أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رنا القنبر - -عسل الملكات- وتشظي اليسار الفلسطينيّ














المزيد.....

-عسل الملكات- وتشظي اليسار الفلسطينيّ


رنا القنبر

الحوار المتمدن-العدد: 5173 - 2016 / 5 / 25 - 01:10
المحور: الادب والفن
    



"صدرت رواية عسل الملكات للأديب ماجد أبو غوش هذا العام 2016 عن الأهلية للنّشر والتوزيع في عمّان. وتقع الرّواية التي صمّم غلافها زهير أبو شايب في 166 صفحة من الحجم المتوسّط.
الذكرى والذاكرة، وفوضى الحنين، وعهد الرفاق، ورائحة الوطن، وأثار الدماء في شوارع المدن الثكلى، عبق برتقال يافا،أنات اللاجئين، وعودة الملثم بكوفيته متجولا بين السطور مرهقا ضعيف الجسد، يحمل خيبته مرتجف الأطراف حزينا يجر خلفة أحلامه وخيباته .
يبدو أن الكاتب أعاده الحنين إلى ما قبل أوسلو وما تبعها، ليطلق بكائيات ثملة على زمنه الضائع في زمن أشد ضياعا مما كان عليه سابقا، الوطن الذي بات يباع ويشترى علنا على أرصفة النخاسين، والسماسرة.
مكعب واحد من الثلج ونصف بنصف من العرق والوطن مستباح في تلك السكرة، أخذنا الكاتب الى زمن كان يرى حجارته أكثر خفة من الآن، أحجار تحرك أنهارا من المياه الراكدة، لكنها الخيبة ذاتها، والوطن غزالة شاردة تبحث عن محاربها البطل؛ ليرد إليها بريق عينيها الذي فقدته ثمانية وستين عاما.
زمن الكتب المثقلة بحقائب الرفاق، والشعارات والاغنيات، والقدس العتيقة تتسلق بخفة إلى عقل الكاتب؛ لتكون بوصلة قلبه " لتمارته" التي تاهت في الغياب ولم تعد، إنها القدس التي تعقدّت أمورها ذابلة حتى في حلمه؛ فالصدف التي قال عنها " احمد الذيب"لا تحدث ما لم نهيئ لها الأسباب، لم تجمع قلب تمارا وعلي، وبقي في حالة التيه يجره شوقه ويسقطه في بحر من الضياع والُسكر، وبقي قلبه معلقا فوق أسوارها وفي خيال العاشق الثمل.
لم تخفَ على القارئ التوجه السياسي الآخر لعليّ الذي لم يفصح عنه الكاتب بطريقة مباشرة غير الحزب الشيوعي، فغزالة التي نادت عليه حين أراحت رأسها على كتفه " يا علي" لم تنطق بياء النداء مصادفة مع اسمه، بل إنها الصورة الأخرى لعلي، وللبكائيات المصلوبة على جسده المحارب، وآثار جرح لم يلتئم بعد ..فلم يزج اسم " حزب الله " في التحيق عبثا فهناك حتما ماوراء السطور رسالة للقارئ، أو البوح بها كان راحة للكاتب.
"لم يعد للرفيق رفاق"
من زمن الرحباني " بلا ولا شي بحبك.. إلى زمن بلا ولا شي شو بدي بحبك؟" من عصر الأغاني الملهمات والشعر والقصائد الحبلى بالنرجس.
"وأغنيات الصبايا والحقول والفراشات والوطن الاخضر" إلى زمنٍ لا يشبه قلب عليّ اليساري فترك وظيفته في طولكرم؛ ليأتي لرام الله ويجد الحزب كله قد تغير، وبأن الرفاق مضوا إلى غير رجعة، خالد الذي تحول من شيوعي إلى متدين تخلى عنه وعن باقي رفاقه؛ لينجرف وراء قلبه وحبه لعاتكة، وغزالة سافرت لاستكمال حلمها في الدراسة، أما مريم والذيب وبيت " النقابة" كما أسماه والد الذيب لم يعد يسكنه أحد، وأغلقت أبوابه على قلب علي منذ رحيلهما، لكنه لم يستطع نسيان مذاق القهوة من يد مريم، وطعامها الشهي ودفء المكان ورفيق دربه الذيب، لم يبق منهم سوى الذاكرة وشواهد القبر وكرمة يسقيها كلما اهتزت عاصفة الشوق إلى ذاك الزمن .
فلم يتبقَّ من ذلك الزمن سوى الشعارات والحكايا والكتب، وأفكار مشوهة وأغان يسمع صوتها في ذاكرته، ويتمتم بها كلما أسكرته عبثيته .
أخطأ الكاتب في أن جعل شخصية احمد الذيب وعلي متشابهتان إلى حد ما، حتى في تبادل كلام الحب مع حبيباتهم، وتكرار بعض الكلمات في اللغة المحكيّة العاميّة مما يجعل القارئ لا يميز من المتكلم في بعض الأحيان.
طغى على الرواية أسلوب السرد المباشر والحوار والرسائل القصيرة. لم تخلُ الرواية من الأخطاء في بعض الأحداث واللغة.
يبقى القول أنّ عسل الملكات تطرق باب تشظي الحركة الوطنية الفلسطينيّة، وخصوصا قوى اليسار بعد اتفاقات أوسلو، وهذا ما يؤرّق ذاكرة الكاتب.



#رنا_القنبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يموت اللاجئ قهراا
- -لنّوش- ورسائل التّربية الحديثة
- وجوه وتوجّهات
- طائرة رفيقة عثمان الورقيّة في اليوم السّابع
- سردية شريف سمحان في اليوم السّابع
- اليوم السابع تستضيف الشاعر خليل توما
- برج اللقلق في ندوة اليوم السابع
- في بلاد العم سام جديد جميل السلحوت
- أيلول الأسود والدّماء المجّانيّة
- خذلان شتاء في ندوة اليوم السابع
- عندما يخذل الشّتاء الأطفال
- -الأنا والآخر في الرواية الفلسطينية- في ندوة اليوم السابع
- كتاب يوميات كاتب يدعى -x - في ندوة اليوم السابع
- يوميات كاتب يدعى X والعالم الافتراضي
- رواية -بورسلان- في اليوم السابع
- رواية بورسلان وفلسفة السياسة
- اليوم السابع تحيي ذكرى سلمان ناطور
- كرمة خولة سالم في اليوم السابع
- رواية البلاد العجيبة وعدالة حكم النساء


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رنا القنبر - -عسل الملكات- وتشظي اليسار الفلسطينيّ