أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الدولة العراقية الهشة تتقاذفها سياسات ونفوذ ومصالح الجيران؟














المزيد.....

الدولة العراقية الهشة تتقاذفها سياسات ونفوذ ومصالح الجيران؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 12:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    







لم ينقذ العراق من الصراعات في منطقة الشرق الأوسط خلال الحكم الملكي (1921-1958) سوى الميثاق الذي وقعته أربع دول هي تركيا، إيران، أفغانيتان والعراق وبرعاية بريطانية في العام 1937 في اسعد آباد، المدينة الإيرانية الصغيرة الواقعة في محافظة بوشهر، وأطلق اسم المدينة على هذه الاتفاقية "ميثاق سعد آبا"د، خاصة وأن إيران وتركيا كانتا تطالبان باستمرار بأراضٍ عراقية، كما في حالة تركيا ولاية الموصل، أو بمياه عراقية، كما في حالة إيران مع شط العرب. وقد أودعت الاتفاقية التي تم التوقيع عليها في 4 تموز/ يوليو 1937 في سجل عصبة الأمم في 19 تموز/ يوليو 1937. تضمنت الاتفاقية بنوداً تؤكد ما يلي:

"يتعهد الفرقاء المتعاقدون بإتباع سياسة الامتناع المطلق عن أي تدخل في شئونهم الداخلية .. كما يتعهدون تعهدا صريحاً بمراعاة حرية حدودهم المشتركة.. وأن يتشاوروا فيما يخص كلا منهم في الاختلافات التي لها صبغة دولية ولها علاقة بمصالحهم المشتركة.
حل وحسم كل المنازعات أو الاختلافات من أي نوع أو مصدر والتي قد تنشب فيما بينهم، يجب أن لا يكون إلاَّ بالطرق السلمية.
يتعهد المتعاقدون بأن لا يعمد أحد منهم في أية حالة من الحالات منفرداً وبالاشتراك مع دولة أو دول أخرى إلى تعدٍّ يوجه إلى أحد منهم."
ومع إن أحداً لم يلغ هذا الميثاق، رغم التحولات التي جرت في كل تلك الدول، فأن المشكلة الكبيرة للعراق برزت في حالتين:

توقيع النظام البعثي الاتفاقية الخيانية مع حكومة شاه إيران في العام 1975 حيث سلم البعث بموجبها نصف شط العرب إلى إيران، وكذلك بعض المناطق الحدودية، في مقابل تخلي إيران عن إسناد نضال حركة التحرر الوطني الكردستانية والتي أدت إلى انهيار الحركة التحررية الكردية المسلحة حينذاك ولو مؤقتاً.
توقيع نظام البعث اتفاقية مع تركيا تبيح للأخيرة التوغل بمسافة 20 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية لملاحقة فصائل الحركة البارتزانية الكردستانية والعراقية. وفي حينها اخترقت القوات والجندرمة التركية مرات كثيرة الحدود العراقية وقامت بقتل الكثير من أهالي القرى الكردستانية وتخريب قراهم وزراعتهم. كما مارست القوات الجوية التركية ضربات صاروخية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني ولكنها كانت تقتل سكان القرى الجبلية وتخرب مساكنهم وزراعتهم. كان هذا حتى نهاية العام 2003. ولكن العدوان ما زامل مستمراً!
يتعرض العراق بوضوح كبير إلى تدخل مباشر من دولتين هما إيران وتركيا، إضافة إلى تدخل السعودية وقطر بشكل خاص في شؤون العراق الداخلية ودعم قوى الإرهاب الدموي بالبلاد.

فقبل فترة قصيرة صرح أحد المسؤولين الإيرانيين بأن "العراق أصبح جزءاً من الدولة الإسلامية الإيرانية وعاصمتها بغداد". وكان في ذلك يعبر عن رؤية القيادة الإيرانية الثيوقراطية للعراق. ولم يطل الوقت حتى قام 500 ألف إيراني باجتياح الحدود العراقية من نقطة زرباطية (محافظة واسط) والاعتداء على موظفي الحدود بذريعة المشاركة في عزاءات الحسين بكربلاء دون أن يكون هناك أي اتفاق مع الحكومة العراقية، وكأن العراق أصبح في نظر المرشد الإيراني والحكم الإيراني أحد ولايات الإمبراطورية الإيرانية الجديدة!!

أما تركيا فانتهاكها للحدود والأجواء العراقية في صراعها المتجدد مع حزب العمال الكردستاني ومسلحيه مستمراً. وقبل يومين اجتاح المئات من قوات الجيش التركي بعجلاتهم ومدرعاتهم ودباباتهم بذريعة تدريب قوات البيشمركة أو مجاميع من شباب الموصل على حمل السلاح والقتال.

لم يسبق هذا الاجتياح التركي للعراق أي تشاور أو اتفاق مع الحكومة العراقية أو حتى إعلامها، بل جاء هذا الانتهاك الفظ دون علمها، ولهذا أصدر رئيس الجمهورية وكذلك مجلس الوزراء بيانات أكدوا فيها رفضهم للاجتياح التركي ومطالبتهم بالانسحاب الفوري من الأراضي العراقية، وإلا ستطرح القضية على مجلس الأمن.

إن الجارتين تركيا وإيران تمارسان سياسات انتهاك سيادة العراق، وهو العضو الدائم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكأنهما ما زالا السلطنة العثمانية والدولة الفارسية وتتنازعان السيطرة على العراق واستغلال شعوبه وموارده ووضعه في خدمة أغراضهما في المنطقة.

إن هاتين الدولتين الجارتين تستغلان بوحشية هشاشة الدولة واحتلال عصابات داعش الإرهابية الممولة من تركيا والسعودية وقطر وبعض أمارات وأغنياء الخليج والعالم الإسلامي، والصراع الذي ما يزال يعرقل التفاهم بين رئاسة وحكومة إقليم كردستان العراق والحكومة الاتحادية، فتمارسان هذا الأسلوب العدواني ضد سيادة العراق.

إن على السلطات الثلاث والشعب العراقي وقواه الوطنية والديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني، الاحتجاج بشدة على هذا التدخلات الفظة والضغط على الحكومة لرفع القضية دون تأخير إلى مجلس الأمن الدولي.

إن تركيا الراعية للإرهاب والمتعاونة مع داعش وجبهة النصرة وجيش الفتح وأحرار الشام يجب أن تلجم وأن يفرض عليها الانسحاب من الأراضي العراقية وإدانة من وافق، إن كان هناك من وافق، على دخول قوات السلطنة العثمانية الجديدة إلى العراق!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم الحر والموقف من السعودية دولة التطرف والإرهاب والظلم ...
- مواقف تركيا إزاء الحملة المناهضة لقوى الإرهاب بسوريا والعراق ...
- الاقتصاد السياسي للفئات الرثة الحاكمة في العراق
- كتاب -الرثاثة في العراق -أطلال دولة ... رماد مجتمع-
- هل في مقدور التعبئة العسكرية الدولية وحدها تصفية داعش؟
- هل يعي المجتمع الدولي طبيعة الإرهاب الإسلامي السياسي؟
- لمن ولاء أجهزة الأمن العراقية للشعب أم لغيره؟
- هل يمكن تحقيق التغيير بولاءين؟
- شعوب العالم والإسلام السياسي
- الموقف من عمليات التغيير الديموغرافي لأراضي المسيحيين بإقليم ...
- أحمد الجلبي في ذمة المجتمع والتاريخ!
- نتائج أو عواقب عوامل الأزمة المتفاقمة بالعراق!
- المسيحيون جزء أصيل من أهل وتاريخ العراق [مشروع كتاب]
- هل يمكن العيش في بلد يحكمه الأوباش؟
- رأي بشأن القانون المسخ، قانون البطاقة الوطنية بالعراق
- العواقب الوخيمة لسياسات الولايات المتحدة
- التناقضات الاجتماعية بالعراق إلى أين؟
- المشكلات المتراكمة التي تواجه إقليم كُردستان العراق!
- الحاكم المستبد والفاسد لم يُحاكم حتى الان!!
- أنجيلا ميركل في مواجهة نيران عدوة!!


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الدولة العراقية الهشة تتقاذفها سياسات ونفوذ ومصالح الجيران؟