أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر أحمد - علمانية الجنوب العربي خط أحمر














المزيد.....

علمانية الجنوب العربي خط أحمر


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 27 - 10:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماذا يعني أن تكون علمانيا، وهل هنالك طقوس معينة أو أدعية يجب ان تتلى كل صباح، وما هي العلمانية هذه التي باتت تتكرر على كل لسان وكأنها عدوى تنتشر في الأجواء، ثم أخيرا هل بالإمكان أن أكون علمانيا وانا مؤمن بدين سماوي معين فأنا لا أرغب بالتفريط في ديني.
قد يرى البعض هذه الأسئلة ساذجة إلى حد عدم التفكير بالرد عليها او حتى مناقشتها، بينما يرى صاحب هذه الأسئلة أنها هامة جدا، وينتظر بفارغ الصبر ان يجد إجابة عليها حتى يشبع فضوله ونهمه بهذه القضية ، وعليه فأن تكرم الرجل المدني بشرحها ، عندها سيكون قد أنصف قضيته، وان تجاهلها ، فهنالك ولا شك من ينتظر بفارغ الصبر أن يجيب عليها ويملاء الفراغ هذا الذي سيتقبل أي مادة ان تملأه ، فتلك الأسئلة تدل على ان صاحبها لا يملك ادنى فكرة عن العلمانية ، وان أية إجابة ومهما كانت ، فهي ستترك اثرا فكريا عميقا لديه ، وقد يستخدمها و يجادل المختلفون معه بهذه القضية من خلال تلك الإجابات التي تحصل عليها.
نحن شعوبا لا تقرأ، لذا نلجأ إلى طرح الأسئلة السريعة على أمل الحصول على إجابات مختصرة تغنينا على مجهود القراءة الطويلة لكتب مملة ولا صور جذابة بداخلها.
لذا علينا أن نمتلك رحابة صدر حتى نستوعب مثل تلك الأسئلة، وان نتوقع تكرارها بشكل دائم ومستمر ، وخاصة إذا عرفنا بأن سبب طرح تلك الأسئلة يعني أنه هنالك غياب للطرف الديني المناهض للفكر العلماني مما انتج فراغ يجب أن يستغل بطريقة معتدلة، مع التأكيد على ترك مساحة ذهنية وعقلية للمتلقي حتى يختار ما يريده دون ان تفرض عليه قناعات بطرق ملتوية ، فنحن نختلف عن ذوي الذهنيات الكهنوتية، فاحترام العقل وحرية القرار تقع ضمن صميم مبادئنا ، بينما هم يعتبرون أن هذه الأمور غير مستحبة وبل و مكروهة ، لذا هم يلجئون للترغيب والترهيب حتى يجبروا الأخرين على أتباع أفكارهم في كثير من الأمور الحياتية .
لذا علينا أن نقول، بأن العلمانية ليست دين أو معتقد، ولا يوجد لديها إلها مقدسا يطلب من الآخرين آداء الفروض له ، ولا توجد أية التزامات يومية تجاهها ، كما أنها لا تطلب منك أبدا التحرر من ما تؤمن به من دين أو معتقد، إلا من ثقافة الإقصاء والكراهية والتحريض على العنف، فالعلمانية هي مساحة شاسعة تتسع باتساع الوطن لتتقبل الجميع بمختلف مشاربهم تحت مظلة متساوية ولا تسمح لطرف أن يعلوا على طرف آخر باسم الدين أو المذهب أو العرق أو المنطقة، فتلك ما لا يمكن قبوله في النهج العلماني.
وللعلمانية شقها السياسي الهام والأساسي، وهي رفضها للتدخل الديني في الشئون السياسية، كون العلمانية تستمد قوانينها من الإرث الإنساني التراكمي والقابل للزيادة حسب مقتضيات العصر، بينما الفكر الديني يستمد قوانينه من العصر الماضي دون قبول فرضية أن الوقت تغير وان الإنسان تطور وأستطاع ان يقتحم أغوارا ضيقة وفضاءات شاسعة، فما كان ينظم حياته قبل الف عام ، بالتأكيد لا يصلح أن ينظمها في هذا العصر، كما أن الفكر الديني أن تدخل في الشأن السياسي، فهو لا يضمن إطلاقا حماية الأديان والمذاهب الأخرى المختلفة عنه ناهيك عن الاعتراف بها كديانات ، بل أنه يصفها دائما بالمبتدعة أو المحرفة أو الوضعية، بينما العلمانية لا يمكن لها ان تكون علمانية ما لم تقم بحماية اية معتقد أو فكر والاعتراف به كحق وجودي للإنسان وأن من حقه أن يزاول كل ما يؤمن به دون أن يتعرض للتحريض أو الإقصاء، مع ترك مساحة لدعوة الآخرين بما يؤمن به ضمن نطاق القانون وفي اطر سلمية بحتة.
نحن في الأخير أمام خياران لا ثالث لهما، وهو أما أن نقيم دولتنا العلمانية وبشكل صريح ولا لبس فيه، او نقبل بحالة ألا دولة وألا نظام وألا قيام مؤسسات مدنية حقيقية، فأنصاف الحلول لا تؤدي إلا إلى حالة من الشلل والفساد والفوضى ، ونحن لا وشك قد أتخمنا فوضى وفسادا وضياعا.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا خانت قبائل حضرموت
- ما بعد العاصفة يكون الجنوب او لا يكون
- مالا يفهمه بعض الجنوبيون
- عاصفة الحزم، هي طوق النجاة الأخير
- حتى الموت نرفضه ......فقط سننتصر
- يا هادي تحدث حتى اراك
- قضية الجنوب العربي ...قضية يرثى لحالها
- رحلة في عقل عبد الملك الحوثي
- هكذ فشل الحراك السلمي الجنوبي وهكذا سيبقى فاشلا
- الأرهابي علي عبدالله صالح
- حاجات مبتذلة
- لماذا مبادرة الحوثي تجاه الجنوب مرفوضة
- خمسة وعشرون فصيلا جنوبيا يتحد .....هنا الفضيحة
- أنفصال الجنوب اليمني الان وليس غدا.
- المغول في صنعاء
- اطلاق رصاصة الرحمة على البيض
- الخطوة الإستباقية للسعودية في اليمن
- عبد الملك الحوثي أنت رجل شرير
- الدين السيء هو الدين المسيس
- العلمانية إذ تلقي طوق نجاتها


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر أحمد - علمانية الجنوب العربي خط أحمر