أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - التخطيط الإستراتيجي الأمريكي ووهم العدوان .















المزيد.....

التخطيط الإستراتيجي الأمريكي ووهم العدوان .


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التخطيط الإستراتيجي الأمريكي ووهم العدوان .

عندما أدركت بعض مكونات الشعب العراقي أن الإطاحة بصدام حسين وعلى يد الأمريكان وبموافقة ومباركة دولية وإقليمية جمعت حتى المتناقضين في سياساتهم الخارجية كانت خسارة قاسية لها ليس لأنه يمثلهم بالتحديد , بل لأن وجودهم السياسي والمحوري قد تعرض للخطر وربما تم التضحية بهم لمصلحة منافسين وأطراف إقليمية معينة من باب نظرية المؤامرة , من مشايخ ودويلات الخليج إلى دول أكثر تأثرا وحساسية من التغيرات الإقليمية مصر وسوريا والأردن وربما حتى روسيا في توافق شبه خرافي على إسقاط النظام العراقي الذي شكل ولفترة طويلة وجع رأس محلي ودولي , بلغ به الشعب العراقي مرحلة قادتها الولايات المتحدة الأمريكية بحرب ناعمة مرات وخشنة في مرات أخرى إل تمني زوال حكم صدام حسين وبأي ثمن حتى لو أدى على مقولة البعض إلى تنصيب شارون الصهيوني بدلا عنه , ليعيشوا فترة من الزمن خالية من الحروب والقمع والسياسات الطائشة .
لم يدرك الساسة العراقيون ومن كل الأطياف منهج الرؤية الأمريكية ولم يكن في وارد تفكيرهم دراسة العمق البنيوي في العقلية الأمريكية عندما تتعامل مع الخصوم والأصدقاء , وبغياب مراكز دراسات وفكر نظري مهني وأحترافي بلغت سياسة واشنطن اللحظة الحرجة التي جعلت من بعض مكونات الشعب العراقي والذين هم على صلة وثيقة بالنظام السابق على وقوفهم موقف الحياد وأنتظار نتائج الطبخة ومقدار ما يمكن تحمله أو ما لا يمكن القبول به , ومن خلال دول الخليج العربي والأردن تحديدا والتي كانت في ما مضى مصدرا مهما من مصادر تحشيد صدام حسين للمقاتلين العرب والأجانب تحت شعار حرب الإيمان مع الكفر أو حرب الأمة مع أعدائها , هنا لم يفهم البعض وتسرع بإعلان معاداته لأمريكا ولمشروعها الشرق أوسطي وبدأ بنسج خيوط التواصل مع بقايا المقاتلين العرب والمسلمين الذي تم أستقدامهم من حكومة بغداد لغرض المشاركة بالقتال , في الوقت الذي تعلم فيه أمريكا تماما أنها دفعت بهؤلاء بصورة مباشرة أو غير مباشرة وتعلم أيضا قربهم من فكر القاعدة والتنظيمات التكفيرية .
كان القرار المحلي لهذه المكونات التي أحست بأن سفينة الأمريكان لا تسعهم وليس لهم فيها دور الربان والقائد والموجه كما أعتادوا فتحالفوا مع القاعدة ومع تنظيمات بقايا البعث لتعلن عن مقاومة شرسة لما يسمونه المحتل الأمريكي , بالرغم من كثرة الرسائل التطمينية ولكن تغلغل البعث في صفوف المقاومة والقيادات الأخرى منع من الإستماع العقلاني للنصائح والوعود وأستمرت في صراع دموي مع الأمريكان تشهد مدن عراقية عديدة على مرارة فصوله ,هذا التصرف أثار غضب الأمريكان وجعلهم يعيدون التفكير مرة أخرى في أستخدام سياسة التطويع بواسطة الغير دون أن يكون الصراع وجها لوجه ,أنسحبت أمريكا من العراق في الوقت الذي تركت فيه أنطباع مهم للجميع أن القوى الموالية للسلطة هي صاحبة خيار الخروج وأنها أستجابت لتفاهمات مرحلية من قبل الحكومة مقابل أن تسمح لها أن تبسط يدها على العراق بأعتبارها الحكومة الشرعية والملكلفة بمحاربة الإرهاب والسلاح الذي خارج السلطة .
لقد سخر الأمريكان الجيش العراقي وقوى الأمن الأخرى بالصراع مع ما يسمى بالمقاومة العراقية وبشراسة دون أن تتدخل في ضبط الصراع ,القيادة العراقية لعدم أهليتها السياسية وأفتقارها للخبرة والدراية لم تتفهم الأمر والمرامي من وراء عرض الإنسحاب السريع , ولم تلزم الولايات المتحدة بأعتبارها الدولة المحتلة إكمال بناء المنظومة السياسية والعسكرية كما هو وارد في مسئولياتها الدولية , بل أستمرت بفرض الحلول العسكرية والضغط التنافسي مع الفصيل المناوئ الذي إزدادت علاقته بالقاعدة وخليفتها داعش ليكون الضامن لتوازن الصراع مع الحكومة وبغباء وجهل تخندق الطرفان طائفيا وجرت صراعات دموية أنتهت بسيطرة داعش على ثلث العراق وانهيار شبه شامل للمنظومة الأمنية العراقية والولايات المتحدة تراقب الوضع بصمت بأنتظار النتائج المؤجلة من مرحلة الصراع بينها وبين المقاومة .
الخطيئة الكبرى التي أرتكبها زعماء المكون الذي يرى في الحكومة العراقية حكومة طائفة وعزل نفسه عن الفعل الوطني الجاد تاركا لهواة السياسة وأصحاب التوجهات الإسلاموية أن يستغلوا مسألة التمثيل النسبي , كانت تتمثل هذه الخطيئة بالمراهنة على داعش ومن ثم أحتوائها لاحقا حسب ما كانت النظرية السياسية لديهم تحكي هذا الوهم , وإذا بداعش يتحول مع أوار الصراع إلى وحش فتك بكل أطياف الشعب العراق ولم تسلم منه المكونات التي يمثله أو يدع أنه مكلف بحمايتها , هنا أنتبه البعض أنه أصبح بين كماشة الإرهاب التكفيري وخصومه الأشداء , وأصبحت الطائفة المعنية حطب النار المستعرة التي لا بد من الهروب منها إلى حضن العدو السابق الذي تم مقاتلته من قبل على أنه المنقذ والخلاص الأخير .
عادت أمريكا للعراق من بوابة محاربة داعش وأعلنت نفسها حامية للسنة العرب وليس لجميع السنة لأن منهم من يمثله حلفاء لها وبدأت بالضغط على الحكومة المركزية من خلال التعامل مع ممثلي هذه الطائفة على أنهم كيان شبه مستقل وأن هذا التعبير يقصد منه إشعار الحكومة العراقية أنها لم تعد تمثل العراقيين أو أن عليها أن تخضع لأملائاتها لغرض محاربة داعش وهزيمة المشروع التكفيري بالشروط الأمريكية , وبدأت مناورات السياسية الأمريكية مرة ملوحة بدعم حكومة المركز والتشديد على دعم الجيش والقوات المسلحة وإبعاد المليشيات , ومرة من خلال إعلانها الصريح بأن من حق السن محاربة داعش وتحرير أرضهم , ووصل الحال مع تطورات إقليمية سياسية وأقتصادية لجعل طيف واسع من العراقيين يتمنى عودة التدخل الأمريكي المباشر بعد سلسلة الفضائح وتحت وطأة الضغط الأقتصادي والمعيشي وأنتشار الفوضى الأمنية في كل أرجاء العراق بدون أستثناء .
لقد نجحت أمريكا في جلب العراقيين لحظيرتها وخاصة بعد أن شعر الكثيرون ومن كل الأطياف والمكونات العراقية أن صيغة الأحتلال وتدخله المباشر قد يكون هو الحل السحري الذي ينقذ البلد من الفساد والمفسدين وغياب الأمن والتطور الأقتصادي الذي كانوا يحلمون به , مع تفشي حالات الفشل والتخبط اللا مفهوم من قبل قيادات إسلامية وعراقية كثيرا ما أدعت حرصها على حقوق العراقيين ومستقبلهم , لكن التجربة أثبتت وبتخطيط وتشجيع أمريكي مبطن على الإنغماس أكثر وأكثر في وحل الخطيئة الوطنية دون أن يعي هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم قادة للمجتمع أنهم مجرد أدوات لمشروع بعيد المدى يستخدمهم كمجرمين ثم تأت لحظة الحساب ليضحى بهم وأعلان أمريكا أنها المنقذ الإلهي للشعب العراقي , حينها تستقبل بغداد مرة أخرى الجنود الأمريكان بالورود والزغاريد وصب اللعنات على فكرة الاستقلال الوطني وموضوع مقاومة المحتل وهذه خلاصة مشروع التطويع اللا مباشر بواسطة الخصوم .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكابداتي .....
- العراق المدني وقراءات المشهد السياسي
- متى نفهم الله ؟.
- مقدمة في التغيير السياسي في العراق
- المدنيون وقراءة فكر الإسلام السياسي
- تقنيات التسلط ووسائلها
- مستقبل العمل المدني وضمان الديمقراطية
- لماذا تأخر العراق وتقدم الأخرون
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية 3
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية ح2
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية
- دعوى لاستخدام الحياة
- العراق والتنازع الإقليمي وأسبابه
- لوحة سوريالية ليوم البعث
- إشكالية العراق الاقتصادية , أسباب وحلول ح1
- أستئذاب الأنا وخطيئة الافتراس الإنساني
- نحن أبناء الله
- تعرية الإرهاب 4
- تعرية الإرهاب 1
- تعرية الإرهاب 2


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - التخطيط الإستراتيجي الأمريكي ووهم العدوان .