أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر القدومي - يقظة حالمة و - أحلام اليقظة -














المزيد.....

يقظة حالمة و - أحلام اليقظة -


نمر القدومي

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 18:56
المحور: الادب والفن
    


نمر القدومي :
... يقظة حالمة و " أحلام اليقظة "
حين يكون مَن أحببت، ووحشة الليل، وعتمة الطريق ووجع الذّكريات كلّهم أنكروك، وتصرخ ولا أحد يُجيبك غير صدى صوتك، ولا تجد غير الألم يعدو وراء عواطفك .. فالضّياع قد حلَّ شبحا في حياتك؟
صرختْ "ميسون" صرخة واحدة فقط عند ولادتها، وادّخرت لنا الكاتبة "شذا يونس" باقي صرخات مدوّية تهز بهنَّ جدران منزلٍ فاخر إحتضنها مع والدتها "ميساء" ...
في رواية " يقظة حالمة " الصّادرة عن دار الرّاية للنشر في حيفا، والتي تقع في 159 صفحة من الحجم المتوسط، طرحت الكاتبة واقعا إجتماعيّا نجده في كلّ زمان ومكان من إنفصال الوالدين وتفكّك الأسرة، فتور العلاقات بين الآباء والأبناء، حياة الجامعة والمقاهي والسّهرات، كذلك حياة البذخ وقصص حُبّ لا تنفكّ تدقّ حجيرات القلب .
مجيء "ميسون" إلى الدّنيا لم يأسر أبدا والديها معا، بل كانت تلك الشّعرة الواهنة التي قسمت ظهر البعير لتعيش دون والدها! فكانت الشّخصية المحوريّة والرّئيسة في الرّواية . خمس سنوات من عمر المراهقة تعيشها في تخبّط وانكسارات عاطفية حادّة، وحُب هشّ كأوراق الخريف المتناثرة. شخصيّة جمعت بين القوّة والصّلابة، وبين أحلام يقظة مهيمنة على تفكيرها.
الصدفة خير من ألف ميعاد، أمّا الكاتبة فكانت لها معجزاتها في الرّواية، أن جعلت ألف صدفة خير من ميعاد !! وعليه سارت الأحداث في حياة "ميسون" .
إختلقت الأديبة "شذا" لبطلتها سلوكاً غريباً وتصرفات غير إعتيادية في مجريات حياتها اليوميّة، مما يثير الفضول لدى القاريء متابعة خطواتها وخيالاتها .
"جبران خليل جبران" كان مثال "ميسون" الأعلى حين قال أنَّ المحبّة الحقيقيّة هي إبنة التّفاهم الرّوحي، وهي تؤمن أنَّ الشعور بالحبّ يأتي في لحظة واحدة. هذا الشّعور جعلها كالعصفورة المذبوحة تطير من غصنٍ إلى آخر، تتحكم بها نسمات عاطفيّة جيّاشة، قلب جدرانه ضبابيّة وعبء تراكمات أسريّة.
لم تجد مُتنفّسا من خلال "رامي" أو "أمجد". لم توفّق مع "حسام" ولا رجل الرومانسيّة "أدهم"، كذلك أحلامها المتناثرة العشوائيّة لم تترك "أمين" ليسبح هو الآخر في خيالاتها الورديّة.
كانت تُسرُّ كثيرا عندما تعلم أنَّ أحدا ما وقع في هواها. كما أنّها سريعة جدا بإرضاء عواطفها ومشاعرها من فشل أيّ علاقة لها بالبكاء وباقي صرخات الولادة.
الكاتبة "شذا" إستعانت بالقدر كثيرا في روايتها، فأضاعت الحبكة المتميّزة التي يبحث عنها القاريء، وفجّرت نهاية مأساويّة لحياة "ميسون" حتى تتوازن لدينا المشاعر .
جاءت الرّواية بلغةٍ سهلة استطاعت أن تتنقل بنا براحة تامّة بين شخصيّاتها. محتوى الرّواية لم يأتِ من فراغ، فالعيش بفوضى دون ثقافة واعية لأيّ خطوة أو فكرة، تجرّنا نحو الهاوية. تلك الثّقافة المكتسبة والمستمدّة من بيئة اجتماعيّة واحدة. الكاتبة تضع تحت المجهر جانبا من سلوكيّات أفراد داخل المجتمع يختارون العيش بلا ضوابط، أو حتى كبح جماح العواطف، لديهم . هذه التّصرّفات أخذت طابع التمرّد والخروج عن المألوف المتعارف عليه بين النّاس، والذي يندرج أصلا في المعاجم تحت مسمّى "العيب".
إنَّ أيّ ظرف أسريّ قاس قد يُهمّش الفتاة، ويمنعها من التّعبير عن ذاتها بطريقة إيجابيّة فتلجأ إلى أفكار سلبيّة لملء الفراغ الدّاخليّ لديها.
تأخذنا الأديبة إلى الإعتراف بأنّنا أصبحنا نتهافت على الفرص، وكأنّها ما خُلِقتْ إلاّ لشخصنا، نجلد ذاتنا حين لا نجد علاقة لمشاكلنا ومصائبنا. نبحر نحو المجهول وتتكالب علينا ضباع الإنس والجنّ وألطف الشياطين، تزلّ أقدامنا عن طريق الجنّة ونأكل من تفّاحة كالعسل المصفّى برائحة اللذة والشّهوة، حتى إذا ما ارتوينا من نهرها الصّافي سُدّت في أحشائنا لتُفسد معها كلّ عقائدنا ومبادئنا التي تعمّقت فينا، ونغادر بحظٍ قليل وفرص سقطت في مهبّ الرّيح.



#نمر_القدومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -دمعة تخدع ظلها-لاحسان أبو غوش
- الحاضر امتداد للماضي في رواية-غفرانك قلبي-
- رواية -زمن وضحة- ومحاربة الجهل


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر القدومي - يقظة حالمة و - أحلام اليقظة -