أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - الهوية الضائعة 9: التزاوج المسيحي الإسلامي














المزيد.....

الهوية الضائعة 9: التزاوج المسيحي الإسلامي


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 17:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الهوية الضائعة 9: التزاوج المسيحي المسلم

أود أن أؤكد أنني لم ولن أنتقد المسيحية، كما يفعل بعض القرّاء معي، حيث يقحمون الدين الإسلامي بيننا. وَيَا حبذا لو وجهوا انتقاداتهم تلك لرجال الدين الإسلامي، الذين هم على أفضل دراية بالديانتين المسيحية والإسلامية، والذين هم أقدر مني على الإجابة.

أما أنا فسأحافظ على وضعي ككاتبة ومقالاتي التي أحاول أن أتناولها من جميع الزوايا. وأنا لا أؤله أحدًا، لا المسيحي ولا المسلم. وحتى ولو اخترت العلمانية، فهذا من زمان، وهي ليس بالضرورة إلحادًا وأكثر ما يعني أن الدين موضوع شخصي، يخصني أنا. وأنا لم أتكلم بعد عن الدين الإسلامي. إنما أتحدث عن الهوية. والدين شيء موجود في تركيبة البشر، ليس من السهولة التخلص منه حتى لو أقنع الملحد نفسه بنظرية داروين والفلسفات الإلحادية، فلا زالت أوروبا تقيم احتفالات كبيرة بأعياد المسيحية. وهذا أكبر مؤشر على عمق الدين في ثقافة الناس.

ويوجد سؤال عند الملحد لا يغيب عنه أبدًا، حتى لو حاول دفنه وإخراس صوته "ماذا لو كان هناك إله؟" فكما أننا لا يمكننا إثبات الألوهية، فإننا لا نستطيع إثبات الإلحاد. لذلك من الأفضل أن يكون التدين سكر خفيف، أو بحسب القول ساعة لربك وساعة لقلبك، لكي لا نقع في مطبات التعصب الديني. وأن نجاري الفطرة إن استطعنا.

وخير مثال على ذلك قصة الشاب المسيحي الثري والذي كان وحيد أهله المتعلمين والراقين. وله أخوات وأعز أصدقائه من المسلمين. حين أحب فتاة مسلمة وأصر على الزواج بها. عندها قامت الدنيا ولم تقعد، إذ أن معنى هذا أن يغير الشاب ديانته ويخسر أهله كي يتزوج فتاة أحلامه.

ومرت شهور وأصيب الشاب بالإكتئاب، فما كان من أهله إلا أن دبروا له تكاليف السفر والتهريب إلى الخارج، خاصة مع تدهور بلاده وبما أنه شاب وحيد ومدلل، فإنه استصعب مشاق التهريب، إلى أن انتهى به الأمر في إحدى الدول الأوروبية، حيث وضع في معتقل مع لاجئين أخر.

وهناك تعرف على فتاة بوسنية مسلمة ولديها طفل.
وكانت على ما يبدو ملاذًا تواسيه عن كل ما جرى والعذاب الذي مر فيه. إن منطق العقل لدى هذا الشاب يقتضي بأن لا يقترب من شابة مسلمة بعد ذلك، لكن القلب وما يهوى.

وقد خرج كلاهما من المعتقل وعاشا سوية. وأنجب منها أطفالًا أخر. كل هذا وهو يخفي حقيقة الأمر عن والديه، وكان يظن أنه في يوم من الأيام سيتركها. لكن علاقته بهذه الفتاة العادية جدًا والتي يفوقها جمالًا ووسامة، كانت تتوطد يومًا بعد يوم.
وعائلته أيضًا تكبر، فأخذ على نفسه تربية إبنها مع أطفاله. ثم انتهى الأمر بالزواج منها، وهي مطلقة وتكبره سنًا.

وبعد مرور سنوات طويلة، قرر هذا الشاب المسيحي إبلاغ والديه وأخواته بما أخفاه عنهما، كل هذا الوقت. وطبعًا كان خائفًا من ردة الفعل وإيذاء والديه، لكنه فوجىء يتقبلهما الأمور هذه المرة. فغياب حبيبهم طال وقد فعلت الأيام فعلتها، وهم يحاولون الآن الإستمتاع بأحفادهم.

وفي الحقيقة، فإن الشاب كان يستأهل فتاة أفضل من هذه، لكن الغربة والطريق الوعر إلى أوروبا، جعلته دائم الحاجة للحب والحنان، الذين منحتهما له هذه الفتاة المسلمة، من بين جميع بنات أوروبا.

وهناك أمثلة كثيرة على الزيجات المحرمة. والحقيقة ليس من العدل أن يتزوج المسلم من مسيحية، بينما المسلمة لا تستطيع ذلك إلا إذا غيّر المسيحي دينه. وهذا الأمر حصل مع إمرأة عربية، أعرفها من بعيد، حيث غير زوجها دينه الكاثوليكي. أما أنا فلا أستطيع أن أطلب ذلك من مسيحي أو غيره لأن هذه مسألة قناعات، حيث يجب أن يكون الإنسان منسجمًا مع نفسه. ولا أرغب في المسلم، الذي جاء من دين آخر لأنه لا يكون منفتحًا كما يجب. يعني "علقانة علقانة" ومع السنة كمان.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية الضائعة 8: الله أكبر والصليب
- الهوية الضائعه 7: عقد العربي المركبة
- الهوية الضائعة 6: نماذج الهمجية
- الهوية الضائعة 5: همجية العربي
- الهوية الضائعة 4: علينا التباكي كاليهود
- الهوية الضائعة 3: قومية أم إسلامية؟
- الهوية الضائعة 2: سجّل أنا عربي
- الهوية الضائعة
- ماذا سنفعل بالمثليين الجنسيين في بلادنا؟
- الإضطهاد المسيحي 2
- أنت كافر
- الإضطهاد المسيحي
- الإسلام: ظالمًا أم مظلومًا؟ رد على منال شوقي
- الأوروبي البدوي 3
- دوّي الله أكبر
- الأوروبي البدوي 2
- بريطانيا الحب والملاذ والعتب الكبير
- الارهاب والكباب وشارلي ايبدو
- العربي الأوروبي
- الأوروبي البدوي!


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - الهوية الضائعة 9: التزاوج المسيحي الإسلامي