أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماجدة منصور - هذه أنا (الحلقة الثالثة)














المزيد.....

هذه أنا (الحلقة الثالثة)


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 10:23
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هذه أنا (الحلقة الثالثة)
أنا و المأذونة كاترين باتريك
توجهت من إستنبول الى مدينة بيرن في سويسرا و من ثم إتجهت الى جنيف.
كان لي صديقة منذ طفولتي و كانت قد تزوجت و ذهبت للعيش مع زوجها في مدينة سيدني الاسترالية و كنا نتواصل بإستمرار.
ذات يومإ إقترحت علي أن أنتقل للعيش في استراليا و لكني وعدتها بزيارة في بادئ الأمر و هكذا كان.
أتت لإستقبالي برفقة زوجها و كانت حامل في الشهر الثالث و قد كان حملها صعبا للغاية وكانت مهددة بالإجهاض في أي لجظة.
كانت تستلقي على ظهرها معظم ساعات النهار و كنت دائما أرافقها لزيارة الطبيب.
وجدت نفسي مسؤولة عن صديقتي و أخذت أقوم بدور الممرضة لها و كان هذا يسعدني جدا ، و قررت بأنني لن أتركها الى أن تضع حملها .
أخذت اقود لها سيارتها وأطبخ لها ما تحب و تشتهي و كان زوجها في غاية السعادة لوجودي الى جانب زوجته.
عشقت استراليا من كل قلبي و أذهلني النظام الدقيق في كل شيئ و عزمت على العيش فيها.
تقدمت بطلب لوزارة الهجرة من أجل الإقامة و العمل في تلك القارة الضخمة و كلفت أحد المحاميين بمتابعة الإجراءات.
وضعت صديقتي حملها و ولدت بنت رائعة أسمتها ( شام).
ثم أبديت لها رغبتي في العيش بمنزل مستقل و هكذا كان.
بعد سنة و نصف سمحت لي الدولة بالإقامة على أراضيها و منحوني إقامة دائمة.
و بعد فترة قصيرة تقدمت بطلب للحصول على الجنسية الإسترالية أنا و إبنتي و أثناء ذلك كانت إبنتي قد دخلت المدرسة الإبتدائية وكنت أنا أذهب الى مدرسة لتعلم اللغة الإنكليزبة.
بعد سنة كنت قادرة على التحدث بالإنكليزية بشكل مقبول.
وقتها صممت على العمل و أخذت أبحث عن فرصة .
ذات صباح كلمتني صديقتي و قالت لي أن زوجها قد أخبرها بأن دائرة الهجرة الإسترالية تبحث عن موظفين يجيدون العربية للعمل فيها.
تقدمت بطلب للعمل هناك و خضعت لمقابلة و كان الشخص الذي أجرى المقابلة معي من أصول لبنانية.
كنت أتوقع الرفض فأنا قد تم رفضي من عدة مؤسسات و ذلك لإنعدام الخبرة لدي في كل المجالات و خاصة لأن اللغة الإنكليزية لدي..لم تكن على ما يرام.
وافقت دائرة الهجرة على العمل لديها تحت شرط فقد قالوا لي أنني تحت التجربة لمدة ثلاثة شهور فإما أن يتم تعييني و إما أن يرفضوني.
كدت أن أطير من الفرح و خاصة أن الراتب الذي سأستلمه..و انا تحت الإختبار..كان مجزيا.
إبتدأت حياتي تنتظم وكنت لا أضيع دقيقة واحدة من وقتي..كنت أكتشف إستراليا برفقة إبنتي..و أتعرف عليها و على أهلها..على عاداتها و تقاليدها..على حدائقها و مسارحها..على شواطئها و براريها..كنت أتعرف على كل شيئ فيها.
أدهشني تنوع المجتمع فيها فهي تحتوي على جميع الجنسيات و من جميع أنحاء الكرة الأرضية.
ما كان يزعجني هو المكالمات الهاتفية التي كانت تأتي من أهل المرحوم زوجي..كانت تلك المكالمات عدائية جدا فقد كانوا ينذرونني و يهددونني..
هؤلاء القوم لا يفهمون إلا بلغة التهديد و الوعيد لأنها اللغة الوحيدة التي يجيدونها.
لم أكن أبالي أبدا..فليضربوا رؤوسهم العفنة في اقرب جدار.
كنت أحضن إبنتي و كنت أحس بأنني ملكة العالم..فليذهبوا الى الجحيم فإن هذيانهم و تهديداتهم لا و لن تؤثر بي لأني فعلا أريد الحياة.
أريد الحياة لي و لإبنتي فهذه الحياة من حقي ..أريد أن أحيا بسلام و أمان.. أريد أ أرى إبنتي و هي تكبر في أحضاني و أمام عيني..لا أريدها أن تعاني مثلما عانيت.
فليذهب الجميع الى جهنم فأنا لا أحتاجهم و لا أحتاج هلوساتهم و جنونهم..لقد رفست كل قوانينهم و عاداتهم المقيتة بفردة حذائي.
أحسست بأني إنسانة حرة تحيا الحياة بكل ألوانها و بأنني مسؤولة عن نفسي و عن إبنتي..أحسست بأني أليق بالحياة و بالحرية و الكرامة و الإحترام.
أنا الآن في قلب الحياة و في عين النور.
لا يقدر النور..من لم يحيا في ظلام الشرق الأتعس.
ذات يوم دخل الى مكتبي رجلا استراليا ..شديد الأناقة.. وكان لديه مشكلة.
مشكلته تكمن أنه يريد أن يستخرج إذنا بالعمل لأحد مستخدميه..لأنه قرر تعيين أحد الرجال..و هو مصري الجنسية كمدير تنفيذي لشركته التي تعمل في مجال الإستيراد و التصدير.
هذا الرجل إسمه ج.س.
الى اللقاء في الحلقة الرابعة.



#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه أنا (الحلقة الثانية)
- هذه أنا (الحلقة الأولى)
- المرأة..و العادة الشهرية
- ماذا لو كانت المرأة ..نبية


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماجدة منصور - هذه أنا (الحلقة الثالثة)