أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - قصيدة : البَعْبوضْ














المزيد.....

قصيدة : البَعْبوضْ


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 5196 - 2016 / 6 / 17 - 14:53
المحور: الادب والفن
    


قصيدة البعبوض ...


البعبوض فاكهة رَبّانية
يتلذذ بها المخنـّـثون
هي قطعة ُ" مِلـَبّسْ " إصبعية الشكلِ
تـُوضع أحيانا في الفم ِ
وهي ضرورية ٌكمقبّلاتٍ
لاتـُمْضغ بل تـُمَص
مثل قصبِ السكّر ِ
بعضُ الشبقاتِ يتلذنَ بها فمَويا
حد إغماضةِ العينِ ا ُنـْسَا ً
وممكن أن تدخل في دهاليز اخرى
في راس الإصبع الفاكهاني إظفرٌ.
عجيبٌ أمرُ هذه الفاكهةِ
تُؤخذ كما تـُوخذ حقنة ْ
وهي أيضا ًمقبّلات للوجْبةِ
لايمكن معرفة تاريخ ِممارستِها
لكن تستطيع أن تدغدغ َ بها
عجيزة َالعريس ِفي الزفـّةِ
فاصدقاؤه يشبعونه بالاصبع ِ
لتهييج بروستاتِهِ
وبذا يدخل منتصبا ًللزوجةِ
لا تنسَ أنّ البعبوضَ مقبلاتٌ
ومِن ثـَمَ تاتي الوجبة ُ
وهي عبارة ٌعن قطعةٍ لحميةٍ
أفعى بعينٍ واحدة ٍ
إنْ تـُلمس تتوهج كالنار
وإن تـُدعك تتفجرْ
بصهير ٍ بركاني ٍأبيض .
إنها على هياةٍ كبابيةٍ باحجام ٍمختلفةٍ
في نهايتِها بستانٌ قربَهُ بيضتان
ليستا للأكل ِواقعيا ً
لكنْ للتبَرّكِ بهما
أحيانا للشمّ وأحيانا ًأخرى للـّطع ِ
لكن ْ ممكن أن يؤكلا ـ مجازيا ًـ
بالإسلوبِ اللـّزج ِالناعم ِالبطيءْ
المُيَسّرْ
إذ أول ما تدخلُ في الفم ِالسفلِيّ ِ الحلقومة ُ
حلقومة ُ الأفعى
وبعدها الانبوبُ العضليّ ُ الجبّارُ القهّارُ
القادرُ والمتمَكّنُ والمُتفننُ
والساحرُ والداحرُ والناحرُ
والساهرُ
على أملاكِ الأمّةِ
والسلطان
والحاكم بأمرهِ في كلّ مكان ٍ
البعبوض البعبوض أولا ً
ومِن ثـَمّ الإنسياب الى الكباب ِ بلا بيض ٍ
وللكبابِ فضلٌ على وجودِ البشريةِ
وديمومتِها
المخنثون مولعون به .
ممكن أنْ يَاكلَ البعبوضَ فردٌ
أو كثيرون
في حفلةٍ جماعيةٍ تناسليةٍ او لاتناسليةٍ
ممكن أنْ يَأكلَ البعبوضَ
إمبراطور. ملك . رئيس .
وزير. مدير. شرطي .
رئيس عرفاء وحدة .
ممكن أحد شباب الايمو
ممكنْ ممكنْ
لكنْ أنْ يأكلـَهُ شعبٌ ما ، وبرمّتِهِ
وأنْ يبتلعَ العضوَ الكبابوي حدّ البيض ِ
فهذا ما لانقوى على تصورهِ
قال الطاهر وطـّار بروايتِهِ اللآز
لم نصدقْ
عندما رأينا أنّ الفرنسي يتغوط
فذهب الواحدُ تلوَ الآخر
كي يتذوقَ
كي يتأكد
وبذا
" كلـّـنا قد لطعنا الغائط الفرنسي "
نعم
كلنا أوأغلبنا قد أكلَ البعبوض
مع قطعةِ الكبابِ الطويلةِ
حتى حدودِ البيض ِ
لم يتعضْ أحدٌ من البعبوض الاول
ولا الثاني او الثالث
في كلّ مرة ٍ نراهن عليه
فاذا به ينتخبُ مِن بين جميع ِ
أصابع الحلوى
ينتخبُ البعبوض
ملايين لايفكرون بعقلِهِمْ
بل بعجيزتِهمْ
ولا تختارُ سوى البعبوض
وبالتالي
فنحنُ جميعا نسقط بينَ الأرجل ِ
مابين بعابيض ٍوكبابٍ
يتقدّمهمْ مآخوذ ُ " ابو عمامة ْ "
رُشّ عليهِ السُمّاقُ
الزرنيخ ُالبوتازُ الطـَرَقاتُ العبواتُ
التفجيراتُ
لتحرق اجيالا
مِنْ أطيازٍ باسم " اللهِ " مفخخةٍ
وبسائلِهِ المَنويِّ النوَويّ ِملطـّخة ٍ
نذرا ً لعمامته ِ
أطيازُ الشعبِ برمتِهِ
فهوـ الشعب ـ الجاهز حد الجوعْ
الملتاع المندحر المفجوعْ
السامع والطائع والتابعْ
للحجة والآية والسيد
والمستسلمْ
لرئيس الميليشيا الجربوعْ
آه ٍ آه ٍ ا ُواه ٍ من هذا الشعب المتأفـْيـِنْ
بطوائفه بمذاهبه بالأحزاب وبالأديان ِ
وبالأجناس وبالفكر المتشظي باللعناتْ
قالوا فيما قالوا : قطارك فاتْ
والبعض يعَوّلُ
والعمر مضى والشهر قضى
إلاّ من نهر الشهداء المتدفق
إلاّ من امواج الجرحى والقتلى والأمواتْ
قطارك فاتْ
وحتى البعبوض الطالع من كل مكان
فاتْ
فاتْ
فاتْ
ـ لا مافاتْ !
بعد قليل بعد قليل بعد قليل
ـ إهْ
الآن دخلْ
الآن الآن
"أجراس ـ الثورة ـ فلتقرعْ " .

*******
17/6/2016
* إضافة غاية بالأهمية ! : وُضِعَتْ النقطة على الضاد في كلمة البعبوض للتأدب .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة الى نبيل تومي الناشط الديموقراطي
- قصيدة لثورة يوم غد ...
- ترى من أنا لولاكْ ؟ ...
- هلالٌ أنتَ ماطَلْ ...
- حُبلى حُبلى حُبلى ...
- فئران المدينة
- قصيدة الكسكسة ...
- قصيدة لا شلع لا قلع ...
- قصيدة لاشلع ولا قلع ...
- هي ثورة ٌ صفراء لا بيضاء ُ...
- قصيدة الخازوق ...
- - كلكامش الزعطوط - ...
- جرابيع ...
- ألراية ُ الحمراءُ تخفقُ في الطريقْ ...
- قصيدة المنائكة ْ ...
- الدين المخدِّر ...
- ذا فاسد يمضي ويأتي أفسدُ ...
- بغداد بغدادنا ...
- ياثورة الفقراء
- قصيدة الطيز ...


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - قصيدة : البَعْبوضْ