أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زاهر نصرت - اولكا بطلة ستالينكراد














المزيد.....

اولكا بطلة ستالينكراد


زاهر نصرت

الحوار المتمدن-العدد: 4933 - 2015 / 9 / 22 - 20:01
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كم من البطولات تضيع وسط دوي القنابل وصوت الانفجارات وطلقات المدافع ، ولكن قلما بقيت هذه القصص الرائعة خافية على التاريخ ، وخاصة عندما يجتمع الرواة ويتحدثون عن هذا الذي رأوه وسمعوه فتتحرك الأقلام لتسجيل تلك الصفحات الرائعة في حياة الشعوب التي صمدت وقاتلت وانتصرت حتى تحقق لها النصر على المعتدين .

وفي ستالينغراد ، تلك المدينة الخالدة التي كانت مسرحاً لأعنف واعتى المعارك في التاريخ الحديث أبان الحرب العالمية الثانية ... في ستالينغراد هذه التي حاصرتها جيوش النازي اثناء توغلها في الأرض الروسية لمدة تزيد على ستة اشهر كاملة من شهر آب / 1942 حتى شهر شباط / 1943 في محاولة لاحتلالها اولاً ثم عبور نهر الفولغا لكي يتسنى لها الوصول الى بقية انحاء روسيا ثانياً . واجهت قوات هتلر مقاومة ضارية ، خرج فيها كل رجل وامرأة من سكان المدينة الصامدة للدفاع عن ارواحهم واموالهم حتى الصبية الصغار حملوا الخناجر والبنادق وتعلموا كيف يصوبونها الى صدور جنود العدو .

وبقيت المعارك دائرة ، واستمر القتال سجالاً بين أصحاب الأرض والمعتدين حتى تحولت ستالينغراد الى مقبرة هائلة لأكثر من ( 350 الف ) جندي الماني ، وانتصر شعب المدينة الباسلة بعد ان تحول كل شيء فيها الى اكوام من الحطام والدمار تحت وطأة القصف المستمر لمدافع العدو .

ومن شفاه هؤلاء الابطال ، استطاع ميخائيل شولوخوف الكاتب الروسي الشهير الحائز على جائزة نوبل ، عن قصته المشهورة " الدون الهادئ " ...

ان يجمع العديد من قصص البطولة التي حققها أبناء مدينة ستالينغراد .
ومن بينها قصة الفتاة اولغا ذات الستة عشرة ربيعاً ، لقد تركها الالمان وراءهم بعد ان قتلوا كل افراد اسرتها ونالوا منها ما يناله الحيوانات من اناثهم بلا رحمة ولا شفقة ... حتى سقطت الفتاة على الأرض غير قادرة على الحركة فتركوها ومضوا في طريقهم باحثين عن فريسة أخرى ....
وعاشت الفتاة بعد ان ادركها بعض أبناء بلدتها في ريف المدينة الفقيرة الجائعة ، وقدموا لها الماء والطعام ، فأكلت وشربت وما كادت تستعيد قواها وتعود الى الوقوف على قدميها حتى صرخت : (( اريد مدفعاً من تلك المدافع الرشاشة التي تحملونها ... )) .

وقدموه لها فحملته وانطلقت في أثر هؤلاء الذئاب الذين هتكوا عرضها وافترسوا جسدها . ومن فوق احد الروابي العالية شاهدتهم يرقصون ويغنون ، كانوا اكثر من مئة جندي الماني من مختلف الرتب ، وانبطحت على الأرض وصوبت مدفعها بدقة ثم ضغطت على الزناد ولم ترفع اصبعها عنه ، وفي دقائق قليلة كانوا كلهم جثثاً هامدة لا حياة فيها .

وهبطت مسرعة من التل الى حيث رقدت جثث اعدائها هامدة ، لتحتفل وحدها بالنصر الذي حققته وعرفت احدهم وكان اول من هاجمها ، ورفعت حذائها وداست به على وجهه وبصقت عليه ... وفي هذه اللحظة انطلقت رصاصة ... رصاصة واحدة استقرت في قلبها ... لقد كان في النزع الأخير وفتح عينيه وعرفها ، فأطلق رصاصة من مسدسه الذي كان يحمله في يده ، وسقطت الفتاة على الأرض وماتت " بطلة ستالينغراد " .
وعندما عثروا على جثتها ، كانت قدمها الصغيرة لا تزال فوق رأس عدوها .



زاهر نصرت



#زاهر_نصرت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو فلسفة بحث علمي معاصر
- تراثنا في ذمة التاريخ
- مأزقنا الحضاري وازمتنا الفكرية
- ماضينا الحافل لن يعود
- البؤساء واوليفر تويست ... من جديد
- التجسس والهيمنة الحضارية
- ديمقراطية الفتنة
- اختراع الاعداء
- في ذكرى عيد الجيش العراقي ... جيش المآثر والبطولات
- هكذا كنا ... وهكذا نحن ... وهكذا سنكون
- العلم والاخلاق الانسانية
- والدي العزيز
- لأننا عراقيون
- اين نحن من هؤلاء
- اعدام الانسان العراقي مع سبق الإصرار والترصد
- ثورة أكتوبر 1917 العظمى
- اين هي الحكومة
- متى نعي الدرس ؟
- نحو تفعيل جديد للتفرغ الزراعي
- وهمُ العيد في العراق


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زاهر نصرت - اولكا بطلة ستالينكراد