أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر القدومي - -دمعة تخدع ظلها-لاحسان أبو غوش














المزيد.....

-دمعة تخدع ظلها-لاحسان أبو غوش


نمر القدومي

الحوار المتمدن-العدد: 5000 - 2015 / 11 / 29 - 12:36
المحور: الادب والفن
    


نمر القدومي:
" دمعة تخدع ظِلّها "
قد يعلو بنا الشاعر إلى عالم الفضاء المجهول، ويحوم بأسئلته المبهمة والمستعصية عن الاجابة، وقد يسبح في محيطات عميقة مستخدما تركيبات اللغة الصّعبة ليحول بيننا وبين العوم في مياهه. كان من الأجدر أن يجول بالقاريء يدا بيد في بستان من الورود المتناسقة الألوان عَطِرة الرّائحة؛ حتى نستوعب وننتشي من جمال المكان والزمان على أرض كوكبنا.
الشّاعر "إحسان أبو غوش" في كتابه " دمعة تخدع ظلّها " الذي صدر مؤخّرا عن المؤسسة الفلسطينيّة للنّشر والتّوزيع، ويقع في (117) صفحة من الحجم المتوسط، إحتوى معظمه على الشعر العمودي وبعض النّصوص الأدبيّة الموزّعة ما بين فلسفة الكون والحياة، آلام الوطن، مرارة الهجرة، الظلم والظالم ويستذكر الشّاعر الرّاحل "سميح القاسم" في وِقفةٍ جميلة لإحياء ذكراه.
هناك من الكتب والرّوايات ما إن أمسكتَ بها، لن تتركها حتى تنتهي من قراءتها كاملة مهما طال بك الوقت. أمّا ديوان شاعرنا "أبو غوش" فقد احتاج منّي بعض الإستراحات، وذلك لثقل العبارات وإنهمار الكلمات الصّعبة المستخدمة، خاصة وأنّ الشّعر العموديّ مُتعب جسديّا.
رسم الكاتب ألوانا عديدة ومتنوّعة في سرد العناوين، والمبوّبة حسب مذاقه الشّخصيّ، ما بين الخيال والواقع، المجهول والمعلوم، الرّوح والجسد والوطن ومآسيه. ولم يستغن الكتاب عن دروب الغزل المُحافظ .
لكن دعونا سويّة نقف على الأسلوب الذي اتبعه الشّاعر هنا، وكذلك غيره من الكتّاب الذين يسبحون في معاجم الكلمات اللغويّة والنّحويّة، ويمطروننا بغزير من المفردات الشّائكة المرصوصة، والتي باعتقادي تزيد من الأمور صعوبة وتعقيدا، إنَّ الكلمات والمعاني التي تلمس الرّوح ويخفق لها القلب، هي ما يبحث عنها القرّاء في وقتنا العصيب هذا .
إلاّ أنّني استمتعتُ بالنّثريات في آخر كتابه، فقد استخدم الشّاعر أسلوب الفلسفة التي عهدناها عند فلاسفة الزّمان القديم وكتاباتهم، ولا شكّ أنّه متأثّر بهم . فسؤاله عن قيمة الحياة عندما تُقطع شعرة معاوية، ليسرد لنا عن الصّراع الذي يسكن كلّ نفس بشريّة، ما بين تحقيق حلم واقعه مرّ، وبين ما تعيشه من واقع كحلمٍ جميل.
الزّمكان الغريب والذي يستفحل في العالم الإفتراضيّ لكلّ واحدٍ منّا؛ (زمن) الأقوياء الذين يخطّون التّاريخ من منظورهم المنحاز، و(مكان) التناقضات التي نعيشها في حياتنا، والبحث المُضني عن الإعتدال بين الخير والشّرّ حتى ترتاح الرّوح.
لن ننكر أنَّ كلاً منا يرسم في عالمه الخفيّ دنيا كاملة متكاملة جميلة أفلاطونيّة، فيجد تلك الرّاحة والسّعادة التائه عنها بين الأوراق المتناثرة وسط الرّكام.
الشّاعر هنا يحثّك على تفجير الغضب الذي بداخلك للكشف عن ذلك السّرّ الدّفين واخراجك من ذلك الحلم المزعج. قمّة الجمال في هذه الفلسفة الحياتيّة ألاّ نقطع شعرة معاوية، وأن نبقي رابطا خفيّا بين البشريّة، فالدّنيا مفاجآت وكم من عدو أصبح صديقا.

وتناول الكاتب علاقة الإنسان بالكون الشّاسع العظيم الذي نعيشه في تساؤلات كثيفة غاية في الأهميّة. ويفنّد لنا أنَّ حلم اللانهاية يقضّ مضجع عقولنا، ولا أمل منه.
ويضيف أننا نعيش زمنا داخل زمن، زمن لا ينضب وآخر نخطّه بأيدينا ونعيش عمرنا الكامل فيه، وينتهي بأممٍ تحت التّراب . وفي حكمة رائعة، ينصحنا الكاتب على عدم البحث في مكنون الأشياء وألاّ نجردها من صفاتها، فنصل إلى درب محكم الإغلاق .
كُن إنسانا قبل أن ترتدي رداء ليس على مقاسك.. كُن أنتَ قبل قوميتك أو حزبيتك.. حاول أن تكون كفّة الخير هي الرّاجحة في عصرٍ رجحت فيه كفّة الشّرّ والسّواد.. إبحث جاهدا عن الهدف الأسمى من وجودك واعمل به ..
الدّمعة هنا خدعتْ حاملها وخدعتْ ظلّها، وتتساقط مُغلَّفة دون دراية صاحبها، فكانت النّهاية البرّاقة لما كتب "إحسان أبو غوش".



#نمر_القدومي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاضر امتداد للماضي في رواية-غفرانك قلبي-
- رواية -زمن وضحة- ومحاربة الجهل


المزيد.....




- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر القدومي - -دمعة تخدع ظلها-لاحسان أبو غوش