أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - خلطة عراقية سرية














المزيد.....

خلطة عراقية سرية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 22:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


خلطة عراقية سرية

نعيم عبد مهلهل

1
مسماية سهر أذهيب هي أمي ( 91 ) عاما تولد ( 1925 ) ، ولم تزل تحفظ نشيد المارسليز على قلبها ، وتحمل حكمة المعدان على أكتافها ، وحين تقف قدام المرآة تتذكر بشوق عاشورا كيف قلدت تسريحة مارلين مورنو..فصفعها أبي بقبلته الطويلة ، وهمس لها :لاشيء أحلى من تسريحة شبعاد ، وأتركي موسيقى الجاز .وتعالي نلهو فوق القش حين ينام الأولاد...!
نام الأولاد واستيقظوا ..لكن أبي لم يستيقظ .فترملت أمي وأعلنت العصيان على كل احمر شفاه...ومن تلك اللحظة الدامعة التي أبكت باريس ومدينة سوق الشيوخ وتمثال الحرية صنعت والدتي مقطوعاتها الموسيقية عن شهوة قيصر وهمسة كليوباترا ودمعة عبد الكريم قاسم وليل طنجة ومشاحيف الأهوار السارحة بخيال شمعة لوجين لتبحث عن سر اشتهاء الآلهة السومرية لعذراوات المعدان فقط .....!
بين الشعر وأمي منذ سقوط الحضارات الهمجية علاقة ود أرخت لهاجسي مع الكتابة ...
وزادها صوت سليمة مراد حلاوة توراتية طرزتها بيوت الشناشيل بذاكرة المندائيين واصحاب البسطيات وناعورة جدي مهلهل في مزرعته الشتوية في تكساس..
سليمة مراد ..الهجر الذي له عادة غريبة ..فهو عصفور لا يضاجع عصفورته إلا في صينية القيمر أو نشوة البستة الجنوبية القائلة : ألف باريس .ولا الموت في بحيرة الأسماك أو خلف المتاريس..!
هذا الصوت الموشوم بيهوديته الساحرة ،وبشقاء جراح الغرام فيه ..حين يسكن قصيدة مسماية ( أمي ) كل الصين تمسك بطنها وتدخل التواليت......!
صوت سليمة مصيبة .ومصائب العراق لن تنتهي إلا بطبيب أسمه الغنية ..
ذائقة الوجع المهاجر ...
ونسمته المندائية الشافية ...
وصليبه المسكون بخواطر قلم حبر البابا ...
صوت سليمة ...
الشيخ الصوفي ( لا سني ..ولا شيعي )..!
أمي تعبرها مشكلة حين تغني ..
وهي تعلم جيدا إن السمفونياتَ والأساطيرَ لا تبدعها سوى المشاكل ..!
هذه المرأة بنت الباشا ...
أمي بنت الفلاح ....
وزهى حديد بنت التكنو ــ قراط المصنوع من سدارة ملك هاشمي متحضر .لا عريف في الجيش البابلي لا يحب سوى السبي وسب جيرانه وتحدي الليزر الأمريكي بمطاحن الحنطة وبنادق الكلاشنكوف ...
يصنعن مسلة لحكاية تحكيها ابتسامات الليل الحسي بغرام المرأة حين يصير النخل حبيبها ...
أمي تذهب إلى طبيخ العشاء وأنينها على موت أخي بسرطان الجيوب الأنفية ...
وسليمة مراد ..
هيكلها العظمي يؤنس كل ملائكة العالم السفلي بأغانيه المدهشة المجنونة ..
وزهى حديد تبتكر الأبنية وتصمم لمدن العالم فساتين حضارتها الكونكريتية ..
في كل هذا المشاهد
أرى وطنا اسمه العراق مصاباً بالجلطة القلبية .....!

2
على هجع الدبابات رقصا الفرات ودجلة ..
وضارب الدف أمي ...!
يا لهذا السمر المرقط بأنين الببغاوات ...
كم طويل أثر المسافة يا سليمة ...
بهاجس المدمج في قرص الشهوة وفنجان القهوة
أتمنى أن تكتبي لأمي وصية اللحن لأجمل قصائدها في مدح شاكيرا وغابريل ماركيز ...وحضيري ابو عزيز ..!
ولزهى حديد أتمنى أن تطلبي منها أمنية أبى في آخر شهقة له في فم أمي
أن تصمم معمارا على شكل قلب ..وفي القلب بيوتا على شكل زهرة ..وفيها كل زهرة ..واحدة منارة جامع وثانية صليب كنيسة وثالثة آس لمندي المندائيين..!
3
( حكمة )............!
*إذا أردت أن ترمي .فتذكر أنك ستكون فاشلا كل حياتك إذا لم تصب القلب.!
· * الصائغ الماهر دقته في نبض قلبه قبل أن تكون دقته في حرفته ورسومه.
· * دون أم تسكننا دائما .لن نستطيع أن نربي أطفالنا جيداً...!
· * قل لي من أنت ...أقول لك : بيش الساعة......!
· * الحاذق في الغرام ، مثل الحاذق في البناء ..يفكر بالسقف دائما قبل الأساس..!
· * روحي في جروحي ...كلما يسيلُ منها الأحمر ..اصنع لشفتيك أجمل القبلات..!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تومان يعزف في بيتنا
- هتلر سماكا
- الطشت والتانكو الاخير
- ما بعد الحقائب الوزارية الجديدة
- لينين وكرمة الحجية
- بوشكين وكريم
- مدينة الناصرية وقصصها الجميلة
- أساطير وقصص من مدينة الناصرية
- امرأة تستحق أن تكون
- أساطير من مدينة الناصرية
- قصص أخرى من مدينة الناصرية
- قصص قصيرة جدا من مدينة الناصرية
- الناصرية والسوق وروح سيد سعد بنيان
- غرام ممنوع وأنوثة الهمس المسموع
- السياب ( الدهشة تلدُ الحزن أولا )
- السياب وجيكور المؤسطرة شعراً
- السياب سُعالٌ في كتاب
- خواطر في ذكرى السياب
- خضير ميري ( رثاء من بلاد الفلسفة )*
- عطرٌ وسرٌ وغيبْ


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - خلطة عراقية سرية