أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر أحمد - لماذا العلمانية ضرورية للجنوب العربي














المزيد.....

لماذا العلمانية ضرورية للجنوب العربي


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 30 - 18:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الثورة الشعبية التي قامت في صنعاء عام 2011م ضد النظام السائد آنذاك والمكون من تحالفات أخطبوطية عدة ومتشابكة اختلط بها القبلي مع الديني مع العسكري الفاسد، مما أنتج توليفة سيئة المظهر والأداء، كانت أهم أهداف تلك الثورة هي إقامة دولة مدنية مبنية على العدالة والمساواة وصون الحريات سواء كانت حريات فكرية او دينية أو شخصية، هتفت الجماهير بحلمها، وبحلم خلق كيان جديد يأتي من رحم المعاناة بعد أن تتطهر من ذلك الجسد المترهل والذي حكم البلاد ما يقارب الثلاثة والثلاثون عاما.
لم تنجح الثورة الشعبية، وتمت أكثر من قيام ثورة مضادة لإنهائها وسحقها، الأولى قادها تنظيم الإصلاح بشقه الديني والقبلي وكان انقلابا سلسلا وناعما اتجه نحو الأسلمة الشاملة ووضع اليد الجبرية على كافة الوزارات وإقصاء ما دونهم، والثانية قام بها الحوثي لينهي على ما تبقى من أمل، مما خلق قناعة بأن الدولة العصرية والمدنية هي دولة لا مكان لها في الوعي الشمالي ، وأنها تمثل كارثة عليهم وعلى قيمهم ومعتقداتهم، لذا هم أدخلوا البلاد في محرقة راح ضحيتها عشرات الالاف ، ومازال الحبل على الجرار حتى كتابة هذه المقالة.
في الجنوب، نحن على عتبة مرحلة جديدة، مرحلة تكاد تعلن عن فرصة ذهبية وتاريخية حيال وضع الأسس المتينة للدولة المنتظرة، فأن استطعنا استغلالها، فأننا ولا شك سننجو، وإلا فأن الدوامة القاتلة تنتظر الجميع وهي مستعدة للحضور متى ما تم إستداعها.
قد يقول قائل: ما ضرر الدولة الدينية، اليس كل الشعب في الجنوب العربي متجانسون دينيا ومذهبيا، وتكاد تكون شبه خالية من اية أديان أخرى.
أمام هذا السؤال، تكمن كل الإشكالية، فمادام الشعب مسلم ومتجانس، ولديه قناعاته الدينية التي لم تهتز منذ دخل الإسلام إلى هذه البقعة من الأرض، فأي معنى يكون لحكم إسلامي بين شعب مسلم، واي معنى يكون للدعوة الإسلامية في وسط شعب مسلم، لا معنى إلا ان هذا الشعب ليس مسلما كفاية ولذا وجب علينا ان نقيم دولة دينية تعلمهم دينهم وصلاتهم وصيامهم وتراقبهم في كل تصرفاتهم، اليس الأمر كذلك، اليست الدولة الدينية لا تعني إلا هيئة لملاحقة الناس وحثهم بالقول وباليد على أداء طقوسهم وكأنهم جماعات ضالة مستعدة للإنحراف الديني متى ما تم رفع عين الرقيب عنهم.
ما لا يعلمه دعاة الدولة الدينية، هو أن مراقبة الناس في خصوصياتهم هو الانتهاك الأول لحرياتهم الشخصية، وان النظام الأبوي، هو في حقيقته نظام ديكتاتوري مستبد.
نعم قد يكون المجتمع الجنوبي هو مجتمع مسلم ومتجانس، ولكن هل الأحزاب الدينية كذلك، فهنالك بون شاسع بين الدين الأخواني والسلفي والصوفي، وبطبيعة تلك الأحزاب، فهي لا ترى إلا طريقتها التي تعتبر وحسب وجهة نظرها السبب في كونها الفرقة الناجية الوحيدة من بين باقي الفرق الدينية مما يدخل المجتمع في صراع جدلي وتاريخي عقيم ولا ينتهي، ويكون دائما هذا الصراع على حساب التنمية والحريات الشخصية وقمع الأدوات الإبداعية.
علينا أن نبدأ من حيث أنتهى الآخرون، ولا نرغب بإعادة تجربة إيران أو طالبان او داعش، فتلك النماذج تمثل الوعي الديني، ومهما انكرت باقي الأحزاب الدينية صلة تلك التجارب بالدين، فهي وفي الحقيقة تنهل من ذات المرجعية التاريخية وتستقي قيمها منها، فتنظيم الأخوان المسلمين او السلفية بشقيها الدعوي والجهادي وحتى الصوفية ترى في القرآن المرجع الأول والأساسي للعمل السياسي، وهذا بالضبط منهل داعش وطالبان والقاعدة وإيران، إنه المنهل الذي طالما تم إقحامه في امر هو تحاشى الخوض به، فلم يرد نص في القرآن يخبر المسلمين بأن حكومتهم يجب ان تكون من رجال الدين الملتحين، ولم ترد آية واحد تنظم هذا الأمر حيال الحكم وانتقال السلطة وطريقة اختيار الوالي أو الخليفة، كلها أمور أهملت عمدا حتى لا تقيد المسلمين بزمن واحد وتدخله ثلاجة التاريخ.
الجنوبيين لديهم وعي عالي بخطورة تلك التنظيمات الدينية على نسيجهم الاجتماعي، وقد عانوا كثيرا من التكفير ووصفهم بالمجتمعات المنحلة وبعدم الغيرة على نسائهم، الشعب في الجنوب لديه قناعة بأن أي تنظيم ديني سياسي ما هو إلا حصان طروادة لسلب حقوقهم التي اكتسبوها في فترة ما قبل الوحدة، وهو ما يسعون حاليا لاستردادها ضمن المعاصرة والمدنية ودولة النظام والقانون.
أهمية العلمانية في الجنوب العربي تماثل أهمية تحقيق فك الارتباط، فهما صنوان لا يمكن لهما أن يفترقا، لأنه وأن حدث وخسرنا العلمانية، فنحن ولا شك سنقع تحت حكم ديني مبطن، مما يعني نظرة أممية على حساب المواطنة والعدالة، ودخول معارك إقليمية وتاريخية نحن في غنى عنها، وأخيرا الغاء اية فرصة لقيام ديمقراطية حقيقة في ارض الجنوب العربي.
نريد العلمانية كما نريد الهواء والطعام والتعليم والعلاج لأبناؤنا، فأن تنازلنا عن أمر واحد منهم، فهذا لا يعني إلا انفراط السبحة وتساقط حباتها في كل الاتجاهات.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علمانية الجنوب العربي خط أحمر
- لماذا خانت قبائل حضرموت
- ما بعد العاصفة يكون الجنوب او لا يكون
- مالا يفهمه بعض الجنوبيون
- عاصفة الحزم، هي طوق النجاة الأخير
- حتى الموت نرفضه ......فقط سننتصر
- يا هادي تحدث حتى اراك
- قضية الجنوب العربي ...قضية يرثى لحالها
- رحلة في عقل عبد الملك الحوثي
- هكذ فشل الحراك السلمي الجنوبي وهكذا سيبقى فاشلا
- الأرهابي علي عبدالله صالح
- حاجات مبتذلة
- لماذا مبادرة الحوثي تجاه الجنوب مرفوضة
- خمسة وعشرون فصيلا جنوبيا يتحد .....هنا الفضيحة
- أنفصال الجنوب اليمني الان وليس غدا.
- المغول في صنعاء
- اطلاق رصاصة الرحمة على البيض
- الخطوة الإستباقية للسعودية في اليمن
- عبد الملك الحوثي أنت رجل شرير
- الدين السيء هو الدين المسيس


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر أحمد - لماذا العلمانية ضرورية للجنوب العربي