أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - كوابيس الفلوجة او نكبتها















المزيد.....

كوابيس الفلوجة او نكبتها


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 5196 - 2016 / 6 / 17 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شكلت مدينة الفلوجة العراقية تاريخيا كوابيس لكل المحتلين للعراق قديما وحديثا، من البريطانيين او الامريكيين، وتحملت ما تحملت جراء ذلك. وإذا كان احتلال ما بعد عام 2003 متميزا مع الفلوجة وشقيقتها النجف، لاسيما مع ادارة عراقية محسوبة، من الجوانب السياسية والمذهبية، على المدينتين فان الفاجعة مستمرة عليهما ايضا ومن تقارب معهما او تشابه معهما من المدن الاخرى. واليوم عادت مدينة الفلوجة من جديد الى الواجهة الاعلامية ودموع التماسيح ازدادت عليها وكأنها كانت تعيش بغير ما هي عليه الان. كاشفة في كل الاحوال النفاق والتضليل والخداع الذي يمارس عليها كلما تعرضت او اصبحت كوابيس مزمنة. ولعل نكبتها الحقيقية تكمن في هذا الجاري عليها الان، ليس من احتلال ما يسمى بداعش وحسب، بل من هذه الجوقات الاعلامية خصوصا والبكائيين الكذابين الذين يملأون وسائل الاعلام المخزية التي فضحت نفسها وعرت ارتباطاتها بكل ما يعادي الامة والشعب والوطن والمدينة ندبا وتزويرا للوقائع وبثا لسموم قاتلة عرفوا بها او تميزوا بإنتاجها ووظفوا لأجلها.
من يتابع وسائل الاعلام الناطقة باللغة العربية والصادرة من عواصم عربية او اجنبية ويرى وجوه الحقد الطائفي وما يبثونه من دجل صارخ وغثاء مسلف يشعر بان هذه الحملات الاعلامية والهجمة المخادعة تعكس ما في نفوس تلك المجموعات التي عاشت وتربت وما زالت على الكوابيس والنكبات. وكذلك الامر مع من يتابع الان وسائل التواصل الاجتماعي، مثل التويتر والفيسبوك والمواقع الالكترونية الاميبية التي تكشف حقيقة الاهداف المخطط لها خلفها او امامها، فلن تعد الامور مستترة او مخفية، فوكالات وأجهزة المخابرات التي كانت سبة ووصمة عار يتخفون منها وينكرون تخادمهم معها اصبحت اوراقا او هويات تفاخر وتباه بالارتباط بها او حتى التهديد باسمها. وهذا امر ينبغي الالتفات اليه والتركيز على مخاطره العملية على مستقبل الامة ومصيرها في الحياة والتقدم. فالكل يعلم ان هذه الدول وأجهزتها ووكالاتها ما عملت يوما لصالح الشعوب ولا ساعدت في بناء مجتمع او حضارة او قدمت دعما للإنسانية، مهما كان شكله او حجمه او اطاره.
الوسوم او "الهاشتاغات" خصوصا التي وضعت عن الفلوجة في قنوات اعلامية معروفة باسمها ومواقفها وانحيازاتها الطائفية وصلاتها بالمشاريع الصهيو غربية في المنطقة وتدافعت اعداد وراءها تعلن هوية هؤلاء وأعمالهم ودوافعهم وتبين من هم المروجون او الناشطون خلفها، وهو عمل علني مكشوف، يصب في خدمة مصالح وأهداف واضحة لا تنتهي الى خدمة اهل الفلوجة ولا الشعب العراقي ولا الامة العربية والاسلامية، مهما كانت الوانهم واشكالهم وملابسهم، فهم يقطرون خبثا ونفاقا وتسليما للأعداء اكثر من الوقائع المرة التي يتحدثون عنها اعلاميا فقط. لقد وضح اغلبية من هؤلاء ايام حوصرت المدينة وصبت عليها اسلحة محرمة دوليا، حيث صمتوا وتفرجوا عليها دون ان تنبس شفة لهم، لان من قام بهذه الجرائم هو مشغلهم وممولهم وراعي مصالحهم وفنادقهم ومزودهم بالأخبار والخطط والبرامج، التي بالمناسبة لم تعد سرية او مشفرة. وهذا ليس تخوينا او اتهاما لأحد او تشويها لسمعة او ما شابه ذلك، وإنما وصف واقع وشهادة للكثير منهم ولعل في اصرارهم على ممارسة مثل هذه الاعمال والمبارزات في وسائل الاعلام والتواصل والفضائيات وغيرها دليل واثبات.
اجتاحت القوات الأمريكية مدينة الفلوجة العراقية يوم 8/11 من عام 2004 بعد حصار متعدد الأوجه لأكثر من شهرين بالتعاون مع قوات بريطانية خاصة، وقصف يكاد يكون يوميا بمختلف الوسائل الحربية، طيران ومدفعية وغيرها، للمرة الثانية بعد الاجتياح الأول الذي اقترف قبل خمسة اشهر منه، في شهر نيسان/ أبريل، والذي سبقه، كما صار معروفا، ولحقه عدد من الغارات العسكرية والاجتياحات السريعة، وقتل وأُعتقل واُختطف عدد من سكان المدينة وقصف بعض المساجد والمستشفيات والدوائر الحكومية بما فيها مراكز للشرطة أو نقاط حراسة وحواجز مشتركة وغيرها. وهذه العمليات العسكرية لم تتوقف طيلة فترة احتلال العراق في هذه المناطق بشكل متعمد ولأهداف معروفة في تاريخ كل استعمار أجنبي واحتلال عدواني، ودون تردد أو توقف أو خشية من حساب أو نقد أو إدانة دولية أو عربية، أو من المتعاونين معها من أبناء البلاد، الذين يتناغمون مع دمار بلادهم وقتل أهاليهم إذا اعتبروا أنفسهم من أهل العراق. كم عدد الشهداء في هذه المدينة فقط؟، كم عدد العوائل التي أجبرت علي ترك المدينة والعيش في العراء، أو في مخيمات لاجئين؟، كم عدد البيوت التي هدمت وخربت؟، كم عدد الأرواح التي قتلت أو دمرت؟. في المجزرة الأولى في الفلوجة نشرت وسائل الاعلام مقتل 731 مواطنا مدنيا. وفي المجزرة الثانية نقلت وسائل الاعلام أيضا عن مدير المستشفى المركزي في المدينة مقتل 700 مواطن مدني، من بينهم 555 من النساء والأطفال، كما ذكر عن اعتقال الآلاف من الشباب من سكان المدينة. ومثل هذه الأرقام أو الأحداث تكررت في معظم المدن الاخرى، وهي بكل الأحوال ليست الأرقام الحقيقية أو تعبيرا عن وقائع ما حصل فعلا، ولكنها حتى بمقاربتها لما حدث، أين توضع مثل هذه الوقائع في سجلات الاحتلال وتاريخ العراق السياسي المعاصر؟. تذكروا الفلوجة شاهدا ونموذجا عن قيم الاحتلال وأخلاق المحتلين وتابعيهم!؟. ومر هذه الوقائع والحقائق في صمت اولئك الذين يرفعون عقيرتهم اليوم ويزعمون ما يزعمون، وقد تحولت المدينة بفضلهم او بتشجيعهم ومشاركتهم الى ادارة وحكم ما يسمى بداعش ورفع العلم الداعشي على مبانيها. لقد كان سكانها اكثر من 700 ألف مواطن، واليوم يتحدثون عن 50 الف مواطن بقوا فيها، فأين دعاة "حقوق الانسان" ومروجو الفتن عن هذه المحنة لهذه الالاف من المواطنين الابرياء؟. واخيرا وحسب ما نقلت وكالات الانباء ووسائل الاعلام ليوم الجمعة 3/1/2014، ووفق مراسل وكالة الانباء الفرنسية في الفلوجة، الذي اختصر الخبر، بأنه اعلن من على منبر خطبة الجمعة فيها انها تحولت الى "ولاية اسلامية" (!)، إلا ان "الكهرباء مقطوعة تماما، ومولدات الكهرباء لا تعمل بسبب النقص في الوقود". وأضافت الوكالة "ان سيطرة تنظيم القاعدة على مركز المدينة تشكل حدثا استثنائيا نظرا الى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت معركتين شرستين مع القوات الاميركية في العام 2004".
في هذه الحالة ماذا يتوجب القيام او العمل عليه؟ وكيف يقتضي وطنيا ودينيا وأخلاقيا وقانونيا وسياسيا؟ أليس تحرير مدينة الفلوجة ومن بقي من اهلها، ومحاكمة المساهمين في دعم ما يسمى بداعش والدفاع عنه فيها وخارجها، مطلبا شعبيا ووطنيا؟. ولابد ان يتم بارادة العراقيين الذين صمموا عليه، ويبقى السؤال الذي سألته في بعض المقالات المنشورة لي عامي 2004 و2005 عن الفلوجة، ماذا بعد الفلوجة؟!.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاظم الموسوي - كاتب صحفي وباحث سياسي - في حوار مفتوح مع القر ...
- إحتفاء بالكفاح من اجل الحريات وبالشهداء
- كلمات عن ايار والعمال والانتفاضة*
- اليمن: حصاد عام
- دور الليبراليين الجدد في تخريب الوعي العربي
- تحية الى الراحل الاستاذ
- تركيا- العراق: مشكلة الموصل من جديد
- خسائر العراق البشرية: ارقام في ارقام
- الجنود البريطانيون وجرائم حرب واحتلال العراق
- اللاجئون فرصة المستقبل
- رسائل احفاد سايكس بيكو
- تحية الى مارغوت والستروم
- اخبار السويد الحزينة
- لماذا الجمهوريات العربية؟
- مَن يُقرر مصير الاوطان؟
- تحالفات تدمير العرب
- صرخات ضمير وطني
- حين تقاوم الكلمة
- ربع قرن على غياب غائب
- قراءة في صراع سليم اسماعيل


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - كوابيس الفلوجة او نكبتها