أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماجدة منصور - هذه أنا(الحلقة الرابعة)














المزيد.....

هذه أنا(الحلقة الرابعة)


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4471 - 2014 / 6 / 2 - 08:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هذه أنا (الحلقة الرابعة)
أنا و المأذون-ة- كاترين باتريك
لا أعرف ماذا اقول لكم..إني أحاول أن أنقل لكم معاناتي ففي البوح بعض الراحة.
مشكلة المرأة في بلاد العرب..أنها لا تستطيع البوح بما يعتمل في داخلها..فكيف هو الحال إذا كان البوح قد اتخذ صفة عالمية حيث الإنترنيت يجعل من ألمنا..عالميا؟؟
لم لا نجرب عولمة الألم؟؟
غادر السيد الأنيق.ج س مكتبي بعد أن قلت له أنني لا أملك الصلاحية في نظر مشكلته فأنا ما زلت موظفة مبتدئة في دائرة الهجرة و ما زلت تحت الإختبار.
نظر الي بعينين جريئتين و قال ..أوكي..لكن تأكدي جيدا بأنني سأعود لك؟؟
ماذا يقصد بأنه سيعود لي؟؟؟ لا يهم ماذا يقصد..ما يهمني هو أن أحتفظ بعملي بكل قوتي..
خرج من مكتبي و لكني تمنيت بداخلي أن أراه ثانية.
ها أنا أقود سيارتي فقد حان الوقت كي أذهب الى مدرسة إبنتي للعودة بها الى البيت.
كان هذا هو يوم الجمعة..وبعده سيكون لدي يوما إجازة هما السبت و الأحد.
قررت أن أتجول مع إبنتي في الريف الإسترالي.
إستراليا مكان آمن تماما للنساء فأنا اذهب حيث أريد و ألبس ما أشاء فهناك لا عيون جائعة تلتهم جسدي و لا ألسن تشوه سمعتي فالمرأة تملك حريتها كاملة و لا يمكن لكائن من كان أن يعترض على حريتها.
إن حريتي هي إلتزام كامل..و أنا ملزمة الآن أن أحترم حريتي..فمن قال لك أن الحرية تعني الإنفلات..هو جاهل لا يدرك من الحرية إلا أنها ثقب يقبع بين فخذي المرأة فقط لا غير.
الحرية تعني لي أنها إلتزام صارم بقدسية جسدي و فكري و إنسانيتي.
توجهت مع إبنتي الى الريف الإسترالي..فأنا أريد إكتشاف عالمي الجديد و ليس هناك من يرسم لي حدود عالمي الآن فالعالم قد أصبح ملكي أنا.
قضيت يوم السبت و الأحد في الريف الراثع و رجعت بعدها الى بيتي.
يوم الإثنين رجعت الى عملي كالمعتاد.
بعد ساعة..إستدعاني مديري المباشر الى مكتبه.
قال لي: سيدتي..لقد رأت الإدارة أنك غير صالحة لمزاولة العمل في دائرتنا..و يمكنك الآن أن تستلمي نقودك ..و المغادرة.
لقد نزل علي كلامه كالصاعقة..فتحت عيناي على آخرهما..و قلت له..طز..و بجهنم الحمرا.
في الحقيقة..أنا طويلة اللسان و ابعد ما أكون عن الأدب.
من الجائز أن قلة أدبي قد إكتسبتها من مجتمع و بيئة لا ينفع فيها الأدب.و طالما قالت أمي أنني قليلة الأدب و التربية.
لملمت أغراضي من مكتبي بسرعة و إتجهت الى الدرج مسرعة نحو الخارج...
أنا الآن أهرول مسرعة نحو الخارج..وكنت أشتم إستراليا على سوريا على الدنيا كلها...ووجدت نفسي أتدحرج على الدرج و أدحرج معي السيد الأنيق..ج.س.
لقد اصطدمت بالسيد الأنيق..بعنف..و تدحرج معي على الدرج.
قام السيد الأنيق بسرعة و هو ينفض بدلته الأنيقة و نظر الي قائلا: اللعنة...ماذا يحصل هنا؟؟
كانت محتويات حقيبتي قد تناثرت على الأرض و أخذت ألملم محتوياتها بغضب .
فجأة..أمسك السيد ج.س. يدي و قال لي بلهجة فيها كثير من العطف و الحنان...أرجوكي سيدتي..إهدأي قليلا.
صرخت فيه..و قلت: و من أنت حتى تمسك يدي!!!!من أنت حتى تقول لي أن أهدأ!!! و هل تظن أنني مجنونة حتى تدعوني الى الهدوء؟؟
شتمت السيد .ج.س..ببعض مفردات الشتائم التي تعلمتها في إستراليا و غادرت مسرعة.
دخلت الى سيارتي القديمة وأنا أنوي الهروب الى بيتي..حيث يمكنني البكاء..دون أن يراني أحد.
دائما..كنت أبكي و أنا مستترة..لم يرى كائن من كان دموعي أبدا...فأنا أعتير الدموع سرا مقدسا لا ينبغي لأحد أن يراه.
في الحقيقة..أنا أعتبر الدموع ضعفا و قلة حيلة و أنا لا أطيق ان يرى أحد ..ما..دموعي..لأني أعتبرالدموع كجزء من جسدي و لا ينبغي لأحد رؤيته.
السيارة اللعينة لا تدور..بها خطب ما...لقد إشتريتها من طالب جامعي و كانت في حالة يرثى لها.
السماء تمطر في الخارج و البرد اللعين يعم المكان.
السيارة لا تدور و البرد يحاوطني...وأنا قد فقدت عملي..و يجب علي الذهاب الى مدرسة إبنتي كي آتي بها الى البيت.
اللعنة على الغربة ..و سنينها... يلعن أبو اللي كان السبب.
الشتيمة و السباب..تخفف عني معاناتي دائما بل إنهما كالطبيب النفسي بالنسبة لي...إشتموا دائما..فإن الشتيمة تخفف القهر و العذاب و إسألوا مجرب.
كنت في معركة يائسة مع سيارتي التي تأبى أن تدور.
فجأة ..سمعت نقرا..على زجاج سيارتي..كان المطر في الخارج عنيفا و كأنه كان يشاركني غضبي و يأسي و عذابي.
نظرت الى هذا الذي ينقر زجاج سيارتي...و كان هو السيد الأنيق...ج.س.
فتحت نصف الزجاج و قلت له بعصبية مكتسبة: نعم..ماذا تريد ايها الأنيق؟؟؟
قال لي بهدوء مستفز...لا شيئ...فقط أريد أن أسالك إذا كنتي تريدين أي خدمة؟؟؟
قلت له بغضب ظاهر...أنا لا اريد أي شيئ...أريد فقط أن تنقلع بأقصى سرعة.
قال: إهداي قليلا..و سوف (أنقلع) ريثما أطمئن عليكي...دعيني أساعدك..أنا فقط اريد مساعدتك.
قلت له...أريدك أن تطلب لي (تاكسي) كي تنقلني الى مدرسة إبنتي..حتى رصيد موبايلي كان قد إنتهى في هذا اليوم اللعين.
إبتسم قائلا...هل لديك مشكلة إذا إعتبرتيني (سائق تاكسي)...أنا تحت أمرك الآن..إعتبريني سائق تاكسي
الى اللقاء في الحلقة الخامسة



#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه أنا (الحلقة الثالثة)
- هذه أنا (الحلقة الثانية)
- هذه أنا (الحلقة الأولى)
- المرأة..و العادة الشهرية
- ماذا لو كانت المرأة ..نبية


المزيد.....




- ريبورتاج: تكريما للمرأة الفلسطينية ..انطلاق فعالية -القدس عا ...
- اتحاد كرة القدم يحظر مشاركة المتحولات جنسياً في الدوري الانج ...
- دراسة تكشف العوامل الحاسمة في خفض احتمالات العقم عند النساء ...
- الأسيرة الإسرائيلية السابقة ميا شيم تؤكد واقعة تعرضها للاغتص ...
- آلة الحرب الروسية: وراء صنع الطائرات بدون طيار... استغلال لل ...
- الاتحاد الإنجليزي يمنع المتحولات جنسيا من المشاركة في منافسا ...
- استطلاع: تزايد مشاعر عدم الأمان لدى النساء المسلمات في بريط ...
- الضفة الغربية: انطلاق فعالية القدس عاصمة المرأة العربية
- اللبنانية حنين الصايغ: رواية -ميثاق النساء- رسالة محبة للمجت ...
- امرأة تتقدم بشكوى ضد رجل مزق حجابها في فرنسا


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماجدة منصور - هذه أنا(الحلقة الرابعة)