أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رنا القنبر - يوميات كاتب يدعى X والعالم الافتراضي














المزيد.....

يوميات كاتب يدعى X والعالم الافتراضي


رنا القنبر

الحوار المتمدن-العدد: 5099 - 2016 / 3 / 10 - 09:14
المحور: الادب والفن
    



في "يوميات كاتب يدعىX" يخرج الكاتب عن النمطيّة في كتابة اليوميّات، وينقلها لنا بشفافية مطلقة، مستخدما أسلوب السّخرية المرّة الممزوجة بالتهكم، في معادلات انسانية بالغة العمق، في زمن الحب والحرب والتناقضات، فترى نصوصه تمتدّ متمرّدة على المحددات الفكرية، فيطرح بأسلوبه مواضيع جريئة جدًا، متحديا لا يأبه لما قد يقوله النقاد او القُراء، معلنا عن توحّده مع الكتابة ومع فضائه الواسع وأفكاره المستقلة، وانسجامه الكامل مع ألمه، وتكيّفه وتأقلمه وتمرده أحيانا، واستسلامه أحيانا أخرى، ووصوله إلى اللاجدوى واللامنطق، وكأن الاعتراف خيار لا يتقنه سوى "هو"، ويواجه ذلك " الأنا" فينا أيضًا بطيبته وشروره وضعفه وهفواته، وأنّه لا بد منه لكي يحرّره من تلك العباءة الزائفة، والعبثية والمثاليات التي يتصنعها محاولا اخفاء ضعفه أمام العالم المتوحش، أن يضعنا أمام اعترافات جريئة دون خجل أو ضعف، في زمن غابت فيه ثقافة الاعتراف والحقيقة يطرح أسئلة حائرة عالقة في دواخل النفس البشرية، ويعريها، وكأنه يتغلغل داخل شرايننا مقتحما حياتنا الشخصية دون استئذان ودون توقف، ويلمس مواقع جرحنا وحيرتنا، ولكنه يعود ويبقينا حبيسي السؤال، ويبقي الأسئلة حائرا بالأفق ويزيد فوق السؤال، سؤالا وأكثر.
الكاتب x بكل ما فيه من جنون وطيبة تصل به حد السذاجة، لا يكف عن جلد ذاته ناعتًا إيّاها بالغباء، وأحيانا بألفاظ أخرى مستخلصًا من تجاربه دروسا وعبرا، جعلت منه شخصا متفهما راضيا بما يحيط به رغم قساوة حياته بدءً من غرفة التحقيق، وملاحقته وتتبع ما يكتبه إلى حبيبته الافتراضية وعلاقاته العابرة مع النساء اللواتي جعلن من مشاعره أداة للتسلية وأحيانًا للسخرية والضحك، وحب الفتيات لكتاباته لا لشخصه، وطمعهن بصداقته والوصول إليه كما ذكر قصته مع احدى صديقاته على موقع التواصل الاجتماعي، وهنا استحضر قول الشاعرالراحل محمود درويش" لا تحبك أنت... يعجبها مجازك... أنت شاعرها وهذا كل ما في الأمر " وهنا تجربة جميلة أخرى، ليست غريبة علينا ينقلها الكاتب وهي دعوة للاستيقاظ من وهم تلك المشاعر العبثية.
يترجم الكاتب باسلوبه الوجداني سيرته الذاتية برسائل تحمل في طياتها الكثيرمن الحب، والألم، وخيبات الأمل والسخرية من الواقع والموعظة والحكمة، وجنون كاتب لا يخضع لقوانين ولا يقف عند حدّ، مستخدمًا اسلوب السرد المباشر بأداة ضمير الغائب "هو" وأحيانا السرد المباشر مستخدمًا ضمير المتكلم، والذي جعله شاهدا على ما يروي من تجارب ووقائع، يضيف على الأحداث صدقًا فنيا مقنعا يجعله قريبا من القارئ، يحاور ذلك المنسي المدفون في الاعماق، ويبرز الحوار في أسلوب السرد في بعض النصوص، يستدعي الكاتب الحنين ويعيد اكتشاف ذاته، ويجردها مرارا أمامنا، وينقلها إلينا بتلقائية وصور فنية انسانية جميلة ومؤلمة في آنٍ واحد. جميلة في السرد ومؤلمة في المغزى، من عمق التجارب التي مر بها من طفولته حتى شبابه محاولا استدعاء ذلك الطفل فيه، الذي لا زال يحمل في قلبه أنينا وفي روحه جوعا وعطشا "لنوستالجيا" الماضي على الرّغم من قساوته.
الحب في نصوصه كان له الدور الأكبر، فتراه ذلك العاشق المخلص لامرأته تللك التي تسكن أعماق روحه، وتمتلك ما لا يمتلك غيرها من النساء فهي امرأة روحه، لها طابعها الخاص وحضورها البهي، امرأة لا يتغير ولا يستبدل حبها مع الفصول، فهي امرأة الفصول لديّه وهو عاشقها، فهي الوحيدة التي نجحت في تهذيب ذلك المجنون فيه، والحب أيضا بالفهموم الانساني في لحظات التجلي مع الذات، وصفائه الذهنيّ، ويضعنا أمام أسئلة عميقة، ويخلق أفاقا واسعة أمامنا مخاطبا الانسان فينا، مجرّدا إيّاه من أنانيته وغروره. فالحب هو السر المكنون في هذا العالم .
يعترف الكاتب بكرهه للفيسبوك وللواقع الذي فرض عليه مجاراته والغوص في عالمه. لكن معظم ما ورد كان من عمق هذا العالم الافتراضي الأزرق بإيجابيته وسلبياته، يدعو الكاتب x إلى الكتابة برسالة سامية جميلة، مخاطبا أرواحنا دون اسثناء، فلا شيء يروي العطش والجوع غير الكتابة، ملخصا ما كتبه بعبارة عميقة وجميلة" اكتبوا الرّوح ولتكونوا الرّوح" .
جاء الكاتب من هذا الزمن "المستمر" فأعطى للكاتب "بطاقة تعريف " واضحة، معلنا أنّه لا ينتمي إلى حزب، ولا يمتلك أيدلوجيا معينة، فقطع على القارئ تلك المهمة؛ ليجعله يبحر تلقائيا في العمق الانساني المجرد من المسميّات والالقاب والمعتقدات، وبذكاء من الكاتب X أخبرنا قبل الغوص في يومياته أنّها غير مرتبة كما قيل في التحقيق، فلا نستطيع القول أنّها غير مرتبة، ولا نستطيع القول أنّها مرتبة، وذلك يدل على دهاء الكاتب الذي أضفى على يومياته حبكة القصة أحيانا وسلاسة السرد، مما يبعد عن القارئ الملل والرتابة أثناء قراءة تلك اليوميّات، فيرى القارئ في نصوصه شيئا ما يشبهه، وتشويقا متجدّدا مع كلّ نصّ يمرّ به.
لا بد من ملاحظة صغيرة:
تكررت كلمة "كتاب" كثيرًا في صفحة 48 مما لا يخدم النص، ويضعف القيمة الفنية له .



#رنا_القنبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -بورسلان- في اليوم السابع
- رواية بورسلان وفلسفة السياسة
- اليوم السابع تحيي ذكرى سلمان ناطور
- كرمة خولة سالم في اليوم السابع
- رواية البلاد العجيبة وعدالة حكم النساء


المزيد.....




- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رنا القنبر - يوميات كاتب يدعى X والعالم الافتراضي