أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي - محمد الحنفي - المرأة والتطرف في البلاد العربية وفي باقي بلدان المسلمين.....1















المزيد.....

المرأة والتطرف في البلاد العربية وفي باقي بلدان المسلمين.....1


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 20:06
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي
    


لا تكاد تذكر المرأة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، إلا وتذكر كل النواقص التي يمكن أن تستهدف الإنسان في المجتمع، وأن هذه النواقص، التي تلصق بالمرأة، ولا تلصق بالرجل، حتى وإن كان ممارسا لكل أشكال الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، لا يمكن أن تزول عنها، إلا بتطبيق ما يسميه مؤدلجو الدين الإسلامي ب {الشريعة الإسلامية}. مع العلم، أن ما تكون عليه المرأة، أو الرجل، في أي مجتمع، بما في ذلك مجتمعات البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، هو نتاج شروط اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية.

ومن هذه الشروط، نجد الاهتمام بالتدين في المجتمع، ولجوء أحزاب، وتوجهات سياسية، إلى توظيف الدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا، من أجل جعل المسلمين يعتبرون أن ما عليه تلك التوجهات الأيديولوجية، والسياسية، هو الدين الإسلامي الصحيح، مع أن ما نسميه بأدلجة الدين الإسلامي، الذي تلجأ إليه الأحزاب، والتوجهات التي تدعي أنها إسلامية، ليس إلا تحريفا له، في أفق جعله في خدمة المصالح الأيديولوجية، والسياسية، وفي خدمة تحقيق التطلعات الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

وإذا كانت المرأة تعاني من الاضطهاد، في مجتمعات البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، فإن ذلك الاضطهاد، يرجع إلى سيادة التدين، والاستغراق في التفاعل مع الجوانب السلبية في التراث الديني المتخلفة، التي لا علاقة لها بحقيقة الدين الإسلامي، الذي يدفع بالمسلمين إلى تحقيق العدل، في مجتمعات البلاد العربية، وفي مجتمعات باقي بلدان المسلمين، وتمكين الإنسان في المجتمع من الحرية، في حدود فهم الدين الإسلامي للحرية، خاصة، وأن الحرية هي الأصل في الإنسان، كما قال عمر بن الخطاب: {متى استعبدتم الناس، وقد لدتهم امهاتهم أحرارا}. أما الاستعباد فعارض.

واضطهاد المرأة في البلاد العربية، وفي باقي يلدان المسلمين، يتمثل في:

1( التعامل مع المرأة، باعتبارها دون مستوى الرجل. وهذا النوع من الاضطهاد يمكن اعتباره اضطهادا جنسيا، كما هو شائع في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، بمبرر ديني، كما جاء في القرءان: {وللرجال عليهن درجة}، وكما جاء في مقام الإرث: {للذكر مثل حظ الأنثيين}، وبمبرر العادات، والتقاليد، والأعراف، التي تستمد قوتها من الدين الإسلامي الشعبي، الذي يختلف من بلد عربي، إلى بلد عربي آخر، ومن بلد للمسلمين، إلى بلد آخر للمسلمين، كما تستمد قوتها من موروث التراث الظلامي، الذي يحتقر المرأة، ويعتبرها مصدرا لكل شيء غير محمود في العلاقات الاجتماعية، وبالتالي، فإن المرأة دون مستوى الرجل، وهي مصدر كل الأعمال الخبيثة، المتفشية في المجتمع، مهما كان هذا المجتمع.

2( واضطهاد المرأة على أساس تعرضها للاستغلال الطبقي، فإن علينا أن نعرف أن المرأة كالرجل في هذا الإطار، قد تكون مستغلة، وقد يمارس عليها الاستغلال، كما الرجل، الذي قد يكون مستغلا، وقد يمارس عليه الاستغلال. فالعاملات، والأجيرات في المؤسسات الإنتاجية، والخدماتية، يمارس عليهن الاستغلال الطبقي، كما يمارس على العمال، والأجراء في نفس المؤسسات الإنتاجية، والخدماتية، مع فارق التمييز بين الرجال، والنساء، من منطلق أن المرأة العاملة، والأجيرة دون مستوى الرجل العامل، والأجير، على مستوى على مستوى الأجور، وعلى مستوى التعويضات، بحكم قوة الرجل، وضعف المرأة، وبحكم القدرة على الإنتاج، وتقديم الخدمات، وبجكم الاضطهاد الممارس عليها من المجتمع، وأثناء القيام بالعمل، وبحكم قبولها بالدونية المفروضة عليها، والتي تعتبر في نظر مؤدلجي الدين الإسلامي، جزءا لا يتجزأ من الدين الإسلامي، خاصة، وأن قبولها بتكريس دونيتها، يضمن لها الجنة، حسب الاعتقاد السائد في صفوف المسلمات.

وانطلاقا من هذين المعطيين، فإن المرأة تتعرض إلى مستويين من الاضطهاد:

المستوى الأول: ما سميناه بالاضطهاد الجنسي، الذي يمارسه الرجل على المرأة في المجتمع، وفي البيت على حد سواء.

والمستوى الثاني: الاضطهاد العام، الذي يمارس على المرأة، والرجل معا، على حد سواء، بحكم الاستغلال الممارس على الكادحات، والكادحين في نفس الوقت.

وقد آن الأوان لأن:

1( تنتفض النساء ضد دونيتهن في المجتمع، وفي الأسرة، في أفق إقبار دونية المرأة، وإلى الأبد، وفي أفق تفعيل اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة.

2( تنتفض العاملات، والأجيرات، إلى جانب العمال، والأجراء، ضد الاستغلال الممارس عليهن، وعليهم في نفس الوقت، في افق التحرر من الاستغلال في المجتمع، والوصول إلى تحقيق التوزيع العادل للإنتاج.

ومعاناة المرأة من أدلجة الدين الإسلامي، المغذية للعادات، والتقاليد، والأعراف، المضاعفة لتلك المعاناة، نجد أن القوى المحافظة، والمتعصبة دينيا، ترفع درجة تلك المعاناة إلى اقصى حد ممكن، من خلال التحريض ضد المرأة، في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يصير مجرد ذكر المرأة، في الخطابات المتداولة في المجتمع عيبا، وجريمة، يلام عليها من ذكر المرأة، دون أن يرفق ذكرها بكلمة {حاشاك}، من منطلق أن المرأة في نظر هؤلاء المحافظين، والمتعصبين، مجرد عورة. والعورة يجب تجنبها حتى لا تلحق الأذى بمجال ذكرها، أو بمجال تحركها.

وانطلاقا من التحريض الذي تمارسه القوى المحافظة، فإن حقوق المرأة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، تعرف انتهاكات خطيرة، ومكشوفة، وعلى مرأى من عامة الناس، الذين تمكن منهم التحريض ضد المرأة، التي أصبح الاهتمام بها، وبمصيرها، وبحقوقها، ملغيا، حسب رأي القوى المحافظة، التي تكرس كافة أشكال التمييز الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي ضد المرأة، إلى درجة أن تفعيل مضامين اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، أصبح غير وارد، لتعاني المرأة من تجاذب الرؤى المختلفة: الإقطاعية، والبورجوازية، والبورجوازية الصغرى، وخاصة تلك المؤدلجة للدين الإسلامي، إلى درجة التطرف في تلك الأدلجة، مما ينعكس سلبا على الواقع المتخلف أصلا، ليزداد بذلك تخلفا، وخاصة، عندما تتضاعف دونية المرأة في هذا الواقع، الذي يغتصب، بشكل فج، إنسانية المرأة، بفعل تأثير القوى المحافظة، التي تفتقد القدرة على التعامل العلمي مع الوضع، ومع قضاياه المختلفة، بما فيها قضية المرأة، باعتبارها قضية الإنسان أولا، وأخيرا؛ لأنه إذا كنا نتعامل مع الرجل كإنسان، فإن التعامل مع المرأة يجب أن يتم على أساس أنها إنسان.

وإنسانية المرأة، يجب أن تتم على أساس اختلاف النوع، أي اختلاف المرأة عن الرجل، انطلاقا من خصوصية كل منهما، واتحاد الرؤيا لهما، على أساس أن كلا منهما إنسان، مما يفرض المساواة الكاملة بينهما، في الحقوق، وفي الواجبات. وهو مالا تسعى إلى إقراره القوى المحافظة، التي تمرست على انتهاك حقوق المرأة العامة، والتي تقتضيها خصوصية نوعها ،حتى لا تفسح المجال أمام مساواتها للرجل، وأمام تمكينها من فرص الإبداع، في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وفي هذا الإطار، نجد أن القوى المحافظة، والتي تعتمد في بناء رؤاها، وتصوراتها حول المرأة، على أساس النشأة على أدلجة الدين الإسلامي، وعلى ممارسة التطرف في هذه الأدلجة، التي تحط من مكانة المرأة، بل وتدوسها، وكأن المرأة غير قائمة في المجتمع، مع أنها هي الأصل، كما تقول المناضلة، والكاتبة العظيمة، نوال السعداوي، التي قضت عمرها، ولا زالت مناضلة، إلى جانب المرأة، حتى تنال كافة حقوقها العامة، إلى جانب الرجل، والحقوق التي تخصها كامرأة.

وانطلاقا من سيادة التدين في مجتمعات البلاد العربية، وفي باقي مجتمعات بلدان المسلمين، ونظرا لاستئساد القوى المحافظة في هذه المجتمعات، وانتشار موضة أدلجة الدين الإسلامي، باعتبارها وسيلة لتلقى التمويلات الخارجية، وخاصة من دول البترودولار، كالسعودية، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، وغيرها، ومن الرأسمالية العالمية، وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية، التي كشفت عن وجهها الحقيقي، من خلال دعمها للدول المحافظة، ولكل الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وخاصة تلك التي انخرطت انخراطا واسعا فيما صار يعرف بالربيع العربي، أو الربيع الإسلامي، والذي أصبح يستهدف ما تبقى من الدول، التي تحرص على المحافظة على كرامة الإنسان العربي، وعلى كرامة الإنسان المسلم، فإن فصل الدين عن السياسة، حتى لا نقول عن الدولة، أصبح من مستلزمات وجود الشعوب في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، كمدخل لاستنهاض هذه الشعوب، والسير بها في اتجاه التقدم، والتطور الذي تنشده، من خلال ضمان سيادة كل شعب على نفسه، حتى يستطيع تقرير مصيره الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، ويحقق المساواة الكاملة بين النساء، والرجال، ويضمن للجميع الحقوق العامة، والخاصة؛ لأنه بدون الفصل بين الدين الإسلامي، كما نعرفه، وبين السياسة، يبقى توظيف الدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا، واردا، في أفق تكريس، أو إقامة الدولة الإسلامية / الدينية، خاصة، وأن كل دولة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، تعتبر نفسها دولة إسلامية / دينية، وأن كل حزب، أو توجه مؤدلج للدين الإسلامي، يعتبر نفسه مؤهلا لإقامة الدولة الإسلامية / الدينية، التي تتحدد مهمتها في تطبيق الشريعة الإسلامية. وهو ما يعني الاستمرار في التخلف، وفي تعميق ذلك التخلف، ومصادرة كافة حقوق المرأة، إلى جانب مصادرة كافة حقوق الإنسان، باسم الدين الإسلامي، وباسم الشريعة الإسلامية، وباسم الله أكبر.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقم حتى تنال رضا الشعب...
- تعلم...
- تعطيل الحركة اليسارية، أي حركة يسارية، لصالح من؟ ولأجل ماذا؟ ...
- هكذا نحن في زمن العهر...
- تعطيل الحركة اليسارية، أي حركة يسارية، لصالح من؟ ولأجل ماذا؟ ...
- تعطيل الحركة اليسارية، أي حركة يسارية، لصالح من؟ ولأجل ماذا؟ ...
- تعطيل الحركة اليسارية، أي حركة يسارية، لصالح من؟ ولأجل ماذا؟ ...
- في ذكراك الفقيد أحمد...
- غياب إنتاج أسس الوحدة لا ينتج إلا المزيد من التشرذم...
- في ذكرى الوفاة...
- الدين الإسلامي لا علاقة له بأدلجة الدين الإسلامي...
- لا نملك إلا أن نرى...
- كيف نجعل المجتمع المغربي منصرفا عن إنتاج الدواعش...
- تجفيف منابع الإرهاب ضرورة تاريخية ومرحلية...
- في ذكراك الأولى أحمد...
- الأحزاب، والوجهات، والدول المؤدلجة للدين الإسلامي، وادعاء حم ...
- أسلمة أردوغان للشعب التركي، واختلاط المفاهيم في الممارسة الس ...
- هل يتحمل الرؤساء الجماعيون مسؤوليتهم في إلزام الموظفين الجما ...
- الشبيبة...
- عمر كنت، وما زلت عمر...


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الانثى في الرواية التونسية / رويدة سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي - محمد الحنفي - المرأة والتطرف في البلاد العربية وفي باقي بلدان المسلمين.....1