أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - ممكنات الديمقراطية في الدول العربية(الحلقة 4)















المزيد.....

ممكنات الديمقراطية في الدول العربية(الحلقة 4)


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 5189 - 2016 / 6 / 10 - 21:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ممكنات الديمقراطية في الدول العربية
منذر خدام
(4)
الديمقراطية في الفكر العربي المعاصر
إن البحث في الديمقراطية حسب السيد على الدين هلال هو بحث في طبيعة الدولة، في العلاقة بين الحاكم والمحكوم،وجوهرها يقوم على المساواة وتوسيع دائرة الحقوق وإشراك الناس في الحياة السياسية [1]. لقد قامت الديمقراطية الليبرالية حسب رأيه على عدة أسس منها : التعددية السياسية وتداول السلطة سلميا واحترام مبدأ الأغلبية وقيام دولة المؤسسات والقانون واقرار الحقوق الفردية للمواطنين [2] .
من جهته السيد هشام جعيط يعتبر أن الديمقراطية قديمة في التاريخ وكانت تأخذ صيغة الخطاب الشعبوي للتقرب من الطبقات الشعبية،لذلك لا يجوز حسب رأيه أن تعرف الديمقراطية بدلالة البرجوازية وليس من المشروع تاريخيا ولا فلسفيا أن تربط الديمقراطية بصفة عضوية جوهرية بها لأنها تتجاوز أفقها التاريخي وتتأسس على مبادئ أخلاقية وعقلية كالحرية والمساواة وحقوق الإنسان والإرادة العامة.الديمقراطية بهذا الشكل تخترق المجتمعات والقرون فتتجه إلى كل البشر شانها في ذلك شأن كبرى الديانات والأيديولوجيات [3].
وعلى العكس من السيد هشام جعيط الذي ينظر إلى الديمقراطية كقيمة مجردة متعالية عابرة للتاريخ فإن السيد حمد الفرحان والسيدة سعاد الصباح لا يعتقدان بإمكانية قيام ديمقراطية في ظروف التبعية[4].
أما السيد الطاهر لبيب فإنه يؤكد على الطابع النخبوي للديمقراطية ،على الرغم من أن الشعب يشكل مادتها المرجعية ،ويرى أن خطاب الديمقراطية بحد ذاته هو خطاب نخبوي لأنه خطاب المعرفة التي لا تكون إلا للنخبة ومن هذه الناحية فهو خطاب سلطة[5].
من جهته السيد برهان غليون يرفض إعطاء الديمقراطية تعريفات جوهرية شمولية لأن ذلك لن يقربها من وعي الناس،بل يزيد الأمر صعوبة ويجعل الرهان كبيرا.لذلك يطالب السيد غليون بضرورة النظر إلى الديمقراطية في إطار أقل طموحا وأكثر واقعية وأقرب إلى ما يفهم منها أغلب الناس اليوم. وهو يعتقد أن الديمقراطية ليست الحرية ولا المساواة وإنما ما يحقق الحرية والمساواة،أنها تتعلق أساسا بمسألة السلطة[6].
السيد بسام الطيبي يعتبر الديمقراطية نسقاً خاصاً لتنظيم العلاقات الإنسانية له هياكله السياسية والاقتصادية والاجتماعية تفترض لوجودها بنيات معينة ودرجة محددة من التطور الاجتماعي لذلك فإن غياب الديمقراطية في الوطن العربي يجد تفسيره في سببين:
أ-غياب الأسس الاقتصادية والاجتماعية التي تسمح بقيام مؤسسات سياسية تمكن من ممارسة المفاهيم الديمقراطية.
ب-تفسير وتزييف مفاهيم الحرية التي ظهرت مع الإسلام ( الشورى ،العدالة ، الاختيار ) بشكل يتعارض مع هذه المفاهيم[7].
ويؤكد السيد حسن حنفي على أن أزمة الحرية والديمقراطية في وجداننا المعاصر ليست بنت اليوم، بل امتداد لوضع حضاري واستمرار له منذ ما يقارب الألف عام[8] ، ولا يمكن الخروج من هذه الوضعية –الأزمة ،حسب علي الدين هلال ، إلا إذا حدث انقلاب ثقافي في حياتنا العقلية نتخلص بمقتضاه من التصور السلطوي للعالم وان نأخذ الليبرالية في الفكر والحياة[9].
إن غياب الديمقراطية كمؤسسة في التاريخ العربي له تفسيره التاريخي الذي يرتبط بطبيعة الدولة، فالدولة حسب السيد بسام الطيبي لم تكن مؤسسة سياسية تقوم على السلطة المجردة وإنما كانت سلطة عسكرية تبتلع المجتمع . لذلك لا يمكن أن يكون هناك ديمقراطية حين تكون الدولة كل شيء والمجتمع لا شيء[10].
ويبدو أن السؤال الحقيقي الذي يجب أن نتأمله حسب السيد كمال أبو ديب هو : هل الديمقراطية اختيار واع نمارسه، اختيار واع نقوم به، ونقول أن علينا أن نحققه لأننا نريد حياة أفضل؟ أم أن الديمقراطية إفراز تاريخي،حتمية تاريخية تتحقق في شروط معينة نتيجة لنمط البنى السائد في المجتمع ولحركيتها؟ أي البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها[11].
وحسب السيد عبد الباقي الهرماسي فإن تقديس الماضي والأصالة من أكبر العقبات أمام تأطير الحرية والقومية ضمن مؤسسات.وإن ربط فكرة الرضى بفكرة تساوي حق كل فرد في المشاركة في إرساء وممارسة السلطة هو الذي سمح بالخصوص باتخاذ النظرية الديمقراطية الحديثة شكلا واضحا وشموليا[12].
ويؤكد السيد عادل حسين على الطابع النخبوي للديمقراطية ، الديمقراطية من وجهة نظره هي أسلوب ملائم تدير به النخبة السياسية الذكية مجمل النشاط الاجتماعي للأمة وخاصة نشاطها السياسي،في إطار مؤسسات تضمن استمرار وانتظام الممارسة وتنشيط الحوار والاتصال بين الحاكمين والمحكومين. وبهذا المعنى فإن الديمقراطية كانت موجودة دائما في إحدى صورها قديما وحديثا [13].غير أن بسام الطيبي يعتقد أن الديمقراطية ليست فكرة فحسب بل نسقا اجتماعيا وهي لم توجد قبل العصر الحديث ،لا في تاريخنا ،ولا في التاريخ الأوربي[14]. وحسب سمير أمين فإن المفهوم البرجوازي للديمقراطية يكاد يكون مرادفا لمفهوم الحرية الفردية في إطار المجتمع الرأسمالي والمساواة القانونية للجميع وعدم تدخل السلطة الحاكمة في ميادين الرأي والحياة الشخصية.ولممارسة هذه الديمقراطية كان لا بد من الانتخابات[15].
ويرى السيد يسين أننا في الوطن العربي نحلم دائما بنموذج ديمقراطي شامل يتكون من ثلاث عناصر أساسية :
- تحقيق الحريات الأساسية للإنسان (مستقاة من النموذج الليبرالي)
- تحقيق العدالة الاجتماعية (مستقاة من النموذج الاشتراكي)
- تحقيق الأصالة الحضارية (مستقاة من النموذج الإسلامي) [16]
هذه عينة قليلة لكنها معبرة عن أراء وتصورات نخبة من المفكرين العرب من اتجاهات أيديولوجية مختلفة تبين كيف أن الهم الديمقراطية أخذ يوحدهم رغم اختلاف زوايا النظر إليه.يبقى أن نجيب بدورنا حول السؤال نفسه ما هي الديمقراطية التي نريد؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-هلال، علي الدين "مناهج الديمقراطية في الفكر السياسي الحديث " في (( أزمة الديمقراطية في الوطن العربي ))،ندوة،(بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية ،1987) ص36-38.
2-المرجع السابق ، ص 40.
3-جعيط ،هشام، في تعقيبه على علي الدين هلال ، المرجع السابق ص 52.و 55
4-الفرحان ،حمد ،الصباح ،سعاد،المرجع السابق ،ص 60-61.
5- لبيب ،الطاهر ، المرجع السابق ً63.
6-غليون،برهان ،في "ندوة أزمة الديمقراطية في الوطن العربي " المرجع السابق ص 67.
7-الطيبي ،بسام " البناء الاقتصادي والاجتماعي للديمقراطية " ،في (0أزمة الديمقراطية في الوطن العربي ))،ندوة ، مرجع سبق ذكره ،ص 74.
8-حنفي،حسن "الجذور التاريخية لأزمة الحرية والديمقراطية في وجداننا المعاصر "، في علي الدين هلال وآخرون ((الديمقراطية وحقوق الإنسان في الوطن العربي ))سلسلة كتب المستقبل العربي ،4، (بيروت ،مركز دراسات الوحدة العربية ،1983) ص 224.
9-هلال،علي الدين"مقدمة:الديمقراطية وهموم الإنسان العربي المعاصر"المرجع السابق ص17.
10- الطيبي ،بسام " البناء الاقتصادي والاجتماعي للديمقراطية " ،مرجع سبق ذكره ص 80.
11-أبو ديب ،كمال ، في تعقيبه على بسام الطيبي ،أزمة الديمقراطية في الوطن العربي "ندوة ، مرجع سبق ذكره ،ص109.
12-الهرماسي ، محمد عبد الباقي "القومية والديمقراطية في الوطن العربي " في "أزمة الديمقراطية في الوطن العربي "،ندوة، مرجع سبق ذكره ،ص 169-170.
13- حسين ،عادل ،"المحددات التاريخية والاجتماعية للديمقراطية " في "أزمة الديمقراطية في الوطن العربي "،ندوة ، مرجع سبق ذكره، ص206-207.
14- الطيبي، بسام ،في " أزمة الديمقراطية في الوطن العربي " ، مرجع سبق ذكره،ص336.
15-أمين ،سمير "ملاحظات منهجية حول أزمة الديمقراطية في الوطن العربي "،في( أزمة الديمقراطية في الوطن العربي ) ،مرجع سبق ذكره،ص 307.
16-يسين ،السيد ، في "أزمة الديمقراطية في الوطن العربي " ،مرجع سبق ذكره ،ص 339.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممكنات الديمقراطية في الدول العربية(الحلقة 3)
- ممكنات الديمقراطية في الدول العربية(الحلقة 2)
- ممكنات الديمقراطية في الدول العربية(الحلقة1)
- وهم الهويات الكبرى
- اشكالية تأصيل الديمقراطية في الفكر الاسلامي( الحلقة5)
- اشكالية تأصيل الديمقراطية في الفكر الاسلامي( الحلقة4)
- اشكالية تأصيل الديمقراطية في الفكر الاسلامي( الحلقة3)
- اشكالية تأصيل الديمقراطية في الفكر الاسلامي( الحلقة2)
- اشكالية تأصيل الديمقراطية في الفكر الاسلامي( الحلقة1)
- مسار جنيف التفاوضي بينالنجاح والفشل
- الانسحاب العسكري الروسي من سورية: أسبابه ودلالته
- من قتل الحلم إلى قتل الشعب
- خصائص تفاعلات المكان والنظام السياسي العربي
- الشعب السوري ليس مع النظام ولا مع المعارضة
- الحوار -السوري- السوري- كذبة كبيرة
- النص الكامل للقرار 2254 وقراءتي المتأنية له
- البيان الختامي لمؤتمر المعارضة في الرياض وقراءتي المتانية له
- محاولة أخيرة لتوليف مالا يأتلف
- مأساة العقل السياسي المعارض
- سياسات صنع الكارثة


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - ممكنات الديمقراطية في الدول العربية(الحلقة 4)