أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نصر الرقعي - تجربة الموت !؟















المزيد.....

تجربة الموت !؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5054 - 2016 / 1 / 24 - 08:16
المحور: سيرة ذاتية
    


تجربة الموت !؟
*********
أكدت الكثير من البحوث والملاحظات لتجارب الموت أن الكثير ممن يحتضرون يرون في لحظة سكرات الموت أقربائهم الموتى وخصوصا ممن يرتبطون بهم عاطفيا ويتخاطبون معهم وهذا ما أكده السير (وليام باريت) رئيس جمعية البحوث الروحانية في بريطانيا في كتابه (رؤى سكرات الموت!) ، ولكن تفسيرات هذه الظاهرة اختلفت ما بين من يصفونها بأنها مجرد حالة من الهذيان المصاحبة لسكرة الموت ومن يصفونها بأنها الحيلة الاخيرة من الحيل اللاشعورية للنفس البشرية بهدف التخفيف على صاحبها ثقل وألم ومرارة مفارقة الجسم بالموت وصولا الى من يعتقدون أنها بالفعل أرواح بعض الأقرباء تقترب بالفعل من هذا المحتضر من عالم البرزخ والارواح لتساعده على تجاوز محنة وتجربة الموت كأقسى تجربة يمر بها كل حي بحياته منذ ولد !!.

من الاحاسيس الثابتة ايضا لتجربة الموت كما وصفها بعض المحتضرين او بعض من ماتوا لبعض الوقت موتا سريريا ثم عادوا للحياة هو الشعور باحساس غريب يشبه دبيب النمل في داخل الجسم يبدأ من الرجلين متجها الى الرأس !!.. لقد تحدث عدد كبير ممن كانوا يمرون بسكرات الموت ويحتضرون او من ماتوا موتا سريريا لبعض الوقت ثم انبعثت فيهم الحياة مرة أخرى عن هذا الاحساس الغريب وهذا الدبيب !!.


أنا شخصيا تجربة الموت الاكثر تأثيرا في التي عاينتها بنفسي هي موت قطتين كانتا تعيشان معنا في بيتنا عام 1990 تقريبا حيث اصابهما فجأة مرض مجهول انتهى بوفاتهما ! ، أما القط الذكر وهو الاصغر سنا فقد اصيب اولا بهذا المرض وظل لعدة أيام لا ياكل ولا يشرب ويرفض تناول أي طعام رغم كل محاولاتي لتقطير بعض الحليب في فمه ولكنه في نهاية المطاف رايته يستسلم للموت بكل انسياب وهدوء ودون اية مقاومة واعتراض وكأنه يقول لي : دعني وشأني ! ، فقد اسلم جسمه للموت وأسلم الروح بطريقة سلسة هادئة واختفى تاركا ورائه جسمه الذي حينما حملته بيدي لدفنه كان لينا طريا جدا بشكل عجيب ! ، اما القطة الأنثى و الاكبر سنا فقد اصيبت بعد وفاته بالمرض المجهول نفسه وعزفت عن الطعام والشراب وظلت مستلقية في غرفة فوق سطح منزلنا لعدة أيام ، وفي ذات ليلة وفي وقت متأخر من الليل حيث السكون التام والناس نيام كنت مستقليا في غرفتي أقرأ كتابا يتناول ظاهرة تلبس الشياطين باجسام البشر بين الحقيقة والاوهام وفجأة وانا مستغرقا في مطالعة ذاك الكتاب دوى صوت اصطدام شئ ما بخزان المياه فوق سطح منزلنا كما لو أن أحدهم قذف حجارة اصطدمت بالجسم المعدني للخزان ! ، اعتراني بعض الخوف والاستغراب ! ، ومع ذلك سارعت بالصعود الى سطح منزلنا من خلال درج السلالم والقلق يعصف بقلبي ! ، وحينما وصلت الى السطح كانت هناك في انتظاري مفاجأة لم تكن تخطر لي على بال !! .


فما إن وصلت لسطح المنزل حتى شاهدت تلك القطة المريضة (الانثى) بجوار خزان المياه تقف متخشبة على اطراف أقدامها الاربعة بينما كان ذيلها يلف ويدور كما لو انه مروحة طائرة هليكوبتر ! ، وفي الاثناء كانت تحرك وتلف رأسها يمينا وشمالا بصورة جنونية سريعة بعينين جاحظتين مخيفتين وهي تصدر صوتا مخيفا كما لو انها قد تلبس بها احد شياطين الجن !! ، تسمرت مكاني للحظات في ذهول تام وشلل عام وأنا احملق نحوها كالمصعوق لا أكاد أصدق عيني ! ، وفي عقلي صوت يجلجل كالجرس ويصرخ يسألني في الحاح : ( ما الذي يجري هنا على وجه التحديد !!؟)(هل اصيبت هذه الهرة بالجنون ام تلبسها شيطان مريد !؟) ثم فجأة تحركت القطة وهي في تلك الحالة الغريبة المخيفة منتصبة على ارجلها المتخشبة والقت بجسمها بقوة وعنف نحو خزان المياه المعدني فدوى صوت الاصطدام بشدة كما سمعته منذ قليل في غرفتي ! ، لقد بدا لي وقتها كما لو أن القطة تتصارع بشكل شرس عنيف مع قطة اخرى غير مرئية! ، فهي ، كما بدا لي المشهد ، تخوض معركة عنيفة تقاوم شيئا ما يحاول الفتك بها ! ، وأخيرا وسط هذا المشهد الصادم المخيف تمكن عقلي من القفز بسرعة وتجاوز عواصف مشاعر الخوف والصدمة والذهول وكل التفسيرات السريالية غير المعقولة التي تقافزت نحو ذهني من كل مكان من اعماق الوجدان ! ، وانتزع التفسير العقلاني الوحيد والاكيد لما يحدث أمامي ! ، فالقطة المسكينة كانت تحتضر ! ، ولكنها كانت وبدافع حب الحياة وحب البقاء تقاوم الموت بكل ما تبقى فيها من قوة في معركتها الاخيرة ! ، كانت ، وبشكل واضح ، وبعكس القط الذكر الاصغر سنا الذي استسلم للموت بكل هدوء وخضوع ، تصارع الموت وتقاومه وتحاول الافلات من قبضته ! ، وكنت انا لازالت مذهولا مشلولا اراقب ما يجري كالمصعوق ! ، وفجأة تمكن الموت من طرح القطة ارضا ولم يعد في امكانها فعل شي سوى تحريك قدميها والمواء بألم وخوف ! ، لم تلق المسكينة اية نظرة نحوي ولم تطلب مني المساعدة بل كانت مذهولة عني تماما كأنني غير موجود ! ، لقد كانت تخوض معركتها الاخيرة وحدها وربما كانت ترى ما لا ارى !! ، مرت لحظات وأنا هناك متسمرا مكاني عاجزا عن فعل اي شي ، ثم رأيتها تكف عن المواء الأليم نهائيا وتتوقف عن الحركة تماما وهي تمد أرجلها المتخشبة بأقصى ما تستطيع ! ، فاقتربت منها بهدوء بقلب يقطر حزنا وشفقة وأسفا وحينما انحنيت نحوها رأيت عينيها جاحظتين بشكل مرعب ومددت يدي اتحسسها فلم تتحرك فأيقنت بأنها قد غادرت المكان ولم يبق الا هذا الجسم المتخشب ! ، وبالفعل حينما حملت جثتها كانت متخشبة تماما كما لو أنها تمثال من الحجر بعكس جثة القط الآخر التي كانت كما لو انها دمية من المطاط اللين ! ، وحاولت ان أحني ارجلها المتخشبة فلم اتمكن من ذلك فحملتها كما لو انها تمثال لقطة من خشب او المعدن ووضعتها في غرفة السطح استعدادا لدفنها في الصباح ، وعدت ادراجي الى غرفتي وقلبي يخفق بالخوف والحزن بينما عقلي المذهول يبذل اقصى جهده وطاقته الذهنية في محاولة فهم ما جرى ولماذا مات القط بكل هدوء واستسلام وترك خلفه جثمانا لينا كدمية من المطاط او القطن بينما القطة الاخرى قاومت الموت بشكل جنوني حتى النهاية ثم تحولت الى جثة متخشبة كتمثال من المعدن !؟ ، وهل هذه التجربة التي عاينتها مجرد مصادفة عابرة أم انني كمؤمن بالله الخالق المدبر يمكنني ان اعتبرها إشارة و(رسالة شخصية) لي من السماء ورب العباد بغرض التوجيه والارشاد واستخلاص العبر واستنتاج المعاني الوجودية من تجربة الحياة والموت !؟ ، من يدري !!؟ ، ربما !!؟؟.
سليم الرقعي
يناير 2016 م






#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنا والأنا الأخرى!؟؟
- حينما تتنازل عن أحلامك الرومانسية !؟
- الرأسمالية لم تستنفد أغراضها التاريخية بعد !؟
- الانسان بين مشكل المعاش ومشكل الوجود!؟
- مشكلة العقل !؟
- داعش صناعة خارجية أم نبتة داخلية محلية!؟
- مشكلة الوعي والارادة !؟
- الصادق النيهوم وكولن ولسون واللامنتمي!؟
- تطور البشرية بين منحنى التقدم ومنحنى الرقي!؟
- يوم فقدت رشدي !؟
- الأدب والفن ملح الحياة ولكن ...!؟
- بين مشروعاتهم ومشروعنا مرة أخرى!؟
- النهضة والاشتراكية بين موسى والعقاد!؟
- الغرب والاخوان..محاولة للغهم!؟
- الناس ومسألة الايمان بالخالق!؟
- حول رب الفيسبوك وتصريحه بيهوديته!؟
- حرية الكفر في الدولة المسلمة!؟
- الليبرالية والوجودية محاولة للفهم !؟
- لماذا فشل الليبيون ونجح الاماراتيون !؟
- اليهود العرب !؟


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نصر الرقعي - تجربة الموت !؟