أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - 12 ديسمبرذكرى تعاسة المصرى















المزيد.....

12 ديسمبرذكرى تعاسة المصرى


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 24 - 19:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فلنقر أولا بأننا ننتمي إلي الشعوب الاكثر تخلفا بين المليارات السبع من البشر ..
وأننا أصبحنا نعيش عالة علي الباحثين عن حقائق وقوانين الكون والمتعلمين المدربين المنتجين الذين أصبحوا علي وعي بأن الحياة تتطلب العمل و الكفاح .. وتراكم الخبرات الايجابية ..وان الرزق ينتج عن الجهد .. وليس عن إرادة غيبية قدرت ومنحت دون سبب إلا أن هذا المنح يمثل مشيئتها .
الانسان في بدايات القرن الحادى و العشرين حقق إنجازات نعيشها جميعا .. كهرباء و راديو و تلفزيون و إنترنيت .. و سيارات وطائرات وبواخر .. ومقاومة للامراض .. و تحكم في الجينات .. وأساليب مبسطة للبناء .. وإستكشاف ما في باطن الارض ،وما يدور حولنا في المجرات وعرف أننا نعيش فوق كرة صغيرة معلقة في الفراغ تدور حول شمس هي نجم ضئيل في مجرة سكة اللبانة .. التي هي واحدة من مليارات المجرات الممتدة التي تتحرك في مسارات خطرة .. تقاوم أن تمتصها ثقوب سوداء عملاقة ..أو تتصادم بعنف منتجة عوالم جديدة أو فانية لعوالم قائمة .
نحن علي كوكبنا الازرق هذا .. نعيش في أوهام دائمة ومستمرة.. ننظر الي السماء فنعتقد أننا نرى نجوما و كواكب في حين أننا نرى أجراما سماوية كانت هناك منذ ملايين السنين الضوئية التي إستغرقتها رحلة الضوء عبر الفضاء حتي يصلنا.. و أن هذا الذى يضوى .. كان يضوى و لم يعد بعد موجودا .
اليقين في هذه الحياة غباء مطلق .. فلا يوجد بين العقلاء من يدعي أن هذه الشمس التي تشرق علينا يوميا كانت تفعل هذا منذ زمن (رع )..أى منذ زمن شديد البعد .. أو أن القمر هذا سيبقي علي حالة ودورته و مسافته بعيدا عن الارض للابد ..إنها مجرد مجموعة من الصدف التي جعلت البيئة علي هذا الكوكب صالحة لنمو الكائنات الحية .. و هي مصادفة أيضا أن تخرج من بين هذه الكائنات كائنا يتميز بالوعي بما يدور حوله .. وقد يحدث العكس فتصبح بيئة هذا الكوكب غير صالحة للحياة فتفني و تندثر و تتصحر الارض وتبقي سابحة في الفضاء مثل مليارات الاجرام التي لا تحمل حياة .
فلننظر إلي الكائنات التي تستوطن كوكبنا .. في قاع المحيط أنماط من الحياة لا يمكن حصرها .. ولازالت تتطور و تتغير .. و تظهر كل يوم جديد .. و علي اليابسة .. مليارات الاشكال الحية نباتية و حيوانية و حشرات و طفيليات .. و بيكتريا .. .. تشاهد الفراشات الجميلات أو الورود المبدعات .. أو أنواع النمل و النحل .. فتندهش .. وتتسأل لماذا وجدت كل هذه الكائنات المتنوعة .؟.
فلا تجد إجابة إلا إنها نتاج لتجارب الحياة علي الارض و العلاقة المتبادلة بين البيئة و الكائنات .. وقدرتها علي التوائم أو الاندثار .. كل كائن له إسلوبه في التواجد و الاستمرار .. و كل الكائنات تقتات علي بعضها بعضا .. وتنمو علي إفناء الاخر .
هذا العالم الذى نعيش فية شديد الصعوبة في فهمة ..وهو أيضا شديد العدوانية و الضراوة في صراعة و نحن كبشر كائنات هشة ضعيفة .. جعلها العقل و تراكم الخبرة و توارث التجربة .. قادرة علي التدمير و التعمير .. البناء و الهدم .. التواجد في سلام .. و التواجد بعدوانية .. الفارق ..أن البعض منا يفهم مقدار ضئالة حجمة في مواجهة الكون فيصبح متواضعا حكيما مسالما باحثا مطورا .. وأخر يتصور أنه القادر الذى لا يقف أمام إرادته عائقا أو تحقيق رغباته شيئا .
يوجد من تفهم .. أنه جزء من منظومة واسعة من الموجودات عليه التعايش معها . بالعلم و الفهم و تطوير أساليب المعرفة .. فأصبح يقترب من صورة الانسان .. ويوجد أيضا هذا الاناني الذى يرى أن علي الكون الانحناء له فهو قد إرتد ليصبح الاقرب للضوارى .
الانسان هو الوحيد القادر علي الاستمرار .. لانه يعرف .. أما الضوارى فمصيرها ..أن تندثر مثل الديناصير و تختفي سلالتها .
رحلة البشر من الغابة للمدنية .. رحلة طويلة بقياس عمرنا .. ولكنها دقائق في عمر الارض .. و لمحة في عمر المجرات .. ولاشيء في عمر الكون .. إننا لازلنا في البداية نلهو ببعض القواقع علي شاطيء العلم و المعرفة.. الانسان .. منذ أن كان يصطاد أخية و يأكلة نيئا .. حتي أصبح يطلق علية القنابل و الصواريخ فيحرق الملايين لم يتخلص من وحشيتة .. وهو لن يفعل .. و لكنه في خيالاته وأحلامة .. يتصور أن في مكان ما في التاريخ او المستقبل .. في الكون المرئي أو المجهول قد وجد السلام والحياة التي لا تحتاج أن يدمر من أجل إستمرارها كائنات أخرى لها حق الوجود حتي لو لم تكن علي وعي به .. في أحلامة .. تصور قوى عظمي شريرة تطارده .. وأخرى مساعدة تنجده .. وظل ينسج حولها الاساطير و القصص و الروايات ويراها متجسدة .. ويصورها علي الجدران و ينحتها .. علي هيئة تماثيل .. و يدعي أنها تستجيب لسحره و طقوسة وبخوره وتراتيلة .. و يتناقل الابناء المعجزات التي رواها الاجداد .. و تتشكل ثقافة غيبية مبنية علي قدرات متخيلة إعجازية.. لكائنات متنوعة .. قد ترى صورا لها علي جدران مقابر بني حسن أو بين أروقة معابد بابل و اشور ..أو في إلياذة هوميروس الاغريق .. أو في عبادات الانكا و أبناء أستراليا الاصليين .. بين الهمج و المتوحشين .. وبين العقلاء و المفكرين .. ملايين القصص و الحواديت التي إختصرت تأملات العقل البشرى .. في بناءة التحتي.. المبني علي الخوف و الفزع و الرغبة في مواجهة المجهول .
علي أرض وادى النيل عشنا مأساة فجر الوعي البشرى .. و تزييف الاجداد للتواريخ و الأحداث ..التي جعلت من الملك (أوزيريس) حاكم الوادى و الزرع ايقونة للتجدد .. تصارع أخية ملك الصحارى العادي المعادى (ست ).. لقد صدق المصرى و أمن بأن اوزيريس قد تم تقطيعة .. ونثرت جثته في محافظات الوادى وان زوجته إيزيس و أختها نفتيس .. جمعا الشتات .. و نفخ فية رع من روحه ليعود ملكا علي عالم سفلي يرحب فية بمن تنتهي حياته علي الارض و كان صالحا .
حواديت الحياة و الموت و التجدد ..الثواب و العقاب في عالم أخر غير دنيانا أصابها ما أصاب الوادى مع كل غزوة .. فصناع الحديد عبدة حورس صقر السماء .. عندما ..إستقروا في كوم أمبو وهزموا سكان أماكن عبادة أوزريس قدموا .. أربابا جدد سماويون .. أولهم حورس ثم رع .. ثم أمن ..ثم أتن .. فبتاح .. الاف الاشكال المقدسة متمثلة في قرص الشمس و بحر السماء العلوى .. كانت تتبادل التواجد في المعابد و المقابر .. و تتلي عنها الاساطير و تجرى من أجلها طقوس الإسترضاء أو الخوف.
في مصر .. لم يتجه الانسان لاستخدام العقل بقدر ما تمسك بأحلام القدماء و عاش أسيرا لها يتداولها و يدافع عنها .. ويحارب من أجلها .. و يتصور أن (أمن- رع ) سوف يغنية عن المعرفة.. والتأمل في مسار الحياة .
علينا أن نعترف ..أننا لم نتحرك قيد أنمله عن تصورات الاجداد منذ الاف السنين .. نحن لازلنا غيبين .. نؤمن بأن مصائرنا يتولاها رب نعبده طبقا لطقوس ديننا ، و أن الحياة الدنيا معبرا لجنة حقول الاليسيان الأوزريسية حيث الحياة الابدية التي نعيش فيها كسالي نتمتع بالفراغ و الراحة .. بعد أن عانينا شقاء الدنيا وبلاويها ..وأن الفقير له اللة و الجنة .. و الغني سيصلي كرب مقيم .. تقوم فية الثعابين و العقارب بأدوار عدوانية .. و تقوم فيه كائنات خرافية بتعذيب المخالفين بسادية .. لم تختلف عن سادية متون الاهرامات في الاسرة الخامسة و السادسة . . لذلك تخلفنا و مازلنا نحن متخلفون .. لم نبحر في المحيطات البعيدة للمعرفة .. و لم نتعلم أن ما توصل إلية البشر قد جاء عبر المعاناة و النجاح و الفشل وأن كسلنا و غيبوبتنا قد جعلتنا بعيدا كل البعد عن الركب نستسلم لنمط صحراوى في السلوك .. يسطح العقول .. و يغمي العيون .. ويجعل من حياتنا تكرارا مملا تسيرة العادة و الغريزة .. كما لو كنا أسراب نحل أو مملكة نمل لا تغير أساليبها منذ بداية التاريخ .
علي أرضنا يرد الي الحياة العديد من البشر الذين لهم ملامح و سلوك الحشرات و الضوارى .. بعضها مقزز و البعض ضار .. و القليل منها مفيد
لا يوجد في تصورى أى سبب .. يدعو كائنا إنسانيا.. أن يهاجم أهل وطنه .. ويقتلهم و يفجر نفسة بينهم .. و يدمر بلدة أو يترك موطنه الذى لا يستطيع أن يعيش فية .. ويذهب الي أوطان الاخرين .. فيرحبون به .. و يعيش بينهم في أمان .. ثم يتحول فجأة إلي قنبلة متفجرة تدمر ما حولها .. و تشيع الفساد أينما حلت
لا أتصور أن هذا الكائن (الحشرى ) التكوين .. لديه قضية أو سبب يجعله يفعل هذا إلا .. كونه من سلالة العقرب يلسع دون إرادة أو تفكير أو ثعبانا يميت من يدفئه .. أو كلبا مسعورا يعقر من يقترب منه ..أو بعوضة حاملة لامراض ليس لها شفاء
من يرهبون البشر ليسوا ببشر ..إنهم لازالوا لم يبرحوا الغابة..لا يختلف أى منهم عن الحشرة الضارة التي لا تتوقف عن الاذية.
وهكذا فرغم أننا تسعون مليونا .. علي أرض كانت طيبة و مانحة الحياة لثلث هذا العدد..إلا أننا لا يوجد بيننا قوم عقلاء .. يدرسون و يفحصون و يتعلمون و يطورون و يخططون .. لرفع المعاناة و التخلف عنا .. العائق الاساسي .. هو جينات توارثناها .. جعلت الاخرة لدينا خير و أبقي .. و الحياة معبرا .. و قتل البشر أسهل طريق لحصول علي حور العين اللائي لا يتوقفن عن الجماع الجنسي .
لقد ضللنا يوم تحكم فينا كهنة أمون .. وظللنا علي جهلنا و غيبوبتنا حتي تحكم فينا كهنة الوهابيين .. وسنبقي علي حالنا في هذه البقعة من العالم عنوانا للتعاسة فلنطلب من الامم المتحدة أن تنشيء من أجلنا اليوم العالمي لتعاسة المصرى وليكن يوم 12 ديسمبر من كل عام
نحتفل فية بالصمت .. وإرتداء ملابس سوداء و نقيم في فجرة (مندبة مصرية) .. تخرج فيها النساء للشوارع تبكين علي ما أصابهن في مثل هذا اليوم منذ 1377 سنة من سبي و إغتصاب و بيع في أسواق النخاسة .ويضرب الرجال أنفسهم بالكرابيج عقابا علي عدم مقاومتهم للتغييب .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل عدنا لزمن حكم المماليك!!
- غير متفائل،بل شديد التشاؤم.
- عندما أثبتُ أنني مش حمار .
- فلننظر خلفنا بغضب و نبصق
- هذه الخرابة التي نعيش فيها
- هل هي البداية .. أم سقطه مؤقته
- كريم هذا البلد ..فاسد .
- تقولشي أمين شرطة إسم الله !!
- عندما حلمنا بالفجر،جاء الكابوس!!
- الجمهورية الثالثة لحكم الضباط الاحرار
- (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَاَ فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَا ...
- أحب هذا الرجل المثير للجدل.
- بعد إستكمال خارطة المستقبل، أين مصر؟
- ليلة رأس السنة في كلونيا .
- مصرفي إستقبال عام جديد .
- مأدبه سوشي من لحم تارك للصلاة.
- عندما تغرق القاهرة في مياة المجارى
- من الذى يحكم مصر الان !!
- السماء تهب و تعطي والارض تدمروتحطم
- الهجمة الثالثة لاخضاع اوروبا


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - 12 ديسمبرذكرى تعاسة المصرى