أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - تواطؤ الأعلام العدني في مقتل عمر محمد














المزيد.....

تواطؤ الأعلام العدني في مقتل عمر محمد


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5152 - 2016 / 5 / 4 - 11:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


التواطؤ هو أن ترى جريمة وتتعامى عنها، أنها لا تقل بشاعة عن المشاركة بفعلها، فكيف الحال إذا كنت انت قادر على تشكيل رأيي عام مناهض لتلك الجريمة ودافع قوي ومهم للبحث عن القتلة، والإعلام وحده هو من يستطيع ان يقوم بمثل هذه الأعمال ان تحلى بالمسئولية والشرف، الإعلام يستطيع أن يبرز قضية ما، ويستطيع أيضا لو تجاهلها عن عمد ان يقضي عليها في مهدها.
مقتل الشاب عمر محمد الذي اعدم بتهمة الإلحاد من قبل جماعات دينية متطرفة، كان له وقع كبير على بقعة شاسعة من الوطن العربي، وتم تداول مقولاته وصوره بطريقة كبيرة، واثار الكثير من الرفض لهذا النوع من التعامل مع الاختلاف، إلا الصحافة الورقة والإلكترونية في عدن، فقد تجاهلت هذا الأمر، والبعض أورده بكثير من الاستحياء دون أن يذكر سبب القتل او الجهة المتورطة بهذا العمل البشع، اما عن المقالات التي بحثت في هذا العمل بشكل حيادي أو عميق لم يسمح لها بالنشر ، بينما ظهرت مقالات تدين الإلحاد والارتداد عن الإسلام كنوع تبريري لهذا الجريمة الغير أخلاقية.
تجاهل الإعلام الجنوبي المتعمد لمثل هذه الجريمة يمثل انعكاس طبيعي لما هو عليه المجتمع في عدن، فالصحفي والمحرر وصاحب الجريدة هم نتاج المجتمع ويحملون ذات الأنماط الفكرية التي يحملها المجتمع، لذا نحن نتحدث هنا عن صحافة تقليدية تعكس بالضبط ما يفكر ويؤمن به المجتمع في عدن، وللأسف وحتى اللحظة لم تبرز صحافة متميزة ومختلفة تحمل هم الفكر والثقافة والتنوير، فكل ما هو موجود هو انعكاس رتيب لما يفكر به الانسان العادي هناك.

وعليه هل تعرفون ماهي الصحافة التقليدية ، انها تلك التي عندما يقتل شاب بتهمة الإلحاد وبطريقة رجال العصابات حيث يتم اختطافه وإطلاق الرصاص على وجهه ثم إلقاء جثته بأحد الأزقة ، فأن الصحافة التقليدية هنا لا تتجاوز دورها البسيط بنقل الخبر مع التذكير بأن الإلحاد عمل مخالف للشريعة، ثم تغلق هذا الملف نهائيا دون السماح لأية مقالة او كاتب بالتعبير عن رأيي آخر، هذا ما فعلته الصحافة العدنية في أكبر سقوط أخلاقي لها، أنها تؤكد بأن المجتمع العدني ما هو إلا مجتمع ديني منغلق يميل إلى التطرف او الى تفهم وتبرير الأعمال المتطرفة .
يكذب الصحفي أو صاحب الصحيفة عندما يتحجج بالخوف، فالإعلام هي مهنة المتاعب، وهو يعرف ذلك جيدا، و لكن وعلى ما يبدو ان قناعاته الدينية هي من تمنع مقالة تنتقد هذا التطرف وتضرب في جذوره وتمنح المجتمع زاوية لأخرى لكي يرى الجريمة بشكلها البشع الحقيقي والغير تبريري ، هذه القناعات ليست بالضرورة ان تكون متطرفة تحمل ذات الأفكار التي تحملها القاعدة أو داعش، ولكن ومن المؤكد أنها معتدلة وتخشى ان تتطرق تلك المقالات التي تنتقد جريمة القتل إلى انتقاد ضمني للدين، حيث يصر المعتدلون دائما بأن الإسلام بريء من تلك الأعمال وان من يقوم بالخطف والقتل والتكفير لا علاقة لهم بالدين، وهذا الدفاع الجداري يصد ويحمي معه تلك المنظمات الدينية الإرهابية بشكل أو بآخر.
لكن يبقى حجب قضية بشعة وحقيرة كاتلك التي حدثت للشاب عمر محمد هو أمر لا يمكن تبريره بالنوايا الحسنة ابدا، وستظل وصمة عار في جبين إعلام جبان ومهادن ولا يقوم بدوره كما ينبغي.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل عمر محمد
- الزيدية في أبشع صورها
- ماذا يعني إغتيال محافظ عدن
- اذا ما الحل يا أنصاف مايو ؟
- كيف أصبح العدنيون دواعش ؟
- اما ( الإمارات ) وإما ( الإصلاح وداعش )
- الشعب وبحاح
- هل تجتمع دولة مثل الامارات مع تنظيم ارهابي في مكان واحد ؟
- داعش داخل جامعة عدن
- علمانيون من اجل الجنوب العربي
- حل الأحزاب في الجنوب العربي خطوة لها ولا عليها
- ما حدث في العراق هل سيتكرر في الجنوب العربي
- لماذا العلمانية ضرورية للجنوب العربي
- علمانية الجنوب العربي خط أحمر
- لماذا خانت قبائل حضرموت
- ما بعد العاصفة يكون الجنوب او لا يكون
- مالا يفهمه بعض الجنوبيون
- عاصفة الحزم، هي طوق النجاة الأخير
- حتى الموت نرفضه ......فقط سننتصر
- يا هادي تحدث حتى اراك


المزيد.....




- إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق ...
- السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
- كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد - ...
- كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا ...
- خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري ...
- شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
- أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
- أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
- الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود ...
- الى الأمام العدد 206


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - تواطؤ الأعلام العدني في مقتل عمر محمد