أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - في استقراء الأبعاد الثلاثة: بدلاً عن مقدمة-لديوان إلى مشعل التمو-














المزيد.....

في استقراء الأبعاد الثلاثة: بدلاً عن مقدمة-لديوان إلى مشعل التمو-


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5011 - 2015 / 12 / 12 - 00:04
المحور: الادب والفن
    


في استقراء الأبعاد الثلاثة
بدلاً عن مقدمة

ثمة شعور فريد، امتلكني، وأنا أمام مهمة التقديم لهذه المجموعة الشعرية، وهو ما دعاني لأستغرق بعضاً من الوقت، أقوم خلاله، بقراءة ما يقع بين عتبتها، وفهرستها، مرة تلو مرة، لأتوصل بعيد كل قراءة، إلى قرار، مفاده: ثمة قراءة أخرى، لابد منها، قبل أن أخوض مغامرة الكتابة، عسى أن أستطيع من خلالها أن أكون وفياً لذلك التواشج بين روحي الشاعر ومن اتخذ من اسمه عتبة أولى لفضاء هذه النصوص، وأعني به: مشعل التمو، ذلك الصديق الذي اجتذبه حب الشعر، وراح يتعاطاه، ليجد نفسه في عالم آخر، هو عالم السرد، بأشكاله، وإن كان إحساسه بتفاقم الهول الذي يعانيه أهلوه صار يدفعه إلى ما بعد الكلمة، بل إلى ترجمتها، على نحو ميداني، وهو شأن من يمحو المسافة بين القول والفعل، ما جعله يدفع بروحه، في هذه اللجة، عبر رصاصة جبانة، أمام صدى كاريزماه، وروحه، ومفردته، في محاولة منها لإسكاته- -وأنى لها ذلك..!؟- عبر استعادة هزيمة قابيل في حضرة هابيل، ليفتقد المستنسخ الجديد، بعد أن ضغط بإصبعه على زناد بندقيته، حتى إلى سمة الندم التي هيمنت، ذات تبكيت ضمير، على روح أولهما، وهو يواجه وحدته، أمام مفردات المحو.
ويبدو، أن ماكنت أتوجس منه، وهو أنني لن أستطيع الخروج من عوالم ذلك الثالوث الذي كان كلاهما: روني ومشعل، يشكلانه، لأكون الشاهد، أو الضلع الملحق بهما، قد تحقق، عندما أحسست، في قرارة نفسي، أنه لابد من خوض هذه المهمة الموغلة في الحساسية، والخطورة. وهل ثمة أصعب من أن أنوس بين عالمين، هما: عالم النص، وعالم الناص، حيث لكل منهما حقه، فالنص جدير بأن يستوقفني كمتلق له، لما له من ملامح فارقة، كما أن تلك الروح التي لا تنفصل عن النص- كما هو شأن حبل السرة، والوليد- فإن روح الناص، وهي تستحضر روحاً أخرى، في مقام الاحتفاء بها، أمتُّ إليها-أنا الآخر- كما الناص، بوشائج عميقة، دعتني لأن أرتمي في فخاخ الشاعر، طائعاً، كي أقول عنه، ما يومىء به نصه، وإن بلغة السرد التي أحاول ألا أتعامل معها، وكأنها مفاتيح لما يجيء بين دفتي هذه المجموعة، بل في إطار كتابة نص آخر، تكون لي فيه كلمتي، في ما يتعلق بقراءاتي، لعالمي: المحتفى به، والمحتفي، وإن كنت-في الحقيقة- أمام أكثر من احتفاء، مادامت روح ثالثنا، تشكل أسطون هذه الحالة الشعرية.
أجل، أعترف، أنني، وأثناء كتابة هذه المقدمة، لم أتمكن من تجاوز حميمية الحالة التي أدت بالناص إلى اختيارعنوان باكورته، هذه، وذلك، باعتباري مطلعاً على الكثير من تفاصيلها، بل داخل لجة بعض هذه الجوانب، لأنها ترتقي إلى مستوى استثنائي، فريد، فهي لم تتلوث بأدخنة وأغبرة ما هو عابر، بل ظلت محافظة على ألقها، ورونقها، وعمقها، وصميميتها، وما هذه النصوص، إلا أحد تجليات الفعل الإنساني، والموقف الحياتي، والأخلاقي، وغير ذلك، مما يجمع بين كليهما: الشاعر، وبطل اللحظة الملحمية، في النص، وخارجه، على حد سواء، وهوما لم يكتف بالحضور أثناء تقريي مفاصل أي نص من النصوص، بل راح يمارس سطوته حتى لحظة الكتابة هذه......!
وبعيداً، عن هذه المقدمة، فإن نصوص المجموعة، وهي تقدم أوراق اعتمادها، من الناحية التقنية، والرؤيوية، يمكن تشريحها النقدي، في ما يتعلق بشرطها الشعري، لاسيما وأننا لسنا أمام مجرد أنموذج مكرر، بل أمام أشكال متعددة، بتعدد عناوين النصوص، كي يجاور الملحمي، الإيماضي، بل الرؤيوي الشفاهي، وإن كانت روح الناص الأميل إلى عدم مواربة كلمته عن متلقيه، تظل مهيمنة، فهو يظل ومن خلال موقفه الحياتي، صاحب رؤية، يتشبث بها، أنى كان موقعه، وهوما ينأى به عن أشكال التضبيب، لأن النص سرعان ما يقدم مفاتيحه، بلا تلكؤ إلى المتلقي، مادام أنه موضع العناية، من لدن الناص، الذي يراه الأكثر أهمية في اللعبة الإبداعية، كما في خطابه اليومي.
لا يعنى الناص بالمفردة-بحد ذاتها- أكثر من وظيفتها، في إطار الجملة، وهو يرسم صورته تحت وطأة الفكرة التي ترمي إليها، من دون أن يتخلى عن البعد الجمالي المطلوب، بل إن المفردة ذاتها، لا تتخلص من إرثها الهائل من الألم، بعيداً عن الاسترسال وراء أي تأنق فائض، وفي هذا ما يحيلنا إلى ما وراء النص، حيث طريقة تفاعل الناص مع نصه، في إطار خطابه العام، كي يكون نصه استحضاراً لبطل تاريخي، طالما يتجدد، بأساطيره، ورموزه، وأحلامه، وانكساراته، من دون أن ينغلق في إطار بيئته المقددة، مقطعة الأوصال، على طاولات الضياع والتيه، بل ليفتح نوافذه على ثقافة الآخر، وهو يموقع ذاته، ضمن خيارات الخريطة الجمالية، في مواجهة أدوات القبح، مهما تناسخت، أو تلونت، حتى وإن كانت جزءاً يكاد يتماهى بما هو حولنا تحديداً....!.
الأذن الموسيقية، المرهفة، لدى الناص، وهو ابن مكان له ملاحم أغانيه، التي شذبت أرواح أبنائه، كي تنبجس عنها الأغاني، مع هواء الرئتين، تدفعه، كي يمضي إلى أن ينوس بين شكلين إيقاعيين، هما الداخلي، والخارجي، وإن كانت قصيدة النثر، في أشكالها، المتطورة، قد تجاوزت الأخير منهما، بيد أن لا مناص منها، في رتم الحالة، التي لا تكتمل دورتها، إلا عبر استحضار البنية الإيقاعية، على هذا النحو، وهوما ظهر في أكثر من مقطع، بل في أكثر من نص من نصوص المجموعة.
وعوداً على بدء، فإنني لا أريد أن أحتل أكثر من مساحة هذه الإضاءة الاحتفائية، وأنا في هذا المقام، لأن أي استرسال، من قبلي، أكثر مما تم، لابد من أن يكون بمثابة مصادرة لرأي المتلقي، بعيداً عن ترسيمة تضاريس النصوص، أو حتى داخلها، لا فرق، باعتبار أن الشريط اللغوي للمجموعة، قادر، أن يقدم ذاته، مادامت له هويته، الهوية التي تشكلت نتيجة تفاعل مجمل أدوات الشاعر، في مختبره الذاتي، كي يكون صوتاً له أبعاده، وملامحه، وأسئلته الجارحة التي تغوص في أعماق لحظتنا، ونحن في أحرج عتبات التحول والاستشراف...!؟.
إيسن-ألمانيا
10-12-2015
إبراهيم اليوسف





#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الروح في المجلس الوطني الكردي وأسئلة السياسي والثقافي
- آلة الاستبداد ولذة المواجهة (شهادة ذاتية)
- جكرخوين في آخر مظاهرة له في قامشلي:
- أكون ولا تكون....!
- إلى متثاقف نطاط:
- أحد مشوهي تفجير-قامشلي الإرهابي-:أحمد خوجة صورة فوتوغرافية.. ...
- عمرحمدي: ماوراء اللوحة1
- بعد مئة عام على تأسيسه: أسئلة المشروع القومي وأخطار تقرع الب ...
- عمرحمدي: ماوراء اللوحة
- -على هامش أطروحة المنطقة العازلة-: التدخل التركي واقعاً وتحد ...
- عبدالباقي حسين كان عليك أن تنتظر أكثر..!
- بطولات جبان
- بطولة الماضي والزمن المضارع...!.
- نداء إنساني:انقذوا اللاجئين السوريين في معسكرات اللجوء البلغ ...
- دمشق/تدمر/ قامشلي:
- بيان رابطة الكتاب والصحفيين الكورد في سوريا في الانتفاضة الك ...
- على عتبة عامها الرابع: رسالة بينوسا نو الحلم والتحديات
- حوارمع الإعلامي والكاتب محمد سعيد آلوجي
- لسان حالي أمام الانتهاكات: عرض حال شخصي
- صلاح بدرالدين كاتباً :معين بسيسو كتب قصيدته عن الكرد وصلاح ا ...


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - في استقراء الأبعاد الثلاثة: بدلاً عن مقدمة-لديوان إلى مشعل التمو-