أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نسرين السلامي - لغة














المزيد.....

لغة


نسرين السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 5162 - 2016 / 5 / 14 - 09:41
المحور: الادب والفن
    


فكرت وانا اقطع طرقات اللهفة ..صباحا ..
ان الون مساءات الضجر تلك التي كنت اجلس فيها رفقة شحوب عينيك ..
ان اضيف الى قائمة حاجيات المنزل زهرات ملونة ...ولوحات صغيرة ...وذلك النمر ذو العينين الكبيرتين الجاثم بين بقية اللعب الصغيرة...
ان اجمع معي حفنة اوراق بيضاء ..واستقبل انفاسك الحارة قبالة البحر ..
ان اتنشق نسمات وجهك بلا كلمات...
سالتك ..كيف كان يتبادل رجل الحب مع امراة في عصور ما قبل الكلمات؟
كيف كان يتغزل بلون شعرها بصوتها بهالات الشبق في عينيها؟؟
كيف كان يقول لها احبك؟؟
اجبتني بابتسامة هادئة : ربما لم يكن الانسان في تلك العصور يحتاج اللغة...
العشق دائما لا يحتاج الى كلمات...
وخلف هذا الموج لم نكن نحتاج فعلا الى كلمات...
كانت تيارات الماء تاخذ من نفحات روحك... توزعني على امتدادات الجزر ...
تقتات يدك من الوجع في جلدي ...واحمل لك زهرة ماء يتكسر ليلها على شفتيك...
دعني اتخيل انه في عصور ما قبل الكلمات كان الانسان اجمل.. كان اقل كذبا .. اكثر جمالا ..
في عصور العري الاولى هل كان يحتاج الانسان ان ينمق احاسيسه؟
ان ينتهج طرقا ملتوية ليصل الى ما منحته اياه الطبيعة دون جهد...
ان يحدد اولويات لا يحتاجها ...
ان يتكلم لغة لا تشبهه... ان يتنكر لضعفه وخيباته ..
ان يتعامل مع اللغة كما يتعامل مع الملابس فقط ليخفي عريه .. بين الفواصل والالفاظ..
ان يتكلم مدافعا عن وجعه وخيبة ظنه ... ان يدحض خجله ان يرصع بين الفواصل اكذوباته الكبيرة ...
هل كانت تسكنه هواجس اللغة وتاخذه لعبة الالفاظ للنوم على حواس الكلام .. ان يثرثر على هوامش الصفحات ليعبر عن اوجاعه الصاخبة ... ان يضحك ملئ نقاط التتابع ... ان تغريه الاسئلة ليصل جزر الحنين ... مترعا بالاشواق التي لا تموت...
انا التي تسكنني اللغة كحمى لا تشفيها الادوية ... كمرض عضال يتوسع في زوايا الروح...
كدهشة طفل ... مازال يتعلم حروفه الاولى..
مازال يتفنن في رسم الخطوط ونطق الاهات الغامضة..التعمشق حول النقاط المتعبة وتسلق التعرجات..
هل كنت ساقود اصابعي الى نتوءاتك .. بلا كلمات...
هل كان سيكفيني البحر ...
هل كان سيسعفني الصمت لاتصفح باناملي اسمك ولون بشرتك وتاريخ الحب على مسامك؟؟
هل كنت ساكتفي باستنشاق راحتك في مواجهة الملح دون ان اقول لك انك فاتن؟؟
واني احب ترك بصمات اصابعي كوشم في الذاكرة ...
واني ساحب ان تقول انك استنشقت رائحتي بنهم.

وان تاريخ العرق الثرثار على جسدي يناسب صمت العرق على مسامك...
وان احرفك اللاتينية تلهمها تلك الالتهابات الصغيرة في لغة الانوثة ...
وانني ساعيد تكوين اللغة بين شهقتين ..واتجاهين .. وقبلتين...
انه لترصيع ذاكرة جديدة .. ساحتاج الى كل روائح الملح والامنيات... ساحتاج خرائط للغات جديدة...كي يبدو الرقص اجمل على امتداد لغتين...
وانني تلك التي تاخذها اللغة .. وتلك التي تفتنها الحروف .. وتلك التي تجيد استنزافك حد العرق بلا كلام ...
تتمشى على حدود مستحيلك وترسم الياء في تعرجات الحلم ...
وتمتد يدها الى ورود صمتك لتنثر نقاط الخال الاسمر على الجسد المسجى...
تبعثر اوجاعي على رمال شوقك...
واسكن انفاسك كحلم يتوهج وسط الملح..
عمدت هذا اليوم بصمتك واخترت لك اغنية لا تشبه تاريخ التشابيه في لغتك...
لا تشبه لوعتها سلاسة الحلم في مدنك...
في احلام ليله كان يغنيها بلغة الغزل الجبلي يضفي على جسدها نكهات القهوة والغابات.... روائح الصنوبر وصرخة من اهة ليله...
وكانت هي تضجر في ليالي وحدتها بلا صوته ... تصف له اسماء الخمور والعقاقير .. وتغني فراغ روحها منه ببحة باكية...
انا احب ان اقيم حفلات اللغة على امتزاج اللحن في صوتك ...
على عالم تجهله من الدهشة ..
واحب ان اجتاحك بصمت العواصف ...
وافرط في جمع الحروف التي تتشابه ايقاعاتها مع الحلم في بحة الوله العائد من الملح ...
وامنح لذلك الغروب ..انفاسنا ..المشتعلة بلا لغة ..
المترنحة بين ترنيمات الاصابع ... ولحن صاخب للماء خلف القبل ...
كان للحب قبل علوم الكلام .. لغة ...
وكان لاصابعي قبل جسدك ..ذاكرة ..
وكان لهذا الملح صخب الامنيات .. ولم تفاجئه تناقضات العرق ... ولا تعرجات البحة ... ولا قفزات الحروف ...
ادهشه اننا نظل بدائيين مهما عمدتنا اللغة ...



#نسرين_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معبد الملح
- رقصة
- لا استطيع الاحتفاء بك
- انا
- شوكولا
- حافية القدمين
- بائعة الكبريت


المزيد.....




- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نسرين السلامي - لغة