أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناصر بن رجب - لَيْلَةُ القَدْر هيَ... أم ليلة الميلاد؟ (2)















المزيد.....


لَيْلَةُ القَدْر هيَ... أم ليلة الميلاد؟ (2)


ناصر بن رجب

الحوار المتمدن-العدد: 5157 - 2016 / 5 / 9 - 00:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ترجمة:
بشير ماشطة وعلي بن رجب

مراجعة وإعداد:
ناصر بن رجب



المشكل الزمني
ينبغي أيضا الإشارة إلى صعوبة أخرى فيما يتعلق بفهم وتفسير هذه السورة. فعلا، ما هي الأسباب التي يُقدِّمها المستشرقون الذين، على غرار القراءة الإسلامية، يعتبرون أن الأمر يتعلّق هنا بنزول القرآن وبداية تجربة محمّد النبوية؟

يبني لوهمان (Lohmann) بَرْهَنته على النّحو التالي. قبل كلّ شيء، أن يكون ما يعود عليه الضمير المتصل "ـه" غير مذكور في الآية 1 لا يدل بالضرورة على أن السورة 97 تمثل مقطعا من نص أكثر طولا. بالفعل، غالبا ما تعترضنا في القرآن مقاطع يظهر فيها ضمير لا يعود على شيء مذكور قبله: وهوما يفترض أن القارئ أو السامع يمكنه إدراك ما هو الشيء، أو من هو الشخص المقصود بذلك. نتبين من ناحية أخرى وجود تواترات عديدة أخرى لعبارة "أنزلناه" تتحدث عن القرآن (س 2:12؛ 105:17؛ 113:20؛ 16:22؛ 3:44)، وليس هناك أيّ سبب يدعونا هنا للإعتقاد بأنّ الأمر مختلف في الآية 1 من السورة 97. بالنّهاية، عندما ترد هذا العبارة بدون وصف إضافي أو إشارة واضحة في النص القرآني، فينبغي حينئذ أن نُسلِّم بأن المقصود بذلك، على الأرجح، هو القرآن.

الحجة الأولى تحتوي على ملاحظة وجيهة: باعتبار أنّ القرآن يمثل نصّا تلميحيّا جدًّا يفترض أن يمتلك مستلمو الرسالة عددا من المعارف لكي يصبح النّص واضحا لديهم. لكن هذا لا يفترض أن سورة القدر ليست جزءً من نصّ أكثر طولا، كما أنّ ذلك لا يقول لنا بالتحديد ما هي المعارف التي يجب استخدامها لفهم هذه السورة. أما الحجة الثالثة فهي عبارة على عريضة مبدئية، في حين أنّ الحجة الثانية قد تُثير اعتراضا جدِّيَّا.

بقطع النظر على أن مقدِّمة هذا البرهان قابلة للنّقاش (إذ هل أن الأمر يتعلّق دائما بالقرآن في المقاطع المذكورة سابقا؟) فإنّ تأويل السّورة 97 على ضوء السّور التالية 12، 17، 20، 22 و44، هو عبارة على تأويل الآية "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" على ضوء سُوَر يُفتَرَض أنّها نزلت بعدها (1). ولهذا فإنّه من المرفوض التفكير في أن المتلقين الأوائل للرّسالة كانوا قد فعلوا مثل ما فعل لوهمان وحدّدوا لمن يعود عليه الضمير (هُ)، معتمدين في ذلك على سور لم تنزل بعد ولم يكن الرسول في مقدوره أن يصرح بها.

يمكن تماما قبول فكرة أنه ليس من الضروري ذكر على أي شيء أو على مَن يعود الضمير المتصل (هُ) بشكل واضح وجلي، باعتبار أن السامع أو القارئ من المفروض أن يكون على علم بذلك. ولكن في هذه الحالة بالذات من أين للمتلقّين لهذا الوحي أن يعلموا أنّ المقصود هو القرآن؟

هناك شبه إجماع على أنّ سورة القدْر هي سورة مكية (2). وقد وضعها المفسرون المسلمون تقليديّا في المرتبة 25 حسب تسلسل نزول الوحي؛ أمّا أغلب المستشرقين فإنّهم يحددون زمن نزولها في الفترة المكيّة الأولى (نولدكه يضعها في المرتبة الرابعة عشر، بلاشير في المرتبة التاسعة والعشرون). فإذا كان الضمير المتصل (هُ) المقصود به القرآن أو جبريل، فمن المنطقي أن نعتبر إما أن يكون القرآن أو جبريل قد وقع ذكر الواحد أو الآخر في الآيات السابقة لهذه السورة، وإما أن المتلقين كانت لهم القدرة على الاستنتاج بأنّ المقصود به هو القرآن أو جبريل.

بلا شك، القرآن موضوع الحديث في السورة 73 (المزمّل)، في مناسبتين (الآيتان 4، 20). الآية 20 هي آية مُدرَجة ولا يمكن أن تكون سابقة للسورة 97 (وهي تُعتبَر تقليديّا آية مدنيّة). في الآية 4 من السورة 73 نقرأ المقطع "رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا". هل المطلوب هو ترتيل القرآن؟ ولكن إذا تعلّق الأمر هنا، حسب ما يقوله المأثور الإسلامي، بالسورة الثالثة المُنزَّلَة، فإلى أيّ شيء بالضبط يمكن أن يحيل لفظ "الْقُرْآنَ" في هذه الآية؟ ليس بالتأكيد إلى "مُجمل النصوص القرآنيّة" ـــ وإلا فإنّنا نجد أنفسنا أمام قراءة خارجة عن التسلسل التاريخي ومضادة حتّى لمعنى لفظة "قُرْآن" التي تعني قبل كل شيء قراءة ليتورجيّة وليس عنوان "المصحف" الذي لم يكن موجودا بعد (هناك فرضية ممكنة مفادها أن كلمة "قرآن" لا تعني "أُمّ الكتاب"، لكن نصًّا ليتورجيًّا سابقا للقرآن). وإذا كانت صحف ابراهيم وموسى قد ورد ذكرها مرتين في القرآن (السورتان 87: 18-19؛ 53: 36-37)، فإنّ الأمر لا يمكن أن يتعلّق بها في الآية 1 من سورة القدر (ونفس الشيء بالنسبة للصحف التي بين أيدي الملائكة (س80: 13-16: "فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ، مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ، بِأَيْدِي سَفَرَةٍ، كِرَامٍ بَرَرَةٍ"). بالطبع الأشياء قد تكون مختلفة إذا اتبعنا الترتيب الكرونولجي لبلاشير الذي يضع السورة 56 والسورة 55 قبل السورة 97 (بالرّغم من أنّ التقليد الإسلامي يجعل من السورة 55 سورة مدنيّة، ومن السورة 56 سورة نزلت في مكة، لكن في وقت متأخِّر بكثير عن السورة 97 التي تعنينا هنا): وبقدر ما أن السورة 56: 77 "إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ" والسورة 55: 2 "عَلَّمَ الْقُرْآنَ" يبدو أنهما تتحدثان عن القرآن، فهذا قد يحلّ مشكلة ما يعود عليه الضمير المتصل (هُ) في الآية الأولى من سورة القدر. لكن حتى نتجنب الدوران في أيّ حلقة مفرغة، قد يكون من الأجدى الحصول على أسباب المستقلة التي دفعت إلى تبنِّي هذه الكرونولوجيا. ولكن لا شيء يدل أن هذا هو الحال هنا (3).

لم يقع ذكر الملاك جبريل في السور المفترَض أنها سبقت سورة القدر وذلك مهما كانت الكرونولوجيا المعتمَدة. ورغم ذلك يعتقد الكثير من المفسّرين أن المقصود ضمنيا هو جبريل (والقرآن) وهذا منذ سورة العلق (96: 1-5) التي تُعتبر غالبا أوّل ما نزل من الوحي. غير أن هذا يبقى موقفا ضعيفا جدا وليس فقط بسبب اختلاف التقليد الإسلامي بشأن أوّل ما نزل من الآيات القرآنيّة. ويتمثل المشكل الرئيسي في كون الآية الأولى من سورة العلق (96: 1) "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ"، رغم كل القصص الجميلة التي تصف الملك جبريل يأمر محمّد بتلاوة بعض الآيات فإنّ هذا لا يعني" "اقْرَأْ (أو: أُتْلُ) [ضِمنيًّا، القرآن] بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ"، لكن المقصود "أُذْكُر اسم ربك الذي خلق" (4). مجرّد التفكير في أنّ الأمر يتعلّق هنا بجبريل وهو يخاطب محمّد، في حين أنّ الأمر يتعلّق بوضوح بنصّ صلاة (على الأرجح صلاة مسيحيّة)، يُعتبَر خطأ منطقيًّا.

وأخيرا، الفعل "أَنْزَلَ" لا يظهر إلا مرتين في السورتين السابقتين للسورة 97 (س56: 69؛ 78: 14)، وهو يشير فيهما إلى المطر الّذي يتهاطل؛ و "تَنْزِيل" يرد فعلا في معنى " نُزُول، وَحْي "، ولكن يظهر فقط في الآية 80 من السورة 56 (الواقعة) "تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ".

ولكن ينبغي مع ذلك أن يشير الضمير المتصل (هُ) إلى شيء (أو شخص)، يكون المُتقبِّل الأول للرسالة على علم به. فإذا ما اكتفينا بالإطار العام للتقليد الإسلامي (وبالتّالي بفكرة التسلسل الزمني للسّور القرآنية)، واعتبرنا أن سورة القدر تتحدث عن القرآن، فسنجد أنفسنا إذن أمام معضلة حقيقيّة.

بالفعل، فإما أنّه ينبغي علينا أن نبحث على من يعود عليه الضمير (هُ) في الآيات التي سبق وأن نزلت على محمّد، أو لا. في الحالة الأولى، ينبغي أن نقبل إما بأنّ سورة القدر نزلت متأخرة أكثر مما نعتقد عامّة، وإمّا أنّ السور التي تتحدث صراحة عن الٌقرآن هي أقدم بكثير مما تفترضه أغلب الكرونولوجيات، وإما أنّ بداية سورة القدر ناقصة وهي بالفعل تتحدّث عن القرآن. الفرضيتان الأولى والثّانية ملائمتان تماما، في حين أن الثالثة فهي محض تجريد.

ولكن إذا وجب التوقّف عن البحث على من يعود عليه الضمير (هُ) داخل النص القرآني، ففي أي موطن ينبغي البحث عنه إذن؟ هل نبحث عنه في خُطب ومواعظ محمّد التي لا شيء يدل على أنه احتفظ بها كلها؟ بالإضافة إلى أنّ القرآن يفترض وجود معرفة حقيقيّة بالقصص البيبليّة (الكتاب المقدّس): ألا يمكن أن يكون حينئذ من يعود عليه الضمير (هُ) هو الرسول جبريل؟ أو أليس الأمر يتعلّق بكل بساطة بالفكرة التي مفادها أنّ محمّد كان قد بدأ بتلقِّي روح النبوة (5)؟ ألم يكن يقدّم نفسه كنبيّ؟ إذن، هذه السورة يمكن أن تكون شهادة على منزلة محمّد كنبيّ، وذلك بالإشارة إلى الزمن الذي بدأ فيه الوحي.

غير أنّ كلّ هذا يظلّ اعتباطيًّا. فلا يوجد في النص ما يقول (لا حتى يشير إلى فكرة) أن الضمير (هُ) ينبغي أن يُحيل إلى أولى الآيات التي نزلت، أو إلى تكليف محمد بالنبوّة، الذي كان من المفروض، وفق المنطق، أن يقع تنزيله على محمّد بالذّات وليس التنزيل المجرّد. فالنّص يقول: "إنّا أنزلناه في ليلة القدر"، وليس "إنّا بدأنا تنزيله في ليلة القدر"، أو "إنّا أنزلناه عليك في ليلة القدر".

في الواقع، الفرضيات المُبدِعة نوعا ما التي عرضناها آنِفًا ليس من وضيفتها حقيقة تفسير فحوى السورة، بل تُستَخدَم بالأحرى في إعطاء قراءة للسّورة تكون قراء متلائمة مع قصص المأثور الإسلامي بخصوص نبوّة محمّد: فهي تشبه في هذا المعنى نظام أفلاك التدوير ومعدّلات مسار الأجرام السماويّة للفلكي اليوناني بطليموس، وهذا النّظام كانت وضيفته "حماية الظواهر" (وبمعنى آخر حماية المظاهر). غير أنّ هذا النظام كلَّما ازداد تعقيدًا كلّما كثرت الأسباب للاعتقاد بأن النموذج الذي يسعى لإنقاذه يصبح محلّ نقاش. ولهذا، فإنّني اقترح إذًا تناول هذه السورة بشكل مغاير تماما وذلك بمنح الأولوية إلى دراسة النّص في حدّ ذاته، وليس دراسة قصص المأثور الإسلامي.

سورة القدر: أسئلة شكليّة
لِنعُد إذن إلى نص سورة القدْر ولنبدأ ببعض الملاحظات الشكليّة.

يبدو التقسيم المألوف للآيات وجيه، من حيث الانسجام في القافية، وفي الإيقاع (باستثناء الآية 4) وكذلك في التركيب. فإذا ما قرأنا "قَدْر" عوض "قَدَر" فإنّنا نتحصل على قافية تقف على كلمة تتكوّن من "فتحة-حرف صامت-ر (قَدْر/قَدْر/ شَهْـر/ أَمْـر/ فَجْـر) ــ وهي قافية قليلة الاستعمال في القرآن نجدها أيضا في سورة العصر (103) "وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ". السورة تطبعها تجنيسات سَجْعيّة على شكل "فتحة-حرف صامت-فتحة/فتحة ممدودة". وهي، من حيث الأسلوب، قريبة من السورتين، الزلزلة (99) والقارعة (101)؛ وتشبه سورة الشرح (94) من حيث الإيقاع.

إلاّ أنّ الآية 4 من سورة القدر تطرح مشكلا من وجهة النّظر هذه: ففي حين أنّ الآيات الأخرى من هذه السورة تحتوي على عشرة أو إحدى عشرة مقطعًا صوتيّا، فإنّ هذه الآية تَحتوي على أربعة وعشرين مقطعا صوتيّا. وبالنّتيجة، فهي تكسِر الإيقاع العام للسورة؛ الآيات 1، 2، 3، و 5 تكوّن كُلاًّ متجانسا على مستوى السَّجع، وكذلك على مستوى الإيقاع (6). وبقدر ما أنّ هذه الآية لا تندمج مع التركيب العام للسورة، فإنّ عديد المؤلِّفين اعتبروها إضافة لاحقة (7).

إلا أنه في مقدورنا أن نقترح تقسيم الآية 4 إلى جزأين:

الآية 4 أ: تَنَزَّلُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا
الآية 4 ب: بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر

لكن هذه الفرضيّة لا تحلّ المشكل. بل تقوم بكسر انسجام التقطيع السّابق للسورة التي تحتوي كل آية فيها على جملة تنتهي بنفس القافية: الآية 4 ب تكسر القافية، وهذه عقبة كأداء، والآية 4 ب لا تشكِّل جملة تامّة. أضف إلى ذلك أنّ الآية 4 ب لم تعد تتماشى من الناحية النغميّة مع صدر الآيات الأخرى (هيمنة صوت الكسرة مقابل هيمنة صوت الفتحة/الفتحة الممدودة في الآيات الأخرى).

ليس القرآن شعرا: ولذلك فهو غير مجبر على اتباع قواعد العروض الأكثر صرامة. غير أن الآية 4 من سورة القدر تظلّ آية غريبة، خاصة إذا ما قارناها بالعشرة مقاطع القرآنية التي تحتوي على عبارة "وَمَا أَدْرَاكَ مَا" التي يتشابه أسلوب الإجابة فيها مع أسلوب السؤال. مثلا، الآية 12 من سورة البلد (90) "وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ"، التي تحتوي على تسعة مقاطع صوتيّة، تُجيبها خمس آيات تحتوي على التوالي خمسة، أحد عشرة، ثمانية، وسبعة وعشرون مقطعا صوتيّا. غير أنّ هذه الآية الأخير هي إقحام متأخِّر. إذن، نلاحظ أنّ الآية 4 من سورة القدر تحدث قطيعة أسلوبية بليغة جدّا يصعب معها أن نعتبرها، في شكلها الحالي، أنها كانت جزءًا من السورة الأصلية. بدون هذه الآية، تبدو السورة أكثر انسجاما وتوازنا، وبعبارة أوضح أفضل تركيبًا.

وبناء على ذلك يمكن أن نعتبر إما أن يكون المقطع الأصلي لم يكن يحتوي إلا على أربع آيات فقط أضيفت إليها فيما بعد الآية 4، أو أنّ المقطع كان يتركب من خمس آيات، وما الآية 4 الحالية إلاّ بمثابة تعديل للآية الأصلية (وهي الفرضية التي سأدافع عنها لاحقا).

سورة القدر: أسئلة دلالية
يمكن أن ننطلق من ملاحظة بال (Bell)التي تشير فيما يتعلق بعبارة "سَلَام" في الآية 5 إلى أنّه: "بطريقة ما، إنّ ما يقال هنا حولها [ليلة القدر] يشعرنا بأنّها يمكن أن تكون موحاةً من رواية مّا عن ليلة الميلاد". لا يقول بال أن السورة 97 تتحدث عن ليلة الميلاد بل يقول فقط أن تركيب جملها يوحي بذلك. من ناحية أخرى، هذا لا يخص فقط عبارة "سلام": ففي غضون بعض الأسطر نجد أن هناك حديثا يدور حول "نُزُول" (المسيحيون العرب يقولون أنّ المسيح "نزل من السماء") وفي "اللّيل"، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار الآية 4 فإنّ هناك حديث عن "ملائكة"، وهذه كلها مفاهيم يمكن أن تشير إلى ليلة الميلاد. فهل هذا محض صدفة؟

يذهب كلٌّ من لولينغ، باستي-ساني ولوكسمبيرغ أبعد من ذلك: فهم يرون أن السورة 97 تتحدث في الواقع [بِمَلِيء العبارة] عن ليلة الميلاد. وهم ليسوا أوَّل الذين يقولون ذلك. فعلا، في "العَرض العربي المطول" للقصّة المعروفة باسم "أسطورة بَحيرَة"، نجد مكتوبا أنّ الراهب بحيرة علّم محمّد سورة القدر. إذ أنّ الشّخص بحيرة يوضِّح قائلا: "أقصد بذلك الليلة المقدسة والمجيدة التي نزلت فيها الملائكة وبشّرت الرعاة بميلاد السّيد، الفادي، في بيت لحم".

يبين هذا الإستشهاد أنه بالإمكان أن يكون طبيعيا بالنسبة لمُحاجِج مسيحي في القرن التاسع ميلادي(8) أن يرى في هذه السورة إشارة لميلاد المسيح، ولا يبرهن الاستشهاد بالتأكيد أن سورة القدر تتحدث في الأصل عن ليلة الميلاد. من ناحية أخرى، لا يمكن أن نستبعد بجرّة قلم نظرية لوكسمبيرغ لمجرّد كونها تلتقي مع أطروحة قديمة حِجاجيّة ــ بل من اللائق أن نحكم عليها بناءً على البراهين التي تعتمد عليها.

ما هي هذه البراهين؟ إن الفرضية التي تقول بأن سورة القدْر تتحدث عن ليلة الميلاد ستكون أكثر وضوحا إذا ما توصلنا إلى تفسير معنى كلمة قدْر أو قدَرْ، بشكل مرضي. يشير لوكسمبيرغ في هذا المعنى إلى نقطة هامة. العبارة السريانية لكلمة "القَدَر" هي "خِلقَا" التي توافق في العربية "قدَر" "قضاء". باختصار: إذا أردنا ترجمة كلمة "خِلقا" إلى العربية، فإن كلمة "قدَر" تمثل الحل الطبيعي الأنسب. من ناحية أخرى، يذكر المُعجم السرياني Thesaurus Syriacus مقطعين ترد فيهما كلمة "خِلقَا" بهذا التركيب: "بيت يَلدا"، "خلقَا و-بيت يلدا" اللّذين يعنيان "مصير (أو قدر) وأيضا خريطة البروج". غير أن "بيت يلدا" له ثلاثة معاني: "عيد الميلاد وبالخصوص عيد ميلاد المسيح؛ خريطة البروج؛ طلوع الشمس أو بزوغ القمر". الرابط بين مختلف هذه المعاني واضح جدا: إنّ موضِع النجوم عند الميلاد يُحدِّد خريطة البروج وبذلك يُحدِّد مصير المولود الجديد. يستنتج لوكسمبيرغ من هذا أن "القدَرْ" يُحيل هنا إلى "نجم الميلاد"، الذي يتضمَّنه، وفي سياق السورة 97 فهو يُحيل إلى "نجم ليلة ميلاد المسيح". وبناء على ذلك فإنّ هذه الفرضية تعطي للضمير (هُ) مرجعية جديدة (المسيح)، وتربط هكذا السورة بموضوع معروف ــ نجم الميلاد الذي جاء يتبعه الملوك المجوس من الشرق (متّى 2 :2).

بعد ذلك يقارب لوكسمبيرغ بين كلمة "لَيْلَة" layla وبين العبارة السريانية لَيْلِيَا lelyâ. هذه العبارة تفيد الليل كظاهرة طبيعية، لكنها أيضا عبارة ليتورجيّة وهي اختصار لـ "صْلُوتَا دْ-لَيْليا"، أي "قداس (صلاة) الليل" إشارة إلى التهجد وقيام اللّيل. فليلة القدر يمكن أن تشير إذًا إلى الحدث الذي يمثله ميلاد المسيح، ولكن أيضا إلى الذكرى والاحتفال بهذا الحدث من خلال صلوات ليليّة.

بخصوص الآية 3 يقترح لوكسمبيرغ فرضية بارعة. فعوضا عن قراءة "شَهْر"، فهو يقترح أن نرى في هذه الكلمة، وذلك انطلاقا من نطق الحروف نفسه، رسمًا حرفيًّا للكلمة السريانيّة "شَهْرَا" التي تعني "سهر" ولكن أيضا معنى ليتورجي ("التهجّد")، مثل "ليليا". بالتالي يمكن قراءة "سهر" "سَهْرَة" بمعنى التهجّد (في استعمالها المتداول، فإن الكلمة العربية "سهر"، باستثناء الإشتقاق "سهرانية"، لا تحمل المعنى الليتورجي للّفظة السريانية المرادفة لها). وبالتّالي فإنّه قد يكون من الممكن قراءة الآية 3 على النحو التالي: "لَيْلَةُ [مأخوذة هنا بمعنى قدّاس الليل] الْقَدْرِ [مرتبطة بنجم الميلاد = ميلاد المسيح] خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ سَهَرْ".

لا يعتقد لكسمبارغ أنّ السورة 4 هي نصٌّ مُقحَم. وهو يقدّما لنا في قراءة مبتكرة. فهو قبل كلّ شيء يقرأ "تُنَزِلُ" عوض "تَنَزَّلُ". ثم يرى، على منوال س 16: 2، أن الحرف (وَ) ليس كأداة عطف لكنها في مقام حال تدلّ على التّزامن. وأخيرا، يفهم من الجملة "مِنْ كُلِّ أَمْر"، أنّها تفيد "كلّ أصناف الأناشيد" جاعِلاً من كلمة "أمر" نسخة من الكلمة السريانية "مِمْرا". فيترجم إذا الآية على هذا النحو التالي: "الملائكة [يرافقها] الروح تُنزِّل [في هذه الليلة] كل أصناف الأناشيد". ومن الممكن أن يكون موضوع هذه الأناشيد يتعلق بـ "السّلام" الذي تتحدّث عنه الآية 5. وبما أنّ هذه الأناشيد تمتدّ إلى الفجر، فهذا يلتقي مع التقليد الكنائسي السرياني الذي يحتفل بقداس ميلاد المسيح إلى مطلع الفجر وليس إلى منتصف الليل.

إنّ تأويل لوكسمبيرغ، في نواحي عديدة منه، مُغْرٍ: فهو يعطي للسورة تلاحما ووحدة لم تكن تمتلكهما؛ فعديد العناصر المُبهمة (مثل استعمال كلمة "سلام") تصبح ذات معنى؛ وعديد الصعوبات، مثل تلك التي تتعلّق بنزول القرآن، تزول وتختفي. ولكن مع هذا، هل يمكن اعتبار أن هذه البراهين مدعومة بشكل كاف، ويليق بنا آن ذاك أن ندقق في بعض الاعتراضات المحتمَلة لهذه القراءة للسّورة؟

لنبدأ من الآية 3. ربما يبالغ لوكسمبيرغ عندما يعتبر مقارنة ليلة القدر بألف شهر غير منطقية. فمن المحتمل مثلا أن يكون استعمال كلمة "شهر" جاء لضرورة الحفاظ على القافية. ومن ناحية أخرى ألا يمكن الربط بين س 97: 3 "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ" والآيتين القرآنيتين س 70: 4 ("تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ") والسورة 32 :5 (" [الله] يُدَبِّرُ الأَمْرَ[المرسَل] مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ [الأمر] إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ")؟

لا يبدُ لي هذا الربط مقنعا. بالفعل في السورة 70: 4 والسورة 32: 5 تتم مقارنة يوم، من وجهة نظر الله، بخمسين ألف سنة، أو ألف سنة، من وجهة نظر البشر. بعبارة أخرى، المقارنة هنا هي بين مدّتين زمنيّتين، أو بالأحرى بين علاقتين مختلفتين لنفس المدّة الزمنية بحسب ما إذا تعلّق الأمر بالله أو بالبشر. لا نجد أثرا لذلك في سورة القدر وذلك من حيث أنّ قيمة الأفعال المُنْجَزة خلال ليلةٍ هي التي تُعدّ أنّها خير من كل الأعمال التي نقوم بها خلال ألف شهر (أو ألف ليلة).

هناك مقطع في سفر المزامير هو أقرب من الآية 3 في سورة القدر:
" أُفَضِّلُ أن أعيش يوما في رحابك من العيش ألف يوم كما أشاء؛ أُفَضِّل البقاء على عتبة بيتِ إلهي خير من السكنى في خيمة الكفر" (مزامير 84 (83): 11).

فالمقارنة هنا هي بين قيمة اليوم الواحد وقيمة ألف يوم. غير أنه ليس المقصود هنا أن الأعمال الفاضلة ليوم واحد تُعتبَر أكثر قيمة من كل الأعمال الطاهرة لألف يوم، بل المقصود هو أنّ العيش بجوار الله طيلة يوم واحد خير من حياة الكفر لمدة ألف يوم. إذًا، تبقى الموازاة مع ما جاء في القرآن محدودة.

ومع ذلك، يوجد مقطع موازي للآية 3 من سورة القدر، كما يقرأه لوكسمبيرغ. نجد هذا المقطع عند افرام السرياني (306-373 م)، وهو مؤلِّف نعرف أنه كان له، من خلال بعض أعماله وخاصة منها "أناشيد الفردوس" تأثير جوهريّ على النص القرآني. حيث نقرأ في مؤلفه."مَدْراشا دْ-بيت يَلْدا"، أو "تسابيح الميلاد" وتحديدا فيما يتعلق بليلة الميلاد:

"لا نحسب سَهَرَنا سَهَرا عاديّا؛ بل هو عيد يفوق أجره نسبة المائة على واحد" (تسابيح الميلاد XXI: 2، 1-2).

بالرّغم من أنّ القرآن يتحدث عن ألف سهرة وليس مائة ــ لكن الفكرة هي نفسها بالضّبط. فإعادة بناء النص المقترَحة من طرف لوكسمبيرغ تجد نفسها إذن، على الأقل بالنسبة لهذه الآية، منضوية في نَصٍّ سابق عنها ينتمي إلى نفس فضاء القرآن الثقافي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش

* نُشِر هذا المقال بالفرنسية تحت عنوان:
Guillaume DYE, « La nuit du Destin et la nuit de la Nativité »
ضمن كتاب:
Guillaume Dye & Fabien Nobilio, Figures bibliques en islam, Bruxelles-Fernelmont, EME, 2011
(1) البرهان الذي أقدّمه هو جُزئيًّا برهان جدلي، وذلك لأنّني أضلّ محترزا على كلّ مقاربة تفترض أنّ النّص القرآني يجب أن يُنظَّم ويُفهم، من حيث الأساس، حسب مراحل تطوّر نبوّة وروحانيّة محمّد. إذن، همّي الوحيد هنا هو التشديد على بعض الصعوبات التي تعترض التفسير التقليدي.
(2) لم أعثر إلاّ على بعض الشّواذ. حسب Bell فقط الآية الأولى مكّية وبقيّة الآيات مدنيّة. بالنّسبة لـ Wagtendonk كلّ السورة مدنيّة. تبدو لي براهينهم غير مقنعة بالمرّة. جاكلين شابي تجعل هي أيضا من سورة القدر سورة مدنيّة متأخِّرة، ولكن دون أن تقدّم أي برهان على ذلك.
(3) في دراسته حول كرونولوجيا القرآن، يضع مهدي بازرقان سورة القدر (97) في المرتبة التاسعة والستّين، الشيء الذي يجعل منها بدون شك دائما سورة مدنيّة ولكنّها تأتي متأخِّرة جدّا على الخمسين سورة التي يُفتَرَض أنّها نزلت في "الفترة المكّية الأولى" التي، من الرّغم من هذا، تشاركها سورة القدر الكثير من التقارب من حيث الأسلوب.
(4) كما لاحظ ذلك كلّ من الباحثين: Grimme, Hirschfeld, Casanova, Luling, Luxenberg, Rubin,
(5) منذر صفر (1988)، يُفسّر السورة في هذا المنظور: بالنّسبة له الضمير (هُ) في "أنزلناهُ" يعود على "الأمر" الذي يُقرِّر تلقّي محمّد مُهمّته كنبيٍّ. الفكرة نفسها عند ميشيل كويبرس (2000).
(6) عند التلاوة تتفرّد الآية 3 بالفعل عن بقيّة الآيات نتيجة الغُنَّة الظاهرة بين "خَيْرٌ" و "مِنْ". غير أنّه إذا قرئت السورة بدون إعراب (مثلما كانت بدون شكّ تُقرأ في الأصل) فإنّ الغُنّة تضمحلّ.
(7) أنظر: Blachère, Lohmann, Sinaï, Neuwirth, Marx and Sinaï
(8) يعود النّص الأصلي لهذه القصّة على الأرجح إلى القرن التّاسع ميلادي. إلاّ أنّ النُّسخ التي وصلتنا بحكم أنّها تعرّضت إلى تحويرات عديدة ليس من المستبعد أن يكون المقطع المتعلِّق بليلة القدر هو إضافة متأخِّرة. وبالعكس، يمكن أيضا أن يكون هذا المقطع صدى لتقليد مُتقدِّم جدّا عنه.



#ناصر_بن_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لَيْلَةُ القَدْر هيَ أم ليلة الميلاد؟ (1/3)
- الخطابات الأخرويّة المضادة في القرآن وفي السنهدرين
- القرآن وكَتَبَتُه(2)
- القرآن وكَتَبَتُه(1)
- قانونيّة القرآن ... بالقرآن؟ (2) أو كيف يُقدِّس القرآن نفسه ...
- قانونيّة القرآن ... بالقرآن (1)
- من أنتم حتّى تتطاولوا على العفيف الأخضر؟
- محمّد تُرْجُمان -القِرْيانَة العربيّة- المكّيّة (2)
- محمّد تُرْجُمان -القِرْيانَة العربيّة- المكّيّة (1)
- المقاربة التاريخيّة للشّخصيّات الدّينيّة : محمّد
- نُبُوَّة وزِنَا (6) من نصّ إلى آخر
- نُبُوَّة وزِنَا (5)
- نُبُوَّة وزِنَا (4) من نصّ إلى آخر
- نُبُوَّة وزِنَا (3)
- نُبوّة وزِنَا (2)
- نُبُوَّة وزِنَا (1)
- في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (9)
- في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (8)
- في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (7)
- في أصول القرآن :مسائل الأمس ومقاربات اليوم (6)


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناصر بن رجب - لَيْلَةُ القَدْر هيَ... أم ليلة الميلاد؟ (2)