أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - اللعبة السياسية واستغلال اسم المرجعية الدينية في عملية الانتخابات القادمة















المزيد.....

اللعبة السياسية واستغلال اسم المرجعية الدينية في عملية الانتخابات القادمة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1394 - 2005 / 12 / 9 - 12:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في البداية اقول بكل صراحة لم تكن مفاجأة لي بعدما اعلن من قبل بعض المسؤولين في قائمة الائتلاف العراقي عن موقف السيد السيستاني والمرجعية الدينية الشيعية الاخير فيما يخص تأييدها لجهة دون الشعب العراقي مثلما كان الادعاء قبل ذلك، لأنني كنت أشك منذ البداية ان لعبة كهذه سيلعبها البعض لينفي حيادية المرجعية والسيد السيستاني " هذا ما أعلن عنه سابقاً من قبل المرجعية والسيد السيستاني " فيما يخص موقفها الديني السياسي، لكن الامر على ما يبدو له توجيهات خاصة منها، تأثيرات الدولة الايرانية على التوجهات المرتبطة بالسياسة الايرانية نفسها ولأسباب عديدة اخرى منها مع شديد الاسف عدم الالتزام بالقواعد النزيهة واتباع طرق واساليب طالما انتقدناها ووقفنا ضدها في ممارسات الحكومات المتعاقبة على الوطن وبخاصة النظام الشمولي، لكننا نسأل كل انسان عراقي له ضميرحيّ ـــ هل تسمح الدولة الايرانية بالمقابل ان يتدخل رجل دين عراقي الجنسية في شؤونهم السياسية الداخلية وان يكون معارضاً او يدعم جهة ويقف بالضد من الجهات الاخرى؟ وهل تسمح بدفع الرواتب والاموال لبعض المنظمات والاحزاب من اجل ان تنحاز لقضية تريدها؟
نحن لا نعتقد ان الدولة الايرانية ولا حكامها سيسمحون واكبر مثال اغتيال الصحفية الكندية من اصل ايراني.. اما منظورنا الحالي فهو يؤكد ذلك الشك بعد سماح حكومة السيد الجعفري بتدفق الآف الايرانيين الى العراق بحجة زيارة العتبات المقدسة وقبل الانتخابات التي ستجري في 15 / 12 / 2005 وبالمقابل غلق الحدود بوجه العرب الذين منعوا من الدخول، اذا كانت حجة الارهاب قد لصقت فقط بالعرب فليس اراضي ايران ولا يران خالصة منه وهي قريبة جداً من افغاستان التي ربت الارهاب بما يسمى عرب افغانستان وساعدتهم بالتوجه الى العراق، وهناك دلائل عديدة على تورطها في الكثير من القضايا بما فيها التدخل في الشؤون الداخلية. لماذا هذه اللعبة المكشوفة وهل النية هي الانتخابات القادمة؟ مادامت هناك امكانيات لتزوير الوثائق ووجود المليشيات التي تحكم البلاد وتتلاعب بمصير العباد وحسب اهوائها واهدافها وسياستها الطائفية،
نعم وبصراحة ان ذلك الشك ايضاً كان وليد مواقف عديدة لتلك الاساليب الضبابية الباطنية التي رافقت الانتخابات السابقة وفيما بعدها ومنها ما يخص الانتخابات القادمة واستغلالهم لهذا الصوت الديني في السياسة للتأثير على اصوات الناخبين وبخاصة في الجنوب والوسط وما التحرك الجديد بالاشارات مرة وبالعبارات مرة اخرى الى دعم المرجعية ووضع الصور واستغلالها في مجالات الدعاية حتى الانترنيتية واستغلال الامور الاخرى الا دليلاً ساطعاً على ذلك الانحياز والاخلال بقررات المفوضية العليا للانتخابات بعدم استغلال المراجع الدينية والآيات القرآنية والدين في ما يخص الدعاية الانتخابية.
اذن ان كل ما قيل حول حياد المرجعية والسيد السيستاني وعدم الانحياز لقائمة واحدة بل الانحياز لقضية الشعب العراقي بجميع طوائفه واعتبار المشاركة في الانتخابات قضية وطنية صحيح لكن البعض من قائمة الائتلاف العراقي يجيد ابتكار الاساليب والاشكل ويحاول الاساءة واستغلال الاسماء الدينية فيها، وبخاصة اذا صح ما اعلن عنه مؤخراً من قبل المرجعية الدينية ونفيها اصدار فتوى من قبل السيد السيستاني فقد نشرت بعض وسائل الاعلام ما يلي" تناقلت وسائل الاعلام خبراً كاذباً مفاده ان السيد السيستاني يحرم انتخاب القوائم التي يرأسها العلمانيون وغير المتدينين. ودعا الى انتخاب القوائم الشيعية الصغيرة، وان هذه الاخبار عارية من الصحة، ولا بد لأي فتوى من السيستاني ان تكون ممهورة بختمه " كما اعلن السيد محمد حسين الحكيم نجل المرجع الديني محمد سعيد الحكيم " ان والده يدعو الى " عدم التدخل في الامور السياسية وانه لا يخص الناس على انتخاب قائمة دون أخرى، لكنه يوجب المشاركة في الانتخابات من دون تحديد أي قائمة " وهكذا يتضح من قبل تكذيب الخبر والاشاعات كيف يجري رش الرماد في العيون لحين حلول يوم الحساب وعند ذلك تظهر المواقف وتبان التحيزات ففي الاخبار السابقة وقبل اعلان المرجعية الذي نشرته البعض من وسائل الاعلام حاول العديد من المقربين من قائمة الائتلاف العراقي من مسؤولين وكتاب استغلال اسم السيد السيستاني لأنه يعيش في عزلة تامة ولا ينطق مباشرة الا عن طريق مريديه وبعض الناطقين باسم المرجعية فأشاروا ان الدعوة الجديدة عبارة عن فتوى جديدة احتوت على ثلاثة توجيهات غريبة جداً لا تدل على حكمة وتجربة المرجعية والسيد السيستاني الداعية الى وحدة الشعب العراقي .
هذه الفتوى حسب تصريحات البعض والذي كذبتها المرجعية تقول:
1 ــ يجب المشاركة في الانتخابات، وهذه الطريقة تدفع الذين تغيرت قناعاتهم بقائمة الائتلاف العراقي من خلال الممارسات الطائفية وغيرها من السلبيات الذي سادت على اداء السيد الجعفري لكي يعيدوا الكرة للمشاركة ودعم القائمة 555 كما سبق.
2 ــ تجنب التصويت لصالح قائمة لا يكون زعيمها شخصية دينية وبالتحديد شيعية موالية وهنا يظهر النفس الطائفي الصريح والموقف المناوئ من القوائم الوطنية الديمقراطية وغيرها.
3 ــ تجنب التصويت لصالح القوائم الصغيرة وهذا معناه الغاء حق الرأي الآخر والضغط بقبول الرأي الواحد المتمثل بقائمة الائتلاف العراقي.
ويظهر من هذه التوجيهات المنسوبة دفع عملية الانتخابات باتجاه طرف واحد وبخاصة في اواسط الشيعة مما له دلالته على تشجيع تقسيم الشعب العراقي الى سنة وشيعة وهذا ما يخطط له الارهاب السلفي والاصولي + البعثصدامي الذين يفعلون المستحيل من اجل اشعال نار الطائفية البغيضة وتوضيفها من اجل التطاحن وصولاً للحرب الاهلية.
لماذا اقحام اسم السيدالسيستاني والمرجعية من قبل قائمة الائتلاف؟ الجواب للتأثير على الناس وهذه القائمة هي الوحيدة من بين القوائم الاخرى التي تستغل اسم المرجعية للتلاعب بمشاعر الناس لأنها تدرك بشكل عميق انها لا تستطيع التقدم الا بهذه الوسيلة. اما اذا كانت المرجعية هي الموجه الخفي والقائد القوي فلماذا هذه المناورات والالتواءات ؟ كان المفروظ حسم كل هذه المواقف بموقف واحد وواضح بدلاً من الف والدوران .
ان هذه المنورات والادعاء بأن قائمة الائتلاف العراقي الموحد رقم 555 قائمة السيد السيستاني والمرجعية عبارة عن عملية خداع واضحة للعيان ولهذا نقترح عليهم رفع اسم " الموحد " لأن القائمة تعتبر طائفية بكل معنى الكلمة حتى لو اقسموا بكل ما هو عظيم وحاولوا تمرير مواقفهم تحت مظلة الشعب العراقي والمتاجرة " بالموحد " والهدف ليس التوحيد بل التقسيم الواضح وسنحترم حقهم الطبيعي في الاختيار مع العلم ان قرار المفوضية العليا لا يسمح باستغلال المراجع الدينية والدين في الدعاية الاعلامية الانتخابية، ونتعامل معهم وفق الحقوق المرعية بمبادئ الديمقراطية.. اما تكرار اللعبة بطريقة جديدة مبتكرة فذلك يدل على عدم حسن النية وان هناك امور مخفية وخطط خطيرة لا تساعد على بناء الدولة واستقرار البلاد وخلق المناخ الصحي للتخلص من الفوضى وعدم الاستقرار والعمليات الارهابية التي لا يدفع ثمنها الا الجماهير الكادحة من ابناء وطننا.
ان الكثير من التجاوزات والخروقات لحقوق الانسان والاغتيالات والتراجعات والقرارات ضد النقابات والجمعيات الثقافية والمواقف المعادية للقوى الوطنية الديمقراطية حدثت ابان حكم قائمة الائتلاف وفي زمن السيد الجعفري مع العلم ان الظروف الاستثنائية حالت دون المزيد من ذلك.. ونتسآل لو كانت ظروف العراق طبيعية كيف ستكون تصرفاتهم وادارتهم للسلطة ؟ بالتأكيد سيكون التنصل عن اكثرية الوعود وبطرق ميكافيلية مثلما حدث لاداء القسم امام الجمعية الوطنية والكثير من القضايا الاخرى .
نقولها بصوتٍ عالي لا يهم شرفاء العراق من سيفوز اذا كان مخلصاً ونزيهاً وعادلاً ويعمل من اجل العراق وتفعيل العملية السياسية ويلتزم بالمبادئ الخيرة التي تحافظ على الشعب والوطن ويسعى من اجل الاستقرار والامان وبناء الدولة لكي يتسنى خروج القوات الاجنبية وان يكون العراق بلداً مستقلاً وديمقراطياً تحترم في حقوق الفرد والجماعة. اما الضحك على الذقون من اجل مكاسب حزبية وقتية وضيقة فهو طريق وعر وخطير يؤدي الى الهلاك ونحن لا ننصح به وعند ذلك سيكون الندم قد فات آونه.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهج الحوار الحضاري العلمي في ادارة الصراع في العراق*
- الثقافة الجديدة للراي والراي الآخر الاعتداء على فعالية الشيو ...
- وصرنا.. لا قسمة ضيزى تفرقنا
- مسلخ يضاهي مسلخ قصر النهاية وابو غريب
- الارهاب الدموي لا حدود لهُ بسبب الفقر والقهر الاجتماعي والسي ...
- التحالفات وفق البرامج الانتخابية ومصالح الطبقات والفئات الاج ...
- أهمية الأجهزة الاعلامية في الدعاية الانتخابية أو غيرها
- الجامعة العربية ما بين رؤيا الحوار الوطني والمصالحة الوطنية ...
- المليشيات المسلحة والمؤسسات الأمنية ومشكلة الولاءات الحزبية ...
- سوسة معاداة القوى الوطنية الديمقراطية وقوى اليسار العراقي
- الدستور والعراق وطن للجميع.. يتنافى مع عقلية الهيمنة بأي شكل ...
- البعثصدامي العراقي والنفخ في اوردته المنخوبة
- حقوق المرأة والطبقات والعلاقة مع المادية التاريخية - التلقائ ...
- القوى الوطنية الديمقراطية والاستفتاء الشعبي في القبول او رفض ...
- مسؤولية القوى الوطنية الديمقراطية - اليسار العراقي - في الظر ...
- ثورة السيد بيان باقر صولاغ والدفاع عن ايران بحجة العراق
- هل الحرب الأهلية على الأبواب؟
- الانفراد بالحكم والقرارات الفردية سياسة غير صائبة.. مثال مذك ...
- قانون الخدمة المدنية لسنة 1939 وتقرير لجنة النزاهة عن التجاو ...
- ماذا يريد حكام ايران من العراق؟


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - اللعبة السياسية واستغلال اسم المرجعية الدينية في عملية الانتخابات القادمة