حيدر نضير ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 18:36
المحور:
المجتمع المدني
ابتي العراق ، المتجدد الجميل ، اراك غراما بنا تحتضر ، اهو من شوق قديم مستتر ، اخفيته عنا رائفة بنا ، عله يوما يندثر . ابتي العراق ، هات يديك معي ، ان قلبك البغدادي قد جنه حبنا فشاخ بالهم والكبر . انك مكنوز بمعاني الانبياء والصالحين رجلا خصبا لا يهاب القدر . وان كان للوجود نفاذ ، فالعراق مطيع خالقه ، لا يخشى اجلا على ضفتيه او تحت رطاب ، فمن هنا خرج المسمار فولد الكلم والكتاب .
استلق على ذراعي وخذ نفسا بحجم نقاءك ودع العقل يستريح ، ايها الجبين المتعرق لشعبه قلقا وخوفا وحربا وضياعا كفاك دموع على قافلات الورد الراحلات فنحن نذور مستقبل الاجيال القادمة .
لقد اصبح الموت يا والد النخيل امرا مضحكا ، اسقاط حرب ، قبل يومين كنت معهم هناك وكانت على يميني دمع ام وبندقية ، على يساري حيف اب .. تسالت حينها في عقلي هل الشيطان انكب علينا ام حساب قديم واختبار رب .. لقد تعبنا الخطى الحمراء فعتدنا ، ومل منا هذا الدرب .
حتى فكهن يا والد اوروك حين وصل حد قلبي قالت احداهن انظرن مازال نابضا ينوح .. انه من ارض الرافدين هكذا شهدائهم تبقى افئدتهم تتقد ، تلوك نفسها تهظم ، لساتر تركته اشتياقا ، وتشتعل على اصحابها المؤمنين وتتوضى بدم ابنائها لتصلي قربة لله والعراق .
لقد مر عام على مسكني في الثرى ، كنت لا اشعر بالوحشة فقد احطت بشهداء اخرين جاوروا بيتي الاخير ، قال لي احدهم هل لك ايها الجندي البطل ان تحك لي راسي ؟ قلت واين يديك يا بائع الدمى ؟؟ قال لقد فقدتها في انفجار اسلاموي ، كنت ابيع الدمى للاطفال على ارضية مزدانة بالبراءة ، لا زلت اتذكر انفاس حياتي الاخيرة حين مرت بي امرأة وابتاعت مني عروسا انتقتها طفلتها مبتهجة ثم انقطع كل شيء ، لا اذكر الا موج عات من اللهب قد قطع ترجمة الورد التي عشت لحظاتها بكل دفئ انها صورة الطفلة وهي تحمل عروسها فرحة .
#حيدر_نضير_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟