أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ييلماز جاويد - وجهان للديمقراطية














المزيد.....

وجهان للديمقراطية


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 10:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الديمقراطية أحد أساليب أنظمة الحكم مبني على مبدأ اساسي هو أن الشعب مصدر السلطات . ومن هذا المبدأ تتفرع وسائل ممارسة وتطبيق الديمقراطية والضمانات الوقائية للحفاظ على إستمراريتها كنظام في البلد المعيّن ، مثل ضرورة تبادل السلطة بالأسلوب السلمي ، والفصل بين السلطات وحقوق وحريات الشعب .. إلخ . نحن لا نبغي الدخول في فلسفة الديمقراطية وممارستها إذ أن ذلك من مهام ذوي الإختصاص في هذا المجال .

تعتبرالديمقراطية أرقى نظام للحكم في العصر الراهن بالنسبة إلى معظم شعوب وبلدان العالم ، حيث الشعوب بصورة عامة محرومة من حقوقها ومسلوبة من حرياتها لسيطرة طبقة أوشريحة إجتماعية ضيقة على السلطة وفرضها دكتاتوريتها ، سواء كانت الطبقة إقطاعية أو برجوازية (كومبرادورية ، كبيرة أو صغيرة) . إن سيطرة أية طبقة أو شريحة ضيقة من المذكورة أعلاه على السلطة تؤدي بالضرورة إلى توجه نظام الحكم لخدمة المصالح الإقتصادية لتلك الطبقة وبالنتيجة حرمان أوسع جماهير الشعب من العمال والفلاحين والشرائح الإجتماعية الأخرى من حقها في المطالبة بضمان مصالحها. وتستعمل السلطة أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية ضد كل من يخالفها .

يتميز العصر الراهن بكون معظم الشعوب والدول لم تبلغ مدى متقدما من التطور الصناعي والحضاري ، ولذلك فإن الديمقراطية كأسلوب لنظام الحكم وإعترافه بمساواة أفراد الشعب كافة في الحقوق والحريات بدون تمييز في الإنتساب الطبقي يضع المعادلة في أية إنتخابات لممثلي الشعب منصفة بالنسبة للطبقات الإجتماعية المسحوقة من العمال والفلاحين وصغار المنتجين الحرفيين لكونهم يمثلون أكثرية الشعب ، ومن هذه الزاوية فإنها عملية تقدمية متصاعدة بصورة عامة ، وهذا هو الوجه المشرق الواعد للديمقراطية .

ومن جهة أخرى يتميزالعصر الراهن ببلوغ بعض الدول مستوى متقدما جدا من التطور الصناعي بحيث سيطرت على الحكم فيها عدد من الشركات العملاقة وأصحاب الرساميل ليست لها غاية سوى تحقيق أعلى نسب من الأرباح فتحولت إلى دول إستعمارية تستخدم شتى الوسائل للإستحواذ على موارد البلدان الأخرى . إنّ الولايات المتحدة الأمريكية هي على رأس هذه الدول الإستعمارية وأنّ النظام الذي يتغنّى به الحكام في الولايات المتحدة الأمريكية ليس إلاّ مسخا عن الديمقراطية لفقدان الشرائح الإجتماعية المسيطرة على السلطة لتقدميتها ، سواء في الحزب الجمهوري أوالديمقراطي ، لبلوغها أعلى مراحل الرأسمالية وتحولها إلى عامل يعرقل تقدم المجتمع إلى الأمام .

ليس الصراع السياسي الشديد الظاهر فوق السطح بين الحزبين الجمهوري و الديمقراطي إلاّ مظهرا من مظاهرالإستهلاك الداخلي لخداع الجمهور الأمريكي في إطار الدعاية الإنتخابية ، وهذا الصراع ليس له أية علاقة جوهرية بالسياسة الأمريكية الدولية مهما تبجح رجال أحد الحزبين أو تعهد بوعود براقة في هذا المجال . فليست لمصالح الشعوب والدول الأخرى وزن في رسم السياسة الخارجية الأمريكية إلاّ بقدر علاقتها بتوفير المصالح الأمريكية ذاتها .

نسمع الكثير عبر وسائل الإعلام من مسؤولين أمريكيين أنهم قاموا بإرسال جحافل قواتهم العسكرية لتحرير الشعب العراقي ، وأنهم ماضون في عملهم هذا إلى أن يتحقق النصر ، وأنهم لا يملكون أن يخسروا هذه المعركة ، وأنهم سوف يسحبون قواتهم عند إنجاز مهمتهم . كل هذا يصب في مجرى الدعوى بأنهم أتوا إلى العراق من أجل سواد عيون العراقيين . و نسمع أيضا أصواتا من الحزب الديمقراطي تدعو للإنسحاب الفوري للقوات من العراق بينما لو كانوا هم في الحكم لما عملوا غير ما عمله رجال الحزب الجمهوري المتواجدون في السلطة . إن القيادة الأمريكية غير مبالية بالخسائر البشرية والمادية التي تحصل في العراق ، إن لم نفترض كونها ضالعة فيها ، كما و أنّ قادة المعارضة من الحزب الديمقراطي لا تهمهم النتائج المفجعة التي تأتي بها الحرب الأهلية في العراق في حال إنسحاب قوات الإحتلال بصورة فورية بل قد تستفيد منها للهجوم على سياسة الحزب الجمهوري .

هذا هو الوجه القبيح للديمقراطية في بلد بلغ مرحلة الإستعمار، وبلغت الشريحة المسيطرة على السلطة المحطة الأخيرة من تقدميتها فتحولت إلى عامل معرقل لتقدم المجتمع إلى أمام .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رصانة الجمعيات في المهجر
- المبادئ الخّيرة .. لا الأفكار السلفية
- درس من التجربة
- المنصور
- الوسيلة : الديمقراطية
- بداية النهاية
- الشعب خالد
- الشيئ بالشيئ يذكر
- بناء العراق الجديد
- فاجعة جسر الأئمة درس
- آفة الأمية وفشل اليسار في إنتخابات كانون الثاني
- مدى تساوق المصالح المتناقضة


المزيد.....




- كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية
- باستخدام العصي..الشرطة الهولندية تفض اعتصام جامعة أمستردام ...
- حريق في منطقة سكنية بخاركيف إثر غارة روسية على أوكرانيا
- ألمانيا تعد بالتغلب على ظاهرة التشرد بحلول 2030.. هل هذا ممك ...
- في ألمانيا الغنية.. نحو نصف مليون مُشّرد بعضهم يفترش الشارع! ...
- -الدوما- الروسي يقبل إعادة تنصيب ميخائيل ميشوستين رئيسا للوز ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود إضافيين في صفوفه
- مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي يقرر توسيع هجوم الجيش على رفح
- امنحوا الحرب فرصة في السودان
- فورين أفيرز: الرهان على تشظي المجتمع الروسي غير مُجدٍ


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ييلماز جاويد - وجهان للديمقراطية