أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - لماذا لا ينتهي الارهاب في مصر؟














المزيد.....

لماذا لا ينتهي الارهاب في مصر؟


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت الصحف المصرية بتاريخ 21 مايو الجاري خبرا يقول :"ضربة كبرى للارهاب في سيناء , مقتل 51 عنصرا تكفيريا" , الخبر ليس جديدا من نوعه فقد تعودنا على مثل هذه الأخبار التي تأتينا بشكل يومي من سيناء في ظل الحرب التي تشنها قوات الجيش والشرطة على الارهاب هناك , ولكن الجديد في الخبر هو هذا الكم من الضحايا الذي بلغ 51 عنصرا تكفيريا من بينهم قياديان بارزان , وهي ضربة كبرى للارهاب بلا شك وتستحق الاشادة

والسؤال الذي يراودني كلما قرأت أخبارا من هذا النوع لماذا لا ينتهي الارهاب في سيناء؟ , ولماذا كلما تم قتل عدد من الارهابيين في سيناء يأتي غيرهم؟ , لماذا لا يخلصون؟

الاجابة في تقديري تكمن في الرؤية التي تتبناها الدولة في التعامل مع مشكلة الارهاب في مصر وهي رؤية أمنية بامتياز إذ تعتمد على الحل الأمني والعسكري وحده في ظل غياب تام لأي حلول أخرى

صحيح أن مشكلة الارهاب أمنية ولكنه ليس الجانب الوحيد للمشكلة , ولوضع أيدينا على السبب الحقيقي لمشكلة الارهاب في مصر دعونا نتتبعها من بدايتها , بدأ الأمر في رأيي حين قرر الشعب المصري الثورة على حكم جماعة الاخوان في 30 يونيو 2013 بعد أن تبين أنها تسعى للسيطرة على كل مفاصل الدولة والمجتمع تمهيدا لتحقيق مخططات خارجية تضر بالأمن القومي المصري , وهو ما دفع الجيش الى التدخل في 3 يوليو 2013 وعزل محمد مرسي ثم القبض على قيادات الجماعة والزج بهم في السجون , ومنذئذ بدأت مشكلة الارهاب في مصر كرد فعل طبيعي من الجماعات الارهابية على اسقاط حكم الجماعة الذي كان يمثل لهم الحكم الاسلامي

غير أن الدولة المصرية ارتكبت أخطاء فادحة أدت الى تفاقم مشكلة الارهاب في مصر إذ قامت بفض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة وهو ما أدى الى اسقاط مئات الضحايا ثم تلى ذلك حملة اعتقالات واسعة طالت كل عناصر جماعة الاخوان تقريبا فضلا عن بقية التنظيمات الاسلامية الأخرى لاسيما عقب صدور قانون منع التظاهر وكذلك قانون الارهاب الذي أتاح للدولة التوسع في الاعتقالات بدون حسيب أو رقيب الى أن بلغ حجم المعتقلين بالالاف حسب تقديرات المنظمات الحقوقية

لم يقتصر حجم الأخطاء عند هذا الحد وانما توسعت الدولة في الاعتقالات التي لم تقتصر على الارهابيين الذين تلوثت أيديهم بالدماء أو حتى أعضاء الجماعات الاسلامية وانما طالت أيضا كل مخالف في الرأي أو معارض للنظام حتى ولو كان سلميا ولم يحمل في حياته طوبة واحدة! , لعل اخرهم معتقلي تظاهرة الدفاع عن الأرض يوم 25 أبريل الماضي حيث تم القبض عليهم وايداعهم في السجون ثم صدر الحكم عليهم بالسجن خمس سنوات لمجرد أنهم وطنيون خرجوا في مظاهرة سلمية دفاعا عن تراب بلدهم!

هذا فضلا عما يعانيه أهل سيناء ليس فقط لسوء أحوالهم المعيشية بسبب الحرب الدائرة هناك ولكن أيضا جراء حملات القمع والاشتباه التي يتعرضون لها بشكل يومي لدرجة جعلتهم يكرهون حياتهم , وهو ما أشارت اليه صحيفة المصري اليوم في تحقيق رائع منذ عدة أشهر

في سياق ما سبق يبدو واضحا لماذا يزداد عدد الارهابيين في سيناء؟ فالنظام الذي يعادي الجميع بهذا الشكل معتمدا على القبضة الأمنية وحدها من الطبيعي أن يخلق بيئة مواتية حاضنة للارهاب في مصر , تخيلوا معي ماذا يمكن أن يحدث حين يقوم رئيس جامعة القاهرة بفصل عشرات الطلاب؟ , أليس من الطبيعي في تلك الحالة أن يتحول هؤلاء الطلاب الى مشاريع جديدة للارهاب بعد أن وجدوا أنفسهم فجأة وقد ضاع مستقبلهم , وأليس من الطبيعي أيضا أن يحملوا كم من الكراهية للدولة التي في نظرهم تسببت في تدمير حياتهم؟

مشكلة الارهاب فكرية بالأساس ولكنها في مصر باتت سياسية أيضا بسبب أخطاء النظام , وما لم تقم الدولة بتصحيح سياستها في مواجهة الارهاب فأتوقع أن يستمر الأخير في مصر وأن يزداد عدد الارهابيين في سيناء كلما تم قتلهم وهكذا بما يشكل مسلسل لن ينتهي!



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما كشفت عنه أزمة تيران وصنافير
- لماذا حصلت أمى على لقب الأم المثالية؟
- ملاحظات على حوار المستشار هشام جنينة
- هل ستقوم ثورة ثانية في مصر؟
- حصاد عام 2015 في مصر
- ماذا وراء التحالف الاسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية؟
- تداعيات أحداث باريس الارهابية
- لماذا يتعين مقاطعة الانتخابات البرلمانية في مصر؟
- مأساة سوريا
- قناة السويس الجديدة بين التهوين والتهويل
- عامان على 30 يونيو وسقوط حكم الاخوان
- لماذا قتل أمين الشرطة الضابط؟
- من وراء عملية سيناء الارهابية؟
- ماذا بعد اغتيال النائب العام في مصر؟
- أزمة الأحزاب المصرية
- عام على مجئ السيسى
- اعدام مرسي وبراءة مبارك
- مشكلة مصر الحقيقية
- من المسئول عن تنامي الارهاب؟
- حصاد ثورة 25 يناير في أربع سنوات


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - لماذا لا ينتهي الارهاب في مصر؟