أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر القدومي - قراءة في كتاب -أيلول الأسود-














المزيد.....

قراءة في كتاب -أيلول الأسود-


نمر القدومي

الحوار المتمدن-العدد: 5130 - 2016 / 4 / 11 - 02:53
المحور: الادب والفن
    


نمر القدومي:
قراءة في كتاب "أيلول الأسود"
مهما يحاول الفلسطينيّ إبعاد شبح المآسي، فإنَّ مأساة حرب أيلول عام 1970 تبقى مهيمنة، ففيه اختلطت الأوراق كما لم تُختلط من قبل، وحلّقت في السماء آمال لم تعمّر طويلًا، بأن تتّحد المقاومة مع أهلها وتبدأ طريق النّصر. كلّما حلَّ أيلول تنتاب الفلسطينيّ رعشة تهزّ بدنه، وتجمّد إحساسه وتدفعه في الغالب نحو محاولة طرد التّشاؤم من رأسه، إلاّ أنَّ الأستاذ "شريف سمحان" أصرَّ أن يخلّد ذكرى طفولته التي عاشها إبّان تلك الفترة العصيبة، فكتب بإيجاز شديد، على ما شاهده، في كتابه "أيلول الأسود" لليافعين الصادر عن منشورات الزيزفونة لعام 2016 والذي يقع في 64 صفحة من الحجم الصغير. هذا الإيجاز التاريخيّ تتخلّله حكاية على درب المقاومة الوطنيّة مع أصدقاء الكاتب في الأردن. ومع أنَّ الحدث واحد، لكن الحكايات كانت كثيرة ومتفاوتة، وفيها من المتاهات الشائكة والخفيّة. هذا الكتاب الذي قدّمه لنا الأديب "فراس حج محمد" لم يعطِ تلك الصّورة الواضحة والعميقة في التكتيك السياسيّ والعسكريّ الحاصل آنذاك، بحيث يثير الكثير من التّساؤلات عن ماهيّة الأسباب التي أدت إلى نشوب هذا الاحتراب الذي بدأ ما بعد معركة الكرامة عام 1968، واستمر حتى أحداث جرش وتشتّت القوّات الفلسطينيّة وزعاماتها عام 1971 وخروجهم جميعًا من الأردن.
الكاتب "سمحان" توخّى الحذر والحياديّة منذ البداية، وتغيّب عن طرفي الميزان في قضيّة مصيريّة تخص وطنه، وضرورة الإقرار فيها. نجد أنَّ العاطفة ما زالت هي المسيطرة كما هو الحال المتوارث منذ النكبة والنكسة، والتي اقتلعتنا من جذورنا وآلت بنا أقدارنا إلى الحضيض. هذا ما شهدناه في شخصيّة "شريف" التي كانت أكثر شاعريّة منها عمليّة، ويبقى يصرُّ ويردّد أنه غير تابع، والمخاوف تعتليه من القتل أو الإعتقال. كان همّه الوحيد توفير المساعدة وظروف معيشيّة طيبة لعائلات أصدقائه، ناهيك عن مصير العشرة دنانير التي تلاشت آثارها تحت طبق الطعام؟ أمّا الوصف المفصّل لجسد "أم عادل" وكذلك "أم جريس" فلا يليق تحت عنوان "أيلول الاسود"، فهناك خلل في توازن قيم العبارات والرّسائل المرجوّة من وراء الكلمات وخاصة لليافعين.
الحكاية التي احتلت معظم صفحات الكتاب فيها من الافادة، لكن ليست بقدر لو تم تلخيص الواقع وتطوّره، بجلاء ووضوح، عبر عشرات السّنين الماضية، والاستعاضة عنها من طرف الكاتب "سمحان" بالكثير من الارشادات والمواعظ والدروس المستفادة من مسيرة القضية. لم يكن هناك جديد بين طيّات هذا الكتاب، بل كانت هناك محاولات لاستفزاز المشاعر والعواطف، لكنّها أبت إلاّ أن تكون متجمّدة لفداحة الموقف، والتّصرفات التي غطّت مجمل الأحداث السّياسيّة التي تلت ذلك التّمرد والعصيان المرفوض على أرض الغير. الصّورة قد تصل القارئ غير واضحة ومشوّشة ويكتنفها الغموض، كذلك التّضارب في نقل الأحداث آنذاك بسبب انعدام التوثيق والاعلام النزيه. زد إلى ذلك اقتناع الكاتب الشخصي بأنَّ رؤيته كانت دائماً أشمل وأدقّ وأصدق، لأنّه لم ينتمِ لأيّ حزب أو تنظيم. فالخلاصات هنا قليلة، منها ما هو مرغوب، ومنها ماهو مرفوض.
"وما نفع الانسانيّة إن كنت لا تشعر بآدميّة الآخرين وتلبّي احتياجاتهم" .. كانت خطوة جميلة من الكاتب باقحامه حقيقة تواجد الأخوة المسيحيين في مسيرة النّضال والتحرّر، سواء على أرض الوطن أو خارجه، والمتمثّلة بشخصيّة الدّكتور "جريس". إنَّ صاحب القلم والفِكر الحرّ كالجنديّ المحارب في أرض المعركة، يتحتّم عليه أن يدافع عن أيدولوجيّة يحملها، ويقول الحقيقة ولا يخاف في الله لومة لائم. أمّا الكاتب هنا فقد استخدم اللغة البسيطة في طرح الوقائع والأحداث، فكانت أحيانًا عن طريق السّرد، وأحيانًا أخرى عن طريق الحوار بين الشّخصيات. لم نشهد للخيال حضورا، أو التشابيه البلاغيّة وذلك بسبب جديّة الموقف، كذلك غابت الجوانب العاطفيّة وعناصر التّشويق تبعًا لحساسيّة العلاقات المفروضة على الشّعبين الشقيقين.
١-;-١-;- نيسان ٢-;-٠-;-١-;-٦-;-



#نمر_القدومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -خذلان الشتاء- ... ودفء الوطن
- قراءة في كتاب -الأنا والآخر في الرّواية الفلسطينيّة-
- قراءة في يوميات كاتب يُدعى x
- رواية -بورسلان- .. والفساد السّياسيّ
- قصّة - الأحفادُ الطّيْبوُن- وحقوق الأجداد
- رواية -هي، أنا والخريف- لسلمان ناطور
- قراءة في كتاب -كرمة-.. وكيمياء السعادة
- - تأمّلات فيصليّة -.. ومتاهات النصوص
- - تأمّلات فيصليّة -.. ومتاهات النصوص
- قراءة في -خروج من ربيع الروح-
- رواية - البلاد العجيبة- .. وعجائب الخيال
- قراءة في رواية - الهُرُوب -
- قراءة في ديوان - ظبي المستحيل -
- رواية - فانتازيا - .. ورحلة الوجود
- رواية - رولا - ونافذة القَدَر
- رواية الخطّ الأخضر وخطوط القطيعة
- يقظة حالمة و - أحلام اليقظة -
- -دمعة تخدع ظلها-لاحسان أبو غوش
- الحاضر امتداد للماضي في رواية-غفرانك قلبي-
- رواية -زمن وضحة- ومحاربة الجهل


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر القدومي - قراءة في كتاب -أيلول الأسود-