أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة منصور - مصنع السعادة (الحلقة الرابعة)














المزيد.....

مصنع السعادة (الحلقة الرابعة)


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5094 - 2016 / 3 / 5 - 10:44
المحور: الادب والفن
    


في عالمنا الذي تنشب فيه الحروب و الفتن و تُراق الدماء على مدار الساعة اصبحنا نخشى أن تتعود قلوبنا على القسوة و تعتاد أعيننا على مشهد الدم و نفقد الرحمة و التعاطف
الذي جُبلت عليه طبائعنا و أن يضيع منًا مفهوم السعادة و الذي أنفقت نصف عمري لصيانة مفهومي هذا عن السعادة.
لكنه الأمل في أن تلقى كلماتي آذانا صاغية في نفوس الذين لم تتلوث إنسانيتهم الحقة والذين يبحثون بجدية لإضافة معنى و قيمة لحياتهم.
قلت أن الإيمان قد يجعل حياة المرء أسعد إذا ما أضاف هذا الإيمان قيمة إنسانية حقيقية و فعلية.
والآن سأتحدث عن قيمة عظيمة يبدو أن أكثر البشر قد تجاهلوها أو لعلهم قد نسوا تأثيرها و أعني بها قيمة الإمتنان.
_________________________________________الإمتنان____________________________________________________
لست أجد أقرب اليً من نفسي و تجربتي عندما أتحدث عن الشعور الغامر بالإمتنان الذي أحس به يتدفق على لساني وذلك رغم صعوبة ما مرً بي من ظروف صعبة و التي كانت
كفيلة بأن تقضي على أي إمرأة ولدت في هذا الشرق الأوسط الذي مازال يتعوذ من الشيطان الرجيم إذا ما لاح له طيف إمرأة.
لقد خضًت حربا قضائية طاحنة للإحتفاظ بحقي في تربية إبنتي ،بعد وفاة زوجي الأول ‘ و خسرت ثلاثة أرباع ثروتي لا لذنب إرتكبته، سوى أنني إمرأة.
خسارتي لثلاثة أرباع ثروتي الطائلة لم تكن لتؤلمني بمقدار أني فقدت دعم عائلتي المعنوي لي لأنهم كانوا يطالبونني دائما بالتخلًي عن طفلتي و الإمتثال لشرع الله و أمر المحكمة
بتسليم إبنتي لأهل زوجي المتوفي لرعايتها.
طوال فترة المحكمة و التي إمتدت لخمسة سنوات لم أكف للحظة واحدة عن الشعور بالإمتنان.
كنت أصحوا صباحا و أتوجه الى شرفتي المليئة بالزهور و أنا ممتنًة بشدة أن الله قد وهبني يوما آخرا كي أعيشه من أجل إبنتي..
وحينما أنظر الى نفسي بالمرآة..أشعر بالإمتنان لجمال خلقتي و صحتي التي تبدو واضحة على وجهي و جسدي.
وكنت أشعر بالإمتنان لكل البشر الذين مارسوا ظلمهم و طغيانهم عليً لأنهم جعلوني ،دون قصد منهم، أشعر بقيمة العدالة و الحق و أستميت للدفاع عن حقي بحضانة إبنتي.
دائما يملأني الشعور الغامر بالإمتنان حتى للشر الذي كان يحاوطني لأنني تعلمت من الشرير كيف أبقى طيبة و رائعة و راضية و معطاءة.
تعلمت من الكاذب أن أتمسك بصدقي و براءتي و طهارتي و إتخذت من الصدق سلوكا لدرجة أنه قد التصق بشخصيتي ومهما سبب لي صدقي من شر و أذى.
أنا لا أمدح نفسي و لكني أتحدث عنها ككائن منفصل عني و هذه هي صفاتي التي أعلنها بكل تواضع و فخر و حب .
شعوري بالإمتنان قد جعل حياتي أغنى و أعمق وأجمل و أيسر ورافق شعوري هذا حسن الظن بالله و البشر ايضا فأنا لا استطيع أن أحيا دون قناعاتي التي جُبلت عليها.
الإمتنان هو سر الشعور بالرضا و البهجة و السعادة الدائمة..نعم السعادة الدائمة و ليست الوقتية أو الظرفية..و لا أمانع أن أُظهر إمتناني و مهما اشتدت معاناتي.
أشكر كل لحظة تسمح لي بأن أحياها..وأشعر بالإمتنان للشمس و الطبيعة و الهواء و الأرض التي تخطو عليها قدماي.
أنا ممتنة لكل من علمني حرفا أو نصحني نصيحة أو أهداني هدية أو تذكرني بدعوة أو جاملني بعبارة أو آلمني أو جرحني أو أذاني..أنا ممتنة فقط لا غير.
في أحيان كثيرة أتضايق من صديقاتي و أصدقائي و الذين لا يكلون و لا يتوقفون عن التذمر و الشكوى لا بل أني أخذت بالإبتعاد عنهم تدريجيا لأن تذمرهم الدائم و شكواهم
المستمرة تبعث لي بطاقتهم السلبية وشحنة نفوسهم المتذمرة التي لا ترضى ابدا.
الحياة أقصر من أن نقضيها بالشكوى و التذمر و عدم الرضا لأننا بذلك نجلب التعاسة و الحزن و الهم و النكد لأرواحنا لأن الحياة ثمينة و قيًمة لا بل إن الحياة هي الجوهرة
الوحيدة التي يمتلكها كل منَا و أنه يتوجب علينا الحفاظ على جوهرتنا الوحيدة التي نمتلكها.
أعمل لمدة ثلاث ساعات و ليومين فقط، عملا مجانيا ، و منذ عشر سنوات مع دار لرعاية المعاقين و كم أنا ممتنة لعملي الرائع هذا لأنه أتاح لي فرصة ذهبية للإحساس بقيمة
جسدي المُعافى و سمح لي بإقامة علاقات إنسانية واسعة النطاق مع بشر حرمتهم الطبيعة من أحد أعضاء جسدهم..إن عملي هذا جعلني أحس بقيمة ما أمتلك فعلا و حقا فعيوني
التي أرى بها هي أعقد بملايين المرات من كل تلسكوبات الكرة الأرضية و شكل الورود هي أعقد بمليارات المرات من جميع صواريخهم و حاملات طائراتهم.
العيش دون إمتلاءك بالإمتنان هو العبث و الجنون بعينه.
سأسمح لنفسي أن اقول لك..كُن ممتنا لكل شيئ يحيط بك و لكل شيئ تمتلكه مهما بدا لك ما تمتلكه تافها و سطحيا و عاديا و لتصادق من حُرم من نعمة النظر مثلا. كي..يحدثك عن
قيمة النعمة التي تمتلكها.
بالإمتنان..تدوم سعادتك و بالجحود سوف لن تكون سعيدا..مهما إمتلكت.
الإمتنان يجذب السعادة حتما في مفهومها العميق و ها أنا هنا أبث اليكم بشرى سارًة و أقول لكم إن السعادة ..متاحة و ممكنة للجميع و هي حق فطري لك فلا تتردد و خُذ حقك منها
بالتو و اللحظة.
إن الإمتنان يجعل حياتنا و حياة من حولنا أجمل و أعمق و أكثر سعادة و تُبعد عنًا التوتر و الكآبة و تجعلنا أكثر تقديرا و رضى عن أنفسنا و عن من هم حولنا و هي حق لنا ولا يجوز
لنا أن نهمل هذا الحق.
ضع قائمة بكل الأشياء،،التي يجب عليك أن تكون ممتنا لها،، و علًق تلك القائمة أمام عينيك وسترى أن الإمتنان ابتدأ يتدفق الى حياتك كزخات المطر.
لن أنسى، في النهاية ، أن أشكر نعمة النظر لديً ، و أنحني إحتراما لأصابع يدي لأنها سمحت لي بكتابة كلماتي المتواضعة لكم جميعا.
هنا أقف و من هناك أمشي و للحديث بقية



#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصنع السعادة (الحلقة الثالثة)
- مصنع السعادة (الحلقة الثانية)
- مصنع السعادة (الحلقة الأولى)
- لا تنصحوا فاطمة ناعوت
- الأستاذ المحامي كميل فنيانوس
- كيف نقضي على الإرهاب؟ 2
- كيف نقضي على الإرهاب؟
- عاجل وهام..الى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي المحترم
- لما لا أتعامل مع نصف الفرائض فقط ؟؟؟
- معالي وزير التنوير المحترم
- رد على مقالة الأستاذ سامي لبيب..لما نعيش؟؟
- هكذا أفهم الله 4
- هكذا أفهم الله3
- هكذا أفهم الله 2
- هكذا أفهم الله
- ماجدة منصور
- ابتسم..أنت في مصر
- تنويه...عودة ثانية الى صفحات الحوار المتمدن
- هذه أنا(الحلقة الخامسة)
- هذه أنا(الحلقة الرابعة)


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة منصور - مصنع السعادة (الحلقة الرابعة)