أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة ! (7)














المزيد.....

أديب في الجنة ! (7)


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5010 - 2015 / 12 / 11 - 00:16
المحور: الادب والفن
    


* أرواح القديسين والعلماء تصعد إلى السماء !
بدا الملك لقمان ومرافقوه في غاية الدهشة حين قادتهم الملكة الشابة إلى غابة تحولت إلى حديقة شاسعة تنتصب فيها تماثيل للأجداد الذين أمضوا أعمارهم في البحث عن الحقيقة . وكان الملك لقمان قد قدم نفسه كملك وليس مجرد مرتاد للفضاء كما قدم مرافقيه من الإنس والجن . وأكثر ما أدهش الملكة ومرافقاتها اعتقادهم بالجن والشياطين بل ووجودهم بينهم،وهذا الإعتقاد كان قد انقرض عندهم منذ عشرات آلاف السنين بعد أن تطور فهمهم لجوهر الألوهة الخالقة .
كان مئات الرجال المسنين المتحجرين يسند بعضهم ظهورهم إلى جذوع أشجار ضخمة ويمدون أرجلهم في استقامة واضعين أيديهم فوقها فيما كان بعضهم يقرفصون إلى جانب الأشجار وآخرون يثنون أرجلهم تحتهم ويستندون إلى جذوع الأشجاروآخرون يجلسون في وضع صلاة إسلامية . وبدا كل واحد منهم وكأنه قد بقي على الوضع الذي تجمد عليه منذ آلاف السنين لتجف الشجرة وتتحجر بدورها مشكلة مع جسد الرجل بأغصانها الضخمة المتحجرة نصبا في غاية الجمال . أجل الملك لقمان كل أسئلته الوجودية وراح يتأمل مئات النصب التي شكل كل واحد منها تحفة فنية مذهلة . وما لبث أن سأل الملكة :
- ماذا تقصدين بالأجداد الباحثين عن الحقيقة أيتها الملكة وكيف تجمدوا وتحجروا دون أن يطالهم أو يطال ألأشجارالتي استندوا إليها الفناء .
- إنها الإرادة الإلهية التي شاءت ذلك . ولهذا الأمر قصة طويلة أيها الملك . إذا تحب سأرويها لجلالتكم . فهؤلاء الذين ترى أنصابهم أحياء في الأبدية المطلقة الخالدة ،التي لا تفنى ولا تموت .
وبدا الكلام صعبا بعض الشيء على الملك .
- أكون شاكرا لجلالتك فأنا لم أجب الكون إلا بحثا عن الحقيقة .
- كان عدد سكان كوكبنا أكثر من خمسة عشر مليارا يعتنقون أكثر من عشرة آلاف دين ويعبدون أكثر من عشرة آلاف إله حسب فهم كل دين للألوهة . فكثرت النزاعات الطائفية والمذهبية ونشبت حروب طاحنة أودت بحياة الملايين . فقرر المئات من القديسين والعلماء والفلاسفة البحث عن الحقيقة والتعمق فيها . في البداية بدأت المسألة بقديس واحد . جلس إلى جذع شجرة وراح يتأمل في الوجود ملغيا من عقله كل ما عرفه ويعرفه عنه ،مضربا عن الطعام والشراب ما لم يصل إلى الحقيقة. حقيقة الوجود. حقيقة الخالق . الغاية التي وجد الخلق ووجد البشر من أجلها . ( وأشارت الملكة إلى أحد الأنصاب قالت أنه نصبه ) كانت غايته معرفة الحقيقة ليوحد أبناء الكوكب حولها وينقذ الكوكب من النزاعات المدمرة . كان ذاك القديس هو أكبر علماء كوكبنا . مر عليه ثلاثة أيام دون أن يتناول شيئا ، وطلب إلى الناس أن لا يأتوه بشيئ. وبدأ العلماء والقديسون والفلاسفة يتضامنون معه فرادى ثم جماعات . بحيث لم يبق في هذه الغابة شجرة كما ترى إلا وجلس إلى جذعها رجل أو حتى أكثر من رجل .فارق القديس الأول الحياة بعد ثلاثة أسابيع دون أن يطرأ أي حركة على جلسته . فارقها مساء في الوقت الذي كان فيه عشرات الآلاف من الناس يجثون في الغابة ويتضرعون إلى الله أن يرأف بعلمائهم وفلاسفتهم وقديسييهم . وحينئذ حدثت المعجزة الإلهية . فما أن فاضت روحه حتى خرج من جسده نور راح يتصاعد ببطء في الفضاء ولم تمر سوى لحظات حتى فاضت أرواح جميع العلماء كما كانوا جالسين، لينبعث من أجسادهم نور ويصعد إلى السماء خلف النور الأول . نور أضفى على الجو هالة جمالية في غاية الروعة والإدهاش. لم يكن النور يتصاعد بشكل عمودي أو في كتلة أو كتل بل كان يتصاعد في هالات نورانية مشعة متموجة بألوان مختلفة مبهره صبغت الغابة والناس بألوانها . وشرع الآلاف في إحضار الشموع وإشعالها أمام الجثامين دون أن يبدو على الناس أي حزن لرحيل العلماء لإدراكهم أن إرادة إلهية هي التي شاءت ذلك . وجاء الناس بباقات ورود ووضعوها أمامهم أيضا. زادت إنارة الشموع الجو سحرا وجمالا وتضوعت رائحة الزهور لتملأ الغابة .وشرع الناس على اختلاف مذاهبهم يرددون اسم الله بخشوع . وفجأة راحت الهالات النورانية ترسم بتموجاتها كلمات بلون أخضر تعبر عن جوهر الألوهة . بحيث راحت الجمل تظهر جملة خلف جملة إلى أن ظهر أكثر من مائة ألف جملة . وحين رأى الناس أن الجمل كثيرة جدا راح بعضهم يحفظ ما يريد منها وبعضهم يأخذ لها صورا لتنشر فيما بعد في مجلد شكل ناموس أمتنا التي توحدت خلفه وتبعته. فنحن الآن نعبد إلها واحدا يملأ وجوده الكون كله ويسري في قلوبنا وأجسادنا ولا نستطيع دون وجوده في ذواتنا أن نفعل ولو مجرد حركة ! وهو كما عبرت لك محبة مطلقة وخير مطلق وجمال مطلق . ويسرنا أن ندعوا جلالتكم للإحتفال معنا بعيد النور بعد يومين وهو اليوم الذي فاض فيه علينا النور الإلهي وصعدت فيه أرواح أجدادنا إلى السماء لتنضم إلى الروح الإلهية .
بدا الملك لقمان في غاية السعادة وهو يستمع إلى فكر أقرب ما يكون إلى فكره . وشعر أنه في حاجة إلى معرفة المزيد والمزيد عن هذا الفكر لعله يستطيع تطبيقه على كوكب الأرض البائس .
شكر الملكة على الدعوة بل وأبدى رغبته في أن يستمع إلى حديثها الممتع أكثر. وشعرت الملكة نور السماء بالقليل من الغيرة لأن الملك لقمان بدا مأخوذا بجمال وفكرملكة كوكب الجنات ! ولم يعد يهتم بها !
*****



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة ! (6)
- أديب في الجنة ! (5)
- أديب في الجنة (4)
- أديب في الجنة (3)
- أديب في الجنة ! (2)
- أديب في الجنة ! (1)
- أديب في الجنة !!
- رحيل إلى المطلق الأزلي على طيف ابتسامة !
- نظرية الأوتار وتفسير الكون (3)
- نظرية الأوتار وتفسير الكون (2)
- نظرية الأوتار وتفسير الكون ! (1)
- هل تدرك الطاقة وجودها وهل تعرف أنها خالقة ؟ (2)
- هل الطاقة السارية في الكون تعرف أنها خالقة وأنها الله ،وهل ت ...
- في المادة والطاقة وتجلياتهما !!
- آه يا إلهي .. كم نحن حزناء ؟
- أقوال ومقالات . في الخالق والخلق والجنة والناروالمرأة والجنس ...
- آه يا أمي . آه يا حبيبتي . كم أنا حزين من أجلك !
- إعلان هام إلى من يعنيهم تاريخ القدس ولديهم معلومات عنه !
- هل نحن كنعانيون حقا ؟ وهل القدس يبوسية أم كنعانية ؟
- ما العمل مع هذه العاهرة حبيبتي وعدوتي اللدودة ؟


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة ! (7)