أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - مشهدان هزليان لزعيمين فاشلين














المزيد.....

مشهدان هزليان لزعيمين فاشلين


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5171 - 2016 / 5 / 23 - 02:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا يسع "الحشد الشعبي" الا تقديم الشكر والامتنان لمقتدى الصدر، الذي قدم المبررات والحجج على طبق من ذهب له، لضرب المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، واطلاق يدها بشكل رسمي للانتشار في الشوارع، وضرب كل اشكال الاحتجاجات ضد لصوصية وفساد سلطة الاسلام السياسي الشيعي الحاكم في العراق، والقابع على صدور الجماهير منذ عشرة سنوات على الاقل.
ولا يسع حيدر العبادي، هو الاخر المضي مثل "الحشد الشعبي" ليشكر مؤيدي والمتوهمين بزعيمهم مقتدى الصدر الذي يقضي عطلة استجمام واسترخاء وممارسة رياضة اليوغا في منتجعات مدينة قم لمدة شهرين، لأنهاء تردده اي العبادي، بالتعامل بيد من حديد مع احتجاجات مقتدى الصدر الذي يريد تقاسم السلطة والنفوذ والامتيازات مع حزب الدعوة الحاكم.
حيدر العبادي، ولاول مرة يتهم بشكل غير مباشر جماعة الصدر بالبعثيين والدواعش، عندما وصفهم في كلمته، بأنهم اندسوا بين المتظاهرين للخراب والفوضى، اثناء اقتحامهم للمرة الثانية المنطقة الخضراء، والدخول الى مكتب رئيس الوزراء. وهذه هي بداية النهاية لوضع الحد لعبث مقتدى الصدر الذي تخلى عن انصاره قبل ثلاثة اسابيع اثناء اقتحامهم لمبنى مجلس النواب في المنطقة الخضراء، واعلن العزلة السياسية لمدة شهرين.
اما مقتدى الصدر، فأكتفي بتأييد انصاره، وطالبهم بالصبر والتمنيات لهم بالتوفيق، وان الباقي على الله حسب ما جاء في بيانه.
الطرفان المتبارزان، مقتدى الصدر، وحيدر العبادي، اثبتا انهم لن يصلحا الا ان يكونا زعيمين فاشلين لأكثر التيارات السياسية فسادا وهي الاسلام السياسي. لقد أغرقوا العراق اكثر بالفوضى الامنية والسياسية. وكلا الرجلان، هم وليدان الصدفة السياسية، التي خلقها الاحتلال وما رافقه من فوضى امنية وسياسية في العراق.
التفجيرات الدموية التي تضرب مدن العراق منذ أكثر من اسبوعين، ليس بطلها داعش، كما يحاول الاعلام ان يصورها او نفس داعش الذي يسوقها لنفسه، بل ان بطلها الزعيمين الفاشلين، حيدر العبادي ومقتدى الصدر. وتختبئ وراء كلا الفاشلين القوى السياسية الاخرى. فالأول تصطف ورائه كل اجنحة الاسلام السياسي الشيعي، وميليشياته الدموية، اما الثاني، فيقف ورائه كل الانتهازيين والمتلونين، ومن يبحث عن فرصته الضائعة. وبين الاثنين تدفع الجماهير من العمال والموظفين والشباب والعاطلين عن العمل ثمن لعبتهم القذرة من اجل السلطة السياسية.
لقد قلنا في مناسبة اخرى، ان احتجاجات الصدر، قلبت معادلة الاحتجاجات الجماهيرية ومطالبها العادلة راسا على عقب، وحذرنا الجماهير من التوهم والانخراط بصفوف الصدر، لان من سيدفع الثمن هم الجماهير التي خرجت في ٢-;-٥-;- شباط ٢-;-٠-;-١-;-١-;-، وفي نهاية تموز ٢-;-٠-;-١-;-٥-;-، وكان الصدر يتفرج، ففي الاولى وصفها اتباعه بأن الاحتلال يقف ورائها على حد تعبير بهاء الاعرجي احد اللصوص الكبار في العملية السياسية واحد البارزين في التيار الصدري، واما الثانية فبقى الصدر متفرجا لأكثر من ستة اشهر، لإيجاد فرصة للانقضاض على الاحتجاجات وقلبها لصالحها تحت عنوان "الاصلاح" كما نرى اليوم وهو قابع في منتجعه المذكور.
صراع اجنحة الاسلام السياسي الشيعي على السلطة لن ينته حتى وبعد اغراقهم المجتمع العراقي بالفوضى بكل اشكالها، وتفريغ جيوب العمال والموظفين والكادحين. ان صراعها على السلطة يدفع المجتمع العراقي الى حافة فوضى أعنف مما نعيشها اليوم.
ان الصدر نجح من تفريخ الاحتجاجات من محتواها، والعبادي نجح بالتلويح بالعصا الغليظة لكل من يهدد هيبة وعرش سلطة حزب الدعوة ودولة القانون. وكلا الزعيمان نجحا بدفع المجتمع العراقي خطوة اخرى نحو احضان "الحشد الشعبي".
على الجماهير ان تتعلم، الدرس الاول، بأن الاسلام السياسي بكل تياراته، لن ينجب الا اللصوص والفاسدين والعابثين بمصير المجتمع من اجل سلطانها، سواء لبس الكفن الابيض او العمامة السوداء او بدلة الافندية بربطة عنق او بدونها. اما الدرس الثاني، فلا رجاء من العملية السياسية بكل تفاصيلها، لان النخر وصل الى كل زاوية من زواياها، فكل نصائح الوعاظ لن يصلح ما بني على اساس المحاصصة. والدرس الثالث عليها ان تفصل نفسها، وتصطف في الخندق الاخر، وتهيئة استعداداتها التنظيمية والسياسية، كي تقتنص الفرصة، فلا امن ولا سلامة ولا مستقبل دون رمي الاسلام السياسي في مزبلة التاريخ.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطق اللامنطق في برلمان حميد الكفائي
- لا مشيئة فوق مشيئة الادارة الامريكية وملالي قم على سماسرة ال ...
- الصدر يورط مؤيديه في قلب الفوضى
- السلطة الثورية المباشرة للجماهير هي الحل
- رائحة نتنة تفوح من اعتصام مجلس النواب
- في ذكرى سقوط بغداد
- موسم قطف ثمار الاوهام
- التجنيد الاجباري والفاشية السياسية
- ما وراء اعتصامات الصدر
- الاستقرار والاسلام السياسي والماكينة الطائفية
- تظاهرة الصدر واستعراض ميلشياته العسكرية في شوارع بغداد
- استحضار شبح روح (الوطن) بين مجلس محافظة الموصل والعبادي
- ألاعيب الاسلام السياسي الشيعي
- العاصفة وسط تحالف الاسلام السياسي الشيعي
- التغيير الوزاري وصمت المرجعية
- في العراق، ماذا وراء ازمة اسعار النفط
- اللاجئون، سياسة الغرب والاخلاق الحميدة
- غشاء البكارى بين الذكورية السافرة والهوس الجنسي- المثيولوجيا ...
- بين الحملة الايمانية والاسلمة
- المقارنة بين الجنس في الميثولوجيا الهندية والاسلامية - المثي ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - مشهدان هزليان لزعيمين فاشلين