أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناصر بن رجب - في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (8)















المزيد.....



في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (8)


ناصر بن رجب

الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 11:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في أصـول القـرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (8)
ألفريد - لويس دي بريمار
 
Aux origines du Coran
Questions d’hier, approches d’aujourd’hui
Téraèdre, Paris, 2004
Cérès, EDIF2000, LE FENNEC, Tunis
 
ترجمة وتعليق
ناصر بن رجب

 
 
شاعر أم كاهن؟
لقد كان تمييز رسول القرآن والنأي به عن شعراء وكهّان عصره موضوعا متكرّرا للجدل القرآني ضدّ معارضيه.
الآيات 29-31 من سورة الطور (52) : "فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ، أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ، قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ".
الآيتان 5 و 6 من سورة الأنبياء (21) : "بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ، مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ".
يمكننا أن نتناول الجدل حول الشاعر والكاهن من ثلاثة جوانب : جانب شكل التعبير الأدبي، جانب الظرف الإجتماعي-السياسي وأخيرا جانب مراجع النصوص الدينية.
 
شكل التعبير الأدبي
الشعر
من العجيب أن يكون العرب قد وصفوا رسول القرآن بـ "الشاعر"، وهم الذين كانوا على دراية كبيرة بما كان عليه شعرهم. فهذا الشعر كان يخضع لقوانين نظميّة وأسلوبيّة محدَّدة نسبيّا وحتّى لقوالب جامدة. لقد كانت وحدته الأساسية بيت الشعر الذي ينقسم عامّة إلى مصراعين (الصدر والعجز) ويكوّن داخل القصيدة وحدة دلاليّة كاملة. أمّا القصيد المؤلّف من مجموعة من الأبيات فهو أحاديُّ الوزن وأُحاديّ القافية والكلّ يخضع لقواعد الإيقاع والشكل. لم تكن هذه الإستعمالات المقنّنَة قد حُدِّدت بعدُ، غير أنّ الشعراء القدامى كانوا يمتلكون هذه الممارسة التي سَتُستعمَل فيما بعد لضبط قواعد العَروض.
ومهما حاولنا عبثا فلن يمكننا العثور في القرآن الحالي عن أثر لهذا الشكل من التعبير الأدبي. وقد ورد في آية، من الأكيد أنّها مُقحَمة، أنّ الله لم يُعلِّم رسوله صناعة الشعر لأنّ ذلك لم يكن يليق برسوله ]يس، 69[[184]. فمن الممكن إذن أن يكون رسول القرآن قد وُصف بالشاعر نِسْبة لأشكال أدبيّة أخرى غير الشِعر الخاصّ بالعرب. وهذه الأشكال الأدبيّة موجودة في القرآن ولكنّها تتعلّق بأنماط مُستعمَلة من طرف الأديان الكتابيّة : المزامير والأناشيد[185].
 
النثر الموزون والمقفّى
ومع ذلك فإنّه يوجد رابط شكلي بين بعض آيات القرآن ونمط آخر من التعبير الذي كان معروفا عند العرب آن ذاك : إنّه النثر الموزون والمقفّى الذي يُسمّيه الادب العربي "السّجع". وهو يظهر في قصار السّور التي اعتُبِرت أنّها من أقدم سور المصحف. هذا النوع من التعبير يخضع، هو أيضا، إلى قواعد بنيويّة من الإنشاء وإلى تقنيّات نثريّة تميّزه عن النثر البسيط. ويقول بعض المختصِّين أنّ السّجع كان الأصل لأقدم وزن من أوزان بحور الشعر العربي الكلاسيكي ألا وهو بحر الرّجز. أمّا أحمد شوقي، الشاعر المصري الكبير رائد النّهضة الأدبية العربية في القرن الماضي (تـ 1932)، فقد كان يُسمّيه "القصيدة الثانية للّغة العربية"[186].
بالمعنى الحصري، فإنّ الأمر يتعلّق بأنباء أو تصريحات مُبتسَرة، ذات جمل قصيرة وموزونة، لها قافية واحدة أو عدّة قوافي متناوبة أو متتابعة مع اللّعب مِرارا على التعادل والتوازي ]= اشتمال السّجعات على نفس الوزن والرّوي. (المترجم)[. هذا الشكل من الخطاب كانت له في السابق وظيفة تعبيريّة تخدِم التنبُّؤات الكهانيّة. ومن المُرجّح أنّ كلمة "سجع" كانت قديما تُشير إلى الحالة الإنتشائيّة التي يُلقي فيها الكاهن تنبُّؤاته[187].ولكنّه كان أيضا، وبصورة أعم، شكلا يستعمله الشعراء أو الخطباء، وحتّى عامّة النّاس المعتادين على استعمال لغة مُعبِّرة : ولنا العديد من الشهادات داخل كتب المعاجم التي تُعنى باللّغة القديمة.
وقد كان يُقال أنّ للشّاعر "جنُّه" أو "شيطانه". أمّ الجنّ التابع للكاهن فكان يُطلق عليه "رَئِيّهُ". فإذا كان قد أمكن وصف رسول القرآن بأنّه "شاعر" أو "عرّاف" مَسَّهُ جنّ، فإنّ ذلك يتطابق إذن على الأقل مع شكل التعبير الذي كان يشترك فيه معهم، أي السجع.
غير أنّ انشغال الرسول القرآني بإظهار اختلافه عن الشاعر والكاهن، وحتّى الإعتراض عليهما، يُفسَّر بالتوازي بطريقة أخرى.
 
السياق الإجتماعي – السياسي
لقد كان بإمكان الشاعر القديم، سواء أكان رجلا أو إمرآة، أن يلعب دورا اجتماعيّا وسياسيّا هامّا داخل المجموعة القَبَليّة التي كان يُعبّر عن قيمها. وقد وقعت إدانة الشعراء بشّدة من خلال آيات وردت في السورة 26، التي سُمِّيت من أجل ذلك "الشعراء" ]سورة 26، 214-226[[188]. فإذا كان الأمر يتعلّق بتنافس اجتماعي وسياسي بين شعراء ورسول يُقدِّم نفسه على أنّه نبيّ فإنّ هذا يظهر إيحائيّا في النّص نفسه : فكلّ من "اتَّبَعَكَ من المؤْمِنِينَ" أي الذين اتّبعوا النبيّ ]آية 215[ يوضعون في موقع متعارض مع من اتّبعوا الشعراء "وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ" ]آية 224[. ويظهر هذا بصورة جليّة في الأخبار التي تهمّ الرجال الذين عارضوا النبيّ الجديد. فقد أوردت هذه الأخبار عدّة وقائع تخصّ شعراء متنفّذين. ففي ما يخصّ زمن محمّد، فإن الأخبار تروي أنّه وقعت تصفيتهم من الساحة بواسطة عصابات ليليّة أُرسلت لاغتيالهم. وهذه الأخبار التي تهمّهم وردت كجزء من المغازي، الصنف الأدبي الذي تحدّثنا عنه فيما سبق من هذا الكتاب.
أمّا الكهّان، فلم يكونوا مجرّد عرّافين كما سيقع بكلّ جديّة السّعي لتقديمهم لاحقا مع جعلهم محلّ سخريّة ونعتهم بالدجّالين. لقد كانوا غالبا أصحاب زعامة طبيعيّين وأحيانا قادة سياسيين لعشيرتهم أو لمجموعة من القبائل أكثر اتّساعا. وهذه الوظيفة كانت تستلزم هي أيضا التحكّم في فنّ الفصاحة وبالخصوص في خُطب الوعظ والتحريض. نحن نعلم أنّ فصاحة الخطاب المسجوع لعبت دورا كبيرا عند زعماء القبائل، رجالا أم نساءً، لحفز القوى المعارضة للمدّ الإسلامي الناشئ خاصّة بعد موت محمّد.
شخص من تلك الفترة يُلخَّص فيه لوحده ما كانت تشتمل عليه النعوت التي تطلق على الشاعر والكاهن والنبيّ. إنّه طليحة الأسدي (تـ 642). فقد عبّأ وتزعّم تجمّعا قبليّا في نجد وذلك قبل موت محمّد مُقدِّما نفسه على أنّه هو أيضا نبيّ، وقد قوِيت حركته في السنوات اللاحقة. وقيل لنا عنه أنّه كان : "خطيبا وشاعرا، وسجّاعا كاهنا نسّابا"[189].
دور مثل هؤلاء الشخصيّات سوف يستمر في سياق الإمبراطورية العربية، طيلة الفترة الأمويّة، وبدون شكّ إلى ما بعدها بكثير. فالزعيم الشيعي المنشقّ المختار بن أبي عُبيْد (تـ 687)[190] هو خير مثال على ذلك. لقد كان يُعلن بنفس الأسلوب الملهَم عن تنبّآته بأسرار المستقبل، أي انتصاره الشخصي والمصائب التي كانت تنتظر أعداء الإمام الشيعي الحسين بن علي الذي كان يطالب بدمه. فقد قيل في المختار بن أبي عبيد هو أيضا بأنّه : "انبعث كذّابًا مُتكهِّنًا"[191].
كان محمّد وخلفاؤه قد دخلوا إذن طيلة القرن السابع ميلادي في تنافس مباشر مع شخصيّات كاريسماتية من هذا الطراز. فقد كانت خُطبهم، من حيث طريقة تعبيرها ووقعها الإجتماعي والسياسي، تنافس إذن مباشرة الخُطب القرآنيّة. وهذا يمكن أن يُفسِّر أنّ واحدا من الإنشغالات التي أُفصِح عنها في الجدل القرآني كانت في وضع النبيّ في تعارض مع الشعراء والكهّان وتمييز الوحي الذي يوحى له عن تنبُّؤاتهم.
 
المرجعيّات المكتوبة
غير أنّ النصوص القرآنية المتعلّقة بالشاعر والكاهن من منظور رسول القرآن تدعونا إلى عدم اختزال المسألة في تفسير أدبيّ يقتصر على الشكل التعبيري للخُطب أو في ظواهر اجتماعيّة-سياسيّة.
مقابل أنّ الشعراء "يَهِيمُون" وأنّهم "تَأْمُرُهُم أَحْلَامُهُم" [52، 32؛ 26، 225]، فإنّ النصوص الجداليّة تُقابلها بـ "نزول" كتابة مُقدّسة [21، 5-10][192]. وهذه الكتابة المقدّسة تريد لنفسها أن تكون مختلفة عن خطاب الشعراء أو الكهّان وذلك باعتبارها جاءت تذكيرا لما هو مُدوَّن في "زُبُرِ الأَوَّلين" (الشعراء، 196).
"وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ(194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ(199)" (الشعراء).
هناك عدّة مقاطع تذكر صراحة  ما جاء : "فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (13) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)"[193]، أو "إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى، صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى" (الأعلى 18-9).
محتوى هذه الصحف الأولى هو التبشير الرؤيوي والأخروي بقيام الساعة ويوم الحساب، يوم يُسلَّط العقاب على من كذَّبوا بالرسالة. إذن، وعلى غرار الشعوب التي عصت في السّابق، فإنّ الذين وصفوا الرسول بالشاعر سوف يعاقبون هم أيضا. [21، 5-6؛ 37، 35-39]
إنّ الكتابة المقدّسة التي عُورِض بها الشعراء والكهّان كانت تتنزَّل إذن في التيّار الرُّؤيَوي القديم الذي تمثِّله خاصّة النصوص اليهوديّة المنحولة[194]. بالفعل، النصوص القرآنيّة تردّد أصداء هذه "الصحف القديمة" من حيث الشكل ومحتوى خطاباتها معا. بإمكان دراسة مقارنة إضافة إلى تحديد دقيق للفظتي "الزُبُر" و "الصُحف"، أن تُقدِّم لنا عدّة أمثلة على هذه الإرادة المُعلَنة على أنّ القرآن هو مواصلة لـ "كُتب الأوَّلين".
 
كُتب الأوّلين
يجب علينا بدون شكّ أن نُنزّل الجدل الذي سيدور الحديث عنه في سياق متأخّر أكثر وغير مُحدّد وفي كلّ الاحوال مُختلف عن ذلك السياق الذي دارت فيه المنافسة بين رسول القرآن والزعماء القدامى، الشعراء والكهّان، للمجتمع العربي الأركاييكي. فـ "كُتب الأوّلين" ترد في هذا الجدل ولكن اللّفظ المستَعمَل للإشارة إلى هذه القصص لم يعد "زُبُر" ولكن "أساطير"، بالرغم من أنّهما يُؤدِّيان نفس المعنى. فالمعترضون يُندِّدون في الجدالات بكتابات الأوّلين على أنّها مصادر لرسالة قرآنيّة افتراها مُؤلِّفُها :
"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْماً وَزُوراً (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (5) قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً (6). [سورة الفرقان]
وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) وَمِنْهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (4) [سورة يونس]
إنّ كلمة "أساطير" التي نجدها في تعبير "اساطير الأوَّلين" لا تعني خرافات « légendes »، كما نجدها غالبا في الترجمات الفرنسيّة، وذلك تَصوُّرا بأنّها روايات وقع تناقلها شفويّا. والقرآن يعطين الدليل على ذلك عند استعماله جذر "س ط ر" بمعنى كَتَبَ عدّة مرّات. وهذا تُؤكِّده العديد من المصادر الوثائقيّة الخارجيّة عن الإستعمال السامي القديم لهذا الجذر[195]. أخيرا، فإنّ سياق كلٍّ من النّصيَّن يُبيّن لنا ذلك : فهذه الأساطير "اكْتَتَبَهَا فَهْيَ تُمْلَى عَلَيْهِ"، (تُملى وتُنْسَخ) وهي "فِي رَقٍّ مَنْشُور"، (أي موجودة أمامه).
 
أساطير؟
فما هي هذه الكتابات التي يُحيل إليها خصوم الرّسول؟ هذا غير مُشار إليه. من الممكن أن يكون الأمر مُتعلّقا بالعديد من القطع السرديّة القديمة التي يحتوي عليها القرآن لكي يَدْعَمَ رسالته. لا علم لنا بذلك اللّهم الصّدى الذي نجده عنها في القرآن حول قصص العصر العربي القديم التي قد تكون شهادات مكتوبة وُجِدت قبل أن يقوم يجمعها مُؤرِّخون عرب متأخِّرون. بالمقابل، نحن نعرف قصصا أخرى كانت شائعة في الشرق الاوسط قبل مجيء الإسلام، وهي مُوثَّقة في المصادر المكتوبة باللّغات العبريّة، والأراميّة، والسّريانيّة أو الإغريقيّة. فقصص الكتاب المقدّس أو المنحولة المُتعلِّقة بنوح، وإبراهيم، وموسى، ويوسف، وأيّوب، ويونس، ... إلخ، هي قصص معروفة. وموضوعاتها مُوزَّعة في كلّ أرجاء المصحف القرآني تقريبا حيث يقع تكييفها وتوظيفها لخدمة الرسالة المراد تبليغها.
السورة 18، "الكهف"، هي ضرب من مختارات لقصص من نوع مُختلف. فهي تتناول من جديد الموضوع العام وأغراض الأسطورة الهجيوغرافيّة المسيحيّة للنِّيام السبعة في إفَسُس، "أهل الكهف"، التي كانت شائعة باللّغتين الإغريقية والسريانية. كما نجد فيها الموضوع العام وبعض أغراض مأخوذة من "رواية الإسكندر"؛ بطلها إسكندر الأكبر، "ذو القرنين" والذي يمثِّل قرناه القوّة، والذي بلغ تُخوم الكون. هذا الموضوع، من أصل إغريقي (نهاية القرن الثالث ميلادي؟)، وقع استعماله جزئيّا، حوالي نهاية القرن السابع ميلادي، في النُسخة السريانية من رواية الإسكندر التي نُسبت خطأً لكاليستنس[196]. أمّا الاسطورة التلموديّة لرحلة الربّاني يوشع بن لاوي لطلب العلم صُحبة النبيّ إيليا، فإن سورة الكهف تُصبغها على شخص مُبهم اسمه موسى وهو يسافر مع عبد من عباد الله[197] وهو شخصية أيضا غامضة[198].
يجب أن نلاحظ أنّ رسول القرآن لا ينفي أنّ كُتبا سابقة وُجدت "قبله", ولكنّه يؤكّد أنّ كتابه الخاص به نزل من الله ليُصدّق هذه الكتب، ويفصّلها ويفسّرها، وكلّ الذين لا يؤمنون بذلك هم مُكذِّون، وظالمون، ويحرّفون الكلم ومفسدون وهو يتحدّاهم أن يأتوا بمثله[199].
 
أخبار تفسيريّة : النضر بن الحارث
تحدِّد أسباب النزول زمن هذا الجدل في الإطار المكّي لنشاط محمّد، أي في بدايات نبوّته. هناك اسم شخص معارض يعود أكثر من مرّة في هذه الروايات التفسيريّة، ألا وهو النضر بن الحارث.
نحن نعرف هذه الشخصيّة بواسطة مصادر تاريخيّة من الصعب علينا تحديد مدى درجة استقلاليّتها تجاه التفسير القرآني. غير أنّ اسمه يوجد غالبا في موادّ الأنساب، والسّير والأدب التي جمعها فقهاء اللّغة العرب بمعزل، على ما يبدو، عن كلّ انشغال تفسيري. بقدر استطاعتنا الإعتماد على هذه المواد فإنّ النضر بن الحارث يبدو نسبيّا مُترسِّخا جيّدا في تاريخ قريش القديم. فقد قيل أنّه كان من أعيان قريش في مكّة. إذ كان يتاجر مع بلاد فارس ومملكة الحيرة العربيّة على ضفاف نهر الفرات. وقيل أنّه لم يكن قد استورد من الحيرة إلى مكّة فقط البضائع ولكن أيضا أفكارا وكتابات تتعلّق بما كان يُسمّى الزندقة، والتي تعني ربّما المانويّة. وقد كان ايضا شاعرا، ومطربا وعازفا على العود[200].
أمّا فيما يتعلّق بأسباب النزول فإنّها تروي أنّ النضر كان، في مكّة، واحدا من مُضطهدي محمّد ومن أشدّ معارضيه وأكثر عداوة لدعوته. في وقت لاحق، بعد الهجرة، كان من بين المقاتلين المكّيّين الذين أُسِروا بعد انتصار أتباع محمّد في معركة بدر. وقد وقع قتله فورا مع شاعر قريشي آخر كان قد هجا النبيّ[201].
 
أساطير إيرانيّة؟
هذه الأخبار تنسِب عموما إلى النضر الجدل ضدّ النبيّ الذي يُشهِّر بـ "أساطير الأوّلين" التي كان النبيّ يكتتبها. حسب مُقاتل (تـ 765)، كان النضر يقول أنّ "أساطير الأوّلين" هذه كانت أساطير إيرانيّة لـ "رُستم وإسفنديار"، ويُضيفون في أماكن أخرى، أنّه كان يقول بأنّه كان يعرفها جيّدا أكثر من محمّد[202]. بالفعل، لقد كانت هذه المسألة موضوع شروحات عديدة في الأدب الإسلامي التقليدي.
إنّ التاريخ الأسطوري للبطل رستم ينتمي للأدب الملحمي الإيراني. ومن المحتمل ان يكون قد تمّ جمعه مع نصوص أخرى في أواخر الحقبة السّاسانيّة، أي في زمن بدايات الإسلام والغزو العربي للإمبراطوريّة الفارسيّة. لم يعد بحوزتنا النّص الأصلي لهذه الملحمة. لم نعد نعرف عناصرها إلاّ من خلال الكتّاب الفرس المتأخّرين الّذين، انطلاقا من مصادرهم الوطنيّة، كيّفوها وطوّروها باللّغة العربيّة. وهذا بالخصوص ما قام به الدينوري (تـ حوالي 895). إحدى وقائع الاسطورة تصف رستم وهو يتمرّد ضدّ الملك الذي نصّب نفسه مدافعا عن زرادشت، ويرفض اعتناق الزرادشتية، الديانة الجديدة. قيل أنّ هذا الملك كان قد بعث ابنه إسفنديار على رأس جيوشه للقضاء على المتمرِّد رستم. بعض عناصر أساطير رستم وإسفنديار في علاقتها مع زرادشت رواها أيضا الطبري في تاريخه[203].
ولكن من الرغم من كلّ هذا، هل الأمر يتعلّق بالنضر الذي جاء في الجدل القرآني قيد البحث؟ بالنّسبة للآيات القرآنية التي ذكرناها سابقا، يمكننا أن نشكّ في انطباق هذا الشرح عليها. فعلا، ففي هذا الآيات فإنّ الأمر لا يتعلّق فقط بشخص واحد، بل بعدّة مجادلين وقع صهرهم في "هُمْ" جماعيّة عامّة جدّا. بالإضافة إلى ذلك، لا نمتلك في القرآن الحالي أيّ صدى لقصص من أصل إيراني حول "رستم وإسفنديار" قد يكون بإمكان مُؤَلِّف القرآن أن يشير إليها؛ فالمراجع التي هي تمثّل أصل القصص القرآنيّة هي في الغالب الاعم عبريّة، وأراميّة، وسريانيّة او إغريقيّة. لا شيء يمنع أن يكون الجدل قد أُثير بالإحتكاك مع الشعوب المغلوبة، في هذه اللّحظة أو تلك من تشكُّل نصوص القرآن وتأليفها.
 
نصوص عَقَديّة؟
نعثر في نصّ قرآني جاء في صيغتين متوازيتين الحديث عن "أساطير الأوّلين" مقترنا بموضوع عَقَدي : إنّه موضوع قيامة الجسد ليوم حساب النّاس وعقابهم. ونحن نعرف أن قضيّة البعث والحساب هي عنصر مركزي في الرسالة القرآنيّة في مجملها. وتأتي هذه القضيّة مقترنة بـ "أساطير الأوّلين" في الآيات التالية :
"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ، لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ" ]27، النمل، 67-68[.
"قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ، لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَٰذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" ]23، المؤمنون، 83-84[.
ينتهي نصّ الجدل باستحضارٍ رؤيوي ليوم الحساب وتقسيم النّاس بين الْمُفلحين منهم والخاسرين : "فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ، فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ" ]23، المؤمنون، 101-103[.
فبعثُ الأجساد بقصد الحساب وأساسا بقصد العقاب الذي أُعِدَّ لـ "الظالمين" يمثِّل إذن جزءًا من "أساطير الأوّلين". هذا الموضوع هو موضوع مركزي في الأدب المنحول اليهودي وفي العهد الجديد المسيحي، في حين أنّه يظلّ هامشيًّا في الكتاب المقدّس العبري. ومع ذلك، فإنّنا نجده في نصّ من الكتاب المقدس العبري. الأمر يتعلّق بالإنباء بآخر الأزمنة في كتاب دانيال الذي يمكن ان يكون النّص القرآني الموازي تذكيرا له :
"وَكَثيرٌ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي أَرْضِ التُّرَابِ يَسْتَيْقِظُونَ، بَعْضُهَمِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، وَبَعْضُهُم لِلْعَارِ وَالرَّذلِ الأَبَدِيِّ" ]دانيال، 12، 2[.
فالنّصان الكتابي والقرآني لها نفس المحتوى، وكلاهما منحصران في إطار مماثل : إطار الإنباء بالآخرة. "الإستيقاظ" أو "البعث" بعد الموت من حالة "تراب"، وذلك قصد الحساب والمكافأة، تلك هي العناصر التي تُهيكل كلا النّصين[204].
فالمسلمون المثقّفون من الأجيال الأولى، على الأقل بداية من الفتح، كانوا يعرفون "كتاب دانيال". وذلك إلى درجة أنّه أثناء القرن الثامن ميلادي أُثير التساؤل لمعرفة هل أنّ بيعه حلال أم حرام : فهل هو "كتاب الله" أم مجرّد كتاب خاصّ باليهود والنصارى؟[205].
يُحدّد المفسّرون التقليديون على العموم زمن الجدل القرآني حول مسالة البعث والنشور في الإطار المكّي أين يواجه محمّد معارضيه الوثنيّين. أليس بإمكاننا بالأحرى أن نفترض أنّ الجدل كان مع اليهود؟ وهذا يبدو أكثر مطابقة لهذا النّص وذلك لسببين. من جهة، السياق المباشر للمقطع القصير المذكور أعلاه يُشير إلى أنّ المعارضين كانوا يؤمنون بالله وبسلطته الكونيّة[206]. ومن جهة أخرى، هذا الإيمان لم يكن يقود بالضرورة عند اليهود إلى الإعتقاد بقيامة الجسد. في التلمود البابلي، واقع معرفة هل يُمكن من التوراة أن نستشفّ قيام الموتى لا يزال يشكّل جزءًا من النقاط المطروحة للنِّقاش[207].


[184] "وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ". [المترجم]
[185] أنظر الفصل الثاني، ص 37-40. [من الطبعة الفرنسية، المترجم]
[186] .Stewart, « Saj’ in Qur’ân »
[187] T. Fahd, « Sadj’ », EI. VIII, p. 754a.
[188] "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ، وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ، وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ، الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ، وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ، تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ، يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ، وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ". لقد ارتقى ازدراء الشعر والشعراء في يومنا هذا عند السلفيّين وخاصّة الجهاديين منهم إلى العداء الكامل والشامل لكلّ الفنون الجميلة بما فيها الموسيقى والرسم والنحت وجميع أشكال التعبير السمعي البصريّ المعاصر. فهم يعتبرون كلّ هذا من وحي الشيطان ويُبعد المؤمن عن عبادة الله التي يجب أن تكون خالصة لا تشوبها شائبة. وعلى فكرة، فإنّ الأستاذ عبد المجيد الشرفي يُلخّص كلّ هذا المشروع الإسلامي الظلامي المعادي للحياة في كلمة جدّ مُعبِّرة "الإسلام النَّكَدِي". [المترجم]
[189] أنظر الجاحظ، البيان والتبيين، ج 1، ص 359.  Ella Landau-Tasseron, « Tulayha », E.I. X, 648a-649a.(جاء في الكامل في التاريخ لابن الأثير، ج 2، "كان طليحة بن خويلد الأسدي من بني أسد بن خزيمة قد تنبأ في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجه إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ضرار بن الأزور عاملا على بني أسد، وأمرهم بالقيام على من ارتد، فضعف أمر طليحة حتى لم يبق إلا أخذه، فضربه بسيف، فلم يصنع فيه شيئا، فظهر بين الناس أن السلاح لا يعمل فيه، فكثر جمعه. ومات النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم على ذلك، فكان طليحة يقول : "إن جبرائيل يأتيني"، وسجع للناس الأكاذيب، وكان يأمرهم بترك السجود في الصلاة ويقول : "إن الله لا يَصنَعُ بِتَعَفُّر وجوهكم وتَقَبُّح أَدْباركم شيئا، اُذكُروا الله أَعِفَّةً قِيَامًا"... وإنّ مما أتى به : "والحمام واليمام، والصرد الصوام، قد صمن قبلكم بأعوام، ليبلغن ملكنا العراق والشام"). [المترجم]
[190] لقد انشقّ على سليمان بن صُرَد الذي بايعه رؤوس الشيعة في الكوفة عند تحرّكهم للطّلب بدم الحسين.جاء في الطبري ج 5، ص 560، أن المحتار كان : "إذا دعاهم إلى نفسه، وإلى طلب بدم الحسين قالي له الشيعة : هذا سليمان بن صرد شيخ الشيعة، قد انقادوا له واجتمعوا عليه، فاخذ يقول : إنّي قد جءتكم من قِبل المهدي محمد بن علي بن الحنفيّة مؤتمَنا مأمونا، منتجَبا ووزيرا. فوالله مازال بالشيعة حتى انشعبت إليه طائفة تُعظّمه وتجيبه، وتنتظر أمره ..." [المترجم]
[191] ذكر الطبري في تاريخه، رواية عن أبي مخنف (تـ 774) وهو أخباري من العصر الأموي عدّة نماذج من خطب ورسائل المختار. (ومنها ما رواه الحجّاج بن يوسف ضاحكا حين حدّثوه عنه : "ورافعةٍ ذيلَها T وَداعِيَة وَيْلَها T بِدِجْلَةَ أَوْ حوْلَها". [المترجم]).
[192] "بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5) ... لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)" (الأنبياء). [المترجم]
[193] "كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَن شَاء ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (13) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)" (عبّس، 11-16). [المترجم]).
[194] إنّ "كتابات ما بين العهدين" « écrits intertestamentaires »  وبالخصوص منها نصوص كتاب إدريس موجودة بكثرة في مجموع قراطيس مخطوطات قمران. وقد وقع تداولها ونشرها بشكل واسع في القرون الأولى الميلاديّة من طرف الأوساط المسيحيّة. ونجد أصداء هذه النصوص في المصحف القرآني. أنظر La Bible. Ecrits intertestamentaires (Pléiade). ["وَإذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً" مريم، 56. (المترجم)]
[195] السورة 52، "وَالطُّورِ، وكِتَابٍ مَّسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ"؛ السورة 54، "وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ، وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ"؛ السورة 68، "ن والْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ"؛ Jeffery, Foreign, p. 56-57 et 169-170.
[196] Pseudo-Callisthène, Le Roman d’Alexandre, p. 149-150 et p. 267 n. 1.
[197] بعض المفسّرين يشكّون في أن يكون الأمر متعلِّقا بموسى مُستَلِم التوراة. أنظر، Sidersky, Légendes musulmanes, p. 92-95 ; R. Paret, « Ashâb al-Kahf », E.I., I, 712a-712b ; A. Abel, « Iskandar Nâma le roman d’Alexndre », E.I., IV, 133a-134b ; Arkoun, Lectures du Coran, chap. IV, « Lecture de la sourate 18 ».. ("وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا، فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا، فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا، قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا، قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا، فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا، قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا" سورة 18، الكهف. [المترجم]).
[198] قال بعض المفسّرين أنّه الخضر. [المترجم]
[199] بارتكازها على "آيات التحدّي" [10، 38؛ 11، 13؛ 17، 88] سوف تتأسّس في وقت متأخّر أكثر عقيدة "إعجاز القرآن".
[200] Pellet, « al-Nadr b. al-Hârith », E.I., VII, 874a-b.
[201] هو عقبة بن أبي معيط. وقيل أنّه لم يُقتل غيْرُهُما من أسرى بدر. أمّا عقبة فقد قتله عاصم بن ثابت، وأمّا النضر فقد قتله علي بن أبي طالب. وقد أطلق محمّد سراح كلّ الأسرى الآخرين مقابل فدية. [المترجم]
[202] جاء في سيرة ابن هشام "أن النضر بن الحارث كان قد قدم الحيرة، وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس، وأحاديث رستم وإسفنديار. فكان إذا جلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مجلسا خلفه من مجلسه. ثم يقول النضر: أنا واللّه يا معشر قريش أحسن حديثا منه، (يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم)، فهلمّ إلىّ فأنا أحدّثكم أحسن من حديثه. ثم يحدّثهم عن ملوك فارس ورستم وإسفنديار". كما أنّ النضر، دائما حسب ابن هشام، كان يقول : "سأُنزِل مثل ما أَنْزَل الله". [المترجم]
[203] J.T.P. de Bruijn, « Rustam », E.I., VIII, 655a-656b ; Tabarî, Annales, I, 680 sq. ; éd. Beyrouth, I, 328-330.
[204] يناقش المؤلّف هنا جذر الفعل "ب ع ث". جذر سامي من اصل آرامي وسرياني. في اللغة العربية "بعث" بمعنى "استيقظ" هو معنى ثانوي، إذ أنّ المعنى الأوّل هو "أرسل". في النصوص القرآنية، إلى جانب المعنى الأوّل المُهيمن "أرسل"، تستعمل هذه الكلمة بكثرة بصورة كنائية للدّلالة على القيامة. أنظر Cohen, Racines sémitiques, fasc. 2, p. 75b ; Payne-smith, Syriac Dictionary, p. 5b.
[205] Prémare, Fondatons, p. 20-08 et 335.
[206] على هامش ترجمته الفرنسية للقرآن، يُعلّق محمد حميد الله هكذا : "عجيب أمر هؤلاء الوثنيّين الذين يؤمنون بالله ولا يؤمنون بالقيامة". ]ص 453، الآيتان 82-83[
[207] T.B. Aggadoth, p. 309 in fine (Pessahim, 68a) et passim/



#ناصر_بن_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (7)
- في أصول القرآن :مسائل الأمس ومقاربات اليوم (6)
- في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (5)
- في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (4)
- في أصول القرآن (3) مسائل الأمس ومقاربات اليوم
- في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (2)
- في أصول القرآن، مسائل الأمس ومقاربات اليوم
- قراءات أفقية في السيرة النبوية


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناصر بن رجب - في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (8)