أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حسين يونس - عندما أثبتُ أنني مش حمار .















المزيد.....

عندما أثبتُ أنني مش حمار .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5096 - 2016 / 3 / 7 - 08:45
المحور: المجتمع المدني
    



هناك نكته سخيفة كان يتم تداولها .. في الستينيات .. أن جملا وجد يركض هاربا في الصحراء بإتجاه ليبيا ..عندما سألوه عن سبب هروبه قال إنهم يمسكون الحمير في الوادى .. ولكنك جمل ..(( يوه فين علي بال م أثبت لهم إني مش حمار )).
هذاالامر حدث فعلا متكررا الاسبوع الماضي مرتين الاولي نشرها زميل علي الفيس بوك أنقلها كما هي .
((ظابط المرور اوقف السيارة
الرخص لو سمحت؟
اتفضل
مين اللى قاعدة ورا؟
اشمعنى ؟؟
بسألك مين؟ ترد على قد السؤال
المدام و البيبى اللى على ايديها يبقى ابنى
ممكن بطاقتها؟؟
مش معاها بطاقة..... دى لسه خارجة من المستشفى بعد الولادة.
ايه اللى يثبت انها مراتك؟؟
هو فيه قانون يمنع اركب معايا واحدة مش مراتى؟
طيب يا مدام هو عنوانكم ايه ؟؟
المدام : مدينة نصر
بس العنوان فى الرخصة مصر الجديدة
يا فندم اللى فى الرخصة عنوانى القديم قبل الجواز
لا يا شيخ ..... طيب نزل الزبونة تروح .... و خليك بقى نشوف ازاى تشغل عربيتك الملاكى أجرة
اجرة ازاى؟؟
شغال مع اوبر و لا كريم؟؟؟
كريم مين و هيثم ايه ؟؟ باقولك دى عربيتى و دى مراتى ..... و فواتير المستشفى قدامك؟ ؟
الفواتير بإسم ايمان .... ايه اللى يثبت انها اسمها ايمان؟؟
يا سيدى دى صورة فرحنا
بس اللى فى الصورة مش محجبة و مراتك محجبة
اروح اجيبلك بطاقتها و ارجع
. و هنا تجلت المعجزة عندما سأل المدام: اسم جوزك رباعى ايه
اتأكد حظابط ساعتها انها مراته مش زبونة بيوصلها
البلد ماشية فى سكة الهبل بأقصى سرعة و هتلبس بينا فى الحيط)).
المثال الثاني حدث لي شخصيا ..وصلني من أحد البنوك التي أتعامل معها .. رساله أن مأمورية ضرائب (ما ) أرسلت تطلب الحجز التحفظي علي أموالي لديهم .
و أرفقوا صورة هذا الطلب
نعم الاسم الرباعي إسمي .. ولكن المأمورية لا أتعامل معها .. و النشاط إستثمار عقارى .. و هو لم يحدث أن زاولته طول حياتي .. و العنوان في مكان أخر بعيد عن عنواني .. و المأمورية تطالب بالاف الجنيهات مقابل نشاطي من 1994 حتي 2005 .. و البنك يتحفظ علي ودائعي عندهم لحين تسليمها للحكومة مع الحجز النهائي .
اتصل بالبنك .. يا بنتي .. هذا الشخص غيرى .. بصي للعنوان .
لا يا( أفندم ) الضرائب أمرت و أنا بنفذ .
يا بنتي الحجز لازم عن طريق قاضي و أبلغ و أدافع عن نفسي .
لا يا ( أفندم ) أنا بنفذ تعليمات .
يا بنتي دة تعسف في إستخدام السلطة.
لا يا (أفندم ) حضرتك تروح الضرائب و تجيب منهم خطاب برفع الحجز .
في الضرائب ..إنتم حاجزين علي ليه ؟
نشاط إستثمار عقارى !!
أنا لم أزاول هذا النشاط ..
لا أجرت الشقة الفلانية ( في مكان بعيد ) مفروشة ..
لكنني لا أملك شقة في هذا المكان .
روح جيب الدوسيه من عند الاستاذة فلانة .
يا بنتي عايز الدوسية .. ده .
حاضر و تنشغل في أمور أخرى ..
يا بنتي الدوسية .
يوه مش لاقياه .
هو فين ريسك .. يا فندم الدوسية .
متدورى عليه يا أستاذة .. تقوم بنرفزة .. ثم بعد قليل
أهوه ..
لا يوجد عقد إيجار أو بطاقة أو بيانات عن الشخص .. لاشيء غير الاسم رباعي .. أف .. يخرب بيت دى عيشة ..
يا إبني أنا متنازل لكم عن هذه الشقة .. خدوها و بيعوها .. وحصلوا ضرايبكم .
إنت بتهزر.. نبيع إيه !!
أجلس منهكا .
إنت فاكر إن الموضوع إنتهي عند 2005 .. دى اول دفعة .. ولسة حنحسب ل 2016 .
يعني خراب بيوت.. هو مش فيه قانون بيقول أخر أربع سنين!! إيه الناس دى يا مصيبتي ..وقعت و محدش سمي عليك !
تأتي موظفة أخرى لقينا الدوسية .. البطاقة لها نفس الاسم و لكن بارقام أخرى .. يا فرج الله .. و صورة أخرى .. الحمد لله .. و عنوان أخر .. يا مسهل .
دلوقت إتأكدتم إن المتهرب حامل إسمي مش أنا ..
أيوه .
طيب خطاب للبنك .
باكر تمر علينا .. و نعرض الموضوع علي الشئون القانونية ..
و أسقط علي الكرسي أكاد الا أتنفس .. يسرعون .. ببعض الماء .. وتنتفض سيدة ذات نفوذ .. وتتبرع بكتابة خطاب موجهة للبنك .. فلان الفلاني القاطن في.. و الذى يعمل في كذا.. بطاقته العائلية .. كذا .
في البنك .. هذه البطاقة غير الرقم القومي .. و لا تعبر عن شيء .. هذه هي بطاقتي القديمة و لا تحمل نفس الرقم أو العنوان ... نريد خطاب صريح برفع الحظر عن حسابك!!.
في رواية للكاتب اليوناني الرائع ( كازنزاكيس )..مشهدا لا أنساه أبدا .. من (( الحرية أو الموت )) أورد ترجمته كما أتذكرها .
الاب الذى بلغ من العمر ارزلة ..يطلب من الابناء أن يحضروا له ثلاثة من الاصدقاء الذين يماثلونه في العمر .. يخرجونه راقدا علي سريرة الي الحديقة .. و يجلس أمامه ندماءه .. و يلتف حولهم الابناء و الاحفاد عن بعد .
الاب يسأل .. لقد عشنا علي الارض لمدد طويلة .. و خبرنا الحياة بمرها و حلوها .. ولكن لازال السؤال الذى سألناه في مقتبل العمر لم نجب عليه .. لماذا وجدنا في هذه الحياة و ماذا فعلنا بها !!.
أخرج الاول من حقيبة في يده لا تفارقة .. وعاء زجاجيا .. ووضعه امامه .. ثم أشار لمحتوياته .. هنا 54 أذن محفوظه في سائل لنفس العدد من الاتراك المحتلين لجزيرتنا الذين قتلتهم جميعا .. وإحتفظت من كل قتيل بأذنه لاتذكر كم كنا رجالا .. و كم كافحنا ضد المحتل العثماني الذى ذقنا علي يديه الويل .
من أجل هذا وجدت في الحياة .. و هذا ما فعلت .. صارعت و حاربت .. و سافرت عبر البحار كقرصان .. و كمنت علي الارض كقاطع طريق .. وربحت الكثير .. وإستمتعت بالخمر و النساء .. و لكن يبقي لي أنني عذبت من عذبونا و قتلت من قتلونا .. و ها أنا أعيش ألان مهملا لا يعرفني أحد .. و لكنني غير نادم .
قال الثاني .. في الحياة ذئب و شاة .. إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب .. و لقد كنت ذئبا يهابه الجميع ..لقد إخترت القوة .. فنميت جسدى .. وعقلي و ثروتي .. ولم يكن يغلبني في السوق غالب .. لقد كان الجميع يهابونني .. لثروتي و عزوتي .. و كان الجميع يتوددون لي .. و يتقون غضبي .. و كنت شرسا .. لا أمل من متع الحياة .. لدى القصر و الخدم و العبيد .. و المحظيات .. أأكل بشره .. و امارس الجنس بشره .. و أعيش كملك متوج .. أأمر فأطاع .. و لكن بمرور الزمن بدأت قوتي تضمحل .. و ثروتي تذوى .. و الاتباع يتفرقون .. و تحول الذئب إلي شاة ضعيفة .. تتحرك بهدوء كي لا تلفت نظر الذئاب الشابة التي نضجت .. و أصبحت هي المسيطرة .. أعيش بدون أبهه أو بذخ .. و لكنني لا أنسي سالف الازمان .. عندما أتحدث من أقراني عن أيام كنا فيها الذئاب المرهوبة .
قال الثالث ..أنا لا أعرف الكلمات .. ثم أخرج (كمان ) من حقيبته .. و أمسك بالقوس و بدأ يعزف .. و تسللت الانغام .. تتصاعد صاخبة .. و عنيفة .. و بدأ الشباب في التصفيق و الرقص .. و تعالت الضحكات .. و هو مستمر في العزف تارة بسرعة و أخرى ببطء .. ثم رقت الانغام .. و هدأت .. و أمطرت سحابات عابرة بعض الرزاز .. فاغمض الاب عينيه .. و إنسلت روحه خارجة بهدوء .
عاصرت هذه الحياة 76 عاما ..كنت فيها .. النماذج الثلاثة .. مكافحا ضد الاستعمار .. و عاديا في بعض الاحيان .. و تمتعت بالسلطة و النفوذ وزرت أماكن عديدة جميلة .. و أكلت الاطيب و شربت الافخر .. ولبست الاجمل .. و كانت علاقاتي مع الاصدقاء و الصديقات متعددة و متنوعة .. يلتفون حولي إما لنفوذ أو ربحية او إستمتاع أو حب .. حتي وهن العظم مني .. و تحول الذئب لشاة.. تحاول أن تتوارى من الذئاب التي في الحكومة .. وأقسام الشرطة و الشارع .. و من بتوع الضرائب و بتوع البنوك .. و سائقي التاكسي و الميكروباص .. و الصحافة التي لا تتوقف عن التشهير .. و الناشرين الذين يأكلون حق المؤلف .. و أصبح كل من يطلب ما بيدى أسرع و أسلمة له .
لقد جال تحت منزلي بلطجية رابعة .. ودمر حديقتي بلطجية القهاوى.. و كسر سكوني إذاعات عالية الصوت ترتل أو توعظ قادمة من السوق.. و كسرت خصوصيتي سيدة بالادوار العليا تنظف السجاد من الشباك فتملأني بالتراب .
لقد أصبحت أعيش في غابة،تحكمها العشوائية إنفرط فيها العقد .. لا فن . ولا ذوق .. و لاأخلاق كما كنت أعرفها .. و المسن يداس .. ويرمي له بعض اللقيمات علي هيئة معاش تتضائل قيمته كلما إرتفعت الاسعار . ..أريد أن أموت بهدوء كبطل رواية كزانزاكيس . .. مللت من هذه الغابة وتعبت من العيش بين هؤلاء المتوحشون .أف



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلننظر خلفنا بغضب و نبصق
- هذه الخرابة التي نعيش فيها
- هل هي البداية .. أم سقطه مؤقته
- كريم هذا البلد ..فاسد .
- تقولشي أمين شرطة إسم الله !!
- عندما حلمنا بالفجر،جاء الكابوس!!
- الجمهورية الثالثة لحكم الضباط الاحرار
- (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَاَ فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَا ...
- أحب هذا الرجل المثير للجدل.
- بعد إستكمال خارطة المستقبل، أين مصر؟
- ليلة رأس السنة في كلونيا .
- مصرفي إستقبال عام جديد .
- مأدبه سوشي من لحم تارك للصلاة.
- عندما تغرق القاهرة في مياة المجارى
- من الذى يحكم مصر الان !!
- السماء تهب و تعطي والارض تدمروتحطم
- الهجمة الثالثة لاخضاع اوروبا
- يا حلولي .. حتجوز بنت السلطان .
- حدوتة مصرية ..حزينة و مخزية .
- هل سنظل دائما نبحث عن (المخلص ).


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حسين يونس - عندما أثبتُ أنني مش حمار .