أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - ... أَفِي اللَّهِ شَكٌّ!!! ...؟؟؟ (تصحيح مفاهيم B):















المزيد.....



... أَفِي اللَّهِ شَكٌّ!!! ...؟؟؟ (تصحيح مفاهيم B):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5143 - 2016 / 4 / 25 - 14:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تكملة لما بدأناه في موضوعنا السابق والذي كان بمثابة تصحيح مفاهيم مغلوطة يحاول بثها بعض المغرضين المحاربين لله وكتبه ورسله, الذين يضيق صدرهم من ذكر الله الذي وثق حالهم المرضي المزمن هذا فقال في محكم التنزيل بسورة الزمر: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ 45).

كما قلنا سابقاً فإن الأخ وليد حنا بيداويد دائماً هو أول المعلقين,, ولم يتفق يوماً واحداً أن جاء له تعليق في أصل الموضوع, فإما أنه لا يقرأ أساساً, أو أنه لا يفهم ما يقرأ, أو لعله غير معني بالحقائق فهو يعتبر الموضوع (أي موضوع) فرصة ومدخل للسباب والشتم والإتهامات الباطلة وتجديد العهد مع وليه بأنه يحمل لواء الحرب مع الله الخالق الحق - وتعليقه يحمل الرقم 1 في الغالب إن لم يكن دائماً – وقلنا إنه قد ضمَّن تعليقه الأول أسئلة غريبة وسخيفة للغاية تنص على الآتي:
بشاراه أحمد – وليد حنا بيداويد:
1. ماهو تعريفك لله، ذلك غير المرئى الذى لم يظهر ذاته الا مرة؟
2. نعم ان المسيح هو الله المتجسد الحى وحده ابد الدهور روح الله الحى وكلمته،
3. المسيح قال بنفسه انا والاب واحد فمن رانى راى الاب فى السماوات وليس بغيرى يمكن ان يدخل الى السماوات،
4. لا احد راى الاب فى السماوات وانما انا هو الاب والاب فى،،
5. فقد كان الكلمة والكلمة عند الله الحى ابد الدهور,
6. فيما يخص انتقادك الدائم لغير الذين يؤمنون بالهك انت لان الهك يختلف عن اله الاخرين.

ثم إنتقل إلى إستطوانته المشروخة وعقدته المزمنة, فقال لنا:
7. ولكن دعنا من هذا السجال قل يا بشاراة فيما يخص انتقادك انا اقول لك انت من يعبد الاصنام واوله الحجر الاسود واود ان تعلق قليلا لماذا تكون صلاة المسلمين باطلة اذا لم توجه الى الكعبة والكعبة هى مكان حفظ الاصنام من اللات والعزى والمنات الثالثة الكبرى وغيرها؟
8. هل شاهدت الفديوهات عند التدافع عند الحجر الاسود فهل الله ظاهر هناك وهل ذلك الحجر الاسود قد شفى احد من المرضى واولهم انت مثلا؟
9. كيف لك ان تبرر هذا هل هناك عقل مفقود؟
10. طامتك كبرى تحاول تجميل الصور والتاريخ فانت غير قادر مهما حاولت ذلك،
11. اليس يسوع هو الديان بدليل نبى الاسلام واعترافه ام انك تحاول التهرب)؟
12. لطفا قل لنا من هو الديان؟

وقد رددنا على ستة من هذه الأسئلة الجوفاء ردوداً موجعة ماحقة أطاشت صوبه لتضمنها القول الفصل في أوهامه التي أصبحت هباءاً منثوراً أمام ناظريه, ولم يستطع حتى الآن وإلى أن يلقى الله "كادحاً كدحاً" أن يعلق بشيء ينفيها أو يغيرها لأنه لا يملك المرجعية أو المعلومة التي تقوى على الوقوف أمام الحقيقة والحق والمنطق. أما الآن فإننا سنواصل تفنيد وتحليل ما بقي من أسئلته حتى لا نترك وراءنا نتوءات في طريقه الملتوي المائل. فنقول وبالله التوفيق.

سابعاً: قال لنا بدون مقدمات ولا رابط: (... ولكن دعنا من هذا السجال قل يا بشاراه فيما يخص انتقادك انا اقول لك انت من يعبد الاصنام واوله الحجر الاسود واود ان تعلق قليلا لماذا تكون صلاة المسلمين باطلة اذا لم توجه الى الكعبة والكعبة هى مكان حفظ الاصنام من اللات والعزى والمنات الثالثة الكبرى وغيرها ...)؟

نقول له ما يلي:
دعك الآن من قبلة المسلمين, سنعود لها بعد أن نتعرف على قبل أهل الكتاب يهود ونصارى, وعليك أن ترد على سؤالك بنفسك:
1. لماذا يتجه اليهود في صلاتهم إلى المغرب, علماً بأنه لا يوجد مغرب واحد وإنما "مغارب"؟؟؟

2. ولماذا يتجه النصارى إلى المشارق؟ ..... وما علاقة التوجه إليه بالشمس "تحديداً", هل هي عبادة لها أم تقديس لاهوتي,,, أم ماذا؟؟؟

3. ما سر ظهور هالة قرص الشمس من حول الرأس من صورة يسوع, هل هذا تقديس لها يبلغ درجة العبادة؟ ..... خاصة وأن يسوع هذا معبود من دون الله تعالى أو شرك به؟

4. مذا يعني شنودة الثالث بقوله: (إننا نبني كنائسنا متجهة إلي الشرق. ونصلي ونحن متجهون إلي الشرق، لأن الشرق يوجه قلوبنا إلي تأملات نعتز بها، حتى أصبح بالنسبة إلينا رمزا. وأيضا من أجل أهمية الشرق في فكر الله كذلك، فإن كان الله قد اهتم به، فلنهتم به نحن أيضًا. أليست هذه إعترافات سافرة بقدسية لاهوتية لجهة من الجهات الأربع, والواقع أن كثير من المتجهين نحو الشرق أو الشمس يخفق قلبهم إجلالاً وإكباراً لها كما يقول شنوده.

5. في سفر ملاخي, إصحاح 4, يقول: (2- وتشرق لكم، أيها المتقون لآسمي، شمس البر، والشفاء في أشعتها، فتسرحون وتثبون كعجول المعلف،
لماذا تفعلون هذه الأفعال وتقدسون جهة من الجهات ونجم من النجوم؟؟؟ ..... هل هذه عبادة لغير الله تعالى أم هي عملية تنظيمية حتى يتجه النصارى إلى وجهة واحدة فقط من دون تقديس لا للجهة ولا للشمس؟؟؟
ولكن هل إلتزم النصارى بهذه العملية التنظيمية فقط أو أضافوا قدسية مبالغ فيها لدرجة أنهم أضافوها خلفية وراء الرأس من صورة يسوع وإلى منارات الكنائس؟

6. ولا تنسى أنه لا يوجد مشرق واحد فقط في الكون, وإنما هناك مشارق كثيرة, وبالتالي فالنصارى لهم قبلات بعدد المشارق واليهود لهم قبلات بعدد المغارب, (هذه نقطة هامة يجب عليك تذكرها دائماً).

7. الصليب, عبارة عن قطع - من الخشب أو المعدن - متقاطعة, على الرغم من أنها ليست ذات صلة بالعقيدة وليست مذكورة في الإنجيل, لأنها متبدعة,, ومع ذلك نجد لها قدسية عالية لدى النصارى, لدرجة وضعها في منارات الكنائس بحيث تكون في أعلى جزء منها, ثم نجدها في كل شيء حتى الأعلام والشعارات,,, الخ. وقبل هذا وذاك نجدها معلقة في الصدور ومعانقة للشفاه والجباه مع العبرات والدموع والآهات. أليست هذه عبادة وثنية لا يختلف عليها إثنان؟؟؟ .....

8. لاحظ أن بها صورة مبهمة منحوتة تحكي وثناً أو صنماً ينظر إليه على أنه إلهٌ بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى, بل النصراني الذي يتمامل معها يقول عن الصورة إنها ربه الخالق الديان. أليست هذه وثنية من الدرجة الأولى والعيار الثقيل؟؟؟

معنى هذا:
1. أنك تتجه إلى (المشارق) كقبلة من عدد لا حصر له منها, وليس لك قبلة واحدة, وبالتالي ينتفي التوجه إلى قبلة واحدة يتواطأ عليها النصارى جميعاً أو اليهود جميعاً.

2. أن وثنيتك مؤكدة بكل المراجع, ولا تستطيع أن تنكرها أو تأول واقعها إلى غيره, فإتجاه القبلة بقدسية, والنظر إلى الشمس بقدسية إرتبطت بيسوع مباشرة فلعلها نالت قدسيته, والتعامل مع الصليب بقدسية وعبادة, وأخيراً جعلتم بشراً شريكاً مع الله, بل جعلتموه الله الخالق الديان (تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا). فأنت وثني حتى النخاع,, وبكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ومفهوم ودلالة. ولا تنسى أنك بهذا تخالف كتابك المقدس تماماً.

الآن نعود إلى سؤالك عن الكعبة المشرفة, فنقول وبالله التوفيق:
1. القبلة تحكي وتجسد "تنظيمياً" التوحيد في التوجه, فهي بمثابة المركز الموحد من الدوائر المتداخلة المشتركة في مركز واحد, فمهما إبتعد محيطها عنها فإن أنصاف الأقطار لا بد من أن تلتقي بالمركز, فكل مسلم هو بمثابة نقطة على محيط دائرة من هذه الدوائر المتحدة المركز, فإنْ إتبع المسلم الصراط المستقيم كان مرتبطاً إرتباطاً مادياً بالمركز.

لأنه يمر على نصف قطر دائرته بدون إنحراف عنها, وبالتالي يكون مشتركاً مع غيره في التوجه, وهذا يعني أنه يتجه إلى قبلة واحدة وليس إلى قِبْلات عديدة بتعدد المشارق أو المغارب كما هو الحال مع اليهود والنصارى.

2. فإن إلتقى كل المسلمين (بالإيمان) عند نقطة واحدة على الأرض,, فإن العامو منها يوصل إلى رب وإله واحد هو رب العرش العظيم, لذا عندما يحجون أو يعتمرون يكونون قريبين من المركز فيجتمع الأخ بأخيه من كل بقاع الأرض ليشهدوا بعالمية الدين الإسلامي الذي جمع الآسيوي مع الأفريقي مع الأوروبي, مع الصيني والكل ينشد ويقول: (لبيك أللهم لبيك,, لبيك لا شريك لك لبيك,, إن الحمد والنعمة لك والملك,, لا شريك لك).

3. وجواب على سؤالك,, لماذا الكعبة بالذات؟؟؟ ..... نقول لك لأسباب عديدة,, فهي أول بيت وضع للناس لعبادة الله, لذا يجب أن يكون هذا البيت "بالذات" عامراً بالعبادة الدائمة المستديمة المستمرة المكثفة,,, التي وضع هذا البيت من أجلها ولا تنقطع عنه أبداً ليلاً ونهاراً. وأن يُعمره كل ولد آدم - من الذين من الله عليهم بنعمة الإسلام وأنار قلوبهم بالإيمان. فالكعبة تشهد بعالمية الإسلام, العالمية التي يستحيل أن تكون لأن دين آخر غير الإسلام.

ولأن به معالم كثيرة تاريخية منها مثلاً مقام إبراهيم الخليل أبو الأنبياء, وهذا المقام يذكر الناس دائماً وأبداً بمعايير الجودة الشاملة التي كان رائدها وأول من قام بها من الخلق هو خليل الرحمان إبراهيم, الذي كان مبالغاً في الطاعة والإلتزام فما أن أمره الله تعالى بأن يرفع القواعد من البيت إلَّا وبادر بالإستجاب لربه فرفعها هو وإبنه - جد المصطفى - إسماعيل الذبيح. كيف لا وقد إستجاب لربه وتل إبنه للجبين تنفيذا للرؤيا ولكن الله فداه بذبح عظيم.

ولم يكتف برفع القواعد بقدر ما إستطاعه وبلغته يداه علواً, بل فكر في أن يتحرى وسيلة يرفع بها البيت بقدر أكبر فجاء هو وإسماعيل بصخرة هي (مقام إبراهيم), ليرقى إليها ويرفع البيت زيادة بقدر إرتفاعها (ما دام الله يريد رفع القواعد من بيته الحرام), فكان ذلك العمل آية يقف عندها المسلمون ويصلون شكراً لله على أن وضع لهم رمزاً يحتذى في (الإحسان) والتجويد في كل عمل يراد به وجه الله تعالى إن كان للدنيا أو الآخرة.

4. أما قولك: (... لماذا تكون صلاة المسلمين باطلة اذا لم توجه الى الكعبة ...), هذا دليل على أن عبادة المسلم منظمة ودقيقة لأبعد الحدود ولها شروط لا بد من توفرها حتى يقبل الله هذه العبادة,, فإذا كان التوجه إلمطلوب هو بلوغ المركز الذي تلتقي عنده كل النقاط التي على المحيط مهما إتسعت دائرته وبعدت نقاطه عن الهدف, فمن سلك الصراط المستقيم (الإسلام – نصف القطر), بلغ نقطة الهدف وهي المركز, وهذه هي الوسطية.

ومن تفرقت به السبل لن يصل إلى المركز, تماماً كالوتر بالدائرة فإنه لا يمر بمركز الدائرة, لأنه منطلق من نقطة طاش توجهها فضلت السبيل فتفرق به السبل,, وذلك هو الضلال المبين.
قال تعالى في سورة البقرة: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ 143).

(قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ 144),
(وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ 145). فالقبلة هي الضابط للتوجه فمن إنحرف عن مسارها ضل وغوى وهلك.

5. أما حديثك عن الحجر الأسود,, فهذا دليل على الجهل أولاً ثم غيبة الفطنة والمصداقية والأمانة العلمية ثانياً,,, فالحجر الأسود لم يضعه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من عنده. بل ولم يضعه الجاهليون عبدة الأصنام,, فهو جزء من البيت العتيق منذ أن وضعه الله تعالى كأول بيت لعبادته على الأرض. فعندما وضعت الأصنام في البيت كان الحجر الأسود هناك, وعندما أزيلت عن البيت كان الحجر الأسود هناك.

هل رأيت مسلماً قط "عالماً أو جاهلاً" توجه إلى هذا الحجر أو إلى الكعبة أو أي منسك من مناسك الحج فقال له (ياربي أغفر لي أو أعطني أو وفقني.... الخ)؟؟؟. وهل رأيت مسلما قط علق صورة الحجر الأسود على صدره, أو وضعها في أعلى مئذنة أو منارة بالمساجد كما يعمل النصارى بكنائسهم وصدورهم وقبورهم؟؟؟

لا تنسى أن كل مناسك المسلم (موثقة documented), قرآن كريم وسنة نبوية مكتوبة ومفصلة تفصيلاً دقيقاً,,, فإدعائك (تبليط للبحر) لا أكثر. كل من هذه المناسك إنما هي إحياءٌ وتذكرة لأساسيات عقدية متعلقة بالأنبياء والمرسلين, فالسعي بين الصفا والمروة من شعائر الله تُذَكِّرُ الناسك بما عانته أم نبي الله إسماعيل الذبيح, وهو رضيع وسعيها بين هذين الجبلين أشواط وأشواط باحثة عن عون, فكان المعين ربها ورب نبيه الكريم إسماعيل, وكيف أن الله تعالى فجر تحت قدمي نبيه إسماعيل إبن خليله إبراهيم, فكانت زمزم.

6. أما قولك: (... والكعبة هى مكان حفظ الاصنام من اللات والعزى والمنات الثالثة الأخرى وغيرها ...), فهذه الخيبة ذاتها وعظيم المأخذ والفضيحة التي تحسب عليكم أنتم أهل الكتاب بعهديه, إذ أنكم فرطتم في بيت الله الحرام, مسجد أبو الأنبياء إبراهيم الخليل للمشركين حتى إستهان بكم المشركون فوضعوا أصنامهم حوله, تحت سمعكم وبصركم, وسيكون ذلك حجةً عليكم أما الخلاق العليم يوم الدين, وقد إئتمنكم الله عليه ولكنكم فرطتم فيه كما فرطتم من قبل في التوراة والإنجيل, وإستبحتم دماء الأنبياء والمرسلين لأنكم حقيقة عبدتم آلهة إفكا من دون الله (أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين)؟؟ فما الفرق بين بعل وهبل؟؟؟ ..... قال تعالى: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة).

فقبل الإسلام كانت رعاية بيوت الله ودين التوحيد تحت مسئوليتكم التي خبتم فيها وخاب سعيكم, أما عندما جاء الإسلام ونبي الإسلام لم يبق لها وجود هناك بعد سورة الإخلاص, وقد أخفاها الله تعالى تحت رعاية وجهاد وثبات محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين, آخر ذرية الإصطفاء الثالث "آل إبراهيم", فأصبح لا يعبد في ذلك البيت إلَّا الله وحده لا شريك له تماماً كسيرته الأولى. فيا له من خزلان وفضيحة لكم أنتم أهلها ومصدرها ومستحقيها.

7. أما قولك لنا: (... هل شاهدت الفديوهات عند التدافع عند الحجر الاسود فهل الله ظاهر هناك وهل ذلك الحجر الاسود قد شفى احد من المرضى واولهم انت مثلا؟ ...).
نقول لك في ذلك: نعم لقد شاهدت الفيديو والقنوات والفضائيات, بل لقد ذهبت بنفسي هناك مرات ومرات,, وقد سعيت لأن أستلم الحجر (أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم), ولكنني في كل المرات التي ذهبت فيها هناك لم يتيسر لي أن أبلغه فإكتفيت بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم بعدم التدافع الذي تراه في الفيديو, وقد وجه بإستلامه إن وجد لذلك سبيلاً (بدون تدافع), ومن لم يستطع (رفع يده اليمنى وقال: بسم الله, الله أكبر) ثم واصل طوافه للشوط الثاني, فهو إيذان بنهاية شوط الطواف وبداية الشوط الذي يليه.

فالتدافع عند الحجر الأسود ليس لعبادته كما يظن الجهلاء أو يدعي المتربصون المجرمون وإنما لشدة حرص العامة على إتمام كل مناسك حجهم بالتمام والكمال دون الوقوع في أخطاء قد تكون مخلة بالمنسك, فكلما قل التفقه لدى العامة كلما زاد الحرص ونتج عن ذلك التدافع. خاصة وأن هذا النسك هو فرض على المؤمن, وأدناه مرة واحدة في العمر, ولا ننسى أن الحجاج يأتون من كل فج عميق ويقطعون المسافات الطويلة ويبذلون الجهد والمال والأشواق لتحقيق هذه الغاية التي عند الكثيرين هي أمنية حياتهم الوحيدة. فلا تصطاد في الماء العكر لن تستطيع أن تبلغ بوع طفل رضيع.

8. تقول لنا: (... كيف لك ان تبرر هذا هل هناك عقل مفقود ...)؟ نقول لك, وهل الذي ينسب الخلق كله للخالق هو صاحب العقل المفقود أم ذلك الغبي الضال الساجذ الذي يعبد بشراً مثله, يأكل الطعام ويشرب الشراب ويحدث الحدث وينعس وينام ويمرض ويموت ...), ثم بعد ذلك يقول عنه (الله الخالق الديان),,, فهل الذي يعبد الأشياء هو صاحب العقل أو ذلك الذي يعبد الله الواحد الأحد فاطر السماوات والأرض رب العرش الكريم؟؟؟

9. تقول لنا: (... طامتك كبرى تحاول تجميل الصور والتاريخ فانت غير قادر مهما حاولت ذلك ...). فنقول له: إن محاولة تجميل الجميل المكتمل الكمال يفسده,, فكيف بي أن أحاول تجميل ما جعله الله نعمة كاملة بقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً), فطامتك الكبرى أنك لن تبلغ هذا المقام لتستوعب هذا القدر الكامل من الجمال أبداً.

أما التاريخ فلن أجمله وسأترك ذلك لك لعله ينسجم مع تخصصك في تجميل الموتى وتمجيدهم, فالتاريخ عبارة عن أحداث بانت وإندثرت, فنحن نأخذ منها العبر ونجمل بها المستقبل حتى يبلغه نور الإسلام الساطع الذي يؤدي إلى الورع والتقوى, أما أنتم فلكم مآخذ وشواهد في التاريخ يندى لها الجبين.

10. تقول لنا: (... اليس يسوع هو الديان بدليل نبى الاسلام واعترافه ام انك تحاول التهرب)؟
نقول لك,, كذبت والله يشهد إنكم لكاذبون مفترون,,, قل لنا أنت على أي شيء تعتمد في إدعائك الكاذب هذا؟؟؟ ..... ها أنا ذا أقول لك على الملأ (كذاب أشر), فإن أتيت بما يثبت للقراء عكس هذا أعدك بأنني سأعتذر منك بل وأقبل رأسك,, أما الكذبة المخجلة المخزية قولك بأن نبي الإسلام إعترف بفريتكم المضحكة,,, إذاً, ما دام أنك واثق من قولك هكذا, فلماذا لا تأتي للقراء الكرام بإعتراف النبي كما تدعي؟؟؟

أما إن لم تفعل,, عندها ستشهد أنت على نفسك بأنك كذاب أشر, فما رأيك في هذه الصفقة؟؟؟ نحن لا نعرف يسوع هذا, ولكننا نعرف ونعترف ونمجد عبد الله ونبيه ورسوله عيسى بن مريم الصديقة البتول عليهم السلام. فهو بشر ممن خلق, وآية من آيات الله تعالى, فالله الخلاق العليم هو الذي خلقه كمثل آدم من تراب فقال له كن فيكون. له حياة مؤجلة تنتهي حتماً بالموت شأنه في ذلك شأن إخوته من البشر ولا يبقى إلَّا وجه ربك ذو الجلال والإكرام.

فالله الخالق الديان هو الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار. فكيف تقول عن يسوع إنه الديان وهو لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً, فكيف يملك ذلك لغيره؟؟؟ ..... فهل تستطيع أن تنكر أن الناس رأوه, وجلسوا معه وجهاً لوجه, وآكلوه ومشوا معه وأحاطوه بمداركهم كلها,, ثم ماذا تقول أنت في ما جاء في سفر خروج, إصحاح 33 الذي يقول فيه - فاندايك: (20- لا تَقْدِرُ انْ تَرَى وَجْهِي لانَّ الْانْسَانَ لا يَرَانِي وَيَعِيشُ), أو اليسوعية: (20- أما وجهي فلا تستطيع أن تراه لأنه لا يراني الإنسان ويحيا),,, هل هذا القول كذب وإفتراء, وأنه يمكن رؤيته بلا أي حرج أو ضرر, أم المقصود هنا ليس ربك يسوع وإنما هناك رب آخر غيره أم المسألة كلها تلفيق في تلفيق؟؟؟.
فإن كان يسوع حقيقةً كما تأفكون,,, فكيف رآه الناس وظلوا على قيد الحياة؟؟؟ ...... أم تريدنا أن نتشكك في الكتبة الأربعة المختارين؟؟؟

ثم عرض علينا بيداويد قول الله تعالى في سورة الأنفال: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ 60), ثم يسألني قائلاً: (... ماذا تقول عن هذه الاية وغيرها من الايات والجريمة المتواصلة لحد هذا العصر بحق الاخرين ...)؟؟؟
نقول له,,, والله الذي لا إله غيره,, لو علمتم الرحمة التي في هذه الآية – ليس فقط بالمؤمنين, وإنما إختص الله تعالى بها أعداؤه وأعداء عباده المجاهدين, لكتبتموها بماء الذهب وعلقتموها على صدوركم.

لا شك في أنك ستندهش, وستسخر, وستستنكر قولنا هذا من الوهلة الأولى لقراءتك هذه الحقائق الحقة, إذ أن هناك عوامل كثيرة شاركت في هذا الوجد السالب والفهم الخاطيء للرحمة والفضل لدرجة أنكم إعتبرتموه "جريمة" كما تدعون, فالجهل مصيبة المصائب والغفلة تأتي بالعجائب, والسفه يجعل الإنسان عدو لنفسه مبين. فلنر معاً إن كانت الآية جريمة كما تقول أم أنها رحمة بالناس وحفظ لأرواحهم وحقن لدمائهم مع أنهم أعداء متربصون.

أولاً يجب أن نتذكر ونُذَكِّر بأن معنى "سورة" هي وحدة مترابطة تؤخذ كلها مع بعضها كبيئة وجو متكامل للآية المعنية ولا يجوز أخذ الآية مبتورة من هذه البيئة كما سنرى الآن معاً فيما يلي:
فلنبدأ مع هذه السورة الكريمة بمعرفة الشريحة أو الطائفة من الناس المعنية بالقتال, ودواعي هذا القتال, وأسبابه ومسبباته والمعتدي فيه, والبدائل المتوفرة لتفاديه أو معالجته,,, وليكن ذلك - على الأقل - بدءاً من قوله تعالى:
1. (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 13). فمن هم أولئك الكافرين الذين لم يكتفوا بكفرهم, وإنما قصدوا المسلمين في دينهم وأنفسهم وأعلنوا عليهم الحرب فلم يتركوا لهم خياراً آخر غيرها, فكان لا بد للمؤمنين من التصدي لهم لصد شرهم وإحباط مساعيهم, لذا أمر الله تعالى بقتالهم عقاباً رادعاً لهم في الدنيا على أيدي المؤمنين المعتدى عليهم, والله تعالى سيتولى أمرهم يوم القيامة, فقال الله لهم: (ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ 14).

2. فما دام أن القتال أصبح مفروضاً عليهم من العدو المعتدي, وجبت لهم حينئذ التعبئة والإستعداد للقتال, ووضع الضوابط التكتيكية والمعايير الإنسانية والأخلاقية التي تميز بها شرع الله القويم, حتى يحقق القتال الغاية المنشودة منه وهي صد العدوان بأقل القليل من الخسائر بين الطرفين.

3. فتولى الله تعالى هذه التعبئة العسكرية بذاته, قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ 15), فهذه تعتبر جريمة وخسران مبين, ولا يوجد في الدنيا كلها قائداً عسكري يتهاون مع جندي ولى الدبره أو تقاعس أمام ألعدو, ومعلوم أن الحكم عليه هو القتل في الميدان, ولكن الله له معايير أخرى غير معايير الدنيا, قال تعالى: (وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا - « مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ » « أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ » فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ 16), هذا هو الشرط الوحيد المطلوب منهم وهو "الثبات" أما النتائج فهي ليست مسئوليتهم أو دورهم.

4. فبين لهم أن فعالية المعركة ومستوى أدائها الحقيقي ليس ذلك الظاهر أمامكم, وإنما الفعالية الحقيقية هي عمل الله وحده وليس عملكم أنت كما تظنون, قال: (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 17), هذا في الحياة الدنيا, بالإضافة إلى أن النتيجة النهائية فهي محسومة سلفاً لصالح المؤمنين, قال: (ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ 18).

5. ثم وجه إنذاره للمعتدين الظانين بأنهم يستطيعون تنفيذ غاياتهم الشريرة, قال لهم: (إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ 19).

6. ثم عاد لمخاطبة المؤمنين, موجهاً لهم ألإقبال على نصرة الحق, ومحذراً من التقاعس والتهاون والهوان, قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ 24), وبين لهم المبرر الكافية للدخول في هذا القتال الذي فرضه عليهم العدو المعتدي, وبين لهم الضرر البليغ الذي سيقع على كل المؤمنين والمجتمع - وليس على المتخازلين الذين ظلموا أنفسهم وخزلوا أهليهم فحسب – بل لأنهم إن لم يصدوا هذا العدو المعتدي, فهناك فتنة عامة شاملة لن يقتصر شرها على هؤلاء المتقاعسين فقط وإنما ستعم المجتمع كله بالشر العميم, قال تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 25). ولا شك في أن الفتنة أكبر من القتل.

هذا هو الموقف الذي كان يواجه الأمة المسلمة, والخيارات محدودة للغاية, مع أنهم سيحاولون بكل طاقاتهم تفادي القتال ولكنهم لن يقبلوا بالهوان "وهم الأعلون", ولن يقبلوا بالدنيئة في دينهم, حتى لو كان الثمن المهج وما دونها, فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين, هذا الأمر ليس مكان مساومة وفصال.

ثم بين الله تعالى أجندة الكافرين وغاياتهم وإستراتيجيتهم في إثارة الفتن للوصول إلى اللقاء على أمل أن يصفوا الإسلام والمسلمين تصفية كاملة, فكانت الفتن التي جبلوا عليها, والمكر السيء والمكائد متواصلة متكاثرة, بجانب تقليب الأمور, والتحرش والإستفذاذ والسخرية,,, الخ, قال تعالى عنهم لنبيه الكريم:
1. (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ 30), فهذه هي إهدافهم العليا التي أثاروا دواعي القتال ليبلغوها بأي ثمن, ولكن الله تعالى لهم بالمرصاد, قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ 36).
2. لقد أذن الله للمؤمنين بهذا القتال, لغاية يريدها هو, وإلَّا, فهو قادر على أن يجنبهم أياه ولكن أراده أن يتم, لغاية قال عنها: (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ 37).

3. وحيث أن الله تعالى قد ضمن الغلبة للمؤمنين والخزي والخزلان للكافرين, أمر نبيه الكريم بأن يحذرهم, وفي نفس الوقت يقدم لهم عرضاً أفضل من التمادي في العدوان الذي لن تكون النتيجة في صالحهم مهما فعلوا, قال له: (قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ 38), وسيكون مصيرهم كمصير من سبقهم من الهالكين الأولين.

ثم بعد ذلك أكد الله تعالى لنبيه الكريم أن هؤلاء الكفار لن يرتدعوا بدون قتال حقيقي يظهر لهم قدركم وبأسكم وهيبتكم, وأن التهاون في ذلك يقود إلى فتنة بالغة لن تستطيعو درأها بعدُ , فقال:
1. (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ 39),
2. (وَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ 40),

أنظر كيف هيأ الله الجو لهذا اللقاء الحاسم الإستراتيجي, وقد علم أن المساعي الخبيثة لهؤلاء الكفار لن يصدهم عنها ويردعهم إلَّا عمل عسكري مباشر له نتائج مادية محسوسة وملموسة, وأهداف محددة لازمة, فأدار الأحداث بذاته سبحانه, وقد كان بلوغها بالمعايير الطبيعية من عاشر المستحيلات ولكنه على كل شيء قدير, فكيف كان هذا التحريك المعجز؟؟؟

1. قال للنبي الكريم, لقاءكم كان مدبراً من الله لأنه كان مستحيلاً أن يتم كما حدث, حتى لو تواعدتم على اللقاء زماناً ومكاناً, فهذا التواعد "عملياً" سيختلف ولكن الله تعالى أجراه حيث شاء وكيفما شاء, قال: (« إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا » « وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى » - وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ - «« وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ »» وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا - لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ - وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ 42),

2. جيش الكفار كان كبيراً جداً,, فلو ظهر للعيان أمام المسلمين بحجمه الطبيعي - وهم قلة – فإن كثير منهم سيخاف ويهاب فيحصل التنازع في الأمر والفشل, فالله تعالى أرى نبيه في منامه أن عدد الكفار قليل, حتى يطمئنه لذا لم يظهرهم له على واقعهم الحقيقي, قال: (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ «« قَلِيلًا »» وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 43), فكانت الغاية تشجيع النبي والمؤمنين على الإقبال على ذلك القتال الإستراتيجي دون أدنى خوف,

3. ثم - عند اللقاء وجهاً لوجه - طمعكم فيهم بأن جعلكم ترونهم قليل, ثم طمع الكافرين فيكم بأن جعلهم - عندما يرونهم وقت اللقاء - يستقللون عددكم وعدتكم, فيتشجعوا أكثر فأكثر للقاء, ظناً منهم أنهم سيحصدونهم حصداً في زمن وجيز, قال تعالى: (« وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا » « وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ » - لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ 44). هكذا إقتضت حكمة الله تعالى وقوع اللقاء المصيري والحاسم "حتماً" بالنسبة للمؤمنين, فكان ما أراد, ولا رآد لحكمه ولا مبدل لكلماته أبداً.

إذاً هذا اللقاء مبرمج من رب الأرباب, أراده أن يتم في الزمان والمكان والكيفية التي أرادها وحرض الطرفين عليه, وطمع كل طرف في الآخر, ذلك: (... لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ...). الآن قد أصبح اللقاء واقع لا محالة ولا راد لمراد الله تعالى,, بقي توجيه المؤمنين بالضوابط والإلتزامات والمعايير التي تتم بها المعركة التي قال تعالى فيها: (... لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ...). فماذا قال الله تعالى لهم؟؟؟

1. قال موصياً لهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا - « إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا » « وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا » - لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 45),

2. ثم حذرهم من المنافقين من بينهم, والذين في قلوبهم مرض, فقال: (إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 9),,,,
وهكذا إلى آخر الآيات التي تلت في هذا الشأن....

ثم جاء دور توصيف العدو المعتدي, فبين أهدافه ومساعيه ومدى خطره وتداعيات مكره على المؤمنين مما يستدعي حسم الأمر معه مهما كان الثمن, ثم:
1. قال معمماً: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ 55), بصورة مطلقة.
2. ثم خصص بعضهم وأشدهم خطراً, قال: (الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ 56), فهؤلاء لن يتركوكم وشأنكم أبداً, وسيلاحقونكم حتى يردوكم عن دينكم إن إستطاعوا أو يبيدوكم عن آخركم,,, لذا حسم الأمر معهم حتمي لا مفر منه.

المشكلة في أن "بني قريظة", هؤلاء المعتدين ناقضوا العهود حتى مع ربهم الذي خلقهم, الذين ترونهم أمامكم ليسوا وحدهم, بل هناك آخرون خلفهم متواطئون معهم, مجيشون ومستعدون لمساعدتهم في مسعاهم الخبيث الغادر بالإنقضاض عليكم وتكملة المهمة معهم,, فلا بد من أخذهم في الإعتبار.

فقال تعالى لنبيه الكريم, إستغل لقاءك بهؤلاء المحاربين أمامك بأن ترهبهم بدلاً عن قتلهم, وفي ذلك ضرب عصفورين بحجر واحد, الأول أنهم يضعفون ويخافون فيولون الأدبار, فيكفيك الله شرهم, والثاني أن خوفهم وهروبهم ورهبتهم ستخيف من كان خلفهم مجهزون ليساعدوهم في قتالكم ضدكم, فيشردوا هم الآخرون بدورهم عندما يروا هلع وإدبار بني قريظة,, فيكفيك الله شر أولئك أيضاً وتحسم المعركة بكاملها لصالح المؤمنين بأقل الخسائر من الطرفين,, أنظر إلى هذه الروعة البيانية في قوله تعالى: (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ 57), فلا يعودون مستقبلاً لتكرار المحاولة فيقعوا في ذات الموقف من الإدبار والهلع والهزيمة النكراء.

لم يترك الله تعالى الأمور هكذا دون إستعداد للمستقبل,, فهؤلاء عداؤهم متأصل فيهم, فهم يكرهون الحق أينما وجد, وليس هناك ضماناً لعدم تكرار محاولاتهم مرات أخرى في المستقبل, وهذا يعني أن المؤمنين دائماً في خطر متوقع في أي لحظة,, وقد جربوا العقود والعهود مع هؤلاء الكفرة الفجرة فلا يبقوا على عهد أبداً, وقد كانت حرب بني قريظة نقضاً منهم للعهد فعاقبهم الله بهذه الهزيمة النكراء وكفى المؤمنين شرهم وشر من كان خلفهم. ولكن لا بد من التشريع للتعامل مع هذا الواقع في المستقبل, فكيف كان تدبير الخالق, وكيف كان التشريع؟؟؟

قال تعالى لنبيه الكريم,,, الوضع مستقبلاً سيكون كما يلي:
(‌أ) في حالة العهود مع أي قوم آخرين,, فمتى ما شعرت بأن الطرف المتعاهد معك لم يلتزم به, وبدأ في الإخلال ببنود الإتفاق, وخشيت أن يباغتك بالخيانة والغدر المعهود عنهم, فأعلمهم بأنك في حل من العهد معهم وأن العهد بينكم لم يعد قائماً ليكونوا على بينة من أمرهم, فالمؤمن لا يعرف الخيانة ولا المباغتة أبداً, ولن يرضها الله منه ولا يحبها,, قال تعالى: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ 58).

(‌ب) ثم طمئن نبيه الكريم من أن الذين كفروا لن يعجزوا الله شيئاً حتى إن ظنوا ذلك وتوهموا بأنهم أفلتوا من العقاب, قال: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ 59).

(‌ج) ثم قال له,, سيكون أسلوبكم ومنهجيتكم في قتالكم مع الأعداء هو "بإرهابهم" لردعهم ولإخافتهم حتى يولون الدبر ويشردوا من خلفهم من أنصارهم, من أولئك الذين لا تعلمونهم ولكن الله يعلمهم, حقناً لدمائهم,, لأن الغاية من قتالهم ليست قتلهم وإنما إبطال شرهم وسعيهم للنيل من المؤمنين بردعهم وإخافتهم, لذا قال تعالى للمؤمنين بكل وضوح وجلاء: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ «« تُرْهِبُونَ »» بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ 60). والإنفاق لغرض الدفاع عن الأمن العام وسلامة الناس من كل الأخطار.

(‌د) وتأكيداً لهذه الغاية العليا, وهي "إرهابهم وتخويفهم" لينجوا بأبدانهم ويولوا الأدبار حتى لا يكثر أو يعم القتل بينهم, وتأكيداً على أن الإقبال على القتال للضرورة القصوى وهي صد الخطر الماثل المباشر, قال الله تعالى لنبيه الكريم بكل وضوح, (تحرَّ السلم معهم, فمتى ما شعرت أنهم ميالون للسلم فأجنح له, ولا تخش شيئاً, بل وتوكل على الله فإنه معكم يسمع ويرى, ولن يجعل لأعدائكم عليكم سلطاناً), قال تعالى بكل وضوح: (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 61).

(‌ه) ثم قال له مطمئناً, (إن الله تعالى على علم بأن إحتمال جنوحهم للسلم ليس حقيقي وإنما بغرض خداعك,, وهذا أمر وارد ولا شك فيه,, فهم أهل غدر وخداع وخيانة, ولكن إلتزم بالمبدأ العام وهو حق على المؤمنين, ( فما دام أنهم قد جنحوا للسلم فلا خيار لك آخر سوى أن تجنح لها), ثم أترك الباقي لله تعالى فهو لن يخزلكم أبداً, قال تعالى: (وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ 62), (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 63). أليس الله بكافٍ عبده؟؟؟ ..... فكن مطمئناً لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً.

هذه هي الآية الكريمة الرحيمة حتى بالأعداء المتربصين الخائنين ناقضي العهد,,, لم يأمر الله بقتالهم لقتلهم, ولكن "لإرهابهم" وتخويفهم وتشريدهم والتشريد بهم من خلفهم حتى يبطل مسعاهم الشيطاني الذي غايته الأساسية القضاء التام على الإسلام والمسلمين ولكن هيهات.
هذا ما أقوله عن هذه الاية الكريمة الرحيمة, و عن غيرها من الايات التي وصفها بيداويد وغيره بأنها (... الجريمة المتواصلة لحد هذا العصر بحق الاخرين ...). وقد كذبته في ما إدعاه, والله على ذلك من الشاهدين.

ولا يزال للموضوع بقية باقية

تحية كريمة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ... أَفِي اللَّهِ شَكٌّ!!! ...؟؟؟ (تصحيح مفاهيم A):
- ... أَفِي اللَّهِ شَكٌّ!!! فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...
- ... أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ!!! السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...
- قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (ج):
- قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (ب):
- قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (أ):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « ه »):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « ج »):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « ب »):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « أ »):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (C):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (B):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (A):
- ميتافيزيقا بيداويدية:
- تعليقات: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ..... نتيجة غير منظورة:
- قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ:
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( خاتمة):
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( ج ):
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( ب ):
- وقفة تأمل .... وتقويم:


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - ... أَفِي اللَّهِ شَكٌّ!!! ...؟؟؟ (تصحيح مفاهيم B):