أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام الزغيبي - المغنيات الشعبيات في بنغازي














المزيد.....

المغنيات الشعبيات في بنغازي


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 14 - 14:03
المحور: الادب والفن
    



منذ بداية القرن الماضي، تزايدت مساهمة اليهود الليبين في الشأن الثقافي والاجتماعي والفني ومن المجالات التي خلفوا فيها بصمة ظاهرة، مجال الغناء الشعبي، والذي كان مرتبطاً بالحياة اليومية للمواطن الليبي. فهذا النوع الفني دائم الحضور في المناسبات الدينية والاجتماعية للعائلات الليبة، في الأعراس وحفلات الختان وغيرها..

و تميزت الأغاني الشعبية التي كان يؤديها اليهود في بنغازي بالتحرر من المحرمات والتابوهات، التي كانت سائدة آنذاك في المجتمع الليبي ما يتعلق باغاني الحب والغزل، وكان هذا النوع من الغناء يلقى رواجاً لدى المتلقي الليبي.

ومن بين من كانت له الريادة في مجال الغناء الشعبي الليبي، وفسح المجال من بعده وشجع مطربات شعبيات ليبيات على خوض هذا المجال، كانت مطربة شهيرة من ابناء الاقلية اليهودية التي كانت تعيش في مدينة بنغازي..

اسمها الذي اشتهرت به كان( بطة)، وهي احدى سيدات الاقلية اليهودية التي عاشت في مدينة بنغازي، اما أسمها الحقيقي، فكان ( أستوري خلفون)، وقد سميت بهذا الاسم، شأنها شأن أغلب أبناء الاقلية اليهودية الذين كانو يطلقون على أنفسهم أسماء عربية، أما أسمائهم الحقيقية فكانت في السجلات الرسمية فقط.

ويمكن اعتبار بطة من اوائل من غنى الاغاني الشعبية الليبية، بعد أن كانت حكراً على الرجال، وهي والدة المطرب اليهودي الشيخ العفريت صاحب أغنية ( اﻷ-;-يام كيف الريح في البريمة)،ــ وهو مطرب مشهور في تونس وكان يقيم في جربةــ وتعلم اصول الغناء على يد والدته ( بطة)..قبل ان يسافر الى تونس.

بطة اليهودية من الفنانات الشعبيات في بنغازي، وكانت العائلات تستعين بها لاحياء الافراح، والحفلات الغنائية.. وكانت مطربة ودرباكة مشهورة، و كانت تسكن في حي سوق الحشيش..وكان اكثر من تأثر بها من المغنيين الشعبيين الليبين هو المغني الشعبي" الحاج ابريك"..

وعندما يتم دعوتها لاحياء الافراح في البيوت الليبية، كانت هناك عربة بحصان( عربية )، تنقلها من بيتها الى بيت العرس، بعد ان يتم الاتفاق على الاجر مع زوجها( خاموس)،الذي يقبض الثمن ومعه زجاجة بوخة..

وبانتهاء عصر المغنية بطة وانسحاب المغنيين والمغنيات من الاقلية اليهودية لاسباب مختلفة، كانت الفرصة مواتية للمغنيات الشعبيات الليبيات، لاعتلاء الساحة الغنائية،و بحسب التقاليد الليبية، التي تمنع اختلاط الرجال بالنساء في الافراح والاعراس، كانت نسوة البيت والاقارب والجيران يحيون الفرح بانفسهم ..ثم تطور الامر، الى استدعاء مطربة شعبية لاحياء فرح، جل حضوره من نساء اهل العريس والعروس والمدعوات،هن من نساء العائلة والاقارب والاصدقاء والجيران.

ومن المطربات الشعبيات اللليبيات، خيرية المبروك، وهي من اول الاصوات الليبية التي ظهرت في الاذاعة الليبة، ومن اشهر اغانيها.. ما قدرت نهونه، وخود النصيحه.

وعلى نفس المنوال التي سارت عليه المغنية الشعبية (بطة) في الغناء في الافراح والاعراس، سارت مطربات شعبيات ليبيات من امثال،عيشة بنت بشير وحفصة الطرابلسية، ودرمة الخادم، وفتحية خميس، وفاطمة البرعصية ،ومن بعدههن ظهرت المغنية الشعبية (ماريانا) بصوتا الرخيم القوي، واشتهرت بأغنيات شعبية منها (مانك رخيص علينا، قالولها راجل عدو ويجيكم،دوبه لفى للعقل دوبه دوبه،قالو توب ماتطرى الغالى..مظلومين مايدرو بحالى، والله ما تنعدى..يالعزيز علي..)..وغيرها من الاغاني الشعبية.

والمطربة الشعبية (الفونشة) الشهيرة بالوردة الليبية، التي بدأت مشوارا الفني في اواخر الستينيات والتي غيرت كثيراً في نمط اﻷ-;-غنية الشعبية وأصبحت صاحبة مدرسة فنية في اللحن واﻷ-;-داء، ومن اشهر اغانيها،
"جافي ليش متباعد عليا،عيب يا علم،الرجاء يا عيني،في شان الغيات،ياعمارة يا منكوبة"، وغيرها..

وكان للمطربة الشعبية الكثير من الاسطوانات و الاشرطه الى جانب الكثير من الحفلات مسجلة وتباع في الاسواق، وقد استمر نشاط الوردة الليبية، لسنوات طويلة، وان كان قد قل انتاجها في السنوات الاخيرة لعوامل صحيه واجتماعيه.

وكانت المطربتان، (ماريانا والفونشة)،وكل منهما بالالات موسيقية شعبية مثل الدربوكة والزمارة والبندير ، تتنافسان على سوق الغناء في الافراح الشعبية، وفي نهاية السباق، أنتصرت المغنية ( الفونشه)، وتسيدت سوق الغناء، وأخذت تفرض شروطها، وكانت عائلات بنغازي، لا تعتبر العرس عرساً إن لم تحييه ( الفونشه)، وكانت تتسابق وتتوسط لتتحصّل على حجز وموافقة المغنية الشعبية، لاحياء العرس، ووصل الامر أن تم تغيير موعد ليلة الدخلة المعتادة من يوم الخميس الى يوم الأحد ليكون مناسبا لجدول مطربة الافراح الاولى ذائعة الصيت.

وكسبت المطربة الشعبية الكثير من الأموال، وقامت ببناء عمارة كبيرة، وكانت لها سيارة يابانية فارهة في ذلك الوقت وسمي موديل السيارة باسمها!..



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا في مخ ..مش مهلبية !!..
- اعداء الثقافة في بنغازي..
- الانسان والانطلاق نحو افاق جديدة...
- حلم إنسان بسيط ..
- حكاية مكان.. سوق الحوت (الاسماك) في بنغازي...
- حكاية مهنة...قهوة سبورت (المقهى الرياضي)..
- مواجهة النفس،بداية الخروج من المازق
- الاذاعة والتلفزيون الليبي زمان
- وإن غدا لناظره قريب...
- نواب خانوا الامانة..
- قنابل موقوته....
- حكاوي بنغازية...العصا مسعودة
- ليبيا ترفض الوصاية الدولية..
- الليبيون وهواية إدمان تضييع الفرص..
- الليبي واليهودي والخنزير..
- أه .. يا مدرستي القديمة.....
- الحكاية باختصار... الأبالسة الصغار يرثون أبليس
- الحنين الى زمن القذافي...!!!!!
- ما ننساه زمانا عدى..*
- مالطة حيطه في البحر...وليبيا خشت في الساس


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام الزغيبي - المغنيات الشعبيات في بنغازي