أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - تبقى في رؤية الشاعرة جودة بلغيث :(الحقيقةُ أبعدُ من الأفق) ، لكنها (أقربُ من الحلُم...)














المزيد.....

تبقى في رؤية الشاعرة جودة بلغيث :(الحقيقةُ أبعدُ من الأفق) ، لكنها (أقربُ من الحلُم...)


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5054 - 2016 / 1 / 24 - 17:27
المحور: الادب والفن
    


وانا في قارب وسط العتمة ، كان الرعب آخذا بخناقي ، اتحسس حروف الورقة التي تحمل كلمات ، تتدفق منها انفعالات لذات قلقة رغم انها ذات حلم اخضر وهاديء ، وهناك اسئلة تتكور في البحث عن الذات والشاعرة جودة بلغيث ، حيث تقول :

(يرتمي النّورس في حضن المدى
الشّوق يسأله :
إلى أين .....؟؟؟؟
متى السّكن؟؟؟....متى السّكينة؟؟

هذي أنا
و المرايا وسع السّماء
تبتلع صوتي...
على عتباتها تتشظّى صورتي
أناءااااات
أضيع بينها و بين المرايا
فأين أنا منّي ؟؟ و أين منّي أنا ؟؟)

وهنا حاولت الشاعرة ، باثارة تلك الاسئلة ان تصوغ افكارها من خلال ما يثير مشاعرها الذاتية ، وكما نعلم ليس شرطا أن يعيش الشاعر التجربة بصورة فعلية وإنما ينفعل معها وجدانيا بحيث يمتزج معها بشعوره وإحساسه ، فيعبر عنها بصدق . وقد يلجأ الشعراء للخيال معبرين عن أساهم وألمهم وضيقهم بهذا الواقع ولذلك راحوا يتغنون بماضي الإنسانية الفطرية السعيدة ، وبمظاهر الطبيعة الجميلة ، وهربوا إلى مشاعرهم الدفينة ودخيلة نفوسهم ، ونسجوا في خيالهم عالما آخرا يتصف بالعدل والخير والجمال والمثل العليا . وبالرغم من استغراقهم في ذاتيتهم واهتمامهم بالخيال إلا أنهم لم يهملوا البعد الإنساني فتعاطفوا مع المظلومين وثاروا ضد الظالمين متجاوبين مع آمال الناس وقضاياهم ومثلهم في زمانهم ، وحركوا مجتمعاتهم في سبيل مستقبل أفضل يدعون إليه ؛ ولذلك جاء شعرهم يفيض بإحساسهم الحاد بأنفسهم وذواتهم وبما تنبض به مجتمعاتهم ؛ ولذلك تحس عندهم بخفايا نفوسهم ومكنونات عصورهم .
وكان الإحساس بالألم وأثره العميق هو مظهر من مظاهر الذاتية الفردية التي يتألف منها الوجدان بمشاعره المتناقضة ، ويأخذ مظهرين : التفاؤل والتشاؤم وذلك بحسب الحالة النفسية التي يعيشها الشاعر لحظة الإبداع فهو متفاءل عند شعوره بالقوة والقدرة على مواجهة الأزمات وتحدي الصعاب ، وعندما يكون محبطا يائسا ضعيفا قانطا يصبغ التشاؤم عمله الأدبي ؛ ولذلك كان شعرهم يفيض باللذة والفرح والسرور تارة ويفيض تارة أخرى بالحزن والألم والهم الدافق العميق .وهنا الشاعرة افترضت بياض نوياها بقرينة النورس ، فهي التي تسأل ، وهي التي تحاول الاجابة ، فهل تصل الى الحقيقة .. بينما (الهُوّةُ مسافة عُمْر) في رؤية الشاعرة ، فهل تستطيع اللحاق بسنين العمر ، لتجترح مسافة اخرى ، بلا ادنى شك هي مسافة جمالية ، فـ(مرتبة الجمال ترتفع عند أفلاطون لتصل حدا يعبر فيه الحب الحقيقي هو حب الجمال وان الجمال هو الله وبلوغ إدراك ذلك يصل بالمحب إلى نسيان ذاته , فيندمج مع البحث الهادف إلى إدراك أسرار الكون وتأمل أجزائه والتي تؤدي إلى إدراك جمال الحقيقة الإلهية , فأي شيء جميل فهو مستمد جماله من الله ذاته .) ، لكن (نرى أرسطو في موقفه الجمالي مثاليا واقعيا مخالفا أستاذه أفلاطون في أن الفن إذا كان محاكاة فانه أعظم من الحقيقة لأنه يتمم ما تعجز عنه الطبيعة في إتمامه , فالمحاكاة عنده ليست سلبية بل عليها أن تطور وتبنى فالفنان يقوِّم الطبيعة ويطورها نحو الأفضل وبرأيه فهذه هي اجل مهمات الفن .
كما خالف أستاذه أفلاطون في نظرته للفن على انه نتاج للعواطف الإنسانية في حين نظر إليه أفلاطون - كما أشرنا - أنه إلهام إلهي .
فالعملية الإبداعية عند أرسطو عملية إنسانية مرنة يقودها الفنان ذاته ليكشف عن مكامن الجمال في عامل الحس والواقع.) ، وتستمر الشاعرة جودة ترسم مسارات بحثها ، عما هو روحي تميل له الروح لذاته الجميلة ، كي تحدث معانقة بين ذات الجمال وذاتها كونها شاعرة تبحث عن الملاذات وتجترح سلالم للهروب من خلالها الى مسافات تسمو وتلاحق الجمال اينما ارتفع .. كما في قولها :

(لصدى الرّيح تعزفني الأماني
نشيدا على وتر الشّوق
رجْعُ صدى الأنين يُعرّيني
جرحا علّمَ
وشما أمازيغيا على منبع الحنين
و الآهةُ جبل صقيع

أحجّ إلى كعبة روحك
و أطوف أطوف
من زمزم عينيك أرتوي
دهشةَ اليقين أترجّى
بين الصّفاء و المروى سبعا و سبعا أسعى
سارّة الصّبر أنا ...
حين وليدها بكى ظمأ)

فالاهة عند الشاعرة جبل صقيع ، بدالة دهشة اليقين ، لهذا تحزم امرها للحج الى كعبة روحه .. من هو؟؟ فتستعير آلية الحج عساها ان ترتوي من زمزم عينيه ، افتراضا هو الطهر والجمال والامان والايمان ، بعلامة امازيعية ، أي باستحضار الواقع المتخيل ، وهذا شكل عمقا رؤيويا لدي الشاعرة جودة بلغيث ، فـ(ليس ثمة عمل ابداعي بلا رعشة جمالية ، انها عنصر اساس من جماليات الفنون ، حتى الاكتشافات العلمية تشكل فيها هذه الرعشة انعطافا خطيرا في لحظة الاكتشاف ، لكن الذي ندعو اليه هنا ان يتحلى الانفعال في النص الشعري عن أوليته وسذاجته وقابليته المنفلتة على البوح ، ويتحول بفعل قوة العقل ـ التي يجب ان تسيطر على تيار الانفعال وعلى وفق ضوابطها وقوانينها ـ الى اثر ابداعي ذي بنية معرفية خاصة ممغنطة بالانفعال ومسحورة بطاقة غناء فذة في عمقها وكثافتها) ، كما يقول الاستاذ الدكتور محمد صابر عبيد في كتابه تمظهرات القصيدة الجديدة ص9 ، لتبقى في رؤية الشاعرة (الحقيقةُ أبعدُ من الأفق) ، لكنها (أقربُ من الحلُم...)



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة آمنة الحلبي تردد: ثغري لن ولم يمسسه أهل النوايا...
- آمال عوّاد رضوان تفتحُ آفاقَ جَمالٍ جديدةً عبْرَ تجربتِها ال ...
- نضال القاضي في مخاضات شعرية وسط عواء مستمر
- الشعر خلال العشرة ايام التي مرت/الشعراء حسين القاصد و عائدة ...
- الشاعرة مريم العطار /بين -الوأد- واثبات الذات
- الشاعرة فاطمة منصور.. / شاعرة حزن حد البكاء، الا انها تديم ق ...
- الشاعرة صليحة نعيجة بين غياب وحضور!/ديوان (لماذا يحنُّ الغرو ...
- الشاعرة ايلينا المدني/بين الحب والجمال والاناقة الروحية
- الحزن امرأة ، افتراض شعري
- رفيف الفارس ... الوجع الشعري والتمسك والحياة
- الشاعرة واجدة العلي .. قلق وانفعال وسخرية هادئة
- الشاعرة منى العاصي/ والبحث عن اوجه الحقيقة
- الشاعرلقمان محمود يعيش الحياة باحثا عن جمالها في الحب
- الشاعر لينا شدود/تقود ثورة احتجاجية
- الكاتبة ميمي قدري/تخوض تجربة كتابية جديدة
- الشاعرة عواطف بركات/ بالأنسنة خلقت علاقة مع الاشياء شعريا
- الشاعر حسن البصام / بين الهدوء الشعري والانفعال العقلي
- الشاعر رياض الغريب .. نسق مضمر في عيد المرأة
- الكاتب علي لفتة سعيد /خلق من الادب شخصية موازية لخلق ذاته ال ...
- الكاتبة امينة عبدالله/تعيش حالة التداخل النصي والتداخل النفس ...


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - تبقى في رؤية الشاعرة جودة بلغيث :(الحقيقةُ أبعدُ من الأفق) ، لكنها (أقربُ من الحلُم...)