، وبالتالى فالتصادم مع دين الإسلام قائم لا محالة.
رابعاً: إن الدين الإسلامى يفضح المتكبرين، والداعون إلى العولمة متكبرون ويكرهون وصف القرآن لهم ولأمثالهم بقوله تعالى: ﴿سأصرف عن آياتى الذين يتكبرون فى الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنون بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلاً، وإن يروا سبيل الغى يتخذوه سبيلاً، ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين﴾ (الأعراف: 146).
خامساً: إن الإسلام يبين حقيقة الدنيا بشكل يدعو إلى عدم الغلو فى التمسك بها، وهذا ضد مذهب الماديين الداعين إلى العولمة.. وبيان حقيقة الدنيا فى الإسلام يتضح من قوله تعالى: ﴿ إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون﴾ (يونس: 24).
ولكن الماديين يريدون الكسب، وحض الناس على التعامل مع الدنيا بحسبانها الحقيقة الوحيدة فى حياة الناس، وكأن الدين لا وجود له.
ومما سبق: نجد أن العولمة بالمفاهيم الغربية، ضد الدين الإسلامى، الذى يفضحها ولا يقبلها فى أى أساس من
أسسها، والقضية الآن هى أن نكون أو لا نكون.
فإذا قبلنا أسس العولمة الغربية فرطنا فى ديننا.
وإذا تمسكنا بديننا فلن نقبل عولمتهم بأى حال من الأحوال.
ولا خير ولا سعادة إلا فى الدين الحق الذى شهد له الحق بقوله تعالى: ﴿ويستنبئونك أحق هو قل إى وربى إنه لحق وما أنتم بمعجزين﴾ (يونس: 53) (11).

الاستعمار العالمى الجديد
عن طريق الأخلاق والحضارة
يقول صموئيل هنتنجتون فى كتابه صراع الحضارات: [ المرحلة المقبلة هى مرحلة الهيمنة الغربية على العالم، مرحلة بداية ما بعد الدولة القومية، أو الدولة الأمة، أى نهاية مرحلة السيادات المتساوية للأمم والدول، ولهذا لن يعود أحد يهتم بالتقسيمات الحدودية الجغرافية التى تحدد داخلها دولاً ذات سيادة. وثمة مبررات إضافية لمحاولات الانتقاص من سيادة دول العالم المتخلفة والمخلِّفة تزعم أن الاعتداء على هذه السيادة هو تخليص وإنقاذ لهذه الدول من نفسها.. يتحدث المفكر البريطانى بول جونسون عن الشرعية الجديدة التى تكتسبها الآن فكرة قيام بلد بإدارة شئون بلد آخر من أجل إنقاذه من نفسه، ويضيف: (إن بعض الدول لا تستطيع أن تحكم نفسها، واستمرار وجودها، والعنف والانحدار الإنسانى الذى تعيشه يشكل تهديداً لاستقرار جيرانها، وهنا تبرز قضية أخلاقية، أن على العالم المتحضر رسالة: أن يخرج إلى هذه المناطق التى يحكمها اليأس.. ليحكمها هو!!)].

وهكذا ولدت فى عهد النظام العالمى الجديد، مجدداً تلك الأفكار الاستعمارية القديمة التى تحدثت عن (عبء الرجل الأبيض)، وعن رسالته الأخلاقية والحضارية التى يسعى لتعميمها على دول العالم المستعمرة، وهو يمارس نهبها وإبادتها وتدميرها بالكامل.
صحيح أن عنصرية أصحاب النظام العالم الجديد هى أقل صراحة من عنصرية النظام الاستعمارى العالمى القديم، لكنها أكثر فظاعة بغاياتها، فهى تستهدف- على المستويين الثقافى والاجتماعى- تنفيذ ما يشبه مجزرة جماعية فى حق ثقافات الشعوب وحضاراتها وهوياتها وخصوصياتها من أجل دفعها لتستبطن (الثقافة الغازية) وتتمثلها بالكامل.
عنصرية النظام العالمى الجديد أكثر فظاعة من عنصرية الاستعمار القديم، فهى موجهة هذه المرة إلى إنسانية الإنسان فى كل مكان من العالم.. لأن الإنسان المتكيف مع ثقافة الاستهلاك والتسوق، هو إنسان ذو بعد واحد، يفتقر إلى أى أخلاق أو قيم أو دين أو شعور بالانتماء والهوية، الانتماء الوحيد المتاح فى ثقافة السوق هو الانتماء إلى سوبر ماركت المتعة واللذة الكبير باتساع العالم.. مما يعنى إسقاط القداسة عن الإنسان، والتاريخ، والدين، وفكرة القيم، والهوية، والثقافة، من حيث المبدأ.

النتائج المتوقعة للنظام العالمى الجديد
أول النتائج المتوقعة : تَحْمَل استعادة لذات الإبادة القديمة التى مارسها المستعمرون الأوائل فى أمريكا الشمالية وأفريقيا وآسيا واستراليا للشعوب الأخرى، فكل ما هو غير نافع يبيت غير ذى جدوى.. ولابد بالتالى من التخلص منه ومن أعباء استمراره بالوجود على وجه الأرض (إبادة شعوب العالم الثالث).
ثانى النتائج المتوقعة: هو تزايد تلك النظرة الموجودة حالياً فى الغرب، والتى ترى المسلمين عبارة عن وباء قد يجتاح قصرهم المحروس بعناية.. هذه النظرة تعبر عن نفسها اليوم بالحديث عن الدول الإسلامية كدول قلقلة خارجة على القانون فيحاصرون ليبيا والعراق وفلسطين وإيران والصومال والسودان، وتتهم بأنها مصدر خطر على النظام الدولى والسلام العالمى، فهى موطن الإرهاب والأصولية والتطرف السياسى والاجتماعى.. وقد لا تبدو جملة هذه الاتهامات منسجمة أبداً مع العولمة، والعالم الذى تحول إلى قرية كونية شديدة الترابط.. مما يعنى أنهم عقدوا العزم على ضرورة التخلص من هذه الأمة بأسرها، إذا لم ترتد عن دينها.0 فماذا أنتم فاعلون يا أمة الإسلام؟!! (12)

بانتهاء الحديث عن المؤامرات الفكرية، والمؤامرات السياسية والعسكرية، وحال المسلمين فى ظل النظام العالمى الجديد، ينتهى الحديث عن القسم الثانى من أسباب ضعف الأمة الإسلامية، وهو الخاص بالأسباب الخارجية.. وبهذا ينتهى الفصل الأول الخاص بأسباب ضعف الأمة الإسلامية، وننتقل الآن لنتناول السبل الكفيلة بالنهوض بهذه الأمة العظيمة.

_______________________________
(1) (شكراً نتنياهو، للسيد محمد علاء الدين ماضى أبو العزائم) ص 16 - 17
(2) (استراتيجية التنصير فى العالم الإسلامى- أ.د. محمد عمارة).
(3) (مذكرات السلطان عبد الحميد، ترجمة: محمد حرب عبد الحميد، ص75).
(4) المرجع السابق ص49.
(5) نتبين بهذا خطورة ما يروجه الإعلام (الصهيوني) في بلاد العرب من أن المطالبة بعودة الخلافة تخلف أو ردة حضارية الخ تعبيراتهم واستنكاراتهم، ولن تعدم شخصيات مسلمة محترمة ليست علمانية تقول بهذا على الفضائيات، ذلك لأن الأمور ملتبسة إلى حد بعيد جداً، والمسلم المعاصر أمسى لا يدري أبن وجهه من قفاه، حتى لو كان من المثقفين المتدينين، لأن المكر والتعتيم والتعمية تعمل ليل نهار منذ عقود طويلة.. والخلاصة: يجب أن نحذر من دعاوى تحقير عودة الخلافة، فليست السلفية هي التي ستعيدها، وليس السلفيون هم المسلمون الوحيدون العاملون لعودة مجد الإسلام (انتبه!) ولكنها أمة المليار مسلم، تحتاج فقط إلى دعوة نزيهة وراية ترفع والتفاف حول إمام على أخلاق بيت النبوة لا سيما الزهد والأبوة والقيادة والتضحية والعلم والفكر والنور، أي إمام وارث للنبوة، والإسلام منهج ليست فيه نقطة اختراق واحدة، فقد وضع أصل (الإمامة) من أهم أصول الدين.. والعودة للكتاب والسنة ليست كلاماً وإنما فعل وتفعيل وانفعال، لا مجرد شعارات. (محمد عرفة)
(6) (أسباب الضعف فى الأمة الإسلامية. د. محمد السيد الوكيل، ص202-229).
(7) (تاريخ الجبرتى عجائب الآثار فى التراجم والأخبار، 3/605).
(8) (التاريخ السرى للعلاقات الشيوعية الصهيونية، نهاد الغادرى، ص128).
(9) (المرجع السابق ص90).
(10) (عرب ومسلمون للبيع، أ. د. عبد الودود شلبى ص 149 – 162).
(11) (مجلة الإسلام وطن، عدد 138، أ.عبد الحليم العزمى، ص38).
(12) (مجلة الإسلام وطن، العدد 141، أ.عبد الحليم العزمى، ص39).



#محمد_عبد_المنعم_عرفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمة الإسلامية.. عوامل الضعف وأسباب النهوض
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [8]
- عبادة الملائكة الروحانيين.. [2] الصوم كما يراه الإمام أبو ال ...
- يهود أم حنابلة ؟!! [5] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم
- يهود أم حنابلة ؟!! [4] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم
- يهود أم حنابلة ؟!! [3] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم
- يهود أم حنابلة ؟!! [2] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم
- يهود أم حنابلة ؟!! [1] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم
- أدعية الغفران في شهر القرآن للإمام أبي العزائم - الجزء الثان ...
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [7]
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [6]
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [5]
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [4]
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [3]
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [2]
- الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها [1]
- رسائل إلى السيد كمال الحيدري [5] التصوف سبيل وحدة الأمة
- عبادة الملائكة الروحانيين.. [1] الصوم كما يراه الإمام أبو ال ...
- أدعية الغفران في شهر القرآن للإمام أبي العزائم - الجزء الأول
- رسائل إلى السيد كمال الحيدري [4] الدابة والمسيح الدجال


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد المنعم عرفة - الأمة الإسلامية.. عوامل الضعف وأسباب النهوض [2] السيد محمد علاء الدين أبو العزائم