|
عبث هوياتي ... وترسيم شكلي للأمازيغية .
الطيب آيت حمودة
الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 08:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عبث هوياتي ... وترسيم شكلي للأمازيغية .
المطلع على بنود الدستور الجزائري المعدل في [ شقه الهوياتي والألسني] يُصاب بخيبات أمل ، لأنه مشروع أهوائي وضع على المقاس رغم التصريحات باعتباره دستورا توافقيا .
°°°في الوقت الذي كنا ننتظر بنودا دستورية ديموقراطية ، تحرص على إنصاف كل الجزائريين مصالحة مع أنفسهم وتاريخهم وحضارتهم الضارب جذورها في التاريخ ، غير أن ذلك الأمل سرعان ما تبخر بقراءة أولية لمسودة الدستور المعدل الذي رسخ سلطات الرئيس ومدّها ، و قزم من الأمازيغية بأن جعلها في الدرجة الثانية من حيث القيمة ، إغفالا أوتنكرا لمبدأ احترام الإنسان والمجتمع لا يتحقق إلا باحترام هويته ولسانه وتاريخه .
°°° ديباجة الدستور جاءت نشاز، حادت عن الجادة فيما تعلق بمصطلح [ المغرب العربي ]، و[الجزائر أرض عربية] وهي بذلك لا زالت تنظر لمجتمعنا بمنظور أحادي التوجه شمولي القيم ، فأين حقنا نحن الأمازيغ في مصطلح [ المغرب العربي ] وعبارة [ الجزائر أرض عربية ؟ ] فالدول الحكيمة الراشدة هي الدول التي ترسم لنفسها طريقا يُقرب المسافات ويزيل العقبات بين مواطنيها وإن اختلفوا عرقا ودينا و لسانا ، فهي الدول التي تأخذ نفس المسافة مع كل مكوّنها الإجتماعي بلا إفراط ولا تفريط ، فالهند رغم تعدد ألوانها ،و أجناسها، ولغاتها ، أديانها ، فهي من الدول العظمى في العالم . . °°°ترسيم الأمازيغية في الجزائر شكلي ، ففي الوقت الذي كنا ننتظر العدل والمساواة في تبني الهوية الوطنية وجعلها مساوية لغيرها ، غير أن واضعي الدستور أصروا على التمييز بجعل اللغة العربية[ لغة رسمية للدولة ]في حين أن الأمازيغية لغة رسمية للأهالي الأندجينا .
°°°لوكانت نية ( المشرع ) حسنة لما كانت الحاجة إلى مادة ثالثة مكررة 3bis ،التي تنص على رسمية اللغة الأمازيغية*، وإنما العمل على تعديل المادة الثالثة نفسها كأن تكون :* [اللغتان الأمازيغية والعربية لغتان وطنيتان و رسميتان] °°°فخلق المادة 3 مكرر 3bis، معناه منح مكانة هامشية للأمازيغية ، فكل ما فتحت كوة صغيرة للأمازيغية إلا واستُتبعت برهاب منها ، يُقوي من قانونية اللغة العربية وذاك ما يظهر في حرص المشرع على التأكيد على ( أن تظل اللغة العربية اللغة الرسمية للدولة ) . ومما يؤكد رهاب العروبية من مكاسب الأمازيغية في الدستور هو المادة 187 التي تغلق اللعبة الديموقرطية بأن جعلت رسمية اللغة العربية من الأمور الثابتة التي لا تتغير ، في حين أنها تغافلت عن منح نفس الإمتياز للأمازيغية !؟ . °°° إن كنا ننظر نحن معشر الأمازيغ للعربية بأنها لغتنا واجبنا الحفاظ عليها وتطويرها ، فإن غيرنا ينظرُ لأمازيغيتنا بأنها [ضرة للعربية ] أي تطوير لها هو مهدد للعربية والعروبية ؟* وكـأن قوة اللغة العربية مُستمدٌّ من قتل اللغات الأخرى وطردها من الحيز المكاني الذي تهيمن عليه ، أو كأنها كائن من نوع مصاصي الدماء لا تنتعش إلا من إرتشاف دماء غيرها .
°°°فكل مكسب تحققه الأمازيغية إلا وكان مصحوبا بتعزيز تواجد العروبة في شمالنا الإفريقي ، فالحقوق مراتب ، فهناك مرتبة [البند] ، ومرتبة [البند المكرر] ، هناك مرتبة الأريكة المريحة الفخمة ، وهناك مرتبة الكرسي الخشبي الهامشي الهش القابل للطي strapontin ؟.
°°°فترسيم الأمازيغية في مسودة الدستور الجزائري شكلي عبثي ، وهو ذر للرماد في العيون ، فالدولة الجزائرية تبنت الطرح الإديولوجي ذي التوجه الشمولي الأحادي (العروبة والإسلام ) الذي استنسخته من المدرسة الفرنسية اليعقوبية الشمولية É-;-tat jacobin. ، ووضح معالمه فخامة الرئيس في زيارته الرسمية لتيزي وزو 1999 حيث كرر لثلاث من المرات بأن الأمازيغية لن تكون رسمية مادام هو رئيسا للبلاد ، و صرح رئيس الحكومة بأن اللغة الأمازيغية لن تكون رسمية غدا ....
°°° تغيير سياسة الدولة تجاه هويتنا لن يأتي سهلا ، فالمكاسب التي تحققت لم تأت مناًّ ،وإنما جاءت من جهاد ونضال وتضحيات ، فليستمر النضال السلمي المستنير لتحويل المقعد الهامشي strapontin . إلى أريكة فخمة تتصدر المشهد الثقافي والإعلامي والفكري .
#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سكوت ... نحنُ أمة تَقتل ؟!
-
الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج2] .
-
الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج1] .
-
الوزير ( قرين ) وشرطة (أورلي ) .
-
بلاد الأمازيغ حقل تجارب تطبيقية للفكر السياسي الإسلامي
-
شعوب المغرب فيما بين فكري( العريفي) و(أدونيس) .
-
وفاء امرأة
-
لماذا (يسعد ربراب) فقط ؟
-
كسر المفاصل بين [السعيد ] وبقايا [ توفيق ] .
-
شياطين [ منى] المنتقمة !
-
حقوق الإنسان .. من حراميها إلى حاميها ؟! .
-
الأقدام السُّود ... يعُودون هذا الصّيف [ج1]
-
الإنسداد الهواياتي في الجزائر.
-
الفيلم الإيراني (محمد رسول الله ) المواقف والإنطباعات
-
موسم الهجرة نحو الشمال وليس للجوار .
-
حول هوية الشمال الإفريقي [1]
-
هوية وطن ، أم هوية لغة ؟
-
الحيران بين البخاري والقرآن .
-
هل السُّنة وحي كالقرآن ؟ [ج1]
-
هل السُّنة وحي كالقرآن ؟ [ج2]
المزيد.....
-
زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
-
دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما
...
-
الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
-
شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
-
اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا
...
-
بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس
...
-
إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
-
دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با
...
-
مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
-
هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|