أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زاهر نصرت - الحرية والرق ... وجهان لعملة واحدة














المزيد.....

الحرية والرق ... وجهان لعملة واحدة


زاهر نصرت

الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 13:18
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الرق ليس ظاهرة تاريخية بل هو ظاهر انسانية متلازمة للحياة حيث اننا نتحدث عادة عن الرق بمعناه القانوني متناسين ان جوهره هو ما يمارسه السادة على العبيد من تسلط وتحكم واستغلال وان هذه المظاهر من التسلط والتحكم والاستغلال لا تزال تملأ الدنيا من حولنا .
ان المجتمع الدولي والسياسي قد افحم حياتنا بنصوص ومواثيق تدافع عن الحرية والعدل وتنهي عن الاستعباد والظلم ويصوغ لنا العديد من وسائل تصفية الرق بصوره كلها لكن هذه التصفية ما تزال مطمعاً بعيد المنال والدليل على ذلك ما يظهر في مكتشفات العلم الحديث التي وضعت بيد الاقوياء مختلف انواع اسلحة الظلم والقهر والاستغلال ما خلق الواناً من ( القهر الجماعي ) لم تكن معروفة في ايام الرق الاولى . فالاستعمار السياسي والاقتصادي والتفرقة العنصرية التي تمارسها بعض الحكومات على الاقليات قد وضعت ملايين البشر في مركز من " الدونية " القانونية والسياسية والاجتماعية يقترب بهم من حالة الارقاء .
ان القفزة الهائلة للعلم في العقود الخمسة الماضية قد فتحت الباب لانواع من الرق لم تكن تخطر ببال احد فالدولة الحديثة حين تمتلك وسائل الاعلام او تحتكر استعمالها فانها تملك في الحقيقة مفاتيح العقول والنفوس ، وهناك شران لا يختلف العقلاء على موضع الشر فيهما ومع ذلك فقد طبعا تاريخ البشرية ولازماه ( الحرب و استعباد واستغلال الانسان للانسان ) اذ ينتقل الناس من البداوة الى الحضارة ومن الترحال الى الاستقرار ومن الزراعة الى الصناعة ومع ذلك تبقى الحروب ويستمر استغلال الانسان للانسان كما لو كان ذلك سنة جارية او قدراً الهياً مقدوراً .
ان الرق وهو من ابشع صور الانسانية ، لم يكن من صنع الانسان البدائي المتوحش وانما كان من صنع الانسان المتحضر ... فالجماعات البدائية التي كانت تعيش في العصر الحجري وتتغذى من الصيد والقنص وجني الثمار الطبيعية لم تعرف الرق ، فقد كان يشيع فيها التعاون الجماعي والمساواة وتعمل مشتركة في تحصيل غذائها ... لكن بعد التحضر حصل شيء خارقاً ورهيباً لعقولنا حيث اصبحنا نحن البشر الوحيدين المتميزين بين جميع الكائنات الحية وهو الخوف من الموت ومن خسارة المستقبل هذه هي الانعطافة المريرة لمأساة البشرية الكبيرة وفي نفس الوقت الفرصة العظيمة لتدجين الانسان من قبل الانسان .
ان خوف الانسان من الموت ومن السجن ومن التعذيب اصبح السيطرة عليه ممكناً وعملاً ذو منفعة بعكس الحيوان الذي يخاف من الالم وبشكل وقتي ولا نستطيع ان نخيفه بأن نهدده في سلب حريته بالتعذيب والسجن في المستقبل لان الحيوانات ليس لديها شعور عن الغد فلا نستطيع ان نهدد الحصان او الخروف بالقتل والتعذيب وكذلك لا نستطيع ان نلوح بالمنشار القاطع اوالصراخ على شجرة لدفعها في انتاج المزيد من الثمار ولا نستطيع ايضاً الحصول على المزيد من البيض بترهيب الدجاجة .
ان جذور الرق تنمو في الفقر وفي مستنقعه يلد ويترعرع ولا بد من القضاء على الرق بأشباع الجائعين ليتحرروا من مذلة الخوف فليس للانسان ان يحظى بحريته الا اذا اطعم من جوع وأمن من خوف ، واذا كانت الحروب لم تعد مصدراً للرق فان القوى الاستعمارية قد استبدلت الاسترقاق بالتبعية الاقتصادية والسياسية ، فبالتبعية الاقتصادية تمارس الاستعمار بالتجويع وبالتبعية السياسية تمارس الاستعمار بالتخويف وكلاهما الوجه الثاني لاسترقاق الشعوب .

ومن حقنا ان نردد :

ما اقرب اليوم من أمسه
ما أشبه الليلة بالبارحة


زاهر نصرت



#زاهر_نصرت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطب في مصر القديمة
- العلم سيد الساحة
- العامل النفسي عند اداء الفنانين
- نظرة حول اسباب انتشار وباء الفساد الاداري
- الكلوخوز والسوفخوز
- نظرة تاريخية للنظام الاشتراكي
- حصار وغزو وطائفية وهجرة
- مفاهيم زراعية ... الانتاج الزراعي
- مفاهيم زراعية ... الزراعة
- روسيا انجبت دوستويفسكي
- الحظ ... من فيض الخاطر للكاتب احمد امين
- اسم لم يمت
- العرب والحضارة
- المعرفة والحياة
- اولكا بطلة ستالينكراد
- نحو فلسفة بحث علمي معاصر
- تراثنا في ذمة التاريخ
- مأزقنا الحضاري وازمتنا الفكرية
- ماضينا الحافل لن يعود
- البؤساء واوليفر تويست ... من جديد


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زاهر نصرت - الحرية والرق ... وجهان لعملة واحدة